الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 حَذِرتُ الحُبَّ لَو أَغنى حِذاري * وَرُمتُ الفَرَّ لَو نَجّى فِراري
2 وَمازالَت صُروفُ الدَهرِ حَتّى * غَدَت أَسماءُ شاسِعَةَ المَزارِ
3 وَما أُعطى القَرارَ وَقَد تَناءَت * وَهَذا الحُبُّ يَمنَعُني قَراري
4 يَغارَ الوَردُ أَن سَفَرَت وَيَبدو * تَغَيُّرُ كَأبَةً في الجُلَّنارِ
5 هَواكِ أَلَجَّ في عَيني قَذاها * وَخَلّى الشَيبَ يَلعَبُ في عِذاري
6 بِما في وَجنَتَيكِ مِنِ احمِرارِ * وَما في مُقلَتَيكِ مِنِ احوِرارِ
7 لَئِن فارَقتُكُمْ عَبَثًا فَإِنّي * عَلى يَومِ الفِراقِ لَجِدُّ زارِ
8 وَكَم خَلَّيتُ عِندَكِ مِن لَيالٍ * مُعَشَّقَةٍ وَأَيّامٍ قِصارِ
9 فَهَل أَنا بائِعٌ عَيشًا بِعَيشٍ * مَضى أَو مُبدِلٌ دارًا بِدارِ
10 أَعاذِلَتي عَلى أَسماءَ ظُلمًا * وَإِجراءِ الدُموعِ لَها الغِزارِ
11 مَتى عاوَدتِني فيها بِلَومٍ * فَبِتِّ ضَجيعَةً لِلمُستَعارِ
12 لِأَسلَحَ حينَ يُمسي مِن حُبارى * وَأَضرَطَ حينَ يُصبِحُ مِن حِمارِ
13 إِذا أَحبابُهُ أَمسَوا عَشِيًّا * أَعَدّوا وَاستَعَدّوا لِلبَوارِ
14 إِذا أَهوى لِمَرقِدِهِ بِلَيلٍ * فَيا خَزيَ البَراذِعِ وَالسَراري
15 وَيا بُؤسَ الضَجيعِ وَقَد تَطَلّى * بِخِلطَي جامِدٍ مَعَهُ وَجارِ
16 وَما كانَت ثِيابُ المُلكِ تُحشى * جَريرَةَ بائِلٍ فيهِنَّ خارِ
17 فَلَو أَنّا استَطَعنا لَافتَدَينا * قَطوعَ الرَقمِ مِنهُ بِالبَوارِي
18 يُبيدُ الراحَ في يَومِ النَدامى * وَيُفني الزادَ في يَومِ الخُمارِ
19 يَعُبُّ فَيُنفِدُ الصَهباءَ جِلفٌ * قَريبُ العَهدِ بِالدِبسِ المُدارِ
20 رَدَدناهُ بِرُمَّتِهِ ذَليلًا * وَقَد عَمَّ البَرِيَّةَ بِالدَمارِ
21 وَكانَ أَضَرَّ فيهِم مِن سُهَيلٍ * إِذا أَوبا وَأَشأَمَ مِن قُدارِ
22 تَفانى الناسُ حَتّى قُلتُ عادوا * إِلى حَربِ البَسوسِ أَوِ الفِجارِ
23 فَلَولا اللَهُ وَالمُعتَزُّ بِدنا * كَما بادَت جَديرٌ مِن وَبارِ
24 تَدارَكَ عُصبَةً مِنّا حَيارى * عَلى جُرفٍ مِنَ الحَدَثانِ هارِ
25 تَلافاهُمْ بِطولٍ مِنهُ جَمٍّ * وَعَفوٍ شامِلٍ بَعدَ اقتِدارِ
26 إِمامُ هُدىً يُحَبَّبُ في التَأَنّي * وَيُخشى في السَكينَةِ وَالوَقارِ
27 إِذا نَظَرَ الوُفودُ إِلَيهِ قالوا * أَبَدرُ اللَيلِ أَم شَمسُ النَهارِ
28 لَهُ الفَضلانِ فَضلُ أَبٍ وَأُمٍّ * وَطيبُ الخيمِ في كَرَمِ النِجارِ
29 هَزَرناهُ لِأَحداثِ اللَيالي * فَأَحمَدنا مَضارِبَ ذي الفَقارِ
30 أَميرَ المُؤمِنينِ نَداكَ بَحرٌ * إِذا ما فاضَ غَضَّ مِنَ البِحارِ
31 لَأَنتَ أَمَدُّ بِالمَعروفِ كَفًّا * وَأَوهَبُ لِلُّجَينِ وَلِلنُضارِ
32 وَأَحفَظُ لِلذِمامِ إِذا مَتَتنا * إِلَيكَ بِهِ وَأَحمى لِلذِمارِ
33 لَئِن تَمَّ الفِداءُ كَما رَجَونا * بِيُمنِكَ بَعدَ مُكثٍ وَانتِظارِ
34 فَمِن أَزكى خِلالِكَ أَن تُفادي * إِلى الأَهلينَ مِنهُم وَالدِيارِ
35 بَذَلتَ المالَ فيهِم كَي يَعودوا * إِلى الأَهلينَ مِنهُم وَالدِيارِ
36 فَيا لَكِ فَعلَةً يُهدى نَثاها * إِلى أَهلِ المُحَصَّبِ وَالجِمارِ
37 حَبَوتَ بِحُسنِ سُمعَتِها وَصيفًا * فَنالَ بِنُبلِها شَرَفَ الفَخارِ
38 رَعَيتَ أَمانَةً مِنهُ وَنُصحًا * وَأَنتَ مُوَفَّقٌ في الاختِيارِ
39 وَفازَ مِنَ الوَفاءِ لَكُمْ عَزيزًا * وَخاطَرَ عِندَ تَغريرِ الخِطارِ
40 وَآثَرَكُمْ وَلَم يُؤثِر عَلَيكُمْ * وَقَد شَرَعَت لَهُ دُنيا المُعارِ
41 إِذا ما قَرَّبوهُ وَآنَسوهُ * غَلا في البُعدِ عَنهُمْ وَالنِفارِ
42 حَياءً أَن يُقالَ أَتى بِغَدرٍ * وَنُبلًا أَن يَحُلَّ مَحَلَّ عارِ
43 وَهِمَّةُ مُستَقِلِّ النَفسِ يَسمو * بِهِمَّتِهِ إِلى الرُتَبِ الكِبارِ
44 شَكَرتُكَ بِالقَوافي عَن شَفيعي * إِلَيكَ وَصاحِبي الأَدنى وَجاري
45 وَمَولاكَ الَّذي مازِلتَ تَرضى * وَتَحمَدُ غَيبَهُ في الاختِيارِ
46 فَلا نَعدَم بَقاءَكَ في سُرورٍ * وَعِزٍّ ما سَرى الظَلماءَ سارِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح المعتز بالله ويهجو المستعين:

الصفحات

1 - الأبيات (1-10) في صفحة (935)،
2 - الأبيات (11-18) في صفحة (936)،
3 - الأبيات (19-26) في صفحة (937)،
4 - الأبيات (27-36) في صفحة (938)،
5 - الأبيات (37-46) في صفحة (939)،

الرابط المختصر