1 |
في الشَيبِ زَجرٌ لَهُ لَو كانَ يَنزَجِرُ |
* |
وَواعِظٌ مِنهُ لَولا أَنَّهُ حَجَرُ |
2 |
ابيَضَّ ما اسوَدَّ مِن فَودَيهِ وَارتَجَعَت |
* |
جَلِيَّةُ الصُبحِ ما قَد أَغفَلَ السَحَرُ |
3 |
وَلِلفَتى مُهلَةٌ في الحُبِّ واسِعَةٌ |
* |
ما لَم يَمُت في نَواحي رَأسِهِ الشَعرُ |
4 |
قالَت مَشيبٌ وَعِشقٌ دُحتَ بَينَهُما |
* |
وَذاكَ في ذاكَ ذَنبٌ لَيسَ يُغتَفَرُ |
5 |
وَعَيَّرَتني سِجالَ العُدمِ جاهِلَةً |
* |
وَالنَبعُ عُريانُ ما في فَرعِهِ ثَمَرُ |
6 |
وَما الفَقيرُ الَّذي عَيَّرتِ آوِنَةً |
* |
بَلِ الزَمانُ إِلى الأَحرارِ مُفتَقِرُ |
7 |
عَزّى عَنِ الحَظِّ أَنَّ العَجزَ يُدرِكُهُ |
* |
وَهَوَّنَ العُسرَ عِلمي في مَنِ اليُسُرُ |
8 |
لَم يَبقَ مِن جُلِّ هَذا الناسِ باقِيَةً |
* |
يَنالُها الوَهمُ إِلّا هَذِهِ الصُوَرُ |
9 |
بُخلٌ وَجَهلٌ وَحَسبُ المَرءِ واحِدَةٌ |
* |
مِن تينِ حَتّى يُعَفّى خَلفَهُ الأَثَرُ |
10 |
إِذا مَحاسِنِيَ اللاتي أُدِلُّ بِها |
* |
كانَت ذُنوبي فَقُل لي كَيفَ أَعتَذِرُ |
11 |
أَهُزُّ بِالشِعرِ أَقوامًا ذَوي وَسَنٍ |
* |
في الجَهلِ لَو ضُرِبوا بِالسَيفِ ما شَعَروا |
12 |
عَلَيَّ نَحتُ القَوافي مِن مَقاطِعِها |
* |
وَما عَلَيَّ لَهُم أَن تَفهَمَ البَقَرُ |
13 |
لَأَرحَلَنَّ وَآمالي مُطَرَّحَةٌ |
* |
بِسُرَّ مَن راءَ مُستَبطًا لَها القَدَرُ |
14 |
أَبَعدَ عِشرينَ شَهرًا لا جَدىً فَيُرى |
* |
بِهِ انصِرافٌ وَلا وَعدٌ فَيُنتَظَرُ |
15 |
لَولا عَلِيُّ بنَ مُرٍّ لَاستَمَرَّ بِنا |
* |
خِلفٌ مِنَ العَيشِ فيهِ الصابُ وَالصَبِرُ |
16 |
عُذنا بِأَروَعَ أَقصى نَيلِهِ كَثَبٌ |
* |
عَلى العُفاةِ وَأَدنى سَعيِهِ سَفَرُ |
17 |
أَلَحَّ جودًا وَلَم تَضرُر سَحائِبُهُ |
* |
وَرُبَّما ضَرَّ في إِلحاحِهِ المَطَرُ |
18 |
لا يُتعِبُ النائِلُ المَبذولُ هِمَّتَهُ |
* |
وَكَيفَ يُتعِبُ عَينَ الناظِرِ النَظَرُ |
19 |
بَدَت عَلى البَدوِ نُعمى مِنهُ سابِغَةٌ |
* |
وَفراءُ يَحضُرُ أُخرى مِثلَها الحَضَرُ |
20 |
مَواهِبٌ ما تَجَشَّمنا السُؤالَ لَها |
* |
إِنَّ الغَمامَ قَليبٌ لَيسَ يُحتَقَرُ |
21 |
يُهابُ فينا وَما في لَحظِهِ شَرَرٌ |
* |
وَسطَ النَدِيِّ وَلا في خَدِّهِ صَعَرُ |
22 |
بَردُ اَلحَشا وَهَجيرُ الرَوعِ مُحتَفِلٌ |
* |
وَمَسعَرٌ وَشَهابُ الحَربِ مُستَعِرُ |
23 |
إِذا ارتَقى في أَعالي الرَأيِ لاحَ لَهُ |
* |
ما في الغُيوبِ الَّتي تَخفى فَتَستَتِرُ |
24 |
تَوَسَّطَ الدَهرَ أَحوالًا فَلا صِغَرٌ |
* |
عَنِ الخُطوبِ الَّتي تَعرو وَلا كِبَرُ |
25 |
كَالرُمحِ أَذرُعُهُ عَشرٌ وَواحِدَةٌ |
* |
فَلَيسَ يُزرى بِهِ طولٌ وَلا قِصَرُ |
26 |
مُجَرِّبٌ طالَما أَشجَت عَزائِمُهُ |
* |
ذَوي الحِجى وَهوَ غِرٌّ بَينَهُم غُمُرُ |
27 |
آراؤُهُ اليَومَ أَسيافٌ مُهَنَّدَةٌ |
* |
وَكانَ كَالسَيفِ إِذ آراؤُهُ زُبَرُ |
28 |
وَمِصعِدٌ في هِضابِ المَجدِ يَطلَعُها |
* |
كَأَنَّهُ لِسِكونِ الجَأشِ مُنحَدِرُ |
29 |
مازالَ يَسبِقُ حَتّى قالَ حاسِدُهُ |
* |
لَهُ طَريقٌ إِلى العَلياءِ مُختَصَرُ |
30 |
حُلوٌ حَميتٌ مَتى تَجنِ الرَضا خُلُقًا |
* |
مِنهُ وَمُرٌّ إِذا أَحفَظتَهُ مَقِرُ |
31 |
نَهَيتُ حُسّادَهُ عَنهُ وَقُلتُ لَهُمْ |
* |
السَيلُ بِاللَيلِ لا يُبقي وَلا يَذَرُ |
32 |
كُفّوا وَإِلّا كَفَفتُمْ مُضمِري أَسَفٍ |
* |
إِذا تَنَمَّرَ في إِقدامِهِ النَمِرُ |
33 |
أَلوى إِذا شابَكَ الأَعداءَ كَدَّهُمُ |
* |
حَتّى يَروحُ وَفي أَظفارِهِ الظَفَرُ |
34 |
وَاللَومُ أَن تَدخُلوا في حَدِّ سَخطَتِهِ |
* |
عِلمًا بِأَن سَوفَ يَعفو حينَ يَقتَدِرُ |
35 |
جافي المَضاجِعِ لا يَنفَكُّ في لَجَبٍ |
* |
يَكادُ يُقمِرُ مَن لَآلائِهِ القَمَرُ |
36 |
إِذا خُطامَةُ سارَت فيهِ آخِذَةٌ |
* |
خِطامَ نَبهانَ وَهيَ الشَوكُ وَالشَجَرُ |
37 |
رَأَيتَ مَجدًا عِيانًا في بَني أُدَدٍ |
* |
إِذ مَجدُ كُلِّ قَبيلٍ دونَهُمْ خَبَرُ |
38 |
أَحسِن أَبا حَسَنٍ بِالشِعرِ إِذ جَعَلَت |
* |
عَلَيكَ أَنجُمُهُ بِالمَدحِ تَنتَثِرُ |
39 |
فَقَد أَتَتكَ القَوافي غِبَّ فائِدَةٍ |
* |
كَما تَفَتَّحُ غِبَّ الوابِلِ الزَهَرُ |
40 |
فيها العَقائِقُ وَالعِقيانُ إِن لُبِسَت |
* |
يَومَ التَباهي وَفيها الوَشيُ وَالحِبَرُ |
41 |
وَمَن يَكُن فاخِرًا بِالشِعرِ يُمدَحُ في |
* |
أَضعافِهِ فَبِكَ الأَشعارُ تَفتَخِرُ |