الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 في الشَيبِ زَجرٌ لَهُ لَو كانَ يَنزَجِرُ * وَواعِظٌ مِنهُ لَولا أَنَّهُ حَجَرُ
2 ابيَضَّ ما اسوَدَّ مِن فَودَيهِ وَارتَجَعَت * جَلِيَّةُ الصُبحِ ما قَد أَغفَلَ السَحَرُ
3 وَلِلفَتى مُهلَةٌ في الحُبِّ واسِعَةٌ * ما لَم يَمُت في نَواحي رَأسِهِ الشَعرُ
4 قالَت مَشيبٌ وَعِشقٌ دُحتَ بَينَهُما * وَذاكَ في ذاكَ ذَنبٌ لَيسَ يُغتَفَرُ
5 وَعَيَّرَتني سِجالَ العُدمِ جاهِلَةً * وَالنَبعُ عُريانُ ما في فَرعِهِ ثَمَرُ
6 وَما الفَقيرُ الَّذي عَيَّرتِ آوِنَةً * بَلِ الزَمانُ إِلى الأَحرارِ مُفتَقِرُ
7 عَزّى عَنِ الحَظِّ أَنَّ العَجزَ يُدرِكُهُ * وَهَوَّنَ العُسرَ عِلمي في مَنِ اليُسُرُ
8 لَم يَبقَ مِن جُلِّ هَذا الناسِ باقِيَةً * يَنالُها الوَهمُ إِلّا هَذِهِ الصُوَرُ
9 بُخلٌ وَجَهلٌ وَحَسبُ المَرءِ واحِدَةٌ * مِن تينِ حَتّى يُعَفّى خَلفَهُ الأَثَرُ
10 إِذا مَحاسِنِيَ اللاتي أُدِلُّ بِها * كانَت ذُنوبي فَقُل لي كَيفَ أَعتَذِرُ
11 أَهُزُّ بِالشِعرِ أَقوامًا ذَوي وَسَنٍ * في الجَهلِ لَو ضُرِبوا بِالسَيفِ ما شَعَروا
12 عَلَيَّ نَحتُ القَوافي مِن مَقاطِعِها * وَما عَلَيَّ لَهُم أَن تَفهَمَ البَقَرُ
13 لَأَرحَلَنَّ وَآمالي مُطَرَّحَةٌ * بِسُرَّ مَن راءَ مُستَبطًا لَها القَدَرُ
14 أَبَعدَ عِشرينَ شَهرًا لا جَدىً فَيُرى * بِهِ انصِرافٌ وَلا وَعدٌ فَيُنتَظَرُ
15 لَولا عَلِيُّ بنَ مُرٍّ لَاستَمَرَّ بِنا * خِلفٌ مِنَ العَيشِ فيهِ الصابُ وَالصَبِرُ
16 عُذنا بِأَروَعَ أَقصى نَيلِهِ كَثَبٌ * عَلى العُفاةِ وَأَدنى سَعيِهِ سَفَرُ
17 أَلَحَّ جودًا وَلَم تَضرُر سَحائِبُهُ * وَرُبَّما ضَرَّ في إِلحاحِهِ المَطَرُ
18 لا يُتعِبُ النائِلُ المَبذولُ هِمَّتَهُ * وَكَيفَ يُتعِبُ عَينَ الناظِرِ النَظَرُ
19 بَدَت عَلى البَدوِ نُعمى مِنهُ سابِغَةٌ * وَفراءُ يَحضُرُ أُخرى مِثلَها الحَضَرُ
20 مَواهِبٌ ما تَجَشَّمنا السُؤالَ لَها * إِنَّ الغَمامَ قَليبٌ لَيسَ يُحتَقَرُ
21 يُهابُ فينا وَما في لَحظِهِ شَرَرٌ * وَسطَ النَدِيِّ وَلا في خَدِّهِ صَعَرُ
22 بَردُ اَلحَشا وَهَجيرُ الرَوعِ مُحتَفِلٌ * وَمَسعَرٌ وَشَهابُ الحَربِ مُستَعِرُ
23 إِذا ارتَقى في أَعالي الرَأيِ لاحَ لَهُ * ما في الغُيوبِ الَّتي تَخفى فَتَستَتِرُ
24 تَوَسَّطَ الدَهرَ أَحوالًا فَلا صِغَرٌ * عَنِ الخُطوبِ الَّتي تَعرو وَلا كِبَرُ
25 كَالرُمحِ أَذرُعُهُ عَشرٌ وَواحِدَةٌ * فَلَيسَ يُزرى بِهِ طولٌ وَلا قِصَرُ
26 مُجَرِّبٌ طالَما أَشجَت عَزائِمُهُ * ذَوي الحِجى وَهوَ غِرٌّ بَينَهُم غُمُرُ
27 آراؤُهُ اليَومَ أَسيافٌ مُهَنَّدَةٌ * وَكانَ كَالسَيفِ إِذ آراؤُهُ زُبَرُ
28 وَمِصعِدٌ في هِضابِ المَجدِ يَطلَعُها * كَأَنَّهُ لِسِكونِ الجَأشِ مُنحَدِرُ
29 مازالَ يَسبِقُ حَتّى قالَ حاسِدُهُ * لَهُ طَريقٌ إِلى العَلياءِ مُختَصَرُ
30 حُلوٌ حَميتٌ مَتى تَجنِ الرَضا خُلُقًا * مِنهُ وَمُرٌّ إِذا أَحفَظتَهُ مَقِرُ
31 نَهَيتُ حُسّادَهُ عَنهُ وَقُلتُ لَهُمْ * السَيلُ بِاللَيلِ لا يُبقي وَلا يَذَرُ
32 كُفّوا وَإِلّا كَفَفتُمْ مُضمِري أَسَفٍ * إِذا تَنَمَّرَ في إِقدامِهِ النَمِرُ
33 أَلوى إِذا شابَكَ الأَعداءَ كَدَّهُمُ * حَتّى يَروحُ وَفي أَظفارِهِ الظَفَرُ
34 وَاللَومُ أَن تَدخُلوا في حَدِّ سَخطَتِهِ * عِلمًا بِأَن سَوفَ يَعفو حينَ يَقتَدِرُ
35 جافي المَضاجِعِ لا يَنفَكُّ في لَجَبٍ * يَكادُ يُقمِرُ مَن لَآلائِهِ القَمَرُ
36 إِذا خُطامَةُ سارَت فيهِ آخِذَةٌ * خِطامَ نَبهانَ وَهيَ الشَوكُ وَالشَجَرُ
37 رَأَيتَ مَجدًا عِيانًا في بَني أُدَدٍ * إِذ مَجدُ كُلِّ قَبيلٍ دونَهُمْ خَبَرُ
38 أَحسِن أَبا حَسَنٍ بِالشِعرِ إِذ جَعَلَت * عَلَيكَ أَنجُمُهُ بِالمَدحِ تَنتَثِرُ
39 فَقَد أَتَتكَ القَوافي غِبَّ فائِدَةٍ * كَما تَفَتَّحُ غِبَّ الوابِلِ الزَهَرُ
40 فيها العَقائِقُ وَالعِقيانُ إِن لُبِسَت * يَومَ التَباهي وَفيها الوَشيُ وَالحِبَرُ
41 وَمَن يَكُن فاخِرًا بِالشِعرِ يُمدَحُ في * أَضعافِهِ فَبِكَ الأَشعارُ تَفتَخِرُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح علي بن مر الطائي

الصفحات

1 - البيتان (1-2) في صفحة (953)،
2 - الأبيات (3-10) في صفحة (954)،
3 - الأبيات (11-14) في صفحة (955)،
4 - الأبيات (15-23) في صفحة (956)،
5 - الأبيات (24-32) في صفحة (957)،
6 - الأبيات (33-41) في صفحة (958)،

الرابط المختصر