الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَناةً أَيُّها الفَلَكُ المُدارُ * أَنَهبٌ ما تَطَرَّفُ أَم جُبارُ
2 سَتَفنى مِثلَ ما تُفني وَتَبلى * كَما تُبلي فَيُدرَكُ مِنكَ ثارُ
3 تُنابُ النائِباتُ إِذا تَناهَت * وَيَدمُرُ في تَصَرُّفِهِ الدَمارُ
4 وَما أَهلُ المَنازِلِ غَيرُ رَكبٍ * مَطاياهُمْ رَواحٌ وَابتِكارُ
5 لَنا في الدَهرِ آمالٌ طِوالٌ * نُرَجّيها وَأَعمارٌ قِصارُ
6 وَأَهوِن بِالخُطوبِ عَلى خَليعٍ * إِلى اللَذاتِ لَيسَ لَهُ عِذارُ
7 فَآخِرُ يَومِهِ سُكرٌ تَجَلّى * غَوايَتُهُ وَأَوَّلُهُ خُمارُ
8 وَيَومٍ بِالمَطيرَةِ أَمطَرَتنا * سَماءٌ صَوبُ وابِلِها العُقارُ
9 نَزَلنا مَنزِلَ الحَسَنِ بنِ وَهبٍ * وَقَد دَرَسَت مَغانِيهِ القِفارُ
10 تَلَقَّينا الشِتاءَ بِهِ وَزُرنا * بَناتَ اللَهوِ إِذ قَرُبَ المَزارُ
11 أَقَمنا أَكلُنا أَكلُ استِلابٍ * هُناكَ وَشُربُنا شُربٌ بِدارُ
12 تَنازَعنا المُدامَةَ وَهيَ صِرفٌ * وَأَعجَلنا الطَبائِخَ وَهيَ نارُ
13 وَلَم يَكُ ذاكَ سُخفًا غَيرَ أَنّي * رَأَيتُ الشَربَ سُخفُهُمُ الوَقارُ
14 رَضينا مِن مُخارِقَ وَابنِ خَيرٍ * بِصَوتِ الأَثلِ إِذ مَتَعَ النَهارُ
15 تُزَعزِعُهُ الشَمالُ وَقَد تَوافى * عَلى أَنفاسِها قَطرٌ صِغارُ
16 غَداةَ دُجُنَّةٍ لِلغَيثِ فيها * خِلالَ الرَوضِ حَجٌّ وَاعتِمارُ
17 كَأَنَّ الريحَ وَالمَطَرَ المُناجي * خَواطِرَها عِتابٌ وَاعتِذارُ
18 كَأَنَّ مُدارَ دِجلَةَ إِذ تَوافَت * بِأَجمَعِها هِلالٌ أَو سِوارُ
19 أَما وَأَبي بَني حارِ بنِ كَعبٍ * لَقَد طَرَدَ الزَمانُ بِهِمْ فَساروا
20 أَصابَ الدَهرُ دَولَةَ آلِ وَهبٍ * وَنالَ اللَيلُ مِنهُمْ وَالنَهارُ
21 أَعارَهُمُ رِداءَ العِزِّ حَتّى * تَقاضاهُمْ فَرَدّوا ما استَعاروا
22 وَما كانوا فَأَوجُهُهُمْ بُدورٌ * لِمُختَبِطٍ وَأَيدِهِمْ بِحارُ
23 وَإِنَّ عَوائِدَ الأَيّامِ فيها * لِما هاضَت بَوادِؤُها انجِبارُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح الحسن بن وهب، وكان الواثق نكب آل وهب وأخذ منهم ألف ألف دينار

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (959)،
2 - الأبيات (5-13) في صفحة (960)،
3 - الأبيات (14-23) في صفحة (961)،

الرابط المختصر