1 |
عَذيرِيَ مِن صَرفِ اللَيالي الغَوادِرِ |
* |
وَوَقعِ رَزايا كَالسُيوفِ البَواتِرِ |
2 |
وَسَيرِ النَدى إِذ بانَ مِنّا مُوَدِّعًا |
* |
فَلا يَبعَدَن مِن مُستَقِلٍّ وَسائِرِ |
3 |
أَجِدَّكَ ما تَنفَكُّ تَشكو قَضِيَّةً |
* |
تُرَدُّ إِلى حُكمٍ مِنَ الدَهرِ جائِرِ |
4 |
يَنالُ الفَتى ما لَم يُؤَمِّل وَرُبَّما |
* |
أَتاحَت لَهُ الأَقدارُ ما لَم يُحاذِرِ |
5 |
عَلى أَنَّهُ لا مُرتَجًا كَمُحَمَّدٍ |
* |
وَلا سَلَفٌ في الذاهِبينَ كَطاهِرِ |
6 |
سَحابا عَطاءٍ مِن مُقيمٍ وَمُقلِعٍ |
* |
وَنَجما ضِياءٍ مِن مُنيفٍ وَغائِرِ |
7 |
فَلِلَّهِ قَبرٌ في خُراسانَ أَدرَكَت |
* |
نَواحيهِ أَقطارَ العُلا وَالمَآثِرِ |
8 |
تُطارُ عَراقيبُ الجِيادِ إِزاءَهُ |
* |
وَيُسقى صُباباتِ الدِماءِ المَوائِرِ |
9 |
مُقيمٌ بِأَدنى أَبرَشَهرَ وَطولُهُ |
* |
عَلى قَصوِ آفاقِ البِلادِ الظَواهِرِ |
10 |
جَرى دونَهُ العَصرانِ تَسفي تُرابَها |
* |
عَلَيهِ أَعاصيرُ الرِياحِ الخَواطرِ |
11 |
سَقى جودَهُ جودُ الغَمامِ وَمَن رَأى |
* |
حَيًا ماطِرًا تَسقيهِ ديمَةُ ماطِرِ |
12 |
صَوائِبُ مُزنٍ تَغتَدي مِن شَبائِهٍ |
* |
لِأَخلاقِهِ في جودِها وَنَظائِرِ |
13 |
يَصُبنَ عَلى عَهدٍ مِنَ الدَهرِ صالِحٍ |
* |
تَقَضّى وَفَينانٍ مِنَ العَيشِ ناضِرِ |
14 |
فَتىً لَم يُغِبَّ الجودَ رِقبَةَ عاذِلٍ |
* |
وَلَم يُطفِئ الهَيجاءَ خَوفَ الجَرائِرِ |
15 |
وَلَم يُرَ يَومًا قادِرًا غَيرَ صافِحٍ |
* |
وَلا صافِحًا عَن زَلَّةٍ غَيرَ قادِرِ |
16 |
أَحَقًّا بِأَنَّ اللَيثَ بَعدَ ابتِزازِهِ |
* |
نُفوسَ العِدا مِن شاسِعٍ وَمُجاوِرِ |
17 |
مُخِلٌّ بِتَصريفِ الأَعِنَّةِ تارِكٌ |
* |
لِقاءَ الزُحوفِ وَاقتِيادَ العَساكِرِ |
18 |
وَمُنصَرِفٌ عَنِ المَكارِمِ وَالعُلا |
* |
وَقَد شَرَعَت فَوتَ العُيونِ النَواظِرِ |
19 |
كَأَن لَم يُنِف نَجدَ المَعالي وَلَم تُغِر |
* |
زَراياهُ في أَرضِ العَدُوِّ المُغاوِرِ |
20 |
وَلَم يَتَبَسَّم لِلعَطايا فَتَنبَري |
* |
مَواهِبُ أَمثالُ الغُيوثِ البَواكِرِ |
21 |
وَلَم يَدَّرِع وَشيَ الحَديدِ فَيَلتَقِي |
* |
عَلى شَابِكِ الأَنيابِ شاكي الأَظافِرِ |
22 |
عَلى مَلِكٍ ما انفَكَّ شَمسَ أَسِرَّةٍ |
* |
تُعارُ بِهِ ضَوءً وَبَدرَ مَنابِرِ |
23 |
أَزالَت حِجابَ المُلكِ عَنهُ رَزِيَّةٌ |
* |
تَهَجَّمُ أَخياسَ الأُسودِ الخَوادِرِ |
24 |
مُسَلَّطَةٌ لَم يَتَّئر لِوُقُوعِها |
* |
بِساعٍ وَلَم يُنجَد عَلَيها بِناصِرِ |
25 |
يُؤَسّي الأَداني عَنهُ أَن لَيسَ عِندَهُمْ |
* |
نَكيرٌ سِوى سَكبِ الدُموعِ البَوادِرِ |
26 |
يُبَكّي بِشَجوِ الأَكرَمينَ تَسَلَّبَت |
* |
عَليهِ أَعِزّاءُ المُلوكِ الأَكابِرِ |
27 |
تَخَوَّنَهُ خَطبٌ تَخَوَّنَ قَبلَهُ |
* |
حُسَينَ النَدى وَالسُؤدَدِ المُتَواتِرِ |
28 |
عَميدَ خُراسانَ انبَرى لَهُما الرَدى |
* |
بِعامِدَتَينِ مِن صُنوفِ الدَوائِرِ |
29 |
بَني مُصعَبٍ هَل تُقرِنونَ لِحادِثِ النـ |
* |
ـنَوائِبِ أَو تُغنونَ حَتفَ المَقادِرِ |
30 |
وَهَل في تَمادي الدَمعِ رَجعٌ لِذاهِبٍ |
* |
إِذا فاتَ أَو تَجدِيدُ عَهدٍ لِداثِرِ |
31 |
وَهَل تَرَكَ الدَهرُ الحُسَينَ بنَ مُصعَبٍ |
* |
فَيَبقى عَلى الدَهرِ الحُسَينُ بنُ طاهِرِ |
32 |
وَما أَبقَتِ الأَيّامُ وَجدًا لِواجِدٍ |
* |
كَما أَنَّها لَم تُبقِ صَبرًا لِصابِرِ |
33 |
أُسىً كَثُرَت حَتّى اطمَأَنَّ لَها الجَوى |
* |
وَأَرزاءُ فَجعٍ قَدحُها في الضَمائِرِ |