الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَلَم تَرَ تَغليسَ الرَبيعِ المُبَكِّرَ * وَما حاكَ مِن وَشيِ الرِياضِ المُنَشَّرِ
2 وَسَرعانَ ما وَلّى الشِتاءُ وَلَم يَقِف * تَسَلُّلَ شَخصِ الخائِفِ المُتَنَكِّرِ
3 مَرَرنا عَلى بِطياسَ وَهيَ كَأَنَّها * سَبائِبُ عَصبٍ أَو زَرابيُّ عَبقَرِ
4 كَأَنَّ سُقوطَ القَطرِ فيها إِذا انثَنى * إِلَيها سُقوطُ اللُؤلُؤِ المُتَحَدِّرِ
5 وَفي أُرجُوانِيٍّ مِنَ النورِ أَحمَرٍ * يُشابُ بِإِفرِندٍ مِنَ الرَوضِ أَخضَرِ
6 إِذا ما النَدى وافاهُ صُبحًا تَمايَلَت * أَعاليهِ مِن دُرٍّ نَثيرٍ وَجَوهَرِ
7 إِذا قابَلَتهُ الشَمسُ رَدَّ ضِياءَها * عَلَيها صِقالُ الأُقحُوانِ المَنَوِّرِ
8 إِذا عَطَفَتهُ الريحُ قُلتُ التِفاتَةٌ * لِعَلوَةَ في جادِيِّها المُتَعَصفِرِ
9 بِنَفسِيَ ما أَبدَت لَنا حينَ وَدَّعَت * وَما كَتَمَت في الأَتحَمِيِّ المُسَيَّرِ
10 أَتى دونَها نَأيُ البِلادِ وَنَصُّنا * سَواهِمَ خَيلٍ كَالأَعِنَّةِ ضُمَّرِ
11 وَلَمّا خَطَونا دِجلَةَ انصَرَمَ الهَوى * فَلَم يَبقَ إِلّا لَفتَةُ المُتَذَكِّرِ
12 وَخاطِرِ شَوقٍ ما يَزالُ يَهيجُنا * لِبادينَ مِن أَهلِ الشَآمِ وَحُضَّرِ
13 بِأَحمَدَ أَحمَدنا الزَمانَ وَأَسهَلَت * لَنا هَضَباتُ المَطلَبِ المُتَوَعِّرِ
14 فَتىً إِن يَفِض في ساحَةِ المَجدِ يَحتَفِل * وَإِن يُعطِ في حَظِّ المَكارِمِ يُكثِرِ
15 تَشُنُّ النُجومَ الزُهرَ بِتنَ خَلائِقًا * لِأَبلَجَ مِن سِرِّ الأَعاجِمِ أَزهَرِ
16 هُوَ الغَيثُ يَجري مِن عَطاءٍ وَنائِلٍ * عَلَيكَ فَخُذ مِن صَيِّبِ الغَيثِ أَو ذَرِ
17 وَلَمّا تَوَلّى البَحرَ وَالجودُ صِنوُهُ * غَدا البَحرُ مِن أَخلاقِهِ بَينَ أَبحُرِ
18 أَضافَ إِلى التَدبيرِ فَضلَ شَجاعَةٍ * وَلا عَزمَ إِلّا لِلشُجاعِ المُدَبِّرِ
19 إِذا شَجَروهُ بِالرِماحِ تَكَسَّرَت * عَوامِلُها في صَدرِ لَيثٍ غَضَنفَرِ
20 غَدَوتَ عَلى المَيمونِ صُبحًا وَإِنَّما * غَدا المَركَبُ المَيمونُ تَحتَ المُظَفَّرِ
21 أَطَلَّ بِعِطفَيهِ وَمَرَّ كَأَنَّما * تَشَوَّفَ مِن هادي حِصانٍ مُشَهَّرِ
22 إِذا زَمجَرَ النوتِيُّ فَوقَ عَلاتِهِ * رَأَيتَ خَطيبًا في ذُؤابَةِ مِنبَرِ
23 يَغُضّونَ دونَ الإشتِيامِ عُيونَهُمْ * وَفَوقَ السِماطِ لِلعَظيمِ المُؤَمَّرِ
24 إِذا عَصَفَت فيهِ الجَنوبُ اعتَلى لَها * جَناحا عُقابٍ في السَماءِ مُهَجِّرِ
25 إِذا ما انكَفا في هَبوَةِ الماءِ خِلتَهُ * تَلَفَّعَ في أَثناءِ بُردٍ مُحَبَّرِ
26 وَحَولَكَ رَكّابونَ لِلهَولِ عاقَروا * كُؤوسَ الرَدى مِن دارِعينَ وَحُسَّرِ
27 تَميلُ المَنايا حَيثُ مالَت أَكُفُّهُمْ * إِذا أَصلَتوا حَدَّ الحَديدِ المُذَكَّرِ
28 إِذا رَشَقوا بِالنارِ لَم يَكُ رَشقُهُمْ * لِيُقلِعَ إِلّا عَن شِواءٍ مُقَتِّرِ
29 صَدَمتَ بِهِمْ صُهبَ العَثانينِ دونَهُمْ * ضِرابٍ كَإيقادِ اللَظى المُتَسَعِّرِ
30 يَسوقونَ أُسطولًا كَأَنَّ سَفينَهُ * سَحائِبُ صَيفٍ مِن جَهامٍ وَمُمطِرِ
31 كَأَنَّ ضَجيجَ البَحرِ بَينَ رِماحِهِمْ * إِذا اختَلَفَت تَرجيعُ عَودٍ مُجَرجِرِ
32 تُقارِبُ مِن زَحفيهِمُ فَكَأَنَّما * تُؤَلِّفُ مِن أَعناقِ وَحشٍ مُنَفَّرِ
33 فَما رِمتَ حَتّى أَجلَتِ الحَربُ عَن طُلًا * مُقَطَّعَةٍ فيهِمْ وَهامٍ مُطَيَّرِ
34 عَلى حينَ لا نَقعٌ يُطَوِّحُهُ الصَبا * وَلا أَرضَ تُلفى لِلسَريعِ المُقَطَّرِ
35 وَكُنتَ ابنَ كِسرى قَبلَ ذاكَ وَبَعدَهُ * مَلِيًّا بِأَن توهي صَفاةَ ابنِ قَيصَرِ
36 جَدَحتَ لَهُ المَوتَ الزُعافَ فَعافَهُ * وَطارَ عَلى أَلواحِ شَطبٍ مُسَمَّرِ
37 مَضى وَهوَ مَولى الريحِ يَشكُرُ فَضلَها * عَلَيهِ وَمَن يولَ الصانِعَةَ يَشكُرِ
38 إِذا المَوجُ لَم يُبلِغهُ إِدراكَ عَينِهِ * ثَنى في انحِدارِ المَوجِ لَحظَةَ أَخزَرِ
39 تَعَلَّقَ بِالأَرضِ الكَبيرَةِ بَعدَما * تَقَنَّصَهُ جَريُ الرَدى المُتَمَطِّرِ
40 وَكُنّا مَتى نَصعَد بِجَدِّكَ نُدرِكِ ال * مَعالي وَنَستَنصِر بِسَيفِكَ نُنصَرِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أحمد بن دينار بن عبد الله، ويصف مركبًا كان اتخذه وهو والي البحر وغزا فيه بلاد الروم

الصفحات

1- الأبيات (1-3) في صفحة (980)،
2 - الأبيات (4-13) في صفحة (981)،
3 - الأبيات (14-22) في صفحة (982)،
4 - الأبيات (23-26) في صفحة (983)،
5 - الأبيات (27-33) في صفحة (984)،
6 - الأبيات (34-40) في صفحة (985)،

الرابط المختصر