الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَبَرَّ عَلى الأَلواءِ نائِلُكَ الغَمرُ * وَبِنتَ بِفَخرٍ ما يُشاكِلُهُ فَخرُ
2 وَأَنتَ أَمينَ اللَهِ في المَوضِعِ الَّذي * أَبى اللَهُ أَن يَسمو إِلى قَدرِهِ قَدرُ
3 تَحَسَّنَتِ الدُنيا بِعَدلِكَ فَاغتَدَت * وَآفاقُها بيضٌ وَأَكنافُها خُضرُ
4 هَنيئًا لِأَهلِ الشامِ أَنَّكَ سائِرٌ * إِلَيهِمْ مَسيرَ القَطرِ يَتبَعُهُ القَطرُ
5 تَفيضُ كَما فاضَ الغَمامُ عَلَيهِمْ * وَتَطلُعُ فيهِمْ مِثلَما يَطلُعُ البَدرُ
6 وَلَن يَعدَموا حُسنًا إِذا كُنتَ فيهِمُ * وَكانَ لَهُمْ جارَينِ جودُكَ وَالبَحرُ
7 مَضى الشَهرُ مَحمودًا وَلَو قالَ مُخبِرًا * لَأَثنى بِما أَولَيتَ أَيّامَهُ الشَهرُ
8 عُصِمتَ بِتَقوى اللَهِ وَالوَرَعِ الَّذي * أَتَيتَ فَلا لَغوٌ لَدَيكَ وَلا هُجرُ
9 وَقَدَّمتَ سَعيًا صالِحًا لَكَ ذُخرُهُ * وَكُلُّ الَّذي قَدَّمتَ مِن صالِحٍ ذُخرُ
10 وَحالَ عَلَيكَ الحَولُ بِالفِطرِ مُقبِلًا * فَبِاليُمنِ وَالإيمانِ قابَلَكَ الفِطرُ
11 لَعَمري لَقَد زُرتَ المُصَلّى بِجَحفَلٍ * يُرَفرِفُ في أَثناءِ راياتِهِ النَصرُ
12 جِبالُ حَديدٍ تَحتَها الناسُ في الوَغى * وَفيها الضِرابُ الهَبرُ وَالعَدَدُ الدَثرُ
13 وَسِرتَ بِمُلكٍ قاهِرٍ وَخِلافَةٍ * وَما بِكَ زَهوٌ بَينَ ذَينِ وَلا كِبرُ
14 عَلَيكَ ثِيابُ المُصطَفى وَوَقارُهُ * وَأَنتَ بِهِ أَولى إِذا حَصحَصَ الأَمرُ
15 عِمامَتُهُ وَسَيفُهُ وَرِداؤُهُ * وَسيماهُ وَالهَديُ المُشاكِلُ وَالنَجرُ
16 وَلَمّا صَعَدتَ المِنبَرَ اهتَزَّ وَاكتَسى * ضِياءً وَإِشراقًا كَما سَطَعَ الفَجرُ
17 فَقُمتَ مَقامًا يَعلَمُ اللَهُ أَنَّهُ * مَقامُ إِمامٍ تَركُ طاعَتِهِ كُفرُ
18 وَذَكَّرتَنا حَتّى أَلَنتَ قُلوبَنا * بِمَوعِظَةٍ فَصلٍ يَلينُ لَها الصَخرُ
19 بَهَرتَ عُقولَ السامِعينَ بِخُطبَةٍ * هِيَ الزَهَرُ المَبثوثُ وَاللُؤلُؤُ النَثرُ
20 فَما تَرَكَ المَنصورُ نَصرَكَ عِندَها * وَلا خانَكَ السَجادُ فيها وَلا الحَبرُ
21 جُزيتَ جَزاءَ المُحسِنينَ عَنِ الهُدى * وَتَمَّت لَكَ النُعمى وَطالَ بِكَ العُمرُ
22 إِرادَتُنا أَن تُكمِلَ العَيشَ سالِمًا * وَتَبقى عَلى الأَيّامِ ما بَقِيَ الدَهرُ
23 عَلى اللَهِ إِتمامُ المُنى فيكَ كُلِّها * لَنا وَعَلَينا الحَمدُ لِلَّهِ وَالشُكرُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال -أيضًا- يمدح المتوكل على الله عند سيره إلى دمشق ويهنئه بالفطر

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (991)،
2 - الأبيات (2-11) في صفحة (992)،
3 - الأبيات (12-21) في صفحة (993)،
4 - البيتان (22-23) في صفحة (994)،

الرابط المختصر