1 |
أَبَرَّ عَلى الأَلواءِ نائِلُكَ الغَمرُ |
* |
وَبِنتَ بِفَخرٍ ما يُشاكِلُهُ فَخرُ |
2 |
وَأَنتَ أَمينَ اللَهِ في المَوضِعِ الَّذي |
* |
أَبى اللَهُ أَن يَسمو إِلى قَدرِهِ قَدرُ |
3 |
تَحَسَّنَتِ الدُنيا بِعَدلِكَ فَاغتَدَت |
* |
وَآفاقُها بيضٌ وَأَكنافُها خُضرُ |
4 |
هَنيئًا لِأَهلِ الشامِ أَنَّكَ سائِرٌ |
* |
إِلَيهِمْ مَسيرَ القَطرِ يَتبَعُهُ القَطرُ |
5 |
تَفيضُ كَما فاضَ الغَمامُ عَلَيهِمْ |
* |
وَتَطلُعُ فيهِمْ مِثلَما يَطلُعُ البَدرُ |
6 |
وَلَن يَعدَموا حُسنًا إِذا كُنتَ فيهِمُ |
* |
وَكانَ لَهُمْ جارَينِ جودُكَ وَالبَحرُ |
7 |
مَضى الشَهرُ مَحمودًا وَلَو قالَ مُخبِرًا |
* |
لَأَثنى بِما أَولَيتَ أَيّامَهُ الشَهرُ |
8 |
عُصِمتَ بِتَقوى اللَهِ وَالوَرَعِ الَّذي |
* |
أَتَيتَ فَلا لَغوٌ لَدَيكَ وَلا هُجرُ |
9 |
وَقَدَّمتَ سَعيًا صالِحًا لَكَ ذُخرُهُ |
* |
وَكُلُّ الَّذي قَدَّمتَ مِن صالِحٍ ذُخرُ |
10 |
وَحالَ عَلَيكَ الحَولُ بِالفِطرِ مُقبِلًا |
* |
فَبِاليُمنِ وَالإيمانِ قابَلَكَ الفِطرُ |
11 |
لَعَمري لَقَد زُرتَ المُصَلّى بِجَحفَلٍ |
* |
يُرَفرِفُ في أَثناءِ راياتِهِ النَصرُ |
12 |
جِبالُ حَديدٍ تَحتَها الناسُ في الوَغى |
* |
وَفيها الضِرابُ الهَبرُ وَالعَدَدُ الدَثرُ |
13 |
وَسِرتَ بِمُلكٍ قاهِرٍ وَخِلافَةٍ |
* |
وَما بِكَ زَهوٌ بَينَ ذَينِ وَلا كِبرُ |
14 |
عَلَيكَ ثِيابُ المُصطَفى وَوَقارُهُ |
* |
وَأَنتَ بِهِ أَولى إِذا حَصحَصَ الأَمرُ |
15 |
عِمامَتُهُ وَسَيفُهُ وَرِداؤُهُ |
* |
وَسيماهُ وَالهَديُ المُشاكِلُ وَالنَجرُ |
16 |
وَلَمّا صَعَدتَ المِنبَرَ اهتَزَّ وَاكتَسى |
* |
ضِياءً وَإِشراقًا كَما سَطَعَ الفَجرُ |
17 |
فَقُمتَ مَقامًا يَعلَمُ اللَهُ أَنَّهُ |
* |
مَقامُ إِمامٍ تَركُ طاعَتِهِ كُفرُ |
18 |
وَذَكَّرتَنا حَتّى أَلَنتَ قُلوبَنا |
* |
بِمَوعِظَةٍ فَصلٍ يَلينُ لَها الصَخرُ |
19 |
بَهَرتَ عُقولَ السامِعينَ بِخُطبَةٍ |
* |
هِيَ الزَهَرُ المَبثوثُ وَاللُؤلُؤُ النَثرُ |
20 |
فَما تَرَكَ المَنصورُ نَصرَكَ عِندَها |
* |
وَلا خانَكَ السَجادُ فيها وَلا الحَبرُ |
21 |
جُزيتَ جَزاءَ المُحسِنينَ عَنِ الهُدى |
* |
وَتَمَّت لَكَ النُعمى وَطالَ بِكَ العُمرُ |
22 |
إِرادَتُنا أَن تُكمِلَ العَيشَ سالِمًا |
* |
وَتَبقى عَلى الأَيّامِ ما بَقِيَ الدَهرُ |
23 |
عَلى اللَهِ إِتمامُ المُنى فيكَ كُلِّها |
* |
لَنا وَعَلَينا الحَمدُ لِلَّهِ وَالشُكرُ |