1 |
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ |
* |
أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ |
2 |
أَعْيَاكَ رَسْمُ الدَّارِ لم يَتَكَلَّمِ |
* |
حتى تَكَلَّمَ كَالأَصَمِّ الأَعْجَمِ |
3 |
وَلَقَدْ حَبَسْتُ بِهَا طَوْيلاً نَاقَتِي |
* |
أَشْكُو إلى سُفْعٍِ رَوَاكِدَ جُثَّمِ |
4 |
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي |
* |
وَعَمي صَباحًا دارَ عَبلَةَ وَاسلَمي |
5 |
دَارٌ لآنِسَةٍ غَضِيضٍ طَرْفُهَا |
* |
طَوْعِ العِنَاقِ لَذِيذَةِ المُتَبَسَّمِ |
6 |
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها |
* |
فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ |
7 |
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا |
* |
بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ |
8 |
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ |
* |
أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ |
9 |
شَطَّتْ مَزَارَ العَاشِقِينَ فَأَصبَحَت |
* |
عَسِرًا عَلَيَّ طِلابُكِ ابنَةَ مَخرَمِ |
10 |
عُلِّقتُها عَرَضًا وَأَقتُلُ قَومَها |
* |
زَعمًا وَرَبِّ البيتِ لَيسَ بِمَزعَمِ |
11 |
وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ |
* |
مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ |
12 |
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها |
* |
بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ |
13 |
إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما |
* |
زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ |
14 |
ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها |
* |
وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ |
15 |
فيها اثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً |
* |
سودًا كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ |
16 |
إِذ تَستَبيكَ بأَصْلَتِيٍّ نَاعِمٍ |
* |
عَذبٍ مُقَبَّلُهُ لَذيذِ المَطعَمِ |
17 |
وَكَأَنَّما نَظَرَتْ بِعَيْنَيْ شَادِنٍ |
* |
رَشَأٍ مِنَ الغِزلانِ ليس بِتَوْأَمِ |
18 |
وَكَأَنَّ فارَةَ تاجِرٍ بِقَسيمَةٍ |
* |
سَبَقَت عَوارِضَها إِلَيكَ مِنَ الفَمِ |
19 |
أَو رَوضَةً أُنُفًا تَضَمَّنَ نَبتَها |
* |
غَيثٌ قَليلُ الدِمنِ لَيسَ بِمَعلَمِ |
20 |
جادَت عَليهِا كُلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ |
* |
فَتَرَكنَ كُلَّ حَدِيقَةٍ كَالدِرهَمِ |
21 |
سَحًّا وَتَسكابًا فَكُلَّ عَشِيَّةٍ |
* |
يَجري عَلَيها الماءُ لَم يَتَصَرَّمِ |
22 |
وَخَلا الذُبابُ بِها يُغَنِّي وَحْدَهُ |
* |
هَزِجًا كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ |
23 |
غَرِدًا يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ |
* |
فِعْلَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ |
24 |
تُمسي وَتُصبِحُ فَوقَ ظَهرِ حَشِيَّةٍ |
* |
وَأَبيتُ فَوقَ سَراةِ أَدهَمَ مُلجَمِ |
25 |
وَحَشِيَّتي سَرجٌ عَلى عَبلِ الشَوى |
* |
نَهدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المَحزِمِ |
26 |
هَل تُبلِغَنّي دارَها شَدَنِيَّةٌ |
* |
لُعِنَت بِمَحرومِ الشَرابِ مُصَرَّمِ |
27 |
خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ |
* |
تَقِصُ الإِكامَ بِكُلِّ خُفٍّ مِيثَمِ |
28 |
وَكَأَنَّما أَقِصُ الإِكامَ عَشِيَّةً |
* |
بِقَريبِ بَينَ المَنسِمَينِ مُصَلَّمِ |
29 |
يأوي إلى حِزَقِ النَعامِ كَما أَوَت |
* |
حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لِأَعجَمَ طِمطِمِ |
30 |
يَتبَعنَ قُلَّةَ رَأسِهِ وَكَأَنَّهُ |
* |
زَوْجٌ عَلى حَرَجٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ |
31 |
صَعلٍ يَعودُ بِذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ |
* |
كَالعَبدِ ذي الفَروِ الطَويلِ الأَصلَمِ |
32 |
شَرِبَتْ بِماءِ الدُحرُضَينِ فَأَصبَحَت |
* |
زَوراءَ تَنفِرُ عَن حِياضِ الدَيلَمِ |
33 |
وَكَأَنَّما تَنأى بِجانِبِ دَفَّها الـ |
* |
ـوَحشِيِّ بَعْدَ مَخيلَةٍ وَتَزَغُّمِ |
34 |
هِرٌ جَنيبٌ كُلَّما عَطَفَت لَهُ |
* |
غَضَبى اتَّقاها بِاليَدَينِ وَبِالفَمِ |
35 |
أَبْقَى لها طُولُ السِّفارِ مُقَرْمَدًا |
* |
سَنَداً ومِثلَ دَعائِمِ المُتَخَيِّمِ |
36 |
بَرَكَت عَلى ماء الرِداعِ كَأَنَّما |
* |
بَرَكَت عَلى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ |
37 |
وَكأَنَّ رُبًّا أَو كُحَيلًا مُعقَدًا |
* |
حَشَّ القيانُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ |
38 |
يَنباعُ مِن ذِفرى غَضوبٍ حُرَّةٍ |
* |
زَيّافَةٍ مِثلِ الفَنيقِ المُقْرَمِ |
39 |
إِن تُغدِفي دوني القِناعَ فَإِنَّني |
* |
طَبٌّ بِأَخذِ الفارِسِ المُستَلئِمِ |
40 |
أَثني عَلَيَّ بِما عَلِمتِ فَإِنَّني |
* |
سَمحٌ مُخالَقَتي إِذا لَم أُظلَمِ |
41 |
فإِذا ظُلِمتُ فَإِنَّ ظُلمِيَ باسِلٌ |
* |
مُرٌّ مَذاقَتَهُ كَطَعمِ العَلقَمِ |
42 |
وَلَقَد شَرِبتُ مِنَ المُدامَةِ بَعدَما |
* |
رَكَدَ الهَواجِرُ بِالمَشوفِ المُعلَمِ |
43 |
بِزُجاجَةٍ صَفراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ |
* |
قُرِنَت بِأَزهَرَ في الشَمالِ مُفَدَّمِ |
44 |
فَإِذا شَرِبتُ فَإِنَّني مُستَهلِكٌ |
* |
مالي وَعِرضي وافِرٌ لَم يُكلَمِ |
45 |
وَإِذا صَحَوتُ فَما أُقَصِّرُ عَن نَدىً |
* |
وَكَما عَلِمتِ شَمائِلي وَتَكَرُّمي |
46 |
وَحَليلِ غانِيَةٍ تَرَكتُ مُجَدَّلًا |
* |
تَمكو فَريصَتُهُ كَشَدقِ الأَعلَمِ |
47 |
عَجِلَتْ يَدايَ لَهُ بِمَارِنِ طَعنَةٍ |
* |
وَرَشاشِ نافِذَةٍ كَلَونِ العَندَمِ |
48 |
هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا ابنَةَ مالِكٍ |
* |
إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي |
49 |
إِذ لا أَزالُ عَلى رِحالَةِ سابِحٍ |
* |
نَهدٍ تَعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ |
50 |
طَورًا يُعَرَّضُ لِلطِعانِ وَتارَةً |
* |
يَأوي إِلى حَصدِ القَسِيِّ عَرَمرَمِ |
51 |
يُخبِركِ مَن شَهِدَ الوقائعَ أَنَّني |
* |
أَغشى الوَغى وَأَعِفُّ عِندَ المَغنَمِ |
52 |
وَمُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالَهُ |
* |
لا مُمعِنٍ هَرَبًا وَلا مُستَسلِمِ |
53 |
جادَت يَدَايَ له بِعاجِلِ طَعنَةٍ |
* |
بِمُثَقَّفٍ صَدقِ الكُعوبِ مُقَوَّمِ |
54 |
بِرَحِيبَةِ الفَرغَينِ يَهْدي جَرْسُها |
* |
باللّيلِ مُعتَسَّ الذّئابِ الضُّرَّمِ |
55 |
كَمَّشْتُ بِالرُمحِ الطويل ثِيابَهُ |
* |
لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ |
56 |
وَتَرَكتُهُ جَزَرَ السِباعِ يَنُشنَهُ |
* |
ما بين قلة رأسه وَالمِعصَمِ |
57 |
وَمِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكتُ فُروجَها |
* |
بِالسَيفِ عَن حامي الحَقيقَةِ مُعلِمِ |
58 |
رَبِذٍ يَداهُ بِالقِداحِ إِذا شَتا |
* |
هَتّاكِ غاياتِ التِجارِ مُلَوَّمِ |
59 |
بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرحَةٍ |
* |
يُحذى نِعالَ السِبتِ لَيسَ بِتَوأَمِ |
60 |
لَمّا رَآني قَد قَصَدْتُ أُريدُهُ |
* |
أَبدى نَواجِذَهُ لِغَيرِ تَبَسُّمِ |
61 |
فَطَعَنتُهُ بِالرُمحِ ثُمَّ عَلَوتُهُ |
* |
بِمُهَنَّدٍ صافي الحَديدَةِ مِخذَمِ |
62 |
عَهدي بِهِ شَدَّ النَهارِ كَأَنَّما |
* |
خُضِبَ البَنانُ وَرَأسُهُ بِالعِظلِمِ |
63 |
يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَن حَلَّت لَهُ |
* |
حَرُمَت عَلَيَّ وَلَيتَها لَم تَحرُمِ |
64 |
فَبَعَثتُ جارِيَتي فَقُلتُ لَها اذهَبي |
* |
فَتَحسَّسي أَخبارَها لِيَ وَاعلَمي |
65 |
قالَت رَأَيتُ مِنَ الأَعادي غِرَّةً |
* |
وَالشاةُ مُمكِنَةٌ لِمَن هُوَ مُرتَمِ |
66 |
فكَأنّما التَفَتَتْ بِجيدِ جَدَايَةٍ |
* |
رَشَأٍ مِنَ الغِزْلاَنِ حُرٍ أَرْثَمِ |
67 |
نِبِّئتُ عَمرًا غَيرَ شاكِرِ نِعمَتي |
* |
وَالكُفرُ مَخبَثَةٌ لَنَفسِ المُنعِمِ |
68 |
وَلَقَد حَفِظتُ وَصاةَ عَمّي بِالضُحى |
* |
إِذ تَقلِصُ الشَفَتانِ عَن وَضَحِ الفَمِ |
69 |
في حَومَةِ الموتِ الَّتي لا تَشتَكي |
* |
غَمَراتِها الأَبطالُ غَيرَ تَغَمغُمِ |
70 |
إِذ يَتَّقونَ بِيَ الأَسِنَّةَ لَم أَخِمْ |
* |
عَنها وَلَكِنّي تَضايَقَ مُقدَمي |
71 |
لَمّا رَأَيتُ القَومَ أَقبَلَ جَمعُهُمْ |
* |
يَتَذامَرونَ كَرَرتُ غَيرَ مُذَمَّمِ |
72 |
يَدعونَ عَنتَرَ وَالرِماحُ كَأَنَّها |
* |
أَشطانُ بِئرٍ في لَبانِ الأَدهَمِ |
73 |
ما زِلتُ أَرميهِمْ بِثُغرَةِ نَحرِهِ |
* |
وَلَبانِهِ حَتّى تَسَربَلَ بِالدَمِ |
74 |
فَازوَرَّ مِن وَقعِ القَنا بِلَبانِهِ |
* |
وَشَكا إِلَيَّ بِعَبرَةٍ وَتَحَمحُمِ |
75 |
لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اشتَكى |
* |
أو كان يَدْرِي ما جَوابُ تَكَلُّمِي |
76 |
وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عَوابِسًا |
* |
مِن بَينِ شَيظَمَةٍ وَآخَرَ شَيظَمِ |
77 |
وَلَقَد شَفى نَفسي وأَبْرَأَ سُقمَها |
* |
قيلُ الفَوارِسِ وَيكَ عَنتَرَ قَدِّمِ |
78 |
ذُلُلٌ جِمَالي حَيثُ شِئتُ مُشايِعي |
* |
لُبّي وَأَحفِزُهُ برأيٍ مُبرَمِ |
79 |
أنّي عَداني أَنْ أَزورَكِ فاعْلَمي |
* |
ما قَدْ عَلِمتِ وبعضَ ما لم تَعْلَمي |
80 |
حالَتْ رِماحُ ابَني بَغِيضٍ دونَكُمْ |
* |
وَزَوَتْ جَوَانِي الحْربِ مَنْ لم يُجرِمِ |
81 |
ولقَد كَرَرْتُ المُهْرَ يَدْمَى نَحْرُهُ |
* |
حَتى اتّقَتْني الخَيلُ بابني حِذْيَمِ |
82 |
وَلَقَد خَشيتُ بِأَن أَموتَ وَلَم تَدُرْ |
* |
لِلحَربِ دائِرَةٌ عَلى ابنَي ضَمضَمِ |
83 |
الشاتِمَي عِرضي وَلَم أَشتِمهُما |
* |
وَالناذِرَينِ إِذا لَم اَلقَهُما دَمي |
84 |
إِن يَفعَلا فَلَقَد تَرَكتُ أَباهُما |
* |
جَزَرَ لخامِعَةٍ ونَسرٍ قَشعَمِ |