1 |
مَحَلٌّ عَلى القاطولِ أَخلَقَ داثِرُهْ |
* |
وَعادَت صُروفُ الدَهرِ جَيشًا تُغاوِرُهْ |
2 |
كَأَنَّ الصَبا توفي نُذورًا إِذا انبَرَتْ |
* |
تُراوِحُهُ أَذيالَها وَتُباكِرُهْ |
3 |
وَرُبَّ زَمانٍ ناعِمٍ ثَمَّ عَهدُهُ |
* |
تَرِقُّ حَواشيهِ وَيونَقُ نَاضِرُهْ |
4 |
تَغَيَّرَ حُسنُ الجَعفَرِيِّ وَأُنسُهُ |
* |
وَقُوِّضَ بادي الجَعفَرِيِّ وَحاضِرُهْ |
5 |
تَحَمَّلَ عَنهُ ساكِنوهُ فُجاءَةً |
* |
فَعادَت سَواءً دورُهُ وَمَقابِرُهْ |
6 |
إِذا نَحنُ زُرناهُ أَجَدَّ لَنا الأَسى |
* |
وَقَد كانَ قَبلَ اليَومِ يَبهَجُ زائِرُهْ |
7 |
وَلَم أَنسَ وَحشَ القَصرِ إِذ ريعَ سِربُهُ |
* |
وَإِذ ذُعِرَت أَطلاؤُهُ وَجَآذِرُهْ |
8 |
وَإِذ صِيحَ فيهِ بِالرَحيلِ فَهُتِّكَتْ |
* |
عَلى عَجَلٍ أَستارُهُ وَسَتائِرُهْ |
9 |
وَوَحشَتُهُ حَتّى كَأَن لَم يُقِمْ بِهِ |
* |
أَنيسٌ وَلَم تَحسُن لِعَينٍ مَناظِرُهْ |
10 |
كَأَن لَم تَبِت فيهِ الخِلاَفَةُ تَلقَةً |
* |
بَشاشَتُها وَالمُلكُ يُشرِقُ زاهِرُهْ |
11 |
وَلَم تَجمَعِ الدُنيا إِلَيهِ بَهاءَها |
* |
وَبَهجَتَها وَالعَيشُ غَضٌّ مَكاسِرُهْ |
12 |
فَأَينَ الحِجابُ الصَعبُ حَيثُ تَمَنَّعَتْ |
* |
بِهَيبَتِها أَبوابُهُ وَمَقاصِرُهْ |
13 |
وَأَينَ عَميدُ الناسِ في كُلِّ نَوبَةٍ |
* |
تَنوبُ وَناهي الدَهرِ فيهِم وَآمِرُهْ |
14 |
تَخَفّى لَهُ مُغتالُهُ تَحتَ غِرَّةٍ |
* |
وَأَولى لِمَن يَغتالُهُ لَو يُجاهِرُهْ |
15 |
فَما قاتَلَت عَنهُ المَنونَ جُنودُهُ |
* |
وَلا دافَعَت أَملاكُهُ وَذَخائِرُهْ |
16 |
وَلا نَصَرَ المُعتَزَّ مَن كانَ يُرتَجى |
* |
لَهُ وَعَزيزُ القَومِ مَن عَزَّ ناصِرُهْ |
17 |
تَعَرَّضَ ريبُ الدَهرِ مِن دونِ فَتحِهِ |
* |
وَغُيِّبَ عَنهُ في خُراسانَ طاهِرُهْ |
18 |
وَلَو عاشَ مَيتٌ أَو تَقَرَّبَ نازِحٌ |
* |
لَدارَت مِنَ المَكروهِ ثَمَّ دَوائِرُهْ |
19 |
وَلَو لِعُبَيدِ اللَهِ عَونٍ عَلَيهِمُ |
* |
لَضاقَت عَلى وُرّادِ أَمرٍ مَصادِرُهْ |
20 |
حُلومٌ أَضَلَّتها الأَماني وَمُدَّةٌ |
* |
تَناَهَت وَحَتفٌ أَوشَكَتهُ مَقادِرُهْ |
21 |
وَمُغتَصِبٌ لِلقَتلِ لَم يُخشَ رَهطُهُ |
* |
وَلَم يُحتَشَمْ أَسبابُهُ وَأَواصِرُهْ |
22 |
صَريعٌ تَقاضاهُ السُيوفُ حُشاشَةً |
* |
يَجودُ بِها وَالمَوتُ حمرٌ أَظافِرُهْ |
23 |
أُدافِعُ عَنهُ بِاليَدَينِ وَلَم يَكُن |
* |
لِيَثني الأَعادي أَعزَلُ اللَيلِ حاسِرُهْ |
24 |
وَلَو كانَ سَيفي ساعَةَ القَتلِ في يَدي |
* |
دَرى القاتِلُ العَجلانُ كَيفَ أُساوِرُهْ |
25 |
حَرامٌ عَلَيَّ الراحُ بَعدَكَ أَو أَرى |
* |
دَمًا بِدَمٍ يَجري عَلى الأَرضِ مائِرُهْ |
26 |
وَهَل أَرتَجي أَن يَطلُبَ الدَمَ واتِرٌ |
* |
يَدَ الدَهرِ وَالمَوتورُ بِالدَمِ واتِرُهْ |
27 |
أَكانَ وَلِيُّ العَهدِ أَضمَرَ غَدرَةً |
* |
فَمِن عَجَبٍ أَن وُلِّيَ العَهدَ غادِرُهْ |
28 |
فَلا مُلِّيَ الباقي تُراثَ الَّذي مَضى |
* |
وَلا حَمَلَت ذاكَ الدُعاءَ مَنابِرُهْ |
29 |
وَلا وَأَلَ المَشكوكُ فيهِ وَلا نَجا |
* |
مِنَ السَيفِ ناضي السَيفِ غَدرًا وَشاهِرُهْ |
30 |
لَنِعمَ الدَمُ المَسفوحُ لَيلَةَ جَعفَرٍ |
* |
هَرَقتُمْ وَجُنحُ اللَيلِ سودٌ دَياجِرُهْ |
31 |
كَأَنَّكُمُ لَم تَعلَموا مَن وَلِيُّهُ |
* |
وَناعيهِ تَحتَ المُرهَفاتِ وَثائِرُهْ |
32 |
وَإِنّي لَأَرجو أَن تُرَدَّ أُمورُكُمْ |
* |
إِلى خَلَفٍ مِن شَخصِهِ لا يُغادِرُهْ |
33 |
مُقَلِّبِ آراءٍ تَخافُ أَناتُهُ |
* |
إِذا الأَخرَقُ العَجلانُ خيفَت بَوادِرُهْ |