الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 عَجِبَت عُبَيلَةُ مِن فَتىً مُتَبَذِّلِ * عاري الأَشاجِعِ شاحِبٍ كَالمُنصَلِ
2 شَعثِ المَفارِقِ مُنهَجٍ سِربالُهُ * لَم يَدَّهِن حَولًا وَلَم يَتَرَجَّلِ
3 لا يَكتَسي إِلّا الحَديدَ إِذا اكتَسى * وَكَذاكَ كُلُّ مُغاوِرٍ مُستَبسِلِ
4 قَد طالَ ما لَبِسَ الحَديدَ فَإِنَّما * صَدَأُ الحَديدِ بِجِلدِهِ لَم يُغسَلِ
5 فَتَضاحَكَت عَجَبًا وَقالَت قولةً * لا خَيرَ فيكَ كَأَنَّها لَم تَحفِلِ
6 فَعَجِبتُ مِنها كيف زَلَّت عَينُها * عَن ماجِدٍ طَلقِ اليَدَينِ شَمَردَلِ
7 لا تَصرِميني يا عُبَيلَ وَراجِعي * فِيَّ البَصيرَةَ نَظرَةَ المُتَأَمِّلِ
8 فَلَرُبَّ أَملَحَ مِنكِ دَلًّا فَاعلَمي * وَأَقَرَّ في الدُنيا لِعَينِ المُجتَلي
9 وَصَلَت حِبالي بِالَّذي أَنا أَهلُهُ * مِن وُدِّها وَأَنا رَخِيَّ المِطوَلِ
10 يا عَبلَ كَم مِن غَمرَةٍ باشَرتُها * بِالنَفسِ ما كادَت لَعَمرُكِ تَنجَلي
11 فيها لَوامِعُ لَو شَهِدتِ زُهاءَها * لَسَلَوتِ بَعدَ تَخَضُّبٍ وَتَكَحُّلِ
12 إِمّا تَرَيني قَد نَحَلتُ وَمَن يَكُن * غَرَضًا لِأَطرافِ الأَسِنَّةِ يَنحَلِ
13 فَلَرُبَّ أَبلَجَ مِثلِ بَعلِكِ بادِنٍ * ضَخمٍ عَلى ظَهرِ الجَوادِ مُهَبَّلِ
14 غادَرتُهُ مُتَعَفِّرًا أَوصالُهُ * وَالقَومُ بَينَ مُجَرَّحٍ وَمُجَدَّلِ
15 فيهُمْ أَخو ثِقَةٍ يُضارِبُ نازِلًا * بِالمَشرَفِيِّ وَفارِسٌ لَم يَنزِلِ
16 وَرِماحُنا تَكِفُ النَجيعَ صُدورُها * وَسُيوفُنا تَخلي الرِقابَ فَتَختَلِ
17 وَالهامُ تَندُرُ بِالصَعيدِ كَأَنَّما * تُلقي السُيوفُ بِها رُؤوسَ الحَنظَلِ
18 وَلَقَد لَقيتُ المَوتَ يَومَ لَقيتُهُ * مُتَسَربِلًا وَالسَيفُ لَم يَتَسَربَلِ
19 فَرَأَيتُنا ما بَينَنا مِن حاجِزٍ * إِلّا المِجَنَّ وَنَصلُ أَبيَضَ مِقصَلِ
20 ذَكَرٍ أَشُقُّ بِهِ الجَماجِمَ في الوَغى * وَأَقولُ لا تُقطَع يَمينُ الصَيقَلِ
21 وَلَرُبَّ مُشعِلَةٍ وَزَعتُ رِعالَها * بِمُقَلَّصٍ نَهدِ المَراكِلِ هَيكَلِ
22 سَلِسِ المُعَذَّرِ لاحِقٍ أَقرابُهُ * مُتَقَلِّبٍ عَبَثًا بِفَأسِ المِسحَلِ
23 نَهدِ القَطاةِ كَأَنَّها مِن صَخرَةٍ * مَلساءَ يَغشاها المَسيلُ بِمَحفَلِ
24 وَكَأَنَّ هادِيَهُ إِذا استَقبَلتَهُ * جِذعٌ أُذِلَّ وَكانَ غَيرَ مُذَلَّلِ
25 وَكَأَنَّ مَخرَجَ رَوحِهِ في وَجهِهِ * سَرَبانِ كانا مَولِجَينِ لِجَيأَلِ
26 وَكَأَنَّ مَتنَيهِ إِذا جَرَّدتَهُ * وَنَزَعتَ عَنهُ الجُلَّ مَتنا إِيِّلِ
27 وَلَهُ حَوافِرُ موثَقٌ تَركيبُها * صُمُّ النُسورِ كَأَنَّها مِن جَندَلِ
28 وَلَهُ عَسيبٌ ذو سَبيبٍ سابِغٍ * مِثلِ الرِداءِ عَلى الغَنِيِّ المُفضِلِ
29 سَلِسُ العِنانِ إِلى القِتالِ فَعَينُهُ * قَبلاءُ شاخِصَةٌ كَعَينِ الأَحوَلِ
30 وَكَأَنَّ مِشيَتَهُ إِذا نَهنَهتُهُ * بِالنَكلِ مِشيَةُ شارِبٍ مُستَعجِلِ
31 فَعَلَيهِ أَقتَحِمُ الهِياجَ تَقَحُّمًا * فيها وَأَنقَضُّ انقِضاضَ الأَجدَلِ

بيانات القصيدة

الصفحات

١ - البيتان (١-٢) في صفحة (٢٥٣)،
٢ - الأبيات (٣-٧) في صفحة (٢٥٤)،
٣ - الأبيات (٨-١١) في صفحة (٢٥٥)،
٤ - البيتان (١٢-١٣) في صفحة (٢٥٦)،
٥ - الأبيات (١٤-١٧) في صفحة (٢٥٧)،
٦ - البيتان (١٨-١٩) في صفحة (٢٥٨)،
٧ - الأبيات (٢٠-٢٣) في صفحة (٢٥٩)،
٨ - البيتان (٢٤-٢٥) في صفحة (٢٦٠)،
٩ - الأبيات (٢٦-٢٩) في صفحة (٢٦١)،
١٠ - البيتان (٣٠-٣١) في صفحة (٢٦٢)،

الرابط المختصر