1 |
عَجِبَت عُبَيلَةُ مِن فَتىً مُتَبَذِّلِ |
* |
عاري الأَشاجِعِ شاحِبٍ كَالمُنصَلِ |
2 |
شَعثِ المَفارِقِ مُنهَجٍ سِربالُهُ |
* |
لَم يَدَّهِن حَولًا وَلَم يَتَرَجَّلِ |
3 |
لا يَكتَسي إِلّا الحَديدَ إِذا اكتَسى |
* |
وَكَذاكَ كُلُّ مُغاوِرٍ مُستَبسِلِ |
4 |
قَد طالَ ما لَبِسَ الحَديدَ فَإِنَّما |
* |
صَدَأُ الحَديدِ بِجِلدِهِ لَم يُغسَلِ |
5 |
فَتَضاحَكَت عَجَبًا وَقالَت قولةً |
* |
لا خَيرَ فيكَ كَأَنَّها لَم تَحفِلِ |
6 |
فَعَجِبتُ مِنها كيف زَلَّت عَينُها |
* |
عَن ماجِدٍ طَلقِ اليَدَينِ شَمَردَلِ |
7 |
لا تَصرِميني يا عُبَيلَ وَراجِعي |
* |
فِيَّ البَصيرَةَ نَظرَةَ المُتَأَمِّلِ |
8 |
فَلَرُبَّ أَملَحَ مِنكِ دَلًّا فَاعلَمي |
* |
وَأَقَرَّ في الدُنيا لِعَينِ المُجتَلي |
9 |
وَصَلَت حِبالي بِالَّذي أَنا أَهلُهُ |
* |
مِن وُدِّها وَأَنا رَخِيَّ المِطوَلِ |
10 |
يا عَبلَ كَم مِن غَمرَةٍ باشَرتُها |
* |
بِالنَفسِ ما كادَت لَعَمرُكِ تَنجَلي |
11 |
فيها لَوامِعُ لَو شَهِدتِ زُهاءَها |
* |
لَسَلَوتِ بَعدَ تَخَضُّبٍ وَتَكَحُّلِ |
12 |
إِمّا تَرَيني قَد نَحَلتُ وَمَن يَكُن |
* |
غَرَضًا لِأَطرافِ الأَسِنَّةِ يَنحَلِ |
13 |
فَلَرُبَّ أَبلَجَ مِثلِ بَعلِكِ بادِنٍ |
* |
ضَخمٍ عَلى ظَهرِ الجَوادِ مُهَبَّلِ |
14 |
غادَرتُهُ مُتَعَفِّرًا أَوصالُهُ |
* |
وَالقَومُ بَينَ مُجَرَّحٍ وَمُجَدَّلِ |
15 |
فيهُمْ أَخو ثِقَةٍ يُضارِبُ نازِلًا |
* |
بِالمَشرَفِيِّ وَفارِسٌ لَم يَنزِلِ |
16 |
وَرِماحُنا تَكِفُ النَجيعَ صُدورُها |
* |
وَسُيوفُنا تَخلي الرِقابَ فَتَختَلِ |
17 |
وَالهامُ تَندُرُ بِالصَعيدِ كَأَنَّما |
* |
تُلقي السُيوفُ بِها رُؤوسَ الحَنظَلِ |
18 |
وَلَقَد لَقيتُ المَوتَ يَومَ لَقيتُهُ |
* |
مُتَسَربِلًا وَالسَيفُ لَم يَتَسَربَلِ |
19 |
فَرَأَيتُنا ما بَينَنا مِن حاجِزٍ |
* |
إِلّا المِجَنَّ وَنَصلُ أَبيَضَ مِقصَلِ |
20 |
ذَكَرٍ أَشُقُّ بِهِ الجَماجِمَ في الوَغى |
* |
وَأَقولُ لا تُقطَع يَمينُ الصَيقَلِ |
21 |
وَلَرُبَّ مُشعِلَةٍ وَزَعتُ رِعالَها |
* |
بِمُقَلَّصٍ نَهدِ المَراكِلِ هَيكَلِ |
22 |
سَلِسِ المُعَذَّرِ لاحِقٍ أَقرابُهُ |
* |
مُتَقَلِّبٍ عَبَثًا بِفَأسِ المِسحَلِ |
23 |
نَهدِ القَطاةِ كَأَنَّها مِن صَخرَةٍ |
* |
مَلساءَ يَغشاها المَسيلُ بِمَحفَلِ |
24 |
وَكَأَنَّ هادِيَهُ إِذا استَقبَلتَهُ |
* |
جِذعٌ أُذِلَّ وَكانَ غَيرَ مُذَلَّلِ |
25 |
وَكَأَنَّ مَخرَجَ رَوحِهِ في وَجهِهِ |
* |
سَرَبانِ كانا مَولِجَينِ لِجَيأَلِ |
26 |
وَكَأَنَّ مَتنَيهِ إِذا جَرَّدتَهُ |
* |
وَنَزَعتَ عَنهُ الجُلَّ مَتنا إِيِّلِ |
27 |
وَلَهُ حَوافِرُ موثَقٌ تَركيبُها |
* |
صُمُّ النُسورِ كَأَنَّها مِن جَندَلِ |
28 |
وَلَهُ عَسيبٌ ذو سَبيبٍ سابِغٍ |
* |
مِثلِ الرِداءِ عَلى الغَنِيِّ المُفضِلِ |
29 |
سَلِسُ العِنانِ إِلى القِتالِ فَعَينُهُ |
* |
قَبلاءُ شاخِصَةٌ كَعَينِ الأَحوَلِ |
30 |
وَكَأَنَّ مِشيَتَهُ إِذا نَهنَهتُهُ |
* |
بِالنَكلِ مِشيَةُ شارِبٍ مُستَعجِلِ |
31 |
فَعَلَيهِ أَقتَحِمُ الهِياجَ تَقَحُّمًا |
* |
فيها وَأَنقَضُّ انقِضاضَ الأَجدَلِ |