الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 حَبيبٌ سَرى في خُفيَةٍ وَعَلى ذُعرِ * يَجوبُ الدُجى حَتّى التَقَينا عَلى قَدرِ
2 تَشَكَّكتُ فيهِ مِن سُرورٍ وَخِلتُهُ * خَيالًا أَتى في النَومِ مِن طَيفِهِ يَسري
3 وَأَفرَطتُ مِن وَجدٍ بِهِ فَدَرى بِنا * عَلى ساعَةِ الهِجرانِ مَن لَم يَكُن يَدري
4 وَما الحُبُّ ما وَرَّيتَ عَنهُ تَسَتُّرًا * وَلَكِنَّهُ ما مِلتَ فيهِ إِلى الجَهرِ
5 أَتى مُستَجيرًا بي مِنَ البَينِ تائِبًا * إِلَيَّ مِنَ الصَدِّ المُبَرِّحِ وَالهَجرِ
6 فَلَم يَستَطِع قَلبي امتِناعًا مِنَ الهَوى * وَلَم تَستَطِع نَفسي سَبيلًا إِلى الصَبرِ
7 سَقاني بِكَأسَيهِ وَعَينَيهِ قادِرًا * بِأَلحاظِهِ دونَ المُدامِ عَلى سُكري
8 وَأَقسَمَ لي أَلّا يَخونَ مَوَدَّتي * وَإِن أَسرَفَ الواشي وَكَثَّرَ ذو الغِمرِ
9 وَلَم أَنسَنا عِندَ التَلاقي وَضَمَّنا * سَوالِفُ نَحرٍ مِن مَشوقٍ إِلى نَحرِ
10 وَتَكرارَنا ذاكَ العِناقَ إِذا انقَضَت * لَنا عَبرَةٌ عادَت لَنا عَبرَةٌ تَجري
11 أَحاديثُ شَكوى مِن مُحِبّينَ لا تَني * تُعِلُّ فُؤادًا بِالصَبابَةِ أَو تُبري
12 تَعَجَّبتُ مِن فِرعَونَ إِذ ظَنَّ أَنَّهُ * إِلَهٌ لِأَنَّ النيلَ مِن تَحتِهِ يَجري
13 وَلَو شاهَدَ الدُنيا وَجامِعَ مُلكِها * لَقَلَّ لَدَيهِ ما يُكَثِّرُ مِن مِصرِ
14 وَلَو بَصُرَت عَيناهُ بِالزَوِّ لَازدَرى * حَقيرَ الَّذي نالَت يَداهُ مِنَ الأَمرِ
15 إِذن لَرَأى قَصرًا عَلى ظَهرِ لُجَّةٍ * يَروحُ وَيَغدو فَوقَ أَمواجِها يَجري
16 تُصادُ الوُحوشُ في حِفافَي طَريقِهِ * وَتَستَنزِلُ الطَيرُ العَوالي عَلى قَسرِ
17 وَلَم أَرَ كَالمُعتَزِّ إِذ راحَ موفِيًا * عَلَيهِ بِوَجهٍ لاحَ في الرَونَقِ النَضرِ
18 مَلِيًّا بِأَن يَجلو الظَلامَ بِغُرَّةٍ * تَخاضَعُ إِكبارًا لَها غُرَّةُ الفَجرِ
19 إِذا اهتَزَّ غِبَّ الأَريَحِيَّةِ وَالنَدى * وَأَسفَرَ في ضَوءِ الطَلاقَةِ وَالبِشرِ
20 وَقابَلَهُ بَدرُ السَماءِ بِوَجهِهِ * فَبَدرٌ عَلى بَدرٍ وَبَحرٌ عَلى بَحرِ
21 رَأَيتُ بَهاءَ المُلكِ مُجتَمِعًا لَهُ * وَديباجَةَ الدُنيا وَمَكرُمَةَ الدَهرِ
22 وَخِرقٌ مَتى امتَدَّت يَداهُ بِنائِلٍ * فَما النَيلُ مِنها بِالزَهيدِ وَلا نَزرِ
23 مَواهِبُ مَكَّنَ الفَقيرَ مِنَ الغِنى * مِرارًا وَأَعدَينَ المُقِلَّ عَلى المُثري
24 بَقيتَ أَميرَ المُؤمِنينَ فَإِنَّما * بَقاؤُكَ يُسرُ الناسِ شَرَّدَ بِالعُسرِ
25 سَأَجهَدُ في شُكرٍ لِنُعماكَ إِنَّني * أَرى الكُفرَ لِلنَعماءِ ضَربًا مِنَ الكُفرِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح المعتز ويصف الزو

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (1052)،
2 - الأبيات (8-18) في صفحة (1053)،
3 - الأبيات (19-25) في صفحة (1054)،

الرابط المختصر