الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 عَمِرتَ أَبا إِسحاقَ ما صَلَحَ العُمرُ * وَلازالَ مَزهُوًّا بِأَيّامِكَ الدَهرُ
2 لَنا كُلَّ يَومٍ مِن عَطائِكَ نائِلٌ * وَعِندَكَ مِن تَقريظِنا أَبَدًا شُكرُ
3 وَأَنتَ نَدىً نَحيا بِهِ حَيثُ لا نَدًى * وَقَطرٌ نُرَجّي جودَهُ حَيثُ لا قَطرُ
4 عَلى أَنَّني بَعدَ الرِضا مُتَسَخِّطٌ * وَمُستَعتِبٌ مِن خُطَّةٍ سَهلُها وَعرُ
5 وَقَد أَوحَشَتني رَدَّةٌ لَم أَكُن لَها * بِأَهلٍ وَلا عِندي بِتَأويلِها خُبرُ
6 فَلِمْ جِئتُ طَوعَ الشَوقِ مِن بُعدِ غايَتي * إِلى غَيرِ مُشتاقٍ وَلَم رَدَّني بِشرُ
7 وَما بالَهُ يَأبى دُخولي وَقَد رَأى * خُروجِيَ مِن أَبوابِهِ وَيَدي صِفرُ
8 وَقَد أَدرَكَ الأَقوامُ عِندَكَ سُؤلَهُمْ * وَعَمَّهُمْ مِن سَيبِ إِحسانِكَ الكُثرُ
9 فَكَيفَ تُرى المَحمولَ كُرهًا عَلى الصَدى * وَقَد صَكَّ رِجلَيهِ بِأَمواجِهِ البَحرُ
10 تَأَتَّ لِمَوتورٍ بَدا لَكَ ضِغنُهُ * فَإِنَّ الحِجابَ عِندَ ذي خَطَرٍ وِترُ
11 وَقَد زَعَموا أَن لَيسَ يَغتَصِبُ الفَتى * عَلى عَزمِهِ إِلّا الهَدِيَّةُ وَالسِحرُ
12 فَإِن كُنتَ يَومًا لا مَحالَةَ مُهدِيًا * فَفي المِهرَجانِ الوَقتُ إِذ فاتَنا الفِطرُ
13 فَإِن تُهدِ ميخائيلَ تُرسِلْ بِتُحفَةٍ * تَقَضّى لَها العُتبى وَيُغتَفَرُ الوِزرُ
14 غَريرٌ تَراءاهُ العُيونُ كَأَنَّما * أَضاءَ لَها في عَقبِ داجِيَةٍ فَجرُ
15 وَلَو يَبتَدي في بَضعِ عَشرَةَ لَيلَةً * مِنَ الشَهرِ ما شَكَّ امرُؤٌ أَنَّهُ البَدرُ
16 إِذا انصَرَفَت يَومًا بِعِطفَيهِ لَفتَةٌ * أَوِ اعتَرَضَت مِن لَحظِهِ نَظرَةٌ شَزرُ
17 رَأَيتَ هَوى قَلبٍ بَطيئًا نُزوعُهُ * وَحاجَةَ نَفسٍ لَيسَ عَن مِثلِها صَبرُ
18 وَمِثلُكَ أَعطى مِثلَهُ لَم يَضِق بِهِ * ذِراعًا وَلَم يَحرَج بِهِ أَو لَهُ صَدرُ
19 عَلى أَنَّهُ قَد مَرَّ عُمرٌ لِطيبِهِ * وَمِن أَعظَمِ الآفاتِ في مِثلِهِ العُمرُ
20 غَدًا تُفسِدُ الأَيّامُ مِنهُ وَلَم يَكُن * بِأَوَّلِ صافي الحُسنِ غَيَّرَهُ الدَهرُ
21 وَيُمنى بِحِضنى لِحيَةٍ مُدلَهِمَّةٍ * لِخَدَّيهِ مِنها الوَيلُ إِن ساقَها قَدرُ
22 تَجافَ لَنا عَنهُ فَإِنَّكَ واجِدٌ * بِهِ ثَمَنًا يُغليهِ في مَدحِكَ الشِعرُ
23 وَلا تَطلُبِ العِلّاتِ فيهِ وَتَرتَقي * إِلى حِيَلٍ فيها لِمُعتَذِرٍ عُذرُ
24 فَقَد يَتَغابى المَرءُ في عُظمِ مالِهِ * وَمِن تَحتِ بُردَيهِ المُغيرَةُ أَو عَمروُ
25 وَيَخرُقُ بِالتَبذيرِ وَهوَ مُجَرِّبٌ * فَلا يَتَمارى القَومُ في أَنَّهُ غُمرُ
26 وَمَن لَم يَرَ الإيثارَ لَم يَشتَهِر لَهُ * فَعالٌ وَلَم يَبعُد بِسُؤدَدِهِ ذِكرُ
27 فَإِن قُلتَ نَذرٌ أَو يَمينٌ تَقَدَّمَت * فَأَيُّ جَوادٍ حَلَّ في مالِهِ نَذرُ
28 أَتَعتَدُّهُ ذُخرًا كَريمًا فَإِنَّما * مَرامُ كَريمِ القَومِ أَن يَكرُمَ الذُخرُ
29 وَإِن كُنتَ تَهواهُ وَتَقلى فِراقَهُ * فَقَد كانَ وَفرٌ قَبلَهُ فَمَضى وَفرُ
30 وَأَلطَفُ مِنهُ في الفُؤادِ مَحَلَّةً * ثَناءٌ تُبَقّيهِ القَصائِدُ أَو شُكرُ
31 وَما قَدرُهُ في جَنبِ جودِكَ إِن غَدا * بِرُمَّتِهِ أَو راحَ نائِلُكَ الغَمرُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يعاتب إبراهيم بن المدبر وقد قصده فحجب عنه، ويستوهبه غلامًا كان له

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (1066)،
2 - الأبيات (8-17) في صفحة (1067)،
3 - الأبيات (18-26) في صفحة (1068)،
4 - الأبيات (27-31) في صفحة (1069)،

الرابط المختصر