1 |
لَدُن هَجَرَتهُ زَحزَحَتهُ عَنِ الصَبرِ |
* |
سَواءٌ عَلَيهِ المَوتُ أَو لَوعَةُ الهَجرِ |
2 |
إِلَيكَ عَنِ الصَبِّ الَّذي بَرَّحَتْ بِهِ |
* |
صُروفُ هَوىً لَو كُنَّ في الماءِ لَم يَجرِ |
3 |
وَقائِلَةٍ وَالدَمعُ يَصبُغُ خَدَّها |
* |
رُوَيدَكَ يَا بنَ السِتِّ عَشرَةَ كَم تَسري |
4 |
فَقُلتُ أَحَقُّ الناسِ بِالعَزمِ وَالسُرى |
* |
طِلابُ المَعالي صاحِبُ السِتِّ وَالعَشرِ |
5 |
مُقامُ الفَتى في الحَيِّ حَيًّا مُسَلَّمًا |
* |
مَعافًى مُقامُ ذِلَّةٍ بِالفَتى يُزري |
6 |
مَتى يُمسِكِ العَجزُ الزَمانَ وَتُمتَطى |
* |
مَطايا الهَوى وَاللَيلِ تَنسَ شَبا العُسرِ |
7 |
وَمَهما تَنَمْ في ظِلِّ بَيتِكَ عاجِزًا |
* |
تُصِبْكَ خُطوبُ الدَهرِ مِن حَيثَ لا تَدري |
8 |
وَما الحَزمُ إِلّا العَزمُ في كُلِّ مَوطِنٍ |
* |
وَما المالُ إِلّا مَعدِنُ الجودِ وَالوَفرِ |
9 |
وَما المَرءُ إِلّا قَلبُهُ وَلِسانُهُ |
* |
فَإِن قَصَّرا عَنهُ فَلا خَيرَ في المَرِّ |
10 |
سَأَخبِطُ وَجهَ الدَهرِ وَاللَيلِ أَو أَرى |
* |
تَمَزُّقَ ثَوبِ اللَيلِ في وَضَحِ الفَجرِ |
11 |
وَأوثِرُ عَنسي في المَهامِهِ وَالفَلا |
* |
عَلى قُربِ عِرسي في السَواجيرِ أَو أُثري |
12 |
تُحَمِّلُني الأَيّامُ ما لا أُطيقُهُ |
* |
وَتَحمِلُني مِنها عَلى مَركَبٍ وَعرِ |
13 |
أَأَن كانَ قَومي قَوَّموا بِفِعالِهِمْ |
* |
شَديدَ اعوِجاجِ الدَهرِ في سالِفِ العَصرِ |
14 |
وَجاروا عَلى الأَموالِ بِالجودِ جَورَهُمْ |
* |
عَلى مَعشَرِ الأَعداءِ بِالقَتلِ وَالأَسرِ |
15 |
أَيَقتَصُّ مِنّي آخِرُ الدَهرِ ظالِمًا |
* |
جَرائِرَ أَجدادي عَلى أَوَّلِ الدَهرِ |
16 |
بَنو بُحتُرٍ قَومي وَمَن يَكُ بُحتُرٌ |
* |
أَباهُ يَكُن في مُنتَهى المَجدِ وَالفَخرِ |
17 |
أَنا البُحتُرِيُّ ابنُ البَحاتِرَةِ الأُلى |
* |
هُمُ غَمَروا الأَيّامِ بِالنائِلِ الغَمرِ |
18 |
وَهُم أَقطَعوا كُلَّ العُفاةِ بِجودِهِمْ |
* |
وَبَأسِهِمُ مالَ الأَعادي عَلى قَسرِ |
19 |
وَما نَحنُ إِلّا كَالقَضاءِ فَإِنَّنا |
* |
ضَرَبنا جَميعَ الناسِ بِالخَيرِ وَالشَرِّ |
20 |
تَضيقُ ذُروعُ المَجدِ عَن رُحبِ فَضلِنا |
* |
إِذا اتَّسَعَت في فَضلِنا الإِنسُ بِالذِكرِ |
21 |
لَقَد عَلِمَت قَحطانُ أَنّا سَراتُها |
* |
وَأَشرافُها الساداتُ في البَدوِ وَالحَضرِ |
22 |
وَأَنّا لُيوثٌ حينَ تَشتَجِرُ القَنا |
* |
غُيوثٌ إِذا ضَنَّ السَحائِبُ بِالقَطرِ |
23 |
وَإِنّا لَمَشّاؤونَ تَحتَ سُيوفُنا |
* |
إِلى المَوتِ مَعروفونَ بِالبَأسِ وَالنَصرِ |
24 |
فَنُدرِكُ بِالإِقدامِ بُغيَتَنا الَّتي |
* |
نُطالِبُها لا بِالمَكيدَةِ وَالمَكرِ |
25 |
أَبَدنا جُموعَ الرومِ حينَ تَنازَعَت |
* |
فَوارِسُنا الهَيجاءَ في وَقعَةِ الجِسرِ |
26 |
غَدَت بيضُنا مِثلَ اللُجَينِ ابيِضاضُها |
* |
وَراحَت مِنَ التَضرابِ كَالذَهَبِ التِبرِ |
27 |
وَخَلَّوا لَنا عَن مَنبِجٍ وَذَواتِها |
* |
مَخافَةَ صَدِّ البيضِ وَالأَسَلِ السُمرِ |
28 |
سَمَونا لَهُمْ في عُصبَةٍ بُحتُرِيَّةٍ |
* |
يَكُرّونَ لَيسوا يَعرِفونَ سِوى الكَرِّ |
29 |
قَليلينَ إِلّا أَنَّ حُسنَ بَلائِهِمْ |
* |
كَثيرٌ إِذا قَلَّ الحِفاظُ لَدى الفَرِّ |
30 |
أَشِدّاءَ ما شَدّوا كَأَنَّ قُلوبَهُمْ |
* |
وَآراءَهُمْ في الحَربِ يُنحَتنَ مِن صَخرِ |
31 |
إِذا وُتِروا خَلَّوا جُفونَ سُيوفِهِمْ |
* |
خَلاءً وَلا يُغضونَ جَفنًا عَلى وَترِ |
32 |
وَأَفلَتَ مِنّا عامِرٌ كَبشُ عامِرٍ |
* |
كَحَبَّةِ بُرٍّ مِن دُقاقِ رَحى البُرِّ |
33 |
فَقَأنا وَقَد أَصغى إِلى الكَرِّ عَينَهُ |
* |
وَفَرَّ فَرَدَّتهُ الرِماحُ إِلى عَقرِ |
34 |
وَيَومَ القَرينَينِ انتَصَرنا وَلَم نَخَفْ |
* |
بِكُلِّ طَويلِ الباعِ مُنفَسِحِ الصَدرِ |
35 |
كَأَنَّهُمُ تَحتَ السُيوفِ غَرائِبٌ |
* |
مِنَ البُدنِ سيقَت يَومَ عيدٍ إِلى نَحرِ |
36 |
كَأَنَّهُمُ إِذ أَسلَموا بِنتَ شَيخِهِمْ |
* |
سَحابٌ تَجَلّى عَن سَنا قَمَرٍ بَدرِ |
37 |
فَلَولا عَفافُ البُحتُرِيِّ وَمَنُّهُ |
* |
عَلَيهِمْ لَما آبَت بِعَوفٍ وَلا فِهرِ |
38 |
وَمَرَّ طَريدًا لِلقَنا السُمرِ بَعدَما |
* |
نَكَحناهُ بِالخَطِّيَّةِ السُمرِ في الدُبرِ |
39 |
وَأَسلَمَ مَولاهُ وَخَلَّفَ بَينَهُ |
* |
وَنَجّاهُ خِنذيذٌ كَخافِيَةِ النَسرِ |
40 |
هُناكَ يَقولُ وَهوَ يَعذِلُ نَفسَهُ |
* |
وَيَشكو تَمادي الحَربِ في مُحكَمِ الشِعرِ |
41 |
لَحا اللَهُ قَيسًا حينَ وَلَّت حُماتُها |
* |
عَنِ الأَشعَثِ المَقتولِ وَالكاعِبِ البِكرِ |
42 |
وَلَم تَكُ مِنّي نَبوَةٌ غَيرَ هَذهِ |
* |
فِراري وَتَركي صاحِبِيَّ وَرا ظَهري |
43 |
وَفي يَومِ صِفّينَ اقتَسَمنا ذُرى العُلا |
* |
وَقَد جَعَلَ الخَطِّيُّ يَعثُرُ بِالكَسرِ |
44 |
لَنا حَسَبٌ لَو كانَ لِلشَمسِ لَم تَغِب |
* |
وَلِلبَدرِ ما استَولى المَحاقُ عَلى البَدرِ |
45 |
فَأَبخَلُنا بِالمالِ نِدٌّ لِحاتِمٍ |
* |
وَأَجبَنُنا في الرَوعِ أَشجَعُ مِن عَمروِ |