الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لَدُن هَجَرَتهُ زَحزَحَتهُ عَنِ الصَبرِ * سَواءٌ عَلَيهِ المَوتُ أَو لَوعَةُ الهَجرِ
2 إِلَيكَ عَنِ الصَبِّ الَّذي بَرَّحَتْ بِهِ * صُروفُ هَوىً لَو كُنَّ في الماءِ لَم يَجرِ
3 وَقائِلَةٍ وَالدَمعُ يَصبُغُ خَدَّها * رُوَيدَكَ يَا بنَ السِتِّ عَشرَةَ كَم تَسري
4 فَقُلتُ أَحَقُّ الناسِ بِالعَزمِ وَالسُرى * طِلابُ المَعالي صاحِبُ السِتِّ وَالعَشرِ
5 مُقامُ الفَتى في الحَيِّ حَيًّا مُسَلَّمًا * مَعافًى مُقامُ ذِلَّةٍ بِالفَتى يُزري
6 مَتى يُمسِكِ العَجزُ الزَمانَ وَتُمتَطى * مَطايا الهَوى وَاللَيلِ تَنسَ شَبا العُسرِ
7 وَمَهما تَنَمْ في ظِلِّ بَيتِكَ عاجِزًا * تُصِبْكَ خُطوبُ الدَهرِ مِن حَيثَ لا تَدري
8 وَما الحَزمُ إِلّا العَزمُ في كُلِّ مَوطِنٍ * وَما المالُ إِلّا مَعدِنُ الجودِ وَالوَفرِ
9 وَما المَرءُ إِلّا قَلبُهُ وَلِسانُهُ * فَإِن قَصَّرا عَنهُ فَلا خَيرَ في المَرِّ
10 سَأَخبِطُ وَجهَ الدَهرِ وَاللَيلِ أَو أَرى * تَمَزُّقَ ثَوبِ اللَيلِ في وَضَحِ الفَجرِ
11 وَأوثِرُ عَنسي في المَهامِهِ وَالفَلا * عَلى قُربِ عِرسي في السَواجيرِ أَو أُثري
12 تُحَمِّلُني الأَيّامُ ما لا أُطيقُهُ * وَتَحمِلُني مِنها عَلى مَركَبٍ وَعرِ
13 أَأَن كانَ قَومي قَوَّموا بِفِعالِهِمْ * شَديدَ اعوِجاجِ الدَهرِ في سالِفِ العَصرِ
14 وَجاروا عَلى الأَموالِ بِالجودِ جَورَهُمْ * عَلى مَعشَرِ الأَعداءِ بِالقَتلِ وَالأَسرِ
15 أَيَقتَصُّ مِنّي آخِرُ الدَهرِ ظالِمًا * جَرائِرَ أَجدادي عَلى أَوَّلِ الدَهرِ
16 بَنو بُحتُرٍ قَومي وَمَن يَكُ بُحتُرٌ * أَباهُ يَكُن في مُنتَهى المَجدِ وَالفَخرِ
17 أَنا البُحتُرِيُّ ابنُ البَحاتِرَةِ الأُلى * هُمُ غَمَروا الأَيّامِ بِالنائِلِ الغَمرِ
18 وَهُم أَقطَعوا كُلَّ العُفاةِ بِجودِهِمْ * وَبَأسِهِمُ مالَ الأَعادي عَلى قَسرِ
19 وَما نَحنُ إِلّا كَالقَضاءِ فَإِنَّنا * ضَرَبنا جَميعَ الناسِ بِالخَيرِ وَالشَرِّ
20 تَضيقُ ذُروعُ المَجدِ عَن رُحبِ فَضلِنا * إِذا اتَّسَعَت في فَضلِنا الإِنسُ بِالذِكرِ
21 لَقَد عَلِمَت قَحطانُ أَنّا سَراتُها * وَأَشرافُها الساداتُ في البَدوِ وَالحَضرِ
22 وَأَنّا لُيوثٌ حينَ تَشتَجِرُ القَنا * غُيوثٌ إِذا ضَنَّ السَحائِبُ بِالقَطرِ
23 وَإِنّا لَمَشّاؤونَ تَحتَ سُيوفُنا * إِلى المَوتِ مَعروفونَ بِالبَأسِ وَالنَصرِ
24 فَنُدرِكُ بِالإِقدامِ بُغيَتَنا الَّتي * نُطالِبُها لا بِالمَكيدَةِ وَالمَكرِ
25 أَبَدنا جُموعَ الرومِ حينَ تَنازَعَت * فَوارِسُنا الهَيجاءَ في وَقعَةِ الجِسرِ
26 غَدَت بيضُنا مِثلَ اللُجَينِ ابيِضاضُها * وَراحَت مِنَ التَضرابِ كَالذَهَبِ التِبرِ
27 وَخَلَّوا لَنا عَن مَنبِجٍ وَذَواتِها * مَخافَةَ صَدِّ البيضِ وَالأَسَلِ السُمرِ
28 سَمَونا لَهُمْ في عُصبَةٍ بُحتُرِيَّةٍ * يَكُرّونَ لَيسوا يَعرِفونَ سِوى الكَرِّ
29 قَليلينَ إِلّا أَنَّ حُسنَ بَلائِهِمْ * كَثيرٌ إِذا قَلَّ الحِفاظُ لَدى الفَرِّ
30 أَشِدّاءَ ما شَدّوا كَأَنَّ قُلوبَهُمْ * وَآراءَهُمْ في الحَربِ يُنحَتنَ مِن صَخرِ
31 إِذا وُتِروا خَلَّوا جُفونَ سُيوفِهِمْ * خَلاءً وَلا يُغضونَ جَفنًا عَلى وَترِ
32 وَأَفلَتَ مِنّا عامِرٌ كَبشُ عامِرٍ * كَحَبَّةِ بُرٍّ مِن دُقاقِ رَحى البُرِّ
33 فَقَأنا وَقَد أَصغى إِلى الكَرِّ عَينَهُ * وَفَرَّ فَرَدَّتهُ الرِماحُ إِلى عَقرِ
34 وَيَومَ القَرينَينِ انتَصَرنا وَلَم نَخَفْ * بِكُلِّ طَويلِ الباعِ مُنفَسِحِ الصَدرِ
35 كَأَنَّهُمُ تَحتَ السُيوفِ غَرائِبٌ * مِنَ البُدنِ سيقَت يَومَ عيدٍ إِلى نَحرِ
36 كَأَنَّهُمُ إِذ أَسلَموا بِنتَ شَيخِهِمْ * سَحابٌ تَجَلّى عَن سَنا قَمَرٍ بَدرِ
37 فَلَولا عَفافُ البُحتُرِيِّ وَمَنُّهُ * عَلَيهِمْ لَما آبَت بِعَوفٍ وَلا فِهرِ
38 وَمَرَّ طَريدًا لِلقَنا السُمرِ بَعدَما * نَكَحناهُ بِالخَطِّيَّةِ السُمرِ في الدُبرِ
39 وَأَسلَمَ مَولاهُ وَخَلَّفَ بَينَهُ * وَنَجّاهُ خِنذيذٌ كَخافِيَةِ النَسرِ
40 هُناكَ يَقولُ وَهوَ يَعذِلُ نَفسَهُ * وَيَشكو تَمادي الحَربِ في مُحكَمِ الشِعرِ
41 لَحا اللَهُ قَيسًا حينَ وَلَّت حُماتُها * عَنِ الأَشعَثِ المَقتولِ وَالكاعِبِ البِكرِ
42 وَلَم تَكُ مِنّي نَبوَةٌ غَيرَ هَذهِ * فِراري وَتَركي صاحِبِيَّ وَرا ظَهري
43 وَفي يَومِ صِفّينَ اقتَسَمنا ذُرى العُلا * وَقَد جَعَلَ الخَطِّيُّ يَعثُرُ بِالكَسرِ
44 لَنا حَسَبٌ لَو كانَ لِلشَمسِ لَم تَغِب * وَلِلبَدرِ ما استَولى المَحاقُ عَلى البَدرِ
45 فَأَبخَلُنا بِالمالِ نِدٌّ لِحاتِمٍ * وَأَجبَنُنا في الرَوعِ أَشجَعُ مِن عَمروِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يفتخر

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (1081)،
2 - الأبيات (8-21) في صفحة (1082)،
3 - الأبيات (22-32) في صفحة (1083)،
4 - الأبيات (33-40) في صفحة (1084)،
5 - الأبيات (41-45) في صفحة (1085)،

الرابط المختصر