الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 هَزيعُ دُجًى في الرَأسِ بادَرَهُ بَدرُ * وَلَيلٌ جَلاهُ لا صَباحٌ وَلا فَجرُ
2 وَلِمَّةُ مُشتاقٍ أَلَمَّ مَشيبُها * عَلى حينِ لَم يودِ الشَبابُ وَلا العُمرُ
3 فَقَصرَكِ إِنَّ الشَيبَ مِن عَدلِ حُكمِهِ * وَإِن كانَ جَورًا أَن يُقالَ لَكِ القَصرُ
4 فَما جارَ في تِلكَ المَدامِعِ دَمعُها * لِنازِلَةٍ إِلّا وَحادِثُها نُكرُ
5 عَلى أَنَّهُ يَعتادُني مُتَأَوِّبٌ * مِنَ الشَوقِ ما يَخبو لَهُ في الحَشا جَمرُ
6 وَما ظَلَمَ الشَوقُ الجَوانِحَ إِنَّما * غَدا ظالِمًا لِلشَوقِ شَيبِيَ وَالدَهرُ
7 أَما وَأَبي الأَيّامِ ما خافَ مُعلِقٌ * بِأَسبابِ خِضرٍ صَرفَ حادِثَةٍ تَعرو
8 وَلا ضَرَّ أَرضًا جادَها جودُ كَفِّهِ * فَأَمرَعَها أَلّا يَصوبَ بِها القَطرُ
9 وَلَمّا حَبا أَرضَ العِراقِ بِقُربِهِ * طَما بَحرُهُ فيها وَنائِلُهُ الغَمرُ
10 وَصابَت بِأَكنافِ الحِجازِ غَمامَةٌ * تَنائِفَ لا خِمسٌ لَدَيها وَلا عِشرُ
11 وَلَم يَخلُ مِن جودٍ وَلا صَوبِ عارِضِ * لَهُ أُفُقٌ في الأَرضِ ناءٍ وَلا قُطرُ
12 فَغيثَت رِفاقُ المُحرِمينَ بِحَيثُ لا * غِياثٌ يُرَجّى لا بَكِيٌّ وَلا نَزرُ
13 شَهِدتُ لَقَد شاهَدتُ ذاكُمْ وَإِنَّهُ * لَيَقصُرُ عَن مِقدارِ ذالِكُمُ الأَجرُ
14 وَلَمّا قَصَدنا سُرَّ مَن را تَضاءَلا * وَلا خِضرَ يَقري فيهِما البَدوُ وَالحَضرُ
15 وَحُصَّت أَماني المُعتَفينَ بِحَيثُ لا * يُحاذَرُ بَأساءُ الحَياةِ وَلا الفَقرُ
16 وَحَيثُ يُذَمُّ الغَيثُ وَالغَيثُ حافِلٌ * وَتُستَقصَرُ الدُنيا وَيُستَخلَجُ البَحرُ
17 وَحَيثُ تَرى الآمالَ يَسرَحنَ في المُنى * وَلا الرَوضُ مَرعاها هُناكَ وَلا الزَهرُ
18 لَدى مَلِكٍ أَثرى مِنَ المَجدِ وَالغِنى * بِأَن لَم يَرَ الإِثراءَ أَن يَفِرَ الوَفرُ
19 عَميدُ وُلاةِ الأَمرِ مِن آلِ هاشِمٍ * إِذا جَلَّتِ الجُلّى أَوِ انثَغَرَ الثَغرُ
20 يُؤَيِّدُ مِنها كُلَّ ما ضاقَ أَيدُها * بِهِ وَيُداوي كُلَّ ما عَزَّ أَن يَبرو
21 هُوَ الجَبَلُ الراسي الَّذي اعتَرَفَت لَهُ * رِجالُ نِزارٍ وَهيَ راغِمَةٌ صُفرُ
22 إِذا ما اشرَأَبَّت حَطَّ مِن غُلَوائِها * مَكارِمُهُ اللاتي لَها يَسجُدُ الفَخرُ
23 فَأَقسَمتُ بِالرَكبِ الَّذينَ تَدَرَّعوا * مِنَ اللَيلِ إِقطاعَ السُرى وَهُمُ سَفرُ
24 عَلى أَينُقٍ مِثلِ القِسِيِّ سَواهِمٍ * ضَوامِرِ لاحَتها الهَواجِرُ وَالقَفرُ
25 بِكُلِّ مُعَرّاةِ السَباريتِ سَملَقٍ * وَمَجهولَةٍ تيهٍ مَخارِمُها غُبرُ
26 إِلى أَن أَطافوا بِالحَطيمِ وَضَمَّهُمْ * غَداةَ الطَوافِ البَيتُ وَالرُكنُ وَالحِجرُ
27 لَوِ الأَمرُ يَضحى في سِوى آلِ هاشِمٍ * لَكانَ بِلا شَكٍ يَكونُ لَهُ الأَمرُ
28 بِكَ اطَّأَدَت أَركانُ وائِلَ وَاغتَدى * لَهُ المَسمَعُ الموفي عَلى الناسِ وَالذِكرُ
29 فَلَو أُنشِرَ الشَيخانُ بَكرٌ وَتَغلِبٌ * لَما عَدَّدا مَجدًا كَمَجدِكَ يا خِضرُ
30 وَما رامَ مَسعاكَ امرُؤٌ في ارتِقائِهِ * إِلى سُؤدُدٍ إِلّا تَغَوَّلَهُ بُهرُ
31 وَأَقعَدَهُ عَن نَيلِ مَجدِكَ إِنَّهُ * تَضاءَلُ عَن لَألائِهِ الأَنجُمُ الزُهرُ
32 إِذا جالَتِ الأَفكارُ فيكَ تَبَيَّنَت * بِأَنَّكَ لا تَحوي مَكارِمَكَ الفِكرُ
33 وَكَيفَ يُطيقُ الشِعرُ ذاكَ وَإِنَّما * عَنِ الفِكرِ يُنبي القَولُ أَو يَنطِقُ الشِعرُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح الخضر بن أحمد التغلبي

الصفحات

1- الأبيات (1-9) في صفحة (1099)،
2 - الأبيات (10-22) في صفحة (1100)،
3 - الأبيات (23-33) في صفحة (1101)،

الرابط المختصر