الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 ناهيكَ مِن حَرقٍ أَبيتُ أَقاسي * وَجُروحِ حُبٍّ ما لَهُنَّ أَواسِ
2 إِمّا لَحَظتِ فَأَنتِ جُؤذُرُ رَملَةٍ * وَإِذا صَدَدتِ فَأَنتِ ظَبيُ كِناسِ
3 قَد كانَ مِنّي الحُزنُ غِبَّ تَذَكُّرٍ * إِذ كانَ مِنكِ الصَبرُ غِبَّ تَناسِ
4 تَجري دُموعي حينَ دَمعُكِ جامِدٌ * وَيَلينُ قَلبي حينَ قَلبُكِ قاسِ
5 أَسَمِعتُ عاذِلَةً فَهَل طاوَعتُها * وَرَأَيتُ شانِئَةً فَهَل مِن باسِ
6 ما قُلتُ لِلطَيفِ المُسَلِّمِ لا تَعُد * تَغشى وَلا كَفكَفتُ حامِلَ كاسِ
7 يا بَرقُ أَسفِر عَن قُوَيقِ فَطُرَّتي * حَلَبٍ فَأَعلى القَصرِ مِن بِطياسِ
8 عَن مَنبِتِ الوَردِ المُعَصفَرِ صِبغُهُ * في كُلِّ ضاحِيَةٍ وَمَجنى الآسِ
9 أَرضٌ إِذا استَوحَشتُ ثُمَّ أَتَيتُها * حَشَدَت عَلَيَّ فَأَكثَرَت إيناسي
10 اليَومَ حَوَّلَني المَشيبُ إِلى النُهى * وَذَلَلتُ لِلعُذّالِ بَعدَ شِماسِ
11 وَرَفَعتُ مِن نَظَري إِلى أَهلِ الحِجى * وَلَوَيتُ عَن أَهلِ الغَوايَةِ راسي
12 وَرَضيتُ مِن عَودِ البَخيلِ وَبَدئِهِ * بِاليَأسِ لَو نَفَعَ الرِضا بِالياسِ
13 مَهما نَسيتُ فَلَستُ لِلحَسَنِ الَّذي * أَولَيتَ في قِدَمِ الزَمانِ بِناسِ
14 أَبلِغ أَبا الحَسَنِ الَّذي لَبِسَ النَدى * لِلخابِطينَ فَكانَ خَيرَ لِباسِ
15 وَلَئِن أَطَلتُ البُعدَ عَنكَ فَلَم تَزَل * نَفسي إِلَيكَ كَثيرَةَ الأَنفاسِ
16 إِن تُكسِ مِن وَشيِ المَديحِ فَإِنَّهُ * مِن ضَوءِ سَيبِكَ في المَحافِلِ كاسِ
17 وَكَأَنَّكَ العَبّاسُ نُبلَ خَليقَةٍ * وَعُلُوَّ هَمٍّ في بَني العَبّاسِ
18 وَتَفاضُلُ الأَخلاقِ إِن حَصَّلتَها * في الناسِ حَسبَ تَفاضُلِ الأَجناسِ
19 لَو جَلَّ خَلقٌ قَطُّ عَن أُكرومَةٍ * تُثنى جَلَلتَ عَنِ النَدى وَالباسِ
20 وَأَبي أَبيكَ لَقَد تَقَصّى غايَةً * في المَكرُماتِ قَليلَةَ الأُنّاسِ
21 فَإِذا بَنى غُفلُ الرِجالِ بُنًا عَلى * جَدَدٍ بَنَيتَ عَلى ذُرًا وَأَساسِ
22 وَإِنِ استِطاعَتهُ المَنونُ فَبَعدَ ما * دَخَلَت عَلى الآسادِ في الأَخياسِ
23 قَد قُلتُ لِلرامينَ مَجدَكَ بِالمُنى * وَلِحاسِديكَ الرُذَّلِ الأَنكاسِ
24 رودوا بِأَفنِيَةِ الظِرابِ وَنَكِّبوا * عَن ذَلِكَ الجَبَلِ الأَشَمِّ الراسي
25 فَهُناكَ أَروَعُ مِن أَرومَةِ هاشِمٍ * رَحبُ النَدِيِّ مُوَفَّرُ الجُلّاسِ
26 ساحَت مَواهِبُهُ فَلَم تُحوِج إِلى * جَذبِ الدِلاءِ تُمَدُّ بِالأَمراسِ
27 لا مُطلِقٌ هَجرُ الحَديثِ إِذا احتَبى * فيهِم وَلا شَرِسُ السَجِيَّةِ جاسِ
28 حَيثُ السَجايا الباذِلاتُ ضَواحِكٌ * زُهرٌ وَحَيثُ العاذِلاتُ خَواسي
29 لا مِن طَريفٍ جَمَّعَتهُ خِيانَةٌ * ما مِنهُ يَبذُلُ جاهِدًا وَيُواسي
30 لَيسَ الَّذي يُعطيكَ تالِدَ مالِهِ * مِثلَ الَّذي يُعطيكَ مالَ الناسِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا الحسن بن عبد الملك بن صالح الهاشمي

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (1134)،
2 - الأبيات (4-11) في صفحة (1135)،
3 - الأبيات (12-21) في صفحة (1136)،
4 - الأبيات (22-30) في صفحة (1137)،

الرابط المختصر