1 |
أَرِقتُ لِبَرقٍ ناصِبٍ يَتَأَلَّقُ |
* |
إِذا ما هَفا ظَلَّيتُ بِالدَمعِ أَشرَقُ |
2 |
إِذا ناضَ لَم أَملِك سَوابِقَ عَبرَةٍ |
* |
تَحُمُّ لَها الأَحشاءُ وَالقَلبُ يَخفُقُ |
3 |
أَمُدُّ لَهُ طَرفي وَمِن دونِ وَمضِهِ |
* |
خُبوتٌ وَأَحقافٌ وَبَيداءُ سَملَقُ |
4 |
وَمَجهَلَةٍ لِلجِنِّ في عَرَصاتِها |
* |
عَزيفٌ يُراعُ الذِئبُ مِنهُ وَيَفرَقُ |
5 |
أُرَجِّمُ فيهِ الظَنَّ أَينَ مَصابُهُ |
* |
عَسى في رِياضِ المَجدِ يَهمي وَيَغدَقُ |
6 |
مَنابِعُ أَنوارِ الهُدى في عِراصِها |
* |
لِباغي الهُدى وَالفَضلِ هديٌ وَمَرفِقُ |
7 |
وَمَوطِنُ أَملاكٍ غَطاريفَ سادَةٍ |
* |
لَهُم عُنصُرٌ في باذِخِ المَجدِ مُعرِقُ |
8 |
إِذا نازَلوا كانوا لُيوثًا عَوابِسًا |
* |
وَإِن نَزَلوا كانوا بُحورًا تَدَّفقُ |
9 |
أَجَل مَن يَكُن عَبدُ العَزيزِ فَخارَهُ |
* |
فَلا غَروَ لَو فَوقَ الكَواكِبِ يُعتِقُ |
10 |
هُوَ النِعمَةُ الكُبرى مِنَ اللَهِ لِلوَرى |
* |
وَرَحمَتُهُ وَاللَهُ جَلَّ المُوَفِّقُ |
11 |
بِهِ اللَهُ أَعطاهُمْ حَياةً جَديدَةً |
* |
وَهُم قَبلَهُ أَيدي سَبا قَد تَمَزَّقوا |
12 |
قِوامٌ لَهُمْ في دينِهِمْ وَمَعاشِهِمْ |
* |
إِلى الحَقِّ يَهديهِمْ وَبِالحَقِّ يَنطِقُ |
13 |
فَمَن يَعتَصِم مِنهُ بِحَبلٍ وَذِمَّةٍ |
* |
وَإِلّا مِنَ الدينِ الحَنيفِيِّ يَمرُقُ |
14 |
أَلَيسَ أَتى في مُحكَمِ الذِكرِ أَمرُنا |
* |
بِطاعَتِهِ حَقًّا وَلا نَتَفَرَّقُ |
15 |
فَقالَ أَطيعوا اللَهَ ثُمَّ رَسولَهُ |
* |
كَذاكَ وَلِيَّ الأَمرِ نَصٌّ مُحَقَّقُ |
16 |
فَقُل لِاُناسٍ بِالكُوَيتِ وَحائِلٍ |
* |
يَقولونَ إِنّا بِالكِتابِ نُصَدِّقُ |
17 |
أَهذا كَلامُ اللَهِ أَم قَولُ غَيرِهِ |
* |
أمِ الحُكمُ مَنسوخٌ أَفيدوا وَحَقِّقوا |
18 |
أفي الغَربِ أَم في الهِندِ فيما عَلِمتُمُ |
* |
أَمِ اليَمَنِ الأَقصى وَما ضَمَّ جِلَّقُ |
19 |
إِمامٌ عَلى نَهجِ الشَريعَةِ سائِرٌ |
* |
نُبايِعُهُ نَحنُ وَأَنتُم وَنَصدُق |
20 |
وَهَل عُدَّ في آبائِكُم وَجُدودِكُم |
* |
خَليفَةُ عَدلٍ أَو إِمامٌ مُوَفَّقُ |
21 |
فَأَنتُم عَلى آثارِهِ تَقتَفونَهُ |
* |
أَبينوا لَنا أَم ذا هَوًى وَتَحَمُّقُ |
22 |
وَإِلّا فَما يَمنَعُكُمُ أَن تُبايِعوا |
* |
عَلى ما بِهِ يَقضي الكِتابُ المُصَدَّقُ |
23 |
إِمامَ هُدًى لِلرُّشدِ يَهدي وَيَهتَدي |
* |
مُقيمَ سَواءٍ بِالرَعِيَّةِ يَرفُقُ |
24 |
فَمَن باتَ لَيلاً خالِعًا بَيعَةَ الَّذي |
* |
بِهِ لُمَّ شَعثُ المُسلِمينَ المُفَرَّقُ |
25 |
فَإِن ماتَ كانَت ميتَةً جاهِلِيَّةً |
* |
وَإِن عاشَ فَهوَ المارِقُ المُتَزندِقُ |
26 |
كَما جاءَ في الأَخبارِ نَصًّا مُوَكَّدًا |
* |
فَلَسنا بِأَدنى شُبهَةٍ نَتَعَلَّقُ |
27 |
أَما المُسلِمونَ الآنَ مِن جِذمِ رَيدَةٍ |
* |
إِلى الشامِ قَولٌ مُحكَمٌ لا مُلَفَّقُ |
28 |
وَمِن مُنتَهى الرِيعانِ حَتّى تُنيخَها |
* |
بِأَقصى عُمانٍ كُلُّهُم قَد تَحَقَّقوا |
29 |
بِأَنَّ لَهُ في عُنقِ كُلِّ مُوَحِّدٍ |
* |
مِنَ اللَهِ عَهدٌ بِالإِمامَةِ موثَقُ |
30 |
فَيا لَيتَ شِعري أَينَ ضَلَّت حُلومُكُم |
* |
وَغَرَّكُمُ الغَرّارُ وَالحَظُّ مُخفِقُ |
31 |
فَهَلّا اتَّقَيتُم وَثبَةً مُقرِنِيَّةً |
* |
كَأَنَّ لَدَيها أَجدَلَ الطَيرِ خِرنِقُ |
32 |
فَلا تُخرِجوهُ عَن سَجِيَّةِ حِلمِهِ |
* |
فَما هُوَ إِلّا اللَيثُ إِن هَمَّ يَصدُقُ |
33 |
فَكَم عَفَّ عَمَّن لَو جَزاهُ بِذَنبِهِ |
* |
لَطارَ مَعَ العَنقاءِ حَيثُ تُحَلِّقُ |
34 |
أَرَيتُكُمُ لَو جَرَّ مَن قَد ذَكَرتُهُ |
* |
عَلَيكُمُ يَسوقُ الفَيلَقَ الجَمَّ فَيلَقُ |
35 |
أَهَل كُنتُمُ إِلّا لُقَيمَةَ آكِلٍ |
* |
لَهُم قَبلَ ما قَرنُ الغَزالَةِ بُشرِقُ |
36 |
جَحافِلُ فيها مِن سُلالَةِ ناهِسٍ |
* |
أُسودٌ على أَعدا الشَريعَةِ حُنَّقُ |
37 |
سِراعٌ إِلى الهَيجاءِ عِطاشٌ إِلى الوَغى |
* |
إِذا ما حِياضُ المَوتِ بِالمَوتِ تُدهَقُ |
38 |
وَفيها لُيوثٌ مِن صَميمِ هَوازِنٍ |
* |
أولئِكَ أَدرى بِالطِعانِ وَأَحذَقُ |
39 |
طِوالُ الخُطا في مَعرَكِ الطَعنِ لِلعِدا |
* |
ثِقالٌ إِذا ما مَأزِقُ الحَربِ ضَيِّقُ |
40 |
وَفيها بَنو قَحطانَ قَومٌ سَما بِهِم |
* |
مَعَ العَزمِ آباءٌ إِلى المَجدِ سُبَّقُ |
41 |
هُمُ هاجَروا لِلَّهِ ثَمَّةَ جاهَدوا |
* |
فَبُشراهُمُ لِلمَجدِ وَالخَيرِ وُفِّقوا |
42 |
وَمِن شَمَّرٍ فيها وَحَربٍ وَغَيرِهِم |
* |
قَبائِلُ لِلدُّنيا الدَنِيَّةِ طَلَّقوا |
43 |
وَهُم نَصَروا الدينَ القَويمَ وَأَصبَحَت |
* |
لَهُم رايَةٌ بِالعِزِّ وَالنَصرِ تَخفِقُ |
44 |
وَفيها سَراةٌ مِن سُبَيعِ بنِ عامِرٍ |
* |
لِهامِ العِدا بِالمُشرَفِيِّ تُفَلِّقُ |
45 |
وَفيها بَنو الإِسلامِ أَعلَوا مَنارَهُ |
* |
لَيالِيَ وَجهُ الأَرضِ بِالشِركِ مُغسِقُ |
46 |
أولئِكَ أَهلُ المُدنِ مِن كُلِّ باسِلٍ |
* |
إِلى الطَعنِ في يَومِ اللِقا يَتَدَلَّقُ |
47 |
بِيُمنِ إِمامِ المُسلِمينَ تَأَلَّقَت |
* |
قُلوبٌ وَأَهواءٌ غَشاها التَفَرُّقُ |
48 |
إِذا صَلُحَت في داخِل الجِسمِ مُضغَةٌ |
* |
فَإِنَّ صَلاحَ الجِسمِ فيها مُعَلَّقُ |
49 |
لَقَد كادَ هذا الدينُ يَنهَدُّ قَبلَهُ |
* |
وَسيمَ بَنوهُ الخَسفَ جَوراً وَأُرهِقوا |
50 |
فَجاءَ بِهِ اللَهُ العِبادَ بِلُطفِهِ |
* |
غِياثًا لَهُم وَاللَهُ بِالخَلقِ أَرفَقُ |
51 |
فَتىً دَهرُهُ شَطرانِ بَاسٌ وَنائِلٌ |
* |
بِهِ اللَهُ في الدُنيا يُهينُ وَيَرزُقُ |
52 |
فَتى طَلِباتٍ لَيسَ يُغضي عَلى القَذى |
* |
وَيَقرَعُ بابَ الخَطبِ وَالخَطبُ مُغلَقُ |
53 |
إِذا هَمَّ لَم يَردُد عَزيمَةَ هَمِّهِ |
* |
مَقالُ مُشيرٍ أَو عَذولٌ يُعَوِّقُ |
54 |
وَلكِنَّهُ يَمضي وَلِلحَربِ غَليَةٌ |
* |
تَجيشُ لَها نَفسُ الكَمِيِّ وَتَزهَقُ |
55 |
يُفيتُ مُلوكَ الأَرضِ ما يَطلُبونَهُ |
* |
لَدَيهِ وَإِن يَطلُبهُمُ فَهوَ يَلحَقُ |
56 |
إِذا لاحَ أَعشى الناظِرينَ مَهابَةً |
* |
فَهُم نُكَّسُ الأَذقانِ وَالطَرفُ يُرمُقُ |
57 |
مَهابَةَ مَلكٍ لكِنِ الدينُ تاجُها |
* |
وَمَن يَعرَ مِن ثَوبِ التُقى فَهوَ أَخرَقُ |
58 |
وَكَالبَحرِ في حالِ الرِضى فَيضُ كَفِّهِ |
* |
وَكَالبَحرِ قُل ما شِئتَ إِن جاشَ يُغرِقُ |
59 |
مَحامِدُ شَتّى لكِنِ الشَخصُ واحِدٌ |
* |
وَرَبُّكَ مُختارٌ وَما شاءَ يَخلُقُ |
60 |
ولا كَابنِ عِجلٍ في سَفاهَةٍ رَأيِهِ |
* |
وَتَسويلِهِ لِلقَومِ حَتّى تَوَهَّقوا |
61 |
فَصَبَّحَهُم جُندُ الإِلهِ وَحِزبُهُ |
* |
بِمَلمومَةٍ فيها الصَفائِحُ تَبرُقُ |
62 |
فَأَدمَوا مِنَ العَضِّ الأَصابِعَ نُدَّمًا |
* |
فَلَم يُغنِهِم طولُ الأَسى وَالتَحَرُّقُ |
63 |
وَذي عادَةُ المَولى الكَريمِ بِمَن غَدا |
* |
يُناوي بَني الإِسلامِ لابُدَّ يَمحَقُ |
64 |
فَيا مَعشَرَ الإِخوانِ دَعوَةَ صارِخٍ |
* |
لَكُم ناصِحٌ بِالطَبعِ لا مُتَخَلِّقُ |
65 |
يَوَدُّ لَكُم ما يَمتَنيهِ لِنَفسِهِ |
* |
وَيَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ في اللَهِ أَوثَقُ |
66 |
تَحامَوا عَلى دينِ الهُدى مَع إِمامِكُم |
* |
وَكونوا لَهُ بِالسَمعِ جُنداً تُوَفَّقوا |
67 |
وَإِيّاكُمُ وَالإِفتِراقَ فَإِنَّهُ |
* |
هُوَ الهُلكُ في الدُنيا وَلِلدّينِ يوبِقُ |
68 |
فَوَاللَهِ ثُمَّ اللَهِ لا رَبَّ غَيرُهُ |
* |
يَمينَ امرىءٍ لا مُفتَرٍ يَتَمَلَّقُ |
69 |
وَلا قاصِدٍ يَومًا بِقَولي مَكانَةً |
* |
وَلا عاجِلاً لِلدّينَ وَالسَمتُ يَعرُقُ |
70 |
لَما عَلِمَت نَفسي عَلى الأَرضِ مِثلَهُ |
* |
إِماماً عَلى الإِسلامِ وَالخَلقِ يَشفَقُ |
71 |
عَسى أَن نَراها سيرَةً عُمَرِيَّةً |
* |
يَدينُ لَها غَربُ البِلادِ وَمَشرِقُ |
72 |
فَفيهِ وَلا نَعدَمهُ تَبدو مَخايِلٌ |
* |
بِها العِزُّ لِلإِسلامِ وَالمُلكِ يورِقُ |
73 |
وَصَلّى إلهُ العالَمينَ عَلى الَّذي |
* |
بِأَنوارِهِ الأَكوانُ تَزهو وَتُشرِقُ |
74 |
كَذا الآلِ وَالأَصحابِ ما لاحَ بارِقٌ |
* |
وَما ناحَ في الدَوحِ الحَمامُ المُطَوَّقُ |