الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ بَينَ العُلا وَالقَنا وَالمشرَفي نَسَبُ * وَصِدقُ عَزمِ الفَتى في ذلِكَ السَبَبُ
٢ لا يَبلُغُ المَجدَ إِلّا مَن تَكونُ لَهُ * نَفسٌ تَتَوُقُ إِلى ما دونَهُ الشُهُبُ
٣ جودًا وَبَأسًا وَعَفوًا عِندَ مَقدِرَةٍ * وَخَفضَ جَأشٍ إِذا ما اشتَدَّتِ النوَبُ
٤ وَجَحفَلاً تَستَخِفُّ الأَرضَ وَطأتُهُ * تَخُرُّ لِلخَيلِ فيهِ الأُكمُ وَالحَدَبُ
٥ لِلَّهِ سَعيُ إِمامِ المُسلِمينَ فَقَد * حَوى الخِصالَ الَّتي تَسمو بِها الرُتَبُ
٦ عَبدِ العَزيزِ الَّذي لَم تَبدُ طالِعَةً * شَمسٌ عَلى مِثلِهِ يَومًا وَلَم تَجِبِ
٧ ما قُلتُهُ قَطرَةٌ مِن بَحرِ هِمَّتِهِ * هَيهاتَ يُحصي ثَناهُ النَظمُ وَالخَطبُ
٨ مِنَ الأَولى جَدَّدوا لِلنّاسِ دينُهُمُ * بِالوَحيِ تَعضُدُهُ الهِندِيَّةُ القُضُبُ
٩ قَفَوا أَبا بَكرٍ الصِديقَ ما وَهَنوا * لَمّا دَعا الناسَ وَالأَهواءُ تَضطَرِبُ
١٠ فَرَدَّهُم بِالقَنا مِن حَيثُ ما خَرجوا * وَقالَ أَدّوا الَّذي في شَرعِنا يَجِبُ
١١ وَأَنتُمُ حينَ لا بَدوٌ وَلا حَضَرٌ * إِلّا لَهُم نَحوَ ما يُرديهِمُ خَبَبُ
١٢ هذا يَطوفُ بِرَبِّ القَبرِ يَندُبُهُ * يَرجو النَجاةَ إِذا ما اشتَدَّتِ الكُرَبُ
١٣ وَذا يُعَطِّلُ آياتِ الصِفاتِ وَذا * مُغرىً بِتَحريفِ ما جاءَت بِهِ الكُتُبُ
١٤ قُمتُم مَقامًا يَؤودُ القائِمينَ بِهِ * وَقَد رَمَتكُمْ بِقَوسِ البِغضَةِ العَرَبُ
١٥ لكِنَّ مَن يَنصُرُ الرَحمنَ يَنصُرُهُ * جُندُ الإِلهِ بِهِم لَو قَلَّوا الغَلَبُ
١٦ رَدَدتُموهُم إِلى الدينِ القَويمِ وَهُمْ * مِن قَبلِكُم عَن طَريقِ المُصطَفى نُكُبُ
١٧ نِعمَ الوَزيرُ لَكُم شَيخٌ مَقالَتُهُ * ما قالَهُ اللَهُ وَالمُختارُ وَالصَحَبُ
١٨ أَعطاهُ مَولاهُ نورًا فَاستَضاءَ بِهِ * وَاللَهُ يَختارُ مَن يُعطي لِما يَهَبُ
١٩ عِنايَةٌ شَمَلَت نَجدًا وَساكِنَهُ * بِهِ وَفَخرٌ لَهُم ما امتَدَّتِ الحِقَبُ
٢٠ وَحينَ قَلَّصَ ظِلُّ الأَمنِ وَانقَشَعَت * مِن نَجدَ أَعلامُهُ وَاستَفحَلَ الكَلبُ
٢١ أَتى بِكَ اللَهُ غَوثًا لِلعِبادِ وَلِلـ * ـبِلادِ غَيثًا هَنيئًا بَعَد ما جَدبوا
٢٢ فَضَلتَ تَنسَخُ آياتِ الضَلالِ بِما * يَقضي بِهِ النَصُّ لا زورٌ وَلا كَذِبُ
٢٣ حَتّى استَقامَت قَناةُ الدينِ وَاعتَدَلَت * فَالحَمدُ لِلَّهِ لا رَيبٌ وَلا رَيبُ
٢٤ وَكَم مَكارِمِ أَخلاقٍ أَتَيتِ بِها * يَرضى بِها في الجُثى آباؤُكَ النُجُبُ
٢٥ وَاذكُر بَلاءَ بَني الإِسلامَ إِنَّهُمُ * نِعمَ الظَهيرُ لَهُ وَالناصِرُ الحَدِبُ
٢٦ قَومٌ شَرَوا في سَبيلِ اللَهِ أَنفُسَهُم * وَجاهَدوا طَلَبًا لِلأَجرِ وَاحتَسَبوا
٢٧ قُم أَدنِ مِن ساهِماتِ العيسِ ناجِيَةً * أَدنى تَغشمُرِها الإِرقالُ وَالخَبَبُ
٢٨ كَأَنَّها خاضِبٌ يَحدو سَفَنَّجَةً * وَالدَوُّ شاسِعَةٌ وَالغَيثُ يَنسَكِبُ
٢٩ تَلاحِظُ السَوطَ أَحيانًا وَيُزعِجُها * إِذا رَأَت ظِلَّهُ أَو مَسَّها عَقَبُ
٣٠ سُقها مِنَ البَلَدِ المَعمورِ مُتَّخِذًا * دَليلَكَ الجَديَ إِن لَم تَهدِكَ النُصبُ
٣١ سَلِّم عَلى فَيصَلٍ وَاذكُر مَآثِرَهُ * وَقُل لَهُ هكَذا فَلتَفعَلِ النُجُبُ
٣٢ سَيفُ الإِمامِ الَّذي بِالكَفِّ قائِمُهُ * ماضي المَضارِبِ ما في حَدِّهِ لَعِبُ
٣٣ إِذا الإِمامُ انتَضاهُ في مُقارَعَةٍ * مَضى إِلَيها وَنارُ الحَربِ تَلتَهِبُ
٣٤ رَئيسُ عُلوى عَلا بِالدينِ مَجدُهُمُ * وَالدينُ يُعلى بِهِ لَو لَم يَكُن نَسَبُ
٣٥ وَمَن تبَوَّأَ بِالدارِ الَّتي بُنِيَت * عَلى التُقى وَالهُدى أَكرِم بِهِم عَرَبُ
٣٦ الساكِنينَ بِأَرطاوِيَّةٍ نَصَحوا * لِلدّينِ بِالصِدقِ في نُصحِهِم خَلَبُ
٣٧ كَذاكَ إِخوانُهُم لا تَنسَ فَضلُهُمُ * هُم نُصرَةُ الحَقِّ صِدقًا أَينَما ذَهَبوا
٣٨ أَعني بِهِم عُصبَةَ الإِسلامِ مِن سَكَنوا * مُبايِضًا وَلِحَربِ المارِقِ انتَدَبوا
٣٩ وَاذكُر مَآثِرَ قَومٍ جُلُّ قَصدِهِمُ * جِهادُ أَهلِ الرَدى لا النَفلُ وَالسَلَبُ
٤٠ هُم أَهلُ قَريَةَ إِخوانٌ لَهُم قَدَمٌ * في الصالِحاتِ الَّتي تُرجى بِها القُربُ
٤١ صَبَّ الإِلهُ عَلى أَهلِ الكُوَيتِ بِهِم * سَوطَ العَذابِ الَّذي في طَيِّهِ الغَضَبُ
٤٢ طَلَّت سِباعُ الفَلا تَفري تَرائِبَهُم * تَنوبُهُم عُصَبٌ مِن بَعدِها عُصَبُ
٤٣ وَالطَيرُ تَمكو عَلى أَعلى جَماجِمِه * كَأَنَّها شارِبٌ يَهفو بِهِ الطَرَبُ
٤٤ كَم عاتِقٍ تَلطِمُ الخَدَّينِ باكِيَةً * تَقولُ واحَربا لَو يَنفَعُ الحَرَبُ
٤٥ تَفاءَلوا بِاسمِكَ المَنحوسِ طائِرُهُ * بِسالِمٍ فَإِذا في سالِمَ العَطَبُ
٤٦ هذا نَكالُ إِمامِ المُسلِمينَ لَكُم * فَإِن رَجَعتُم وَإِلّا استُؤصِلَ العِقبُ
٤٧ يا شيعَةَ الدينِ وَالإيمانِ إِنَّ لَكُم * عَلَيَّ حَقًّا أَرى نُصحي لَكُم يَجِب
٤٨ تَمَسَّكوا بِكِتابِ اللَهِ وَاتَّبِعوا * هَديَ الرَسولِ وَلا تَأخُذكُمُ الشَعبُ
٤٩ وَأَخلِصوا نُصحَ والي الأَمرِ فَهوَ لَهُ * شَرطٌ عَلَيكُم بِآيِ الذِكرَ مُكتَتَبُ
٥٠ قَد أَوجَبَ المُصطَفى بِالنَصِّ طاعَتَهُم * لَو أَنَّهُم أَخَذوا لِلمالِ أَو ضَرَبوا
٥١ ما لَم يَكُن أَمرُهُم شِركًا وَمَعصِيَةً * هُناكَ طاعَتُهُم في ذاكَ لا تَجِبُ
٥٢ أَمّا إِذا قَصَدوا الإِصلاحَ وَاجتَهَدوا * وَلا استَبانَ لَنا الدّاعي وَلا السَبَبُ
٥٣ فَما يَسوغُ اعتِراضٌ أَو مُنابَذَةٌ * بِذاكَ جاءَت نُصوصُ الحَقِّ تَأتَلِبُ
٥٤ ثُمَّ الصَلاةُ على الهادي وَشيعَتِهِ * وَصَحبِهِ ما هَمى بِالوابِلِ السُحُبُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

قيلت في وقعة الكويت سنة ١٣٣٩هـ

الصفحات

١ - الأبيات (١-٤) في صفحة (١٢٥)،
٢ - (٥-١٠) في صفحة (١٢٦)،
٣ - الأبيات (١١-١٧) في صفحة (١٢٧)،
٤ - الأبيات (١٨-٢٤) في صفحة (١٢٨)،
٥ - الأبيات (٢٥-٢٩) في صفحة (١٢٩)،
٦ - الأبيات (٣٠-٣٦) في صفحة (١٣٠)،
٧ - الأبيات (٣٧-٤٢) في صفحة (١٣١)،
٨ - الأبيات (٤٣-٤٨) في صفحة (١٣٢)،
٩ - الأبيات (٤٩-٥٥) في صفحة (١٣٣)،

الرابط المختصر