الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ تَنَكَّرتِ مِنَّا بعدَ مَعْرِفَةٍ لَمِي * وَبَعدَ التَّصابِي والشَّبابِ المُكرَّمِ
٢ وبعدَ ليالينَا بِجَوِّ سُوَيْقَةٍ * فَبَاعِجَةِ القِرْدَانِ فالمُتَثَلَّمِ
٣ وما خِفْتُ أَنْ تَبْلَى النَّصيحةُ بيننَا * بِهَضْبِ القَلِيبِ فالرَّقيِّ فعَيْهَمِ
٤ فَمِيطي بمَيَّاطٍ وَإن شِئْتِ فَانْعَمي * صَباحًا وَرُدِّي بيْنَنا الوَصْلَ وَاسلمي
٥ وإنْ لمْ يكنْ إلاّ كما قُلْتِِ فَأْذَنِي * بِصْرَمٍ وما حاولتِ إلاّ لِتَصْرِمِي
٦ لَعَمْري لقد بَيَّنْتُ يوْمَ سُوَيقَةٍ * لمَنْ كانَ ذا لُبٍّ بوجهةِ مَنْسِمِ
٧ فلا وإلهي ما غَدَرْتُ بِذَمَّةٍ * وَإنَّ أَبِي قبلي لَغَيرُ مُذَمَّمِ
٨ يُجَرِّدُ في السِّرْبالِ أبْيَضَ صَارِمًا * مُبِينًا لِعَيْنِ النّاظِرِ المُتَوَسِّمِ
٩ يَجودُ ويُعْطِي المالَ منْ غيرِ ضِنَّةٍ * وَيضرِبُ أنْفَ الأبْلَخِ المُتغشِّمِ
١٠ يُحِلُّ بِأوْعارٍ وَسَهْلٍ بُيُوتَهُ * لِمَنْ نابَهُ مِن مُسْتَجِيرٍ ومُنْعِمِ
١١ مَحَلاًّ كَوَعْسَاءِ القَنَافِذِ ضَارِبًا * بهِ كَنَفًا كالمُخْدِِرِ المُتَأَجِّمِ
١٢ بِجَنْبِ حُبَيٍّ لَيْلَتَيْنِ كأنَّما * يُفرِّطُ نَحْسًا أوْ يُفِيضُ بِأسهُمِ
١٣ يُجَلْجِلُها طَوْرَيْنِ ثم يُفِيضُها * كَمَا أُرْسِلَتْ مَخْشُوبَةٌ لم تُقَوَّمِ
١٤ تَمَتَّعْنَ مِن ذاتِ الشُّقوقِ بِشَرْبَةٍ * وَوَازَنَّ مِنْ أعْلى جُفافَ بِمَخرِمِ
١٥ صَبَحْنَ بَني عَبْسٍ وَأفْناءَ عامِرٍ * بِصَادِقَةٍ جَوْدٍ مِنَ الماءِ وَالدَّمِ
١٦ لَحَيْنَهُمُ لَحْيَ العَصَا فَطَرَدْنَهُمْ * إلى سَنَةٍ جُرْذَانُها لمْ تُحَلَّمِ
١٧ بِأَرْعَنَ مثلِ الطَّودِ غيرِ أُشَابَةٍ * تَنَاجَزَ أُولاهُ ولم يَتَصَرَّمِ
١٨ وَيخْلِجْنَهُمْ مِن كلِّ صَمْدٍ وَرِجْلةٍ * وكلِ غَبيطٍ بِالمُغِيرَةِ مُفْعَمِ
١٩ فَأعْقَبَ خَيْرًا كلُّ أهْوَجَ مِهرَجٍ * وكلُّ مُفَدَّاة ِ العُلالةِ صَلْدَمِ
٢٠ لَعَمْرُكَ إنَّا والأَحَالِيفُ هَؤلا * لَفِي حِقْبَةٍ أَظْفَارُها لم تُقَلَّمِ
٢١ فإنْ كنتَ لا تَدْعُو إلى غيرِ نافعٍ * فَدَعْني وأَكْرِمْ مَن بَدَا لَكَ وَاذْأَمِ
٢٢ فعندي قُروضُ الخيرِ والشرِّ كلِّهِ * فَبُؤْسَى لدى بُؤْسَى ونُعْمَى لأنعُمِ
٢٣ فمَا أنا إلاَّ مُسْتَعِدٌّ كما ترَى * أخُو شُرَكيِّ الوِرْدِ غَيْرُ مُعَتَّمِ
٢٤ هِجاؤكَ إلاّ أنَّ مَا كانَ قد مضَى * عَلَيَّ كَأثْوَابِ الحَرَامِ المُهيْنِمِ
٢٥ ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يرَى مِنْ أَنَاتِنا * ولوْ زَبَنَتْهُ الحربُ لمْ يَتَرَمْرَمِ
٢٦ فإِنَّا وَجَدْنا العِرْضَ أَحْوجَ سَاعَةً * إلى الصَّوْنِ مِن رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ
٢٧ أرَى حَرْبَ أقوَامٍ تَدِقُّ وَحَرْبَنَا * تَجِلُّ فَنَعْرَوْرِي بها كلَّ مُعْظَمِ
٢٨ ترَى الأرضَ منَّا بالفضاءِ مريضةً * مُعَضِّلَةً مِنَّا بجَمْعٍ عرَمرَمِ
٢٩ وإنْ مُقرمٌ منَّا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ * تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقرَمِ
٣٠ لَنَا مَرْجَمٌ نَنْفِي بهِ عنْ بلادِنا * وكلُّ تَمِيمٍ يَرْجُمُونَ بِمَرْجَمِ
٣١ أُسَيِّدُ أبْناءٌ لَهُ قد تَتَابَعُوا * نُجُومُ سَماءٍ مِن تميمٍ بمَعْلَمِ
٣٢ تَرَكْتُ الخبيثَ لم أُشَارِكْ ولم أَدِقْ * وَلكِنْ أعَفَّ الله مَالي وَمَطْعمي
٣٣ فَقَوْمي وَأعْدائي يَظُنّونَ أنّني * متى يُحْدِثُوا أمثالَها أَتَكَلَّمِ
٣٤ رَأتْني مَعَدٌّ مُعْلِمًا فَتَنَاذَرَتْ * مُبَادَهَتي أمْشي بِرَايَةِ مُعْلَمِ
٣٥ فَتَنهَى ذَوي الأحلامِ عني حُلُومُهمْ * وَأرفَعُ صَوْتي لِلنَّعامِ المُصَلَّمِ
٣٦ وإنْ هَزَّ أَقْوامٌ إليَّ وَحَدَّدُوا * كسوتُهمُ مِنْ حَبْرِ بَزٍّ مُتَحَّمِ
٣٧ يُخَيَّلُ في الأعْناقِ مِنَّا خَزَايَةٌ * أوَابِدُها تَهْوي إلى كلِّ موْسِمِ
٣٨ وقدْ رامَ بَحْرِي بعد ذلك طَامِيًا * مِن الشُّعَرَاء كلُّ عَوْدٍ وَمُقحمِ
٣٩ فَفَاؤُوا ولوْ أَسْطو على أُمِّ بعضِهِمْ * أصَاخَ فَلَمْ يُنْصِتْ وَلم يَتَكلَّمِ
٤٠ عَلى حينَ أَنْ تَمَّ الذَّكاءُ وَأدرَكتْ * قَرِيحَةُ حِسْيٍ مِن شُريحٍ مُغَمَّمِ
٤١ بَنِيَّ ومالي دون عِرْضِي مُسَلَّمٌ * وَقَوْلي كوقْعِ المَشْرَفِيِّ المُصَمَّمِ
٤٢ نُبيحُ حِمَى ذي العِزٍّ حينَ نريدُهُ * وَنحْمي حِمَانَا بِالْوَشِيجِ المُقَوَّمِ
٤٣ يرَى الناسُ مِنَّا جِلْدَ أسوَدَ سالِخٍ * وفَرْوَةَ ضِرْغَامٍ مِن الأُسدِ ضيغَمِ
٤٤ مَتى تَبْغِ عِزِّي في تَمِيمٍ وَمَنْصِبي * تَجِدْ ليَ خالاً غيرَ مُخْزٍ وَلا عَمِ
٤٥ تَجِدْنيَ مِن أشْرَافِهِم وَخيَارِهِمْ * حَفِيظًا على عَوْرَاتِهمْ غيرَ مُجْرِمِ
٤٦ نَكَصْتُمْ على أعقابكُمْ يومَ جئتُمُ * تَزُجُّونَ أنْفالَ الخَميسِ العَرَمرَمِ
٤٧ ألَيْسَ بِوَهَّابٍ مُفِيدٍ وَمُتْلِفٍ * وَصُولٍ لِذي قُرْبَى هضِيمٍ لمَهضِمِ
٤٨ . . . . . . . . . . . . . * أهَابيَّ سَفْسافٍ مِن التُّرْبِ تَوْأمِ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر