الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 بانتْ سعادُ فَقَلْبِي اليومَ مَتْبُولُ * مُتيَّمٌ إثْرَها لم يُجْزَ مَكْبُولُ
2 وما سعادُ غَداةَ البَيْنِ إذْ رَحَلُوا * إلاَّ أَغَنُّ غَضَيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
3 تَجْلُو عوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمتْ * كأنَّه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مُعْلُولُ
4 شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحْنِيَةٍ * صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهو مَشْمولُ
5 تَجْلُو الرِّياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَهُ * مِن صَوْبٍ سارِيةٍ بِيضٌ يَعَالِيلُ
6 يا وَيْحَها خُلَّةً لو أَنَّها صَدَقَتْ * ما وَعَدَتْ أو لو انَّ النُّصحَ مَقْبُولُ
7 لكنَّها خُلَّةٌ قد سِيطَ مِن دَمِها * فَجْعٌ ووَلْعٌ وإخْلاَفٌ وتَبْدِيلُ
8 فما تدومُ على حالٍ تكونُ بها * كما تلَّونُ في أَثْوَابِهَا الغُولُ
9 وما تَمَسَّكُ بالوَصْلِ الذي زَعَمَتْ * إِلاَّ كما تُمْسِكُ الماءَ الغَرَابِيلُ
10 كانت مواعيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً * وما مَوَاعيدُها إلاَّ الأباطِيلُ
11 أرجو وآملُ أنَ يَعْجَلْنَ في أَبَدٍ * وما لَهُنَّ طَوالَ الدَّهْرِ تَعْجِيلُ
12 فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ * إِنَّ الأَمَانِيَّ والأحلامَ تَضْلِيلُ
13 أَمْسَتْ سُعَادُ بأرضٍ لا يُبَلِّغُها * إِلاَّ العِتَاقُ النَّجِيباتُ المَرَاسِيلُ
14 وَلَنْ يُبَلِّغَها إِلاَّ عُذَافِرَةٌ * فيها على الأَيْنِِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ
15 مِن كلِّ نَضَّاخَةٍ الذِّفْرَى إذا عَرِقتْ * عُرْضَتُها طَامِسُ الأعلامِ مَجْهُولُ
16 تَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرِدٍ لَهِقٍ * إذا تَوَقَّدَتِ الحُزَّانُ والمِيلُ
17 ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها * في خَلْقِها عن بَنَاتِ الفَحْلِ تَفْضِيلُ
18 حَرْفٌ أَخُوها أَبُوها مِن مُهَجَّنَةٍ * وعَمُّها خَالُها قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ
19 يَمْشِي القُرَادُ عليها ثم يُزْلِقُهُ * مِنها لَبَانٌ وَأَقْرَابٌ زَهَالِيلُ
20 عَيْرانةٌ قُذِفَتْ في اللَّحْم عن عُرُضٍ * مِرْفَقُها عن بَنَاتِ الزَّوْرِ مَفْتولُ
21 كأنَّ ما فات عَيْنَيْها ومَذْبَحَها * مِن خَطْمِها ومِن اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ
22 تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ * في غارِزٍ لم تَخَوَّنْهُ الأَحَاليلُ
23 قَنْوَاءُ في حُرَّتَيْها لِلْبَصِيرِ بِهَا * عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
24 تَخْدِي على يَسَرَاتٍ وهي لاحِقَةٌ * ذَوَابِلٌ وَقْعُهُنَّ الأرضَ تَحْلِيلُ
25 سُمْرُ العَجَاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيَمًا * لم يَقِهِنَّ رُؤُوسَ الأَكْمِ تَنْعِيلُ
26 يومًا يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِمًا * كأنَّ ضَاحِيَهُ بالنَّارِ مَمْلُولُ
27 كأَنَّ أَوْبَ ذَرَاعَيْها وقد عَرِقتْ * وقدْ تَلَفَّعَ بالقَوْرِ العَسَاقِيلُ
28 وقالَ للقومِ حَادِيهمْ وقد جَعَلَتْ * وُرْقُ الجَنَادِبِ يَرْكُضْنِ الحصى : قِيْلُوا
29 شَدَّ النهارِ ذِرَاعَا عَيْطَلٍ نَصَفٍ * قَامَتْ فَجَاوبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ
30 نَوَّاحَةٌ رَخْوَةُ الضَّبْعَيْنِ ليس لَهَا * لَمَّا نَعَى بِكْرَها النَّاعونَ مَعْقُولُ
31 تَفْرِي اللَّبانَ بِكَفَّيْهَا وَمِدْرَعُهَا * مُشَقَّقٌ عَنْ تَرَاقِيها رَعَابِيلُ
32 يَسْعَى الوُشاةُ بِجَنْبيْها وقولُهُمُ * إِنَّك يا بنَ أبي سُلْمَى لَمَقْتُولُ
33 وقال كلُّ خَلِيلٍ كنتُ آمُلُهُ * لا أُلْفِيَنَّكَ إِنِّي عنك مَشْغُولُ
34 فقلتُ خَلُّوا طَرِيقي لا أَبَا لكمُ * فكلُّ ما قَدَّرَ الرحمنُ مَفْعولُ
35 كلُّ ابنِ أَنْثَى وإِنْ طالتْ سَلامَتُهُ * يومًا على آلةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ
36 أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدنِي * والعَفْوُ عندَ رسولِ اللهِ مَأْمُولُ
37 مهلاً هداكَ الذي أعطاكَ نَافِلَةَ الـ * ـقُرْآنِ فيها مَوَاعِيظٌ وتفصِيلُ
38 لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ ولَمْ * أُذْنبْ ولو كَثُرتْ عَنِّي الأَقَاوِيلُ
39 لقد أَقُومُ مَقَامًا لو يقومُ بهِ * أرى وأسمعُ ما لو يَسْمَعُ الفِيلُ
40 لظَلَّ يُرْعَدُ إِلاَّ أَنْ يكونَ لَهُ * مِن الرَّسولِ بإذنِ اللهِ تَنْوِيلُ
41 حتّى وَضَعْتُ يَمِيني لا أُنَازِعُهُ * في كَفِّ ذي نَقَمَاتٍ قِيْلُهُ القِيلُ
42 لذَاكَ أَهْيَبُ عندي إذْ أُكلِّمُه * وقيل إِنَّكَ مَسْبُورٌ ومَسْؤُولُ
43 مِن ضَيْغَمٍ مِن ضِرَاءِ الأُسْدِ مُخْدَرُهُ * ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَه غِيلُ
44 يغدو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ عَيْشُهُما * لَحْمٌ مِن القومِ مَعْفُورٌ خَرَاذِيلُ
45 إذا يُسَاوِرُ قِرْنًا لا يَحِلُّ لَهُ * أَنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاَّ وهو مَفْلُولُ
46 منهُ تَظَلُّ حَمِيرُ الوَحْشِ ضَامِرَةً * ولا تُمَشِّي بِوادِيهِ الأَرَاجِيلُ
47 ولا يزالُ بواديهِ أَخُو ثِقَةٍ * مُطَرَّحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ
48 إِنَّ الرَّسولَ لَسَيْفٌ يُسْتَضَاءُ بهِ * مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللهِ مَسْلُولُ
49 في عُصْبةٍ مِن قُرَيشٍ قال قَائِلُهمْ * ببَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا
50 زالُوُا فما زال أَنْكَاسٌ ولا كُشُفٌ * عند اللِّقَاءِ ولا مِيْلٌ مَعَازِيلُ
51 شُمُّ العَرَانِينِ أبطالٌ لَبُوسُهمُ * مِن نَسْجِ دَاودَ في الهَيْجَا سَرَابِيلُ
52 بِيضٌ سَوَابِغُ قدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ * كأنَّها حَلَقُ القَفْعاءِ مَجْدُولُ
53 يَمْشُونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهمْ * ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَنَابيل
54 لا يفرَحون إذا نالتْ رِماحُهمُ * قومًا ولَيْسُوا مَجازِيعًا إذا نِيلُوا
55 لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاَّ في نُحُورِهمُ * ما إِنْ لهمْ عنِ حياضِ الموتِ تَهْليلُ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر