الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَتَعْرِفُ رَسْمًا بينَ رَهْمَانَ فالرَّقَمْ * إلى ذي مَرَاهِيطٍ كما خُطَّ بالقَلَمْ
2 عَفَتْهُ رِياحُ الصَّيْفِ بعدِي بِمُورِهَا * وَأَنْدِيَةُ الجَوْزَاءِ بالوَبْلِ والدِّيَمْ
3 دِيارُ التي بَتَّتْ قُوَانَا وَصَرَّمَتْ * وكنتُ إذاما الحَبْلُ مِن خُلَّةٍ صَرَمْ
4 فَزِعْتُ إلى وَجْنَاءَ حَرْفٍ كَأَنَّها * بِأَقْرَابِهَا قَارٌ إذا جِلْدُها اسْتَحَمّْ
5 أَلا أَبْلِغَا هذا المُعَرِّضَ أَنَّهُ * أَيَقْظَانَ قالَ القَوْلَ إِذْ قَالَ أَمْ حَلَمْ
6 فَإِنْ تَسْأَلِ الأَقْوَامَ عَنِّي فَإِنَّنِي * أنا ابنُ أبي سُلْمَى على رَغْمِ مَن رَغُمْ
7 أنا ابنُ الذي قد عاشَ تِسعينَ حِجَّةً * فلم يَخْزَ يومًا في مَعَدٍّ ولم يُلَمْ
8 وَأَكْرَمَهُ الأَكْفَاءُ في كُلِّ مَعْشَرٍ * كِرَامٍ فَإِنْ كَذَّبْتَنِي فَاسْأَلِ الأُمَمْ
9 أَتَى العُجْمَ والآفَاقَ مِنْهُ قَصَائِدٌ * بَقِينَ بَقَاءَ الوَحْيِ في الحَجَرِ الأَصَمّْ
10 أَنَا ابنُ الذي لم يَخْزُنِي في حَيَاتِهِ * ولَمْ أَخْزُهُ حتى تَغَيَّبَ في الرَّجَمْ
11 فَأُعْطِيَ حتى ماتَ مالاً وَهِمَّةً * وَوَرَّثَنِي إِذْ وَدَّعَ المَجْدَ والكَرَمْ
12 وكان يُحَامِي حينَ تَنْزِلُ لَزْبَةٌ * مِن الدَّهْرِ في ذُبْيَانَ إِنْ حَوْضُها انْهَدَمْ
13 أَقُولُ شَبِيهاتٍ بِمَا قالَ عَالِمًا * بِهِنَّ ومَنْ يُشْبِهْ أَبَاهُ فَمَا ظَلَمْ
14 وَأَشْبَهْتُهُ مِن بينِ مَن وَطِئَ الحَصَى * ولم يَنْتَزِعْنِي شِبْهُ خَالٍ ولا ابنُ عَمّْ
15 إذا شِئْتُ أَعْلَكْتُ الجَمَوحَ إذا بَدَتْ * نَوَاجِذُ لَحْيَيْهِ بِأَغْلَظَ مَا عَجَمْ
16 أَعَيَّرْتَنِي عِزًّا عَزِيزًا وَمَعْشَرًا * كِرَامًا بَنَوْا لي المَجْدَ في بَاذِخٍ أَشَمّْ
17 هُمُ الأَصْلُ مِنِّي حيثُ كنتُ وَإِنَّنِي * مِن المُزَنِيِّينَ المُصَفَّيْنَ بالكَرَمْ
18 هُمُ ضَرَبُوكمْ حينَ جُرْتُمْ عن الهُدَى * بِأَسْيَافِهِمْ حتى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ
19 وَسَاقَتْكَ مِنهمْ عُصْبَةٌ خِنْدَفِيَّةٌ * فَمَا لَكَ فيهمْ قَيْدُ كَفٍّ ولا قَدَمْ
20 هُمُ مَنَعُوا حَزْنَ الحِجَازِ وَسَهْلَهُ * قَدِيمًا وَهُمْ أَجْلَوْا أَبَاكَ عن الحَرَمْ
21 هُمُ الأُسْدُ عندَ البَأْسِ والحَشْدُ في القِرَى * وهمْ عندَ عَقْدِ الجَارِ يُوفُونَ بالذِّمَمْ
22 فَكَمْ فيهمُ مِن سَيِّدٍ مُتَوَسِّعٍ * ومِن فَاعِلٍ لِلْخَيْرِ إِنْ هَمَّ أَو عَزَمْ
23 مَتَى أَدْعُ في أَوْسٍ وَعُثْمَانَ تَأْتِنِي * مَسَاعِيرُ حَرْبٍ كُلُّهمْ سَادَةٌ دِعَمْ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر