1 |
ألا انْعِمْ صباحًا أيُّها الرَّبْعُ وانْطِقِ |
* |
وَحدِّثْ حديثَ الرَّكبِ إِنْ شئتَ وَاصْدقِ |
2 |
وَحدِّثْ بأنْ زَالَتْ بلَيْلٍ حُمولُهمْ |
* |
كنَحلٍ مِن الأعرَاضِ غيرِ مُنَبَّقِ |
3 |
جَعَلنَ حَوَايَا وَاقْتَعَدنَ قَعَائِدًا |
* |
وحَفَّفْنَ مِن حَوْكِ العراقِ المُنَمَّقِ |
4 |
وَفَوْقَ الحَوَايَا غِزْلَةٌ وَجَآذِرٌ |
* |
تضَمّخنَ من مِسكٍ ذكيٍّ وَزَنبَقِ |
5 |
فأتْبَعْتُهم طَرْفِي وقد حال دونَهمْ |
* |
غورابُ رملٍ ذي آلاءٍ وشِبْرِقِ |
6 |
على إِثْرِ حَيٍّ عَامِدينَ لِنِيَّةٍ |
* |
فَحَلُّوا العَقِيقَ أو ثَنيَّةَ مُطْرِقِ |
7 |
فعَزَّيتُ نَفسي حِينَ بَانُوَا بجَسْرَةٍ |
* |
أمونٍ كبُنْيانِ اليهوديِّ خَيْفَقِ |
8 |
إذا زُجِرَتْ ألفَيْتَهَا مُشْمَعِلّةً |
* |
تَنِيفُ بعِذْقٍ مِن غِرَاسِ ابنِ مُعْنِقِ |
9 |
تَرُوحُ إذا رَاحَتْ رَوَاحَ جَهَامَةٍ |
* |
بإثْرِ جَهَامٍ رَائِحٍ مُتَفَرِّقِ |
10 |
كَأنّ بهَا هِرًّا جَنِيبًا تَجُرُّهُ |
* |
بكُلِّ طَريقٍ صَادَفَتْهُ وَمَأْزِقِ |
11 |
كأنِّي وَرَحْلِي والقِرَابَ ونُمْرُقِي |
* |
على يَرْفَئِيٍّ ذي زَوَائدَ نِقْنِقِ |
12 |
تَرَوَّحَ مِن أرضٍ لأرضٍ نَطِيَّةٍ |
* |
لذِكرَةِ قَيضٍ حوْلَ بَيضٍ مُفلَّقِ |
13 |
يجولُ بآفاقِ البلاد مُغَرِّبًا |
* |
وَتَسْحَقُهُ رِيحُ الصَّبا كُلَّ مَسْحَقِ |
14 |
وَبَيتٍ يَفُوحِ المِسْكُ في حَجَرَاتِهِ |
* |
بعيدٍ مِن الآفاتِ غيرِ مُرَوَّقِ |
15 |
دَخَلتُ على بَيضَاءَ جُمٍّ عِظَامُهَا |
* |
تُعَفِّي بذيلِ الدِّرعِ إذا جئتُ مَوْدِقي |
16 |
وَقَد رَكَدَتْ وَسْطَ السماءِ نجومُهَا |
* |
ركودَ نوادي الرَّبْرَبِ المُتَوَرِّقِ |
17 |
وَقد أغتدي قبلَ العُطاسِ بِهَيْكَلٍ |
* |
شديدِ مَشَكِّ الجنبِ فعَمِ المُنَطَّقِ |
18 |
بَعَثْنَا رَبِيئًا قبلَ ذلك مُخْمِلاً |
* |
كذِئبِ الغَضَا يمشي الضَّراءَ وَيتَّقِي |
19 |
فَظَلَّ كمِثلِ الخِشْفِ يَرْفَعُ رَأسَهُ |
* |
وَسَائِرُهُ مِثلُ التُّرَابِ المُدَقَّقِ |
20 |
وجاء خفيفًا يَسْفِنُ الأرضَ بَطْنُهُ |
* |
ترى التربَ منه لاصقًا كُلَّ مُلْصَقِ |
21 |
وقال ألا هذا صُوارٌ وعَانةٌ |
* |
وَخَيطُ نَعَامٍ يَرْتَعي مُتَفَرِّقِ |
22 |
فَقُمْنَا بأشلاءِ اللِّجامِ ولم نَقُدْ |
* |
إلى غُصْنِ بَانٍ نَاصِرٍ لم يُحرَّقِ |
23 |
نُزَاوِلُهُ حَتى حَمَلْنَا غُلامَنَا |
* |
عَلى ظَهْرِ سَاطٍ كالصَّليفِ المُعَرَّقِ |
24 |
كَأنّ غُلامي إذْ عَلا حَالَ مَتْنِهِ |
* |
عَلى ظَهْرِ بَازٍ في السّماءِ مُحَلِّقِ |
25 |
رَأى أرْنَبًا فانقَضّ يَهْوِي أمَامَهُ |
* |
إلَيْهَا وَجَلاّهَا بِطَرْفٍ مُلَقلِقِ |
26 |
فقُلتُ لَهُ: صَوِّبْ وَلا تَجْهَدَنَّهُ |
* |
فَيُذْرِكَ مِن أعلى القطاةِ فَتَزْلَقِ |
27 |
فأدبرنَ كالجِزْعِ المُفَصَّلِ بينَه |
* |
بجِيدِ الغُلام ذِي القَمِيصِ المُطوَّقِ |
28 |
وَأدرَكَهُنَّ ثَانِيًا مِنْ عِنَانِهِ |
* |
كغيثِ العَشِيِّ الأَقْهَبِ المُتَوَدِّقِ |
29 |
فصادَ لنا عيرًا وثورًا وخاضبًا |
* |
عِدَاءً وَلمْ يَنضَحْ بماءٍ فيعرَقِ |
30 |
وَظَلّ غُلامي يُضْجِعُ الرُّمحَ حَوْله |
* |
لِكُلّ مَهَاةٍ أوْ لأحْقَبَ سَهْوَقِ |
31 |
وقامَ طُوال الشخصِ إذا يخضبونَه |
* |
قِيَامَ العَزِيزِ الفَارِسيِّ المُنَطَّقِ |
32 |
فَقُلنَا: ألا قَد كانَ صَيْدٌ لِقَانِصٍ |
* |
فخَبُّوا عَلَينا كُلَّ ثَوْبٍ مُرَوَّقِ |
33 |
وَظَلّ صِحَابي يَشْتَوُون بنَعْمَةٍ |
* |
يَصفُّون غارًا باللَّكيكِ المُوَشَّقِ |
34 |
ورُحْنا كأنَّا مِن جُؤَاثَى عَشيَّةً |
* |
نعالي النعاجَ بينَ عَدْلٍ ومُشْنَقِ |
35 |
ورُحْنا بِكَابْنِ الماءِ يَجْنُبُ وَسطنَا |
* |
تَصَوَّبُ فيه العينُ طورًا وتَرْتَقِي |
36 |
وَأصْبَحَ زُهْلُولاً يُزِلُّ غُلامَنَا |
* |
كَقِدحِ النَّضِيِّ باليَدَينِ المُفَوَّقِ |
37 |
كأنَّ دماءَ الهَدِاياتِ بِنَحْرِهِ |
* |
عُصَارَةُ حِنّاءٍ بِشَيْبٍ مُفَرَّقِ |