الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 بَانَ الخَلِيطُ وَلَمْ يُوفُوا بِمَا عَهِدُوا * وَزَوَّدُوكَ اشْتِيَاقًَا أَيَّةً عَمَدُوا
2 شَقَّتْ عَلَيْكَ نَوَاهُمْ حِينَ رِحْلَتِهِمْ * فَأَنْتَ في عَرَصَاتِ الدَّارِ مُقْتَصَدُ
3 لَمَّا أُنيخت إلَيْهِمْ كُلُّ آبِيَةٍ * جَلْسٍ وَنُقِّضَ عَنْهَا التَّامِكُ القَرِدُ
4 كَادَتْ تُسَاقِطُ مِني مُنَّةً أَسفًا * مَعَاهِدُ الحَيِّ والحُزْنُ الَّذِي أجِدُ
5 ثُمَّ اغْتَرَزْتُ عَلَى عَنْسٍ عُذَافِرَةِ * سِيٌّ عليها خَبَارُ الأَرْضِ والجَدَدُ
6 كأَنَّها بَعْدَ ما طَالَ الوَجِيفُ بِها * مِنْ وَحْشِ خُبَّةَ مَوْشِيُّ الشَّوَى فَرِدُ
7 طَاوٍ بِرَمْلَةِ أَوْرَالٍ تَضَيَّفَهُ * إلَى الكِنَاسِ عَشِيٌّ بارِدٌ صَرِدُ
8 فَبَاتَ في حِقْفِ أرْطَاةٍ يَلُوذُ بِهَا * كأَنَّهُ في ذُرَاهَا كَوْكَبٌ يَقِدُ
9 يَجْرِي الرَّذَاذُ عَلَيْهِ وَهوَ مُنْكَرِسٌ * كَمَا اسْتَكَانَ لِشَكْوَى عَيْنهِ الرَّمِدُ
10 بَاتَتْ لَهُ العقْرَبُ الأُولى بِنَثْرَتِهَا * وَبَلَّهُ مِنْ طُلُوعِ الجَبْهَةِ الأسدُ
11 فَفَاجَأتْهُ وَلَمْ يَرْهَبْ فُجَاءَتها * غُضْفٌ نَواحِلُ في أعناقِها القِدَدُ
12 مَعرُوقَةُ الهَامِ في أشداقِها سَعَةٌ * وَلِلْمَرَافِقِ فِيما بَيْنَها بَدَدُ
13 فَأَزْعَجَتْهُ فَأَجْلَى ثُمَّ كَرَّ لَهَا * حَامِي الحَقِيقَةِ يَحْمي لَحْمَهُ نَجِدُ
14 فمارَسَتْهُ قَلِيلاً ثُمَّ غَادَرَها * مُجَرَّبُ الطَّعْنِ فَتَّالٌ لَهَا جَسَدُ
15 أذاكَ أَمْ تِلْكَ؟ لا بَلْ تِلْكَ تَفْضُلُهُ * غِبَّ الوَجِيفِ إذَا مَا أَرْقَلَتْ تَخِدُ
16 لَمّا تَخَالَجَتِ الأَهْوَاءُ قُلتُ لَها: * حَقٌّ عَلَيْكِ دُؤوبُ اللَّيْلِ والسَّهَد
17 حَتّى تَزُوري بني بَدْرٍ فإنَّهُمُ * شُمُّ العَرانينِ لا سُودٌ ولا جُعُدُ
18 لَوْ يُوْزَنُونَ كِيالاً أو مُعَايَرَةً * مَالُوا بِرَضْوَى وَلَمْ يَعْدِلْهُمُ أُحُدُ
19 القاعِدِينَ إذَا مَا الجَهْلُ قِيم بِهِ * والثّاقبينَ إذا ما مَعْشَرٌ خَمِدُوا
20 لا جارُهُمْ يَرْهَبُ الأَحْداثَ وَسْطَهُمُ * ولا طَريدُهُمُ ناجٍ إذا طَرَدُوا
21 وَما حَسَدَتُ بَني بَدْرٍ نَصيبَهُمُ * في الخَيْرِ دَامَ لَهُمْ مِنْ غَيْرِي الحَسَدُ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر