الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَلَيْلَى عَلَى شَحْطِ المَزَارِ تَذَكَّرُ * وَمِنْ دُونِ لَيْلَى ذُو بِحَارٍ وَمَنْوَرُ
2 وَصَعْبٌ يَزِلُّ الغَفْرَ عَنْ قُذُفَاتِهِ * بِحَافَاتِهِ بَانٌ طِوَالٌ وَعَرْعَرُ
3 سَبْتهُ وَلمْ تخشَ الَّذي فَعَلَتْ بِهِ * مُنَعَّمةٌ مِنْ نَشْءِ أَسْلَمَ مُعْصِرُ
4 هِيَ العَيْشُ لَوْ أنْ النَّوَى أسْعَفَتْ بِها * وَلَكِنَّ كَرًّا في رَكُوبةَ أَعْصَرُ
5 فَدَعْ عَنْكَ لَيْلَى إنَّ لَيْلَى وَشَأْنَهَا * وإنْ وَعَدَتْكَ الوَعْدَ لا يَتَيَسَّرُ
6 وَقَدْ أَتَنَاسَى الهمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ * إذا لَمْ يَكُنْ فيهِ لِذِي اللُّبِّ مَعْبَرُ
7 بِأَدْمَاءَ مِنْ سِرِّ المَهَارَى كأَنَّها * بحَرْبَةَ مَوشِيُّ القَوَائِمِ مُقْفِرُ
8 فَبَاتَتْ عَلَيهِ لَيْلَةٌ رَجَبيَّةٌ * تُكَفِّئُهُ رِيحٌ خَرِيقٌ وَتُمْطِرُ
9 وَبَاتَ مُكِبًّا يَتَّقِيها برَوْقِهِ * وأَرْطاةِ حِقْفٍ خَانَها النَّبْتُ يَحْفِرُ
10 يُثِيرُ وَيُبْدِي عَنْ عُرُوقٍ كَأَنَّها * أَعِنَّةُ خَرَّازٍ تُحَطُّ وَتُبْشَرُ
11 فَأَضْحَى وَصِئْبَانُ الصَّقِيعِ كأَنَّها * جُمانٌ بِضَاحِي مَتْنِهِ يَتَحَدَّرُ
12 فَأَدَّى إلَيْهِ مَطْلَعُ الشَّمْسِ نَبْأَةً * وَقَدْ جَعَلَتْ عَنْهُ الضِّبَابَةُ تَحْسِرُ
13 تَمَارَى بِهَا رَأْدَ الضُّحَى ثُمَّ رَدَّها * إلَى حُرَّتَيْهِ حافِظُ السَّمْعِ مُبْصِرُ
14 فجالَ وَلَمَّا يَسْتَبِنْ وَفُؤادُهُ * بِريبَتِهِ مِمّا تَوَجَّسَ أَوجَرُ
15 وَبَاكَرَهُ عِنْدَ الشُّرُوقِ مُكَلَّبُ * أَزَلُّ كَسِرْحَانِ القَصِيمَةِ أَغْبَرُ
16 أَبُو صِبْيَةٍ شُعْثٍ تُطيفُ بِشَخصِهِ * كَوالِحُ أَمثالُ اليعاسِيبِ ضُمَّرُ
17 فَمنْ يَكُ من جَارِ ابنِ ضَبَّاءَ ساخِرًا * فَقَدْ كانَ في جارِ ابنِ ضَبَّاءَ مَسْخَرُ
18 أَجارَ فلَم يمنعْ منَ الضَّيْمِ جارَهُ * ولا هُو إذْ خَافَ الضِّياعَ مُسيِّرُ
19 فَلَوْ كُنْتَ إذْ خَفْت الضيَّاع أَسَرْتهُ * بقادمِ عَصْرٍ قَبْلما هُوَ مُسِرُ
20 لأَصْبَحَ كالشَّقْرَاءِ لَمْ يَعْدُ شرُّها * سَنَابِكَ رَجْلَيْها وَعِرْضُكَ أَوْفرُ
21 وَقَدْ كانَ عِنْدي لابْنِ ضَبَّاءَ مَقْعَدٌ * نِهاءٌ وَرَوْضٌ بالصَّحَارَى مُنَوِّرُ
22 وَتِسْعَةُ آلافٍ بِحُرِّ بلادِهِ * تَسَفُّ النَّدَى مَلْبُونةً وتُضَمَّرُ
23 دَعَا دَعْوَةً دُودَانَ وَهْوَ بِبَلْدةٍ * قَليلٍ بها المَعْرُوفُ بَلْ هُوَ مُنْكَرُ
24 وَفي صَدْرِهِ أَظْمَى كأَنَّ كُعُوبَهُ * نَوَى القَسْبِ عَرَّاصُ المَهَزَّة أَسْمَرُ
25 دَعَا مُعْتِبًا جارَ الثُّبُورِ وَغَرَّهُ * أَجمُّ خُدُورٌ يَتْبَعُ الضَّأْنَ جَيْدَرُ
26 جَزيزُ القَفَا شَبْعانُ يَرْبِضَ حَجْرَةً * حَدِيثُ الخِصَاءِ وَارِمُ العَفْلِ مُعْبَرُ
27 تظَلُّ مَقَالِيتُ النِّساءِ يَطَأْنَهُ * يَقُلْنَ: أَلا يُلْقَى على المَرْءِ مِئْزَرُ
28 حَبَاكَ بها مَوْلاَكَ عَنْ ظَهْرِ بِغْضَةٍ * وَقُلِّدَها طَوْقَ الحمامةِ جَعْفَرُ
29 رَضِيعةُ صَفْحٍ بالجباهِ مُلِمَّةٌ * لَها بَلَقٌ يعْلُو الرُّؤوسَ مُشَهَّرٌ
30 فأَوْفُوا وَفَاءً يَغْسِلُ الذَّمَّ عَنْكُمُ * وَلاَ بِرَّ مِنْ ضَبَّاءَ والزَّيْتُ يُعْصَرُ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر