الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 خليلّي مرّ بي على أم جندب * نُقَضِّ لُبَانَاتِ الفُؤادِ المُعذَّبِ
2 فَإنّكُمَا إنْ تَنْظُرَانيَ سَاعَةً * من الدهرِ تَنفعْني لَدى أُمِّ جُندَبِ
3 ألم ترياني كلما جئتُ طارقاً * وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
4 عَقيلَةُ أتْرَابٍ لهِا، لا دَمِيمَة * وَلا ذَاتُ خَلقٍ إن تأمّلتَ جَأنّبِ
5 ألا ليتَ شعري كيف حادث وصلها * وكيْفَ تُرَاعي وُصْلَة َ المُتَغَيِّبِ
6 أدامت على مَا بَيْنَنَا مِنْ مَوَدّةٍ * أميمة أم صارت لقول المخببِ
7 فإن تنأ عنها حقبة لا تُلاقِها * فإنكَ مما أحدثت بالمجربِ
8 وقالت متى يبخل عليك ويعتلل * يسؤكَ وإن يكشف غرامكَ تدرب
9 تبصر خليلي هل ترى من ظعائن * سوالك نقباً بين حزمي شعبعب
10 علونَ بأنطاكيةٍ فوق عقمة * كجرمة نخل أو كجنة يثرب
11 فلله علينا من رأى من تفرق * أشت وأنأى من فراق المحصّب
12 فريقان منهم جازع بطنَ نخلة * وآخر منهم قاطعٌ نجد كبكب
13 فَعَيْنَاكَ غَرْبا جَدْوَلٍ في مُفَاضَة ٍ * كمَرّ الخَليجِ في صَفيحٍ مُصَوَّبِ
14 وإنكَ لم يفخر عليكَ كفاخر * ضَعيفٍ وَلمْ يَغْلِبْكَ مثْلُ مُغَلَّبِ
15 وإنك لم تقطع لبانة عاشقِ * بمِثْلِ غُدُوّ أوْ رَوَاحٍ مُؤَوّبِ
16 بأدماء حرجوج كأن قتودها * على أبلق الكشحين ليس بمغرب
17 يُغرد بالأسحار في كل سدفة * تَغَرُّدَ مَيّاحِ النّدَامى المُطَرِّبِ
18 أقب رباع من حمير عماية * يمج لعاع البقل في كل مشربِ
19 بمحنية قد آزر الضال نبتها * مَجَرَّ جُيُوشٍ غَانِمِينَ وَخُيّبِ
20 وقَد أغتَدى وَالطّيرُ في وُكُنّاتِهَا * وَماءُ الندى يجرِي على كلّ مِذْنَبِ
21 بمنجردِ قيدِ الأوابد لاحهُ * طِرَادُ الهَوَادِي كُلَّ شَأوٍ مُغرِّبِ
22 عَلى الأينِ جَيّاشٍ كَأنّ سَرَاتَهُ * على الضَّمرِ وَالتّعداءِ سَرْحة ُ مَرْقَبِ
23 يُبارِي الخَنوفَ المُسْتَقلَّ زِماعُهُ * ترى شخصه كأنه عود مشحب
24 له أيطلا ظبي وساقا نعامة * وَصَهْوَة ُ عَيرٍ قائمٍ فَوْقَ مَرْقَبِ
25 وَيَخْطُو على صُمٍّ صِلابٍ كَأنّهَا * حجارة غيل وارساتٌ بطحلب
26 له كفلٌ كالدّعص لبدهُ الثدى * إلى حارِكٍ مِثْلِ الغَبيطِ المُذَأّبِ
27 وَعَينٌ كمِرْآة ِ الصَّنَاعِ تُدِيرُها * لمَحْجِرهَا مِنَ النّصيفِ المُنَقَّبِ
28 لَهُ أُذُنَانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهِمَا * كسامعتي مذعورة وسطَ ربرب
29 ومستفلكُ الذفرى كأن عنانهُ * ومَثْناتَهُ في في رأسِ جِذْعٍ مُشذَّبِ
30 وَأسْحَمُ رَيّانُ العَسيبِ كَأنّهُ * عَثاكيلُ قِنْوٍ من سُميحة ِ مُرْطِبِ
31 إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه * تَقولُ هزِيزُ الرّيحِ مَرّتْ بأثْأبِ
32 يُدِيرُ قَطَاة ً كَالمَحَالَة ِ أشْرَفَتْ * إلى سند مثلُ الغبيطِ المذأبِ
33 وَيَخْضِدُ في الآرِيّ، حتى كأنّهُ * بهِ عُرّة ٌ من طائفٍ، غَيرَ مُعْقِبِ
34 فيوما على سرب نقي جلوده * ويوماً على بيدانة أم تولب
35 فبينا نعاجٌ يرتعينَ خميلةً * كمَشْيِ العَذارَى في المُلاءِ المُهَدَّبِ
36 فكان تنادينا وعقد عذارهِ * وَقَالَ صِحَابي قد شَأَوْنَكَ فاطْلُبِ
37 فلأياً بلأي ما حملنا وليدنا * على ظَهْرِ مَحْبوكِ السّرَاة ُ مُحنَّبِ
38 وولى كشؤبوب العشي بوابل * ويخرجن من جعد ثراهُ منصبٍ
39 فللساق ألهوبٌ وللسوط درةٌ * وللزجر منه وقع أهوج منعب
40 فَأدْرَكَ لمْ يَجْهَدْ وَلمْ يَثنِ شَأوَهُ * يمر كخذروف الوليد المثقبِ
41 ترى الفأر في مستنقع القاع لاحباً * على جدد الصحراء من شد ملهبِ
42 خفاهنَّ من أنفاقهن كأنما * خفاهن ودق من عشي مجلب
43 فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعجَة ٍ * وَبينَ شَبوبٍ كَالقَضِيمَة ِ قَرْهَبِ
44 وظل لثيران الصريم غماغمٌ * يداعسها بالسمهريِّ المعلب
45 فَكابٍ على حُرّ الجبينِ وَمُتّقِ * بمَدْرِيَة ٍ كَأنّهَا ذَلْقُ مِشْعَبِ
46 وقلنا لفتيان كرام ألا انزلوا * فَعَالُوا عَلَيْنَا فضْلَ ثوْبٍ مُطنَّبِ
47 وَأوْتادُهُ مَاذِيّة ٌ وَعِمَادُهُ * ردينية فيها أسنة قعضب
48 وَأَطْنَابُهُ أشطَانُ خوصٍ نَجائِبٍ * وصهوته من أتحميِّ مشرعب
49 فَلَمّا دَخَلْنَاهُ أصَفنَا ظُهُورَنَا * إلى كلّ حاري جديد مشطب
50 كأنّ عُيونَ الوَحشِ حَوْلَ خِبائِنَا * وأرجلنا الجزع الذي لم يثقب
51 نمش بأعراف الجياد أكفنا * إذا نحن قمنا عن شواءٍ مضهب
52 ورحنا كأنا من جواثي عشية * نعالي النعاجَ بين عدل ومحقب
53 وراح كتيس الرّبل ينفض رأسهُ * أذَاة ً بهِ مِنْ صَائِكٍ مُتَحَلِّبِ
54 كأنك دماءَ الهاديات بنحره * عُصَارَة حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُخَضَّبِ
55 وأنت إذا استدبرته سد فرجهُ * بضاف فويقَ الأرض ليس بأصهب

بيانات القصيدة

الرابط المختصر