الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَلا أَبْلِغْ بَنِيْ عَوْفٍ بن كَعْبٍ * فَهَلْ قَوْمٌ على خُلُقٍ سَوَاءُ
2 عُطَارِدَها وبَهْدَلَةَ بن عَوْفٍ * فهل يَشْفِي صُدُورَكُمُ الشِّفَاءُ
3 أَلَمْ أَكُ نائيًا فَدَعَوْتُمُوني * فجاء بِيَ المَوَاعِدُ والدُّعَاءُ
4 ألمْ أَكُ جارَكم فَترَكْتُمُونِي لِكَلْبِي في دِيَارِكُمُ عُواءُ *
5 و آنَيْتُ العَشَاءَ إلى سُهَيْلٍ * أو الشِّعْرَى فطالَ بِيَ الأَنَاءُ
6 فَلَمَّا كنتُ جَارَكُمُ أَبَيْتُمْ * وشَرُّ مَواطِنِ الحَسَبِ الإِبَاءُ
7 ولَمَّا كنتُ جَارَهُمُ حَبَوْنِي * وفيكم كان -لوْ شِئْتُمْ- حِبَاءُ
8 و لَمَّا أنْ مَدَحْتُ القَوْمَ قُلْتُمْ * هَجَوْتَ ولا يَحِلُّ لك الهجاءُ
9 ألَمْ أَكُ مُسْلِمًا فيكونَ بيني * وبينكمُ المودَّةُ والإخاءُ
10 فلَمْ أَشْتُمْ لكُمْ حَسَبًا ولكنْ * حَدَوْتُ بحيثُ يُسْتَمَعُ الحُدَاءُ
11 فَلا وأَبِيكَ ما ظَلَمَتْ قُرَيْعٌ * بأنْ يَبْنُوا المَكَارِمَ حيث شاؤوا
12 ولا وأبيك ما ظَلَمَتْ قُرَيْعٌ * ولا بَرِمُوا بذاك ولا أساؤوا
13 بِعَثْرَةِ جَارِهمْ أنْ يَنْعَشُوها * فَيَغْبُرَ حَوْلَهُ نَعَمٌ وشَاءُ
14 فَيَبْنِي مَجْدَهُمْ ويُقيمَ فيها * ويُمْشِي إِنْ أُريد به المَشَاءُ
15 وإِنَّ الجارَ مِثْلُ الضَّيْفِ يَغْدُو * لِوِجْهَتِهِ وإِنْ طالَ الثَّواءُ
16 وإِنِّي قَدْ عَلِقْتُ بِحَبْلِ قَوْمٍ * أَعَانَهُمُ على الحَسَبِ الثراءُ
17 هُمُ المُتَضَمِّنُونَ عَلَى المنايا * بِمَالِ الجارِ ذلكُمُ الوَفَاءُ
18 هُمُ الآسُونَ أُمَّ الرأس لَمَّا * تَوَاكَلَها الأَطِبَّةُ والإِسَاءُ
19 إذا نَزَلَ الشتاءُ بِجَارِ قَوْمٍ * تَجنَّبَ جَارَ بَيْتهِمُ الشِّتَاءُ
20 فَأَبْقُوا- لاَأَبَا لَكُمُ - عَلَيْهمْ * فإنَّ ملامَةَ المَوْلَى شَقَاءُ
21 وإِنّ أباكُمُ الأَدْنَى أَبُوهُمْ * وإِنَّ صُدُورَهُمْ لَكُمُ بُرَاءُ
22 وإِنَّ سُعَاتَهُمْ لَكُمُ سُعَاةٌ * وإنّ نَمَاءَهُمْ لكُمُ نَمَاءُ
23 وإِنّ بَلاءَهُم ما قد عَلِمْتُمْ * على الأَيَّامِ إِنْ نَفَعَ البَلاءُ
24 وثَغْرٍ لا يُقَامُ به كَفَوْكُمْ * ولَمْ يَكُ دُونَهُمْ لَكُمُ كِفَاءُ
25 بِجُمْهُورٍ يَحَارُ الطَّرْفُ فيه * يَظَلُّ مُعَضِّلاً منهُ الفَضَاءُ
26 و لَمَّا أنْ دَعَوْتُ أخي بَغِيضًا * أتاني حَيْثُ أَسْمَعَهُ الدُّعَاءُ
27 و قدْ قالت أُمامةُ هَلْ تَعَزَّى * فقلتُ أُمَيْمُ قد غُلِبَ العَزاءُ
28 إذا ما العَيْنُ فَاضَ الدّمعُ منها * أَقُوْلُ بها قَذًى وهُوَ البُكَاءُ
29 لَعَمْرُكَ ما رأيتُ المَرْءَ تَبْقَى * طَرِيقَتُهُ وإِنْ طالَ البَقَاءُ
30 على رَيْب المَنُونِ تَدَاوَلَتْهُ * فَأَفْنَتْهُ وليس لها فَناءُ
31 إذا ذَهبَ الشَّبابُ فبانَ مِنْهُ * فليس لِمَا مَضَى منه لِقَاءُ
32 يَصَبُّ إلى الحياة ويَشْتَهِيهَا * وفي طُولِ الحياة له عَناءُ
33 فمنها أنْ يُقَادَ به بَعِيرٌ * ذَلولُ حين يَهْتَرِشُ الضِّرَاءُ
34 ومنها أنْ يَنُوءَ على يَدَيْهِ * ويَظْهَرَ في تَرَاقِيهِ انْحِنَاءُ
35 و يأخذه الهُدَاجُ إذا هَدَاهُ * وَلِيدُ الحَيّ في يَدِهِ الرِّدَاءُ
36 و يَنْظُرُ حَوْلَهُ فيرى بَنِيهِ * حِواءً مِنْ ورَائِهِمُ حِوَاءُ
37 و يَحْلِفُ حَلْفَةً لِبَنِي بَنيه * لأَمْسَوْا مُعْطِشِينَ وهُمْ رِوَاءُ
38 و يأْمُرُ بالجِمالِ فلا تُعَشَّى * إذا أمْسَى وإِنْ قَرُبَ العَشَاءُ
39 تَقُولُ له الظَّعِينَةُ أَغْنِ عَنِّي * بَعِيرَك حين ليْسَ بِه غَناءُ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر