1 |
دعاكَ الهوَى واستَجهَلَتكَ المنازِلُ |
* |
وكيفَ تَصَابِي المرءِ والشَّيبُ شامِلُ |
2 |
وقفتُ بربعِ الدَّارِ قد غَيَّرَ البِلَى |
* |
مَعارِفَها والسَّارِياتُ الهواطِلُ |
3 |
أسائلُ عن سُعدى وقد مَرَّ بعدَنا |
* |
على عَرَصاتِ الدَّارِ سبعٌ كوامِلُ |
4 |
فسَلَّيتُ ما عندي برَوْحَةِ عِرْمِسٍ |
* |
تَخُبُّ بِرَحْلِي تارةً وتُنَاقِلُ |
5 |
مُوَثَّقَةِ الأنساءِ مَضْبُورةِ القَرَا |
* |
نَعُوبٍ إذا كَلَّ العِتَاقُ المَرَاسِلُ |
6 |
كأنِّي شَددَتُ الرَّحلَ حينَ تشذَّرَتْ |
* |
على قارحٍ مِمَّا تَضَمَّنَ عاقِلُ |
7 |
أقَبَّ كعَقْدِ الأندَريِّ مُسَحَّجٍ |
* |
حَزَابِيةٍ قَدْ كَدَّمَتْهُ الَمَسَاحِلُ |
8 |
أَضَرَّ بجرداءِ النُّسَالةِ سَمْحَجٍ |
* |
يُقَلِّبُها إذْ أعوزتُهُ الحلائِلُ |
9 |
إذا جاهدتَهُ الشَّدَّ جَدَّ وإنْ وَنَتْ |
* |
تَساقَطَ لا وانٍ ولا مُتَخاذِلُ |
10 |
و إنْ هَبَطَا سهلاً أثارا عَجَابةً |
* |
وإنْ عَلَوَا حَزْنًا تَشَظَّتْ جَنادِلُ |
11 |
ورَبِّ بني البَرْشاءِ: ذُهْلٍ وقَيسِها |
* |
وشيبانَ حيثُ اسْتَبْهَلَتْهَا المناهِلُ |
12 |
لقد عالني ما سَرَّها وتَقَطَّعَتْ |
* |
لِرَوْعَاتِهَا مِنِّي القُوَى والوَسَائِلُ |
13 |
فلا يَهْنِئِ الأعداءَ مصرَعُ مَلْكِهِمْ |
* |
و ما عشقتْ منهُ تميمٌ ووائِلُ |
14 |
وكانتْ لهمْ رِبْعِيَّةٌ يحذرونَها |
* |
إذا خَضْخَضَتْ ماءَ السماءِ القبائلُ |
15 |
يسيرُ بها النعمانُ تَغْلِي قدورًهُ |
* |
تجيشُ بأسبابِ المنايا المراجِلُ |
16 |
يَحُثَّ الحُداةَ جالِزًا برِدائِهِ |
* |
يَقي حاجِبَيْهِ ما تُثيرُ القنابلُ |
17 |
يقولُ رجالٌ يُنكِرونَ خليقَتي: |
* |
لعلَّ زيادًا لا أبا لكَ غافلُ |
18 |
أبَى غَفْلتي أني إذا ما ذكَرْتُهُ |
* |
تَحَرَّكَ داءٌ في فؤاديَ داخِلُ |
19 |
وإنَّ تِلادِي إنْ ذكرتُ وشِكَّتِي |
* |
ومُهْرِي وما ضَمَّتْ لديَّ الأنامِلُ |
20 |
حِبَاؤُكَ والعِيسُ العِتاقُ كأنَّها |
* |
هِجَانُ المها تَحْدي عليها الرَّحائلُ |
21 |
فإنْ تَكُ قد ودَّعتَ غيرَ مذّمَّمٍ |
* |
أواهيَ مُلْكٌ ثَبَّتَتْها الأوائلُ |
22 |
فلا تَبْعَدَنْ إنَّ المنيةَ موعِدٌ |
* |
وكلُّ امرئٍ يومًا به الحالُ زائلُ |
23 |
فما كانَ بينَ الخيرِ لو جاء سالمًا |
* |
أبو حُجُرٍ إلاّ ليالٍ قلائلُ |
24 |
فإنْ تَحْيَ لا أمْلَلْ حياتيْ وإنْ تَمُتْ |
* |
فما في حياتي بعد موتِكَ طائِلُ |
25 |
فآبَ مُصَلُّوهُ بعينٍ جليَّةٍ |
* |
وغُودِرَ بالجَولانِ حزْمٌ ونائِلُ |
26 |
سقى الغيثُ قبرًا بينَ بُصْرى وجاسمٍ |
* |
بغيثٍ مِن الوَسْمِيِّ قَطْرٌ وَوَابِلُ |
27 |
و لا زالَ ريحانٌ ومسكٌ وعنبرٌ |
* |
على مُنتَهاهُ دِيمَةٌ ثمّ هاطِلُ |
28 |
وينبتُ حوذانًا وعوفًا مُنَوِّرًا |
* |
سأُتبِعُهُ مِنْ خَيرِ ما قالَ قائِلُ |
29 |
بكى حارِثُ الجَولانِ مِن فَقْدِ ربِّه |
* |
وحورانُ منه موحِشٌ مُتَضَائِلُ |
30 |
قُعُودًا له غَسّانُ يَرجونَ أوْبَهُ |
* |
وتُرْكٌ ورهطُ الأَعْجَمِينَ وكابُلُ |