1 |
ألا عِمْ صَبَاحًا أيُّهَا الطّلَلُ البَالي |
* |
وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي |
2 |
وَهَل يَعِمَنْ إِلاَّ سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ |
* |
قليلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بأَوْجَالِ |
3 |
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أَحْدَثُ عَهدِهِ |
* |
ثَلاثِينَ شهرًا في ثَلاثَةِ أحوَالِ |
4 |
دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ |
* |
ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطَّالِ |
5 |
وتَحْسَبُ سَلْمَى لا تزالُ ترى طَلاً |
* |
مِنَ الوَحشِ أوْ بَيضًا بِمَيْثَاءِ مِحْلالِ |
6 |
وتَحْسَبُ سَلْمَى لا نزالُ كَعَهْدِنا |
* |
بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسِّ أوْعالِ |
7 |
لَيَاليَ سَلْمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّبًا |
* |
وجيدًا كجيدِ الرِّئْمِ ليس بِمِعْطَالِ |
8 |
ألا زَعَمَتْ بَسْبَاسةُ اليومَ أَنَّنِي |
* |
كَبِرْتُ وأنْ لا يُحْسنُ الَّلهوَ أَمْثالِي |
9 |
كَذَبْتِ لقدْ أُصْبِي على المَرْءِ عِرْسَهُ |
* |
وأمنعُ عِرْسِي أَنْ يُزَنَّ بها الخالي |
10 |
وَيَا رُبَّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَةٍ |
* |
بِآنِسَةٍ كَأنَّهَا خَطُّ تِمْثَالِ |
11 |
يُضِيءُ الفِراشَ وَجْهُهُا لِضَجِيعِها |
* |
كمِصْبَاحِ زَيتٍ في قناديلِ ذُبَّالِ |
12 |
كأنَّ على لَبَّاتِها جَمْرَ مُصْطَلٍ |
* |
أصابَ غَضًى جَزْلاً وَكُفَّ بأَجْذَالِ |
13 |
وَهَبَّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا |
* |
صَبًا وشمالُ في منازلِ قُفَّالِ |
14 |
ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلةٍ |
* |
لَعُوبٍ تُنَسِّيني إذا قُمْتُ سِرْبَالي |
15 |
إذا ما الضَّجيعُ ابْتَزَّها مِن ثِيَابِها |
* |
تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَةً غَيرَ مِجْبالِ |
16 |
كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه |
* |
بما احْتَسَبَا مِن لَيْنِ مَسٍّ وتَسْهَالِ |
17 |
لَطِيفَةُ طَيِّ الكَشْحِ غيرِ مُفَاضَةٍ |
* |
إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتَجَّةً غَيرَ مِتْفَالِ |
18 |
تَنَوَّرْتُها مِن أذرعاتٍ وأهلُها |
* |
بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ |
19 |
نَظَرْتُ إليها والنُّجومُ كأَنَّها |
* |
مَصَابِيحُ رُهْبَانٍ تُشَبُّ لِقُفَّالِ |
20 |
سَمَوتُ إليها بعدَ ما نامَ أَهْلُها |
* |
سُمُوَ حَبَابِ المَاءِ حَالاً على حَالِ |
21 |
فقالتْ سَبَاكَ اللهُ إِنَّك فَاضِحي |
* |
ألستَ ترى السُّمَّارَ والنَّاس أَحْوَالِ |
22 |
فقلتُ يمينَ اللهَ أبرحُ قاعدًا |
* |
ولو قَطَّعُوا رَأْسِي لديكَ وأَوْصَالِي |
23 |
حَلَفْتُ لها باللهِ حَلْفَةَ فَاجِرٍ |
* |
لَنَامُوا فما إِنْ مِن حَدِيثٍ ولا صَالِ |
24 |
فلمَّا تَنَازَعْنَا الحديثَ وأَسْمَحَتْ |
* |
هَصَرْتُ بِغُصْنٍ ذي شَمَارِيخَ مَيَّالِ |
25 |
وَصِرْنا إلى الحُسْنَى وَرَقَّ كلامُنا |
* |
ورُضْتَ فَذَلَّتْ صَعْبَةً أيَّ إِذْلالِ |
26 |
فأصبحتُ مَعْشُوقًا وأصبحَ بعلُها |
* |
عليه القَتَامُ سَيِّء الظَّنِّ والبَالِ |
27 |
يَغُطُّ غَطِيطَ البَكْرِ شُدَّ خِنَاقُهُ |
* |
لِيَقْتُلَنِي والمَرْءُ ليس بِقَتَّالِ |
28 |
أَيَقْتُلُنِي وَالمَشْرَفِيُّ مُضَاجِعِي |
* |
وَمَسْنُونةٌ زُرْقٌ كأنيابِ أَغْوَالِ |
29 |
وليس بذي رُمْحِ فَيَطْعَنَنِي بِهِ |
* |
وليس بذي سَيْفٍ وليس بِنَبَّالِ |
30 |
أَيَقْتُلُنِي وقد شَغَفْتُ فؤادَها |
* |
كما شَغَفَ المَهْنُوءَةَ الرَّجلِ الطَّالِي |
31 |
وقد عَلِمَتْ سَلْمَى وإنْ كان بَعْلَها |
* |
بأنَّ الفتى يَهْذِي وليس بِفَعَّالِ |
32 |
وماذا عليه أَنْ ذَكَرْتُ أَوَانِسًا |
* |
كَغِزْلانِ رَمْلٍ في مَحَارِيبِ أَقْيَالِ |
33 |
وبيتِ عَذَرَاى يومَ دَجْنٍ وَلَجْتُهُ |
* |
يَطُفْنَ بِجَمَّاءِ المَرَافِقِ مِكْسَالِ |
34 |
سِبَاطِ البَنَانِ والعَرَانِينِ والقَنَا |
* |
لِطَافِ الخُصُورِ في تَمَامٍ وإِكْمَالِ |
35 |
نَوَاعِمَ يُتْبِعْنَ الهوى سُبُلَ الرَّدَى |
* |
يَقُلْنَ لأهلِ الحِلْمِ ضُلاً بِتَضْلالِ |
36 |
صَرَفْتُ الهوى عَنْهُنَّ مِن خَشْيَةِ الرَّدى |
* |
ولستُ بِمَقْلِيِّ الخِلالِ ولا قالِ |
37 |
كأنِّي لم أَرْكَبْ جوادًا لِلَذَّةٍ |
* |
ولم أَتَبَطَّنْ كاعِبًا ذاتَ خَلْخَالِ |
38 |
ولم أَسْبَإِ الزِّقَّ الرَّوِيَّ ولم أَقُلْ |
* |
لِخَيْلِيَ كُرِّي كَرَّةَ بعدَ إِجْفَالِ |
39 |
ولم أَشهدِ الخَيلَ المُغِيرةَ بالضُّحى |
* |
على هيكلٍ نَهْدِ الجُزَارةِ جَوَّالِ |
40 |
سَليمِ الشَّظَى عَبْلِ الشَّوى شَنِجِ النَّسَا |
* |
له حَجَبَاتٌ مُشْرِفاتٌ على الفَالِ |
41 |
وصُمٌّ صِلابٌ ما يَقِينَ مِن الوَجَى |
* |
كأنَّ مكانَ الرِّدْفِ منه على رَالِ |
42 |
وقد أغتدي والطَّيرُ في وُكُنَاتِها |
* |
لِغَيثٍ مِن الوَسْمِيِّ رائِدُه خَالِ |
43 |
تَحَامَاهُ أطرافُ الرِّماحِ تَحامِيًا |
* |
وجادَ عليه كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ |
44 |
بِعِجْلِزَةٍ قد أَتْرَزَ الجَرْيَ لحمَها |
* |
كُمَيْتِ كأَنَّها هِرَوَاةُ مِنْوَالِ |
45 |
ذَعَرْتُ بِها سِرْبًا نَقِيًّا جُلودُهُ |
* |
وأَكْرُعُهُ وَشْيُ البُرُودِ مِن الخَالِ |
46 |
كأنَّ الصُّوارَ إذ تَجَهَّدَ عدوَه |
* |
على جَمَزَى خيلٌُ تجولُ بأَجْلالِ |
47 |
فجالَ الصُّوارُ واتَّقَينَ بِقَرْهَبٍ |
* |
طويلِ القَرَا والرَّوقِ أَخْنَسَ ذَيَّالِ |
48 |
فَعَادَى عِدَاءً بينَ ثورٍ ونعجةٍ |
* |
وكان عِداءُ الوحشِ مِنِّي على بَالِ |
49 |
كأنِّي بِفَتْخَاءِ الجَنَاحَينِ لِقْوَةٍ |
* |
صَيودٍ مِن العُقْبَانِ طَأْطَأْتُ شِمْلالِ |
50 |
تَخَطَّفُ خِزَّانَ الشَّرَبَّةِ بالضُّحى |
* |
وقد حَجَرَتْ منه ثَعَالِبُ أَوْرَالِ |
51 |
كأنَّ قلوبَ الطَّيرِ رَطْبًا ويابِسًا |
* |
لدى وَكْرِها العُنَّابُ والحَشَفُ البَالِي |
52 |
فلو أنَّ ما أسعى لأَدْنَى مَعِيْشَةٍ |
* |
كفاني ولم أطلبْ قَليلٌ مِن المالِ |
53 |
ولكنَّما أسعى لِمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ |
* |
وقد يُدْرِكُ المَجْدَ المُؤَثَّلَ أَمْثَالِي |
54 |
وما المَرْءُ ما دامتْ حُشَاشَةُ نَفْسِهِ |
* |
بِمُدْرِكِ أطرافِ الخُطُوبِ ولا آلِ |