الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 ألا عِمْ صَبَاحًا أيُّهَا الطّلَلُ البَالي * وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
2 وَهَل يَعِمَنْ إِلاَّ سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ * قليلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بأَوْجَالِ
3 وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أَحْدَثُ عَهدِهِ * ثَلاثِينَ شهرًا في ثَلاثَةِ أحوَالِ
4 دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ * ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطَّالِ
5 وتَحْسَبُ سَلْمَى لا تزالُ ترى طَلاً * مِنَ الوَحشِ أوْ بَيضًا بِمَيْثَاءِ مِحْلالِ
6 وتَحْسَبُ سَلْمَى لا نزالُ كَعَهْدِنا * بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسِّ أوْعالِ
7 لَيَاليَ سَلْمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّبًا * وجيدًا كجيدِ الرِّئْمِ ليس بِمِعْطَالِ
8 ألا زَعَمَتْ بَسْبَاسةُ اليومَ أَنَّنِي * كَبِرْتُ وأنْ لا يُحْسنُ الَّلهوَ أَمْثالِي
9 كَذَبْتِ لقدْ أُصْبِي على المَرْءِ عِرْسَهُ * وأمنعُ عِرْسِي أَنْ يُزَنَّ بها الخالي
10 وَيَا رُبَّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَةٍ * بِآنِسَةٍ كَأنَّهَا خَطُّ تِمْثَالِ
11 يُضِيءُ الفِراشَ وَجْهُهُا لِضَجِيعِها * كمِصْبَاحِ زَيتٍ في قناديلِ ذُبَّالِ
12 كأنَّ على لَبَّاتِها جَمْرَ مُصْطَلٍ * أصابَ غَضًى جَزْلاً وَكُفَّ بأَجْذَالِ
13 وَهَبَّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا * صَبًا وشمالُ في منازلِ قُفَّالِ
14 ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلةٍ * لَعُوبٍ تُنَسِّيني إذا قُمْتُ سِرْبَالي
15 إذا ما الضَّجيعُ ابْتَزَّها مِن ثِيَابِها * تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَةً غَيرَ مِجْبالِ
16 كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه * بما احْتَسَبَا مِن لَيْنِ مَسٍّ وتَسْهَالِ
17 لَطِيفَةُ طَيِّ الكَشْحِ غيرِ مُفَاضَةٍ * إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتَجَّةً غَيرَ مِتْفَالِ
18 تَنَوَّرْتُها مِن أذرعاتٍ وأهلُها * بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ
19 نَظَرْتُ إليها والنُّجومُ كأَنَّها * مَصَابِيحُ رُهْبَانٍ تُشَبُّ لِقُفَّالِ
20 سَمَوتُ إليها بعدَ ما نامَ أَهْلُها * سُمُوَ حَبَابِ المَاءِ حَالاً على حَالِ
21 فقالتْ سَبَاكَ اللهُ إِنَّك فَاضِحي * ألستَ ترى السُّمَّارَ والنَّاس أَحْوَالِ
22 فقلتُ يمينَ اللهَ أبرحُ قاعدًا * ولو قَطَّعُوا رَأْسِي لديكَ وأَوْصَالِي
23 حَلَفْتُ لها باللهِ حَلْفَةَ فَاجِرٍ * لَنَامُوا فما إِنْ مِن حَدِيثٍ ولا صَالِ
24 فلمَّا تَنَازَعْنَا الحديثَ وأَسْمَحَتْ * هَصَرْتُ بِغُصْنٍ ذي شَمَارِيخَ مَيَّالِ
25 وَصِرْنا إلى الحُسْنَى وَرَقَّ كلامُنا * ورُضْتَ فَذَلَّتْ صَعْبَةً أيَّ إِذْلالِ
26 فأصبحتُ مَعْشُوقًا وأصبحَ بعلُها * عليه القَتَامُ سَيِّء الظَّنِّ والبَالِ
27 يَغُطُّ غَطِيطَ البَكْرِ شُدَّ خِنَاقُهُ * لِيَقْتُلَنِي والمَرْءُ ليس بِقَتَّالِ
28 أَيَقْتُلُنِي وَالمَشْرَفِيُّ مُضَاجِعِي * وَمَسْنُونةٌ زُرْقٌ كأنيابِ أَغْوَالِ
29 وليس بذي رُمْحِ فَيَطْعَنَنِي بِهِ * وليس بذي سَيْفٍ وليس بِنَبَّالِ
30 أَيَقْتُلُنِي وقد شَغَفْتُ فؤادَها * كما شَغَفَ المَهْنُوءَةَ الرَّجلِ الطَّالِي
31 وقد عَلِمَتْ سَلْمَى وإنْ كان بَعْلَها * بأنَّ الفتى يَهْذِي وليس بِفَعَّالِ
32 وماذا عليه أَنْ ذَكَرْتُ أَوَانِسًا * كَغِزْلانِ رَمْلٍ في مَحَارِيبِ أَقْيَالِ
33 وبيتِ عَذَرَاى يومَ دَجْنٍ وَلَجْتُهُ * يَطُفْنَ بِجَمَّاءِ المَرَافِقِ مِكْسَالِ
34 سِبَاطِ البَنَانِ والعَرَانِينِ والقَنَا * لِطَافِ الخُصُورِ في تَمَامٍ وإِكْمَالِ
35 نَوَاعِمَ يُتْبِعْنَ الهوى سُبُلَ الرَّدَى * يَقُلْنَ لأهلِ الحِلْمِ ضُلاً بِتَضْلالِ
36 صَرَفْتُ الهوى عَنْهُنَّ مِن خَشْيَةِ الرَّدى * ولستُ بِمَقْلِيِّ الخِلالِ ولا قالِ
37 كأنِّي لم أَرْكَبْ جوادًا لِلَذَّةٍ * ولم أَتَبَطَّنْ كاعِبًا ذاتَ خَلْخَالِ
38 ولم أَسْبَإِ الزِّقَّ الرَّوِيَّ ولم أَقُلْ * لِخَيْلِيَ كُرِّي كَرَّةَ بعدَ إِجْفَالِ
39 ولم أَشهدِ الخَيلَ المُغِيرةَ بالضُّحى * على هيكلٍ نَهْدِ الجُزَارةِ جَوَّالِ
40 سَليمِ الشَّظَى عَبْلِ الشَّوى شَنِجِ النَّسَا * له حَجَبَاتٌ مُشْرِفاتٌ على الفَالِ
41 وصُمٌّ صِلابٌ ما يَقِينَ مِن الوَجَى * كأنَّ مكانَ الرِّدْفِ منه على رَالِ
42 وقد أغتدي والطَّيرُ في وُكُنَاتِها * لِغَيثٍ مِن الوَسْمِيِّ رائِدُه خَالِ
43 تَحَامَاهُ أطرافُ الرِّماحِ تَحامِيًا * وجادَ عليه كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ
44 بِعِجْلِزَةٍ قد أَتْرَزَ الجَرْيَ لحمَها * كُمَيْتِ كأَنَّها هِرَوَاةُ مِنْوَالِ
45 ذَعَرْتُ بِها سِرْبًا نَقِيًّا جُلودُهُ * وأَكْرُعُهُ وَشْيُ البُرُودِ مِن الخَالِ
46 كأنَّ الصُّوارَ إذ تَجَهَّدَ عدوَه * على جَمَزَى خيلٌُ تجولُ بأَجْلالِ
47 فجالَ الصُّوارُ واتَّقَينَ بِقَرْهَبٍ * طويلِ القَرَا والرَّوقِ أَخْنَسَ ذَيَّالِ
48 فَعَادَى عِدَاءً بينَ ثورٍ ونعجةٍ * وكان عِداءُ الوحشِ مِنِّي على بَالِ
49 كأنِّي بِفَتْخَاءِ الجَنَاحَينِ لِقْوَةٍ * صَيودٍ مِن العُقْبَانِ طَأْطَأْتُ شِمْلالِ
50 تَخَطَّفُ خِزَّانَ الشَّرَبَّةِ بالضُّحى * وقد حَجَرَتْ منه ثَعَالِبُ أَوْرَالِ
51 كأنَّ قلوبَ الطَّيرِ رَطْبًا ويابِسًا * لدى وَكْرِها العُنَّابُ والحَشَفُ البَالِي
52 فلو أنَّ ما أسعى لأَدْنَى مَعِيْشَةٍ * كفاني ولم أطلبْ قَليلٌ مِن المالِ
53 ولكنَّما أسعى لِمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ * وقد يُدْرِكُ المَجْدَ المُؤَثَّلَ أَمْثَالِي
54 وما المَرْءُ ما دامتْ حُشَاشَةُ نَفْسِهِ * بِمُدْرِكِ أطرافِ الخُطُوبِ ولا آلِ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر