١ |
عَفَتْ ذَرْوَةٌ من أهلِها فجفيرُها |
* |
فَخَرْجُ المروراةِ الدواني فَدُورُها |
٢ |
على أنَّ للميْلاءِ أَطْلالَ دِمْنَةٍ |
* |
بأسقُفَ تُسديها الصَّبا وتُنيرُها |
٣ |
وخَفَّتْ خِباها مِن جَنوبِ عُنيزةٍ |
* |
كما خَفَّ مِن نَيْلِ المرامي جَفيرُها |
٤ |
فإنْ حلّتِ المَيْلاءُ عُسفانَ أو دنتْ |
* |
لِحَرَّةِ لَيْلَى أو لِبَدْرٍ مَصِيرُها |
٥ |
لِيَبْكِ على المْيلاءِ مَن كان باكيًا |
* |
إذا خَرَجَتْ مِن رَحْرَحَانَ خدورُها |
٦ |
وماذا على الميْلاءِ لو بَذَلتْ لَنا |
* |
مِن الوِدِّ ما يخفى وما لا يُضيرُها |
٧ |
أرتْنا حِياضَ الموتِ ثُمَّتَ قَلَّبَتْ |
* |
لنا مُقلةً كَحْلاءَ ظلّتْ تُديرُها |
٨ |
كأنَّ غَضيضًا مِن ظِباءِ تَبالَةٍ |
* |
يُساقُ بهِ يومَ الفراقِ بَعيرُها |
٩ |
لها أُقحوانٌ قَيَّدتْهُ بِإِثْمِدِ |
* |
يَدٌ ذاتُ أَصْدافٍ يُمارُ نَؤورُها |
١٠ |
كأنَّ حَصَانًا فضَّها القَيْنُ غُدْوةً |
* |
لدى حيثُ يُلقى بالفِناءِ حَصيرُها |
١١ |
كأنَّ عُيونَ الناظرينَ يَشوقُها |
* |
بها عَسَلٌ طابتْ يَدَا مَنْ يَشورُها |
١٢ |
تناولْنَ شَوْبًا مِن مُجاجاتٍ شُمَّذٍ |
* |
بأعْجازِها قُبٌّ لِطافٌ خُصورُها |
١٣ |
كِنانِيّةٌ شطّتْ بها غُربةُ النوى |
* |
كدلْوِ الصَّناَعِ رَدَّها مُستعيرُها |
١٤ |
وكانتْ على العِلاّتِ لو أنَّ مُدْنفًا |
* |
تداوى بِرّياها شَفاهُ نُشُورُها |
١٥ |
تَعوذُ بحبْل التغلبيِّ ولو دَعَتْ |
* |
عليَّ بنَ مَسْعودٍ لعزَّ نصيرُها |
١٦ |
فإنْ تَكُ قد شَطَّت وشطَّ مَزارُها |
* |
وجَذَّمَ حبلَ الوصْلِ منها أَميرُها |
١٧ |
فما وَصْلُها إلاّ على ذاتِ مِرّةٍ |
* |
يُقطِّعُ أعناقَ النواجي ضَريرُها |
١٨ |
جُماليّةٌ في عِطْفِها صَيْعريّةٌ |
* |
إذا البازلُ الوَجْناءُ أُردِفَ كُورُها |
١٩ |
عَلَنداةُ أسْفارٍ إذا نالَها الوَنى |
* |
وماجتْ بها أنْساعُها وَضُفورُها |
٢٠ |
يردُّ أنابيبُ الجِرانِ بُغامَها |
* |
كما ارتدَّ في قَوْس السَّراءِ زفيرُها |
٢١ |
لَجوجٌ إذا ما الالُ آضَ كأَنّهُ |
* |
أعاصيرُ زَرّاعٍ بِنَخْلٍ يُثيرُها |
٢٢ |
كأَنَّ قُتُودي فوقَ أحْقَبَ قارِبٍ |
* |
أطاعَ لهُ مِنْ ذي نُجارٍ غَميرُها |
٢٣ |
وقد سُلَّ عنها الضِّغنُ في كلِّ سَرْبخٍ |
* |
لهُ فَوْرُ قِدرٍ ما تَبوخُ سَعيرُها |
٢٤ |
تربَّعَ مَيْثَ النيِّرِ حتىّ تطالَعَتْ |
* |
نجومُ الثُريَّا واستقلّتْ عَبورُها |
٢٥ |
فلمّا فنى الأسمالَ غاضَتْ وقلَّصتْ |
* |
ثمائلُها وتابعَ الشمسَ صُورُها |
٢٦ |
فظلَّ على الأَشْرافِ يَقسِمُ أَمْرَهُ |
* |
أَينظُرُ جُنحَ الليلِ أم يَسْتثيرُها |
٢٧ |
فَأَزْمَعَ من عَيْنِ الأراكةِ مَوْرِدًا |
* |
لَهُ غارَةٌ لَفّاءُ صافٍ غديرُها |
٢٨ |
فصاحَ بقُبٍّ كالمقالي يشُلها |
* |
كما شلَّ أجمالَ المُصلّي أجيرُها |
٢٩ |
يزرُّ القَطا مِنْها فتضربُ نحرَهُ |
* |
ومجتمعَ الخيْشومِ منهُ نُسورُها |
٣٠ |
على مِثْلِها أقضي الهمومَ إذا اعترتْ |
* |
إذا جاشَ همُّ النفسِ منها ضميرُها |