الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ عَفَتْ ذَرْوَةٌ من أهلِها فجفيرُها * فَخَرْجُ المروراةِ الدواني فَدُورُها
٢ على أنَّ للميْلاءِ أَطْلالَ دِمْنَةٍ * بأسقُفَ تُسديها الصَّبا وتُنيرُها
٣ وخَفَّتْ خِباها مِن جَنوبِ عُنيزةٍ * كما خَفَّ مِن نَيْلِ المرامي جَفيرُها
٤ فإنْ حلّتِ المَيْلاءُ عُسفانَ أو دنتْ * لِحَرَّةِ لَيْلَى أو لِبَدْرٍ مَصِيرُها
٥ لِيَبْكِ على المْيلاءِ مَن كان باكيًا * إذا خَرَجَتْ مِن رَحْرَحَانَ خدورُها
٦ وماذا على الميْلاءِ لو بَذَلتْ لَنا * مِن الوِدِّ ما يخفى وما لا يُضيرُها
٧ أرتْنا حِياضَ الموتِ ثُمَّتَ قَلَّبَتْ * لنا مُقلةً كَحْلاءَ ظلّتْ تُديرُها
٨ كأنَّ غَضيضًا مِن ظِباءِ تَبالَةٍ * يُساقُ بهِ يومَ الفراقِ بَعيرُها
٩ لها أُقحوانٌ قَيَّدتْهُ بِإِثْمِدِ * يَدٌ ذاتُ أَصْدافٍ يُمارُ نَؤورُها
١٠ كأنَّ حَصَانًا فضَّها القَيْنُ غُدْوةً * لدى حيثُ يُلقى بالفِناءِ حَصيرُها
١١ كأنَّ عُيونَ الناظرينَ يَشوقُها * بها عَسَلٌ طابتْ يَدَا مَنْ يَشورُها
١٢ تناولْنَ شَوْبًا مِن مُجاجاتٍ شُمَّذٍ * بأعْجازِها قُبٌّ لِطافٌ خُصورُها
١٣ كِنانِيّةٌ شطّتْ بها غُربةُ النوى * كدلْوِ الصَّناَعِ رَدَّها مُستعيرُها
١٤ وكانتْ على العِلاّتِ لو أنَّ مُدْنفًا * تداوى بِرّياها شَفاهُ نُشُورُها
١٥ تَعوذُ بحبْل التغلبيِّ ولو دَعَتْ * عليَّ بنَ مَسْعودٍ لعزَّ نصيرُها
١٦ فإنْ تَكُ قد شَطَّت وشطَّ مَزارُها * وجَذَّمَ حبلَ الوصْلِ منها أَميرُها
١٧ فما وَصْلُها إلاّ على ذاتِ مِرّةٍ * يُقطِّعُ أعناقَ النواجي ضَريرُها
١٨ جُماليّةٌ في عِطْفِها صَيْعريّةٌ * إذا البازلُ الوَجْناءُ أُردِفَ كُورُها
١٩ عَلَنداةُ أسْفارٍ إذا نالَها الوَنى * وماجتْ بها أنْساعُها وَضُفورُها
٢٠ يردُّ أنابيبُ الجِرانِ بُغامَها * كما ارتدَّ في قَوْس السَّراءِ زفيرُها
٢١ لَجوجٌ إذا ما الالُ آضَ كأَنّهُ * أعاصيرُ زَرّاعٍ بِنَخْلٍ يُثيرُها
٢٢ كأَنَّ قُتُودي فوقَ أحْقَبَ قارِبٍ * أطاعَ لهُ مِنْ ذي نُجارٍ غَميرُها
٢٣ وقد سُلَّ عنها الضِّغنُ في كلِّ سَرْبخٍ * لهُ فَوْرُ قِدرٍ ما تَبوخُ سَعيرُها
٢٤ تربَّعَ مَيْثَ النيِّرِ حتىّ تطالَعَتْ * نجومُ الثُريَّا واستقلّتْ عَبورُها
٢٥ فلمّا فنى الأسمالَ غاضَتْ وقلَّصتْ * ثمائلُها وتابعَ الشمسَ صُورُها
٢٦ فظلَّ على الأَشْرافِ يَقسِمُ أَمْرَهُ * أَينظُرُ جُنحَ الليلِ أم يَسْتثيرُها
٢٧ فَأَزْمَعَ من عَيْنِ الأراكةِ مَوْرِدًا * لَهُ غارَةٌ لَفّاءُ صافٍ غديرُها
٢٨ فصاحَ بقُبٍّ كالمقالي يشُلها * كما شلَّ أجمالَ المُصلّي أجيرُها
٢٩ يزرُّ القَطا مِنْها فتضربُ نحرَهُ * ومجتمعَ الخيْشومِ منهُ نُسورُها
٣٠ على مِثْلِها أقضي الهمومَ إذا اعترتْ * إذا جاشَ همُّ النفسِ منها ضميرُها

بيانات القصيدة

الرابط المختصر