1 |
نظرْتُ وسهبٌ مِن بُوانَةَ بيْننا |
* |
وأَفْيَحُ مِن رَوْضِ الرُّبابِ عميقُ |
2 |
إلى ظُعُنٍ هاجتْ عليَّ صبابةً |
* |
لهنَّ بأعلى القُرنتينِ طريقُ |
3 |
فقلتُ: خليليَّ انظرا اليوم نظرةً |
* |
لعهدِ الصِّبا إذْ كنتُ لستُ أَفيقُ |
4 |
إلى بَقَرٍ فيهنَّ للعَيْنِ منظرٌ |
* |
وملهًى لِمَنْ يلهو بِهِنَّ أنيقُ |
5 |
رَعَيْن النَّدى حتى إذا وقدَ الحَصَى |
* |
ولم يبْقَ مِن نوءِ السِّماك بُروقُ |
6 |
تصدَّعَ فيه الحيُّ وانشقَّتِ العَصا |
* |
كَذاك النَّوى بين الخليط شَقوقُ |
7 |
ولَمَّا رأيتُ الدارَ قَفْرًا تبادَرَتْ |
* |
دموعٌ للومِ العاذلاتِ سَبوقُ |
8 |
فظلَّ غرابُ البيْنِ مُؤْتَبِضَ النَّسى |
* |
لهُ في ديارِ الجارَتَيْن نَعيقُ |
9 |
خليليَّ إِنّي لا تزالُ تروعُني |
* |
نَواعبُ تبدو بالفِراقِ تشوقُ |
10 |
إذا أنا عزَّيتُ الفؤادَ عن الصِّبا |
* |
أبتْ عَبَراتٌ بالدموعِ تَفوقُ |
11 |
وأَغْبَرَ ورَّادِ الثنايا كأنّهُ |
* |
إذا اشتقَّ في جوْزِ الفلاةِ فَليقُ |
12 |
عَلْوتُ بِهَوْجاءِ النِّجاءِ شِمِلَّةً |
* |
بها مِن عُلُوبِ النِّسعتينِ طُروقُ |
13 |
خَطورٍ بِرَيَّانِ العسيبِ كأنَّهُ |
* |
إهَانُ عُذوقٍ فَوْقَهُن عُذوقُ |
14 |
تَلُطُّ به الحاذَيْنِ طورًا وتارةً |
* |
له خَلْفَ أثوابِ الرَّديفِ بُرُوق |
15 |
موتَّرةَ الأنْساءِ مُعوجَّةَ الشَّوى |
* |
سفينةَ برٍّ بالنّجاءِ دَفُوقُ |
16 |
أُمِرَّتْ لِقاحًا عن حيالٍ فَدِرْصُها |
* |
لِشَهْرَيْنِ في ماءِ الحُلاقِ غَريقُ |
17 |
كأنّي كَسَوْتُ الرحلَ أحقبَ سَهْوقًا |
* |
أطاعَ لهُ في رامتين حَديقُ |
18 |
يُطرِّدُ عاناتٍ ويَنْفي جِحاشَها |
* |
كما كانَ شُذّانَ البِكار فَتِيقُ |
19 |
أضرَّ بهِ التَّعْداءُ حتى كأنَّهُ |
* |
مَنِيحُ قِداحٍ في اليدينِ مَشيقُ |
20 |
رَعَتْ بَارِضَ الوَسْمِيِّ حتى تَحمْلجَتْ |
* |
وطُيِّرَ عنْ أقرابِهِنَّ عقيقُ |
21 |
كأنَّ نُسالاً في المراغِ وفوقَهُ |
* |
شَماطيطُ سِرْبالٍ عليهِ مَزيقُ |
22 |
يُصادي ذواتِ الضِّغن منها بِثائبٍ |
* |
مِن الشدِّ ملهابُ الحِضار فتيقُ |
23 |
قَطوفٌ شحوجٌ باليفاعِ كأنّهُ |
* |
لَما ردَّ لَحْياهُ السحيلَ خَنيقُ |
24 |
دَؤولٌ إذا ما استافَ منها مصامةً |
* |
لهُ مِن ثرى أَبْوالِهِن نَشيقُ |
25 |
فقد لَصِقَتْ منها البُطونُ وتارةً |
* |
لهُ حينَ يستولي بِهِنَّ نهيقُ |
26 |
رأيْتُ سنا برقٍ فقلتُ لصاحبي: |
* |
بَعِيدٌ بِفَلْجٍ ما رأيتُ سحيقُ |
27 |
فباتَ مُهِمًّا لي يُذَكِّرُني الهوى |
* |
كأنّي لِبَرْقٍ بالحجازِ صديقُ |
28 |
وبات فؤادي مُسْتَخفًّا كأنّهُ |
* |
خوافي عُقابٍ بالجَناحِ خَفوقُ |
29 |
يُغَرِّدُ آناءَ النَّهارِ كأنّهُ |
* |
إذا ردَّ لحياهُ السحيلَ خنيقُ |
30 |
كَروفٌ إذا ما استاَف منها مَصَامَةً |
* |
لهُ في ثرى أبوالِهِنَّ نَشوقُ |
31 |
فقد لاقَ منهُ البطنُ بالصُّلبِ غَيْرةً |
* |
لهُ حينَ يَسْتَوْلي بِهنَّ نهيقُ |