١ |
كأنيّ كَسَوْتُ الرَّحْلَ جَوْنًا رَبَاعيًا |
* |
بِلِيتَيْه مِنْ زَرِّ الحميرِ كُلومُ |
٢ |
عَلنْدى مِصكًّا قدْ أضرَّ بعانةٍ |
* |
لِما شذَّ منها أو عَصاهُ عَذومُ |
٣ |
تربَّعَ أَكنافَ القَنانِ فصارةٍ |
* |
فماوانَ حتّى قاظَ وهو زَهومُ |
٤ |
إلى أنْ علاهُ القيظُ واستَنَّ حَوْلَهُ |
* |
أَهابيُّ منها حاصِبٌ وسَمُومُ |
٥ |
وأعوَزَهُ باقي النِّطافِ وقلّصَتْ |
* |
ثَمائِلُها وفي الوجوهِ سُهومُ |
٦ |
وحلأَّها حتّى إذا تمَّ ظِمؤُها |
* |
وقد كادَ لا يبقى لَهُنَّ شُحومُ |
٧ |
فظلَّ سَراةَ اليومِ يقسمُ أَمْرَهُ |
* |
مُشِتُّ عليهِ الأمرُ أَيْنَ يَرومُ |
٨ |
وأقلقَهُ همٌّ دخيلٌ ينوبُهُ |
* |
وهاجرةٌ جرَّتْ عليهِ صَدومُ |
٩ |
برابيةٍ يَنحطُّ عنها مُعَشِّرًا |
* |
ويعلو عليها تارةً فيصومُ |
١٠ |
وظلّتْ كأَنَّ الطيرَ فوقَ رؤوسِها |
* |
صِيامًا تُراعى الشمسَ وهو كظومُ |
١١ |
مخافَة مخشيِّ الشَّذاةِ عَذَوَّرٍ |
* |
لِنابيْهِ في أكفالِهنَّ كُلومُ |
١٢ |
إلى أنْ أجنَّ الليلُ وانقضَّ قاربًا |
* |
عليهِنَّ جيّاشُ الجِراءِ أَزومُ |
١٣ |
وكَمَّشها ثَبْتُ الحِضارِ مُلازمٌ |
* |
لِمَا ضاعَ مِن أدْبارِهِنَّ لَزُومُ |
١٤ |
فأَوْرَدَها ماءً بغَضْوَرَ آجِنًا |
* |
لهُ عَرْمَضٌ كالغِسْل فيهِ طُمومُ |
١٥ |
بحضرتهِ رامٍ أَعدَّ سَلاجِمًا |
* |
وبالكفِّ طَوْعُ المركضيْنِ كَتُومُ |
١٦ |
فلمّا دَنتْ للماءِ هِيمًا تعّجلتْ |
* |
رَباعيّةٌ للهادِياتِ قَدُومُ |
١٧ |
فدَّلتْ يديْها واستغاثتْ بِبَرْدِهِ |
* |
على ظَمأٍ منها وفيهِ جُمومُ |
١٨ |
فأهوى بمفتوقِ الغِرارْين مُرْهَفٌ |
* |
عليه لُؤَمُ الريشِ فهو قَتُومُ |
١٩ |
فأَنْفَذَ حِضْنَيْها وجالَ أمامَها |
* |
طميلٌ يُفَرِّي الجوْفَ وَهْوَ سليمُ |
٢٠ |
فولّتْ وولّى العيْرُ فيها كأنَّما |
* |
يُلَهَّبُ في آثارِهِنَّ ضَريمُ |
٢١ |
وغادَرَها تكبو لِحُرِّ جبينِها |
* |
كِلا مَنْخِرَيْها بالنجيعِ رَذُومُ |