الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 طَلَلٌ لِخَوْلَةَ بالرُّسَيْسِ قديمُ * فبِعاقلٍ فَالأنْعَمَيْنِ رُسُومُ
2 فكأنَّ مَعْرُوفَ الدِّيارِ بِقَادِمٍ * فَبُرَاقِ غَوْلٍ فالرِّجَامِ وُشُومُ
3 أوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ على ألْوَاحِهِـ * ـنَّ الناطقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ
4 دِمَنٌ تَلاعبتِ الرّياحُ بِرَسْمِها * حتى تَنَكَّر نُؤْيُهَا المَهْدومُ
5 أضْحَتْ مُعطَّلةً وأصْبَحَ أهْلُها * ظَعَنُوا ولكنَّ الفُؤادَ سَقيمُ
6 فكأنَّ ظُعْنَ الحيِّ لما أشْرَفَتْ * بالآلِ وارْتَفَعَتْ بهنَّ حُزُومُ
7 نَخْلُ كَوَارِعُ في خليجِ مُحَلِّمٍ * حمَلَتْ فمنها مُوقِرٌ مَكْمُومُ
8 سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وَسَرِيُّهُ * عُمٌّ نَوَاعِمُ بينهنَّ كُرُومُ
9 زُجَلٌ ورُفِّعَ في ظِلالِ حُدُوجِها * بِيضُ الخُدود حديثُهنَّ رخيمُ
10 بَقَرٌ مَساكِنُهَا مَسارِبُ عَازِبٍ * وَارْتَبَّهُنَّ شَقَائِقٌ وَصَرِيمُ
11 فصرَفْتُ قَصْرًا والشؤونُ كأنَّها * غَرْبٌ تَحُثُّ به القَلوصُ هزيمُ
12 بَكَرَتْ به جُرْشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ * تُرْوي المحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ
13 دهماءُ قد دَجَنَتْ وأحْنَقَ صُلْبُها * وأحالَ فيها الرَّضْحُ والتَّصْرِيمُ
14 تَسْنُو وَيَعْجِلُ كَرَّها مُتَبَذِّلٌ * شَثْنٌ به دَنَسُ الهناءِ دَميمُ
15 بِمُقابِلٍ سَرِبِ المخارِزِ عِدْلُهُ * قَلِقُ المَحَالَةِ جارنٌ مَسْلُومُ
16 حَتَّى تَحَيَّرَتِ الدِّبَارُ كأنَّها * زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتْبُها المحْزُومُ
17 لولا تُسَلِّيكَ اللبَانَةَ حُرَّةٌ * حَرَجٌ كأحناءِ الغَبيطِ عَقيمُ
18 حَرْفٌ أضرَّ بها السِّفَارُ كأنَّها * بعد الكَلالِ مُسَدَّمٌ مَحْجُومُ
19 أو مِسْحلٍ سَنِقٍ عِضَادةَ سَمحجٍ * بِسَراتِها نَدَبٌ له وكُلُومُ
20 جَوْنٍ بِصَارةَ أقْفَرَتْ لِمَرَادهِ * وخَلا له السُّؤبَانُ فالبُرْعُومُ
21 وَتَصَيَّفَا بَعد الرّبيع وأحْنَقَا * وَعَلاهُما مَوْقُودُهُ المَسْمُومُ
22 مِنْ كُلِّ أبْطَحَ يَخْفَيَانِ غميرَهُ * أوْ يَرْتَعَانِ فَبَارِضٌ وَجَميمُ
23 حتَى إذا انْجَرَدَ النَّسيلُ كأنَّهُ * زَغَبٌ يَطيرُ وَكُرْسُفٌ مَجْلُومُ
24 ظَلَّتْ تُخالجُهُ وَظَلَّ يحُوطُهَا * طَوْرًا ويَرْبَأُ فَوقَها ويَحُومُ
25 يُوفِي وَيَرْتَقِبُ النِّجَادَ كأنَّهُ * ذو إرْبَةٍ كلَّ المَرَامِ يَرُومُ
26 حتّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وَهَاجَهُ * طلبُ المُعَقِّبِ حَقَّهُ المَظْلُومُ
27 قَرِبًا يَشُجُّ بها الخُرُوقَ عَشِيَّةً * رَبِذٌ كمِقْلاَةِ الوليدِ شَتِيمُ
28 وَإذا تُرِيدُ الشأوَ يُدْرِكُ شَأْوَهَا * مُعْجٌ كأنَّ رجِيعَهُنَّ عَصِيمُ
29 شدًّا وَمَرفوعًا يُقرّبُ مِثلُهُ * لِلْوَرْدِ لا نَفِقٌ ولا مَسْؤومُ
30 فَتَضَيَّفَا ماءً بِدَحْلٍ سَاكنًا * يَسْتَنُّ فوْقَ سَرَاتِهِ العُلْجُومُ
31 غَلَلاً تَضَمَّنَهُ ظِلالُ يَرَاعَةٍ * غَرْقَى ضَفَادِعُهُ لهنَّ نَئِيمُ
32 فَمَضَى وَضَاحِي الماءِ فَوْقَ لَبَانِهِ * وَرَمى بها عُرْضَ السَّرِيّ يَعُومُ
33 فَبِتِلْكَ أقْضي الهمَّ إنَّ خِلاجَهُ * سَقَمٌ وإنّي لِلْخِلاجِ صَرُومُ
34 طَعنٌ إذا خِفْتُ الهوانَ بِبَلْدَةٍ * وَأخُو المضَاعِفِ لا يَكَادُ يَرِيمُ
35 وَمَسَارِبٍ كالزَّوْجِ رَشَّحَ بَقْلَها * صُهْبٌ دوَاجنُ صَوْبَهُنَّ مُديمُ
36 قدْ قُدتُ في غَلَسِ الظلام وطيرُهُ * عُصَبٌ على فَنَنِ العِضَاهِ جُثُومُ
37 غَرْبًا لَجُوجًا في العِنَانِ إذا انتحى * زَبَدٌ على أقْرابِهِ وَحَمِيمُ
38 إنّي امرؤٌ مَنَعَتْ أرُومَةُ عامرٍ * ضَيْمي وقد جَنَفَتْ عليَّ خُصُومُ
39 جَهَدُوا العداوةَ كلَّها فأصَدَّها * عنَي مَنَاكِبُ عِزُّها معلُومُ
40 منها حُوَيٌّ والذُّهابُ وَقَبْلَهُ * يَوْمٌ بِبُرْقَة رَحْرَحَانَ كريمُ
41 وَغَداةَ قَاعِ القُرْنَتَيْنِ أتَيْنَهُمْ * رَهْوًا يلُوحُ خِلالَهَا التَّسْويمُ
42 بِكَتائِبٍ تَرْدِي تَعَوَّدَ كَبْشُها * نَطْحَ الكِبَاشِ كأنَّهنَّ نُجُومُ
43 نَمْضِي بها حتى تُصِيبَ عَدُوَّنا * وَتُرَدَّ منها غانِمٌ وَكَليمُ
44 وترى المسوَّمَ في القِيادِ كأنَّهُ * صَعْلٌ إذا فَقَدَ السِّباقَ يَصُومُ
45 وكتيبةُ الأحْلافِ قد لاقَيْتُهُمْ * حيث استفاضَ دَكادِكٌ وقَصِيمُ
46 وَعَشِيَّةَ الحَوْمَانِ أسْلَمَ جُنْدَهُ * قَيْسٌ وَأيْقَنَ أنَّهُ مَهْزُومُ
47 وَلَقد بَلَتْ يَوْمَ النُّخَيْلِ وَقبْلَهُ * مَرَّانُ من أيّامنا وَحَرِيمُ
48 مِنَّا حُماةُ الشِّعْبِ يوْمَ تَوَاكلتْ * أسَدٌ وّذُبْيانُ الصَّفا وتَمِيمُ
49 فارتَثَّ كَلْماهُمْ عَشيَّة هَزْمِهِمْ * حيٌّ بِمُنْعَرَجِ المَسيلِ مُقيمُ
50 قَوْمي أوُلئك إنْ سألتِ بِخيمِهِمْ * ولكلِّ قومٍ في النوائبِ خِيمُ
51 وإذا شَتَوا عادَتْ على جيرانِهِمْ * رُجُحٌ تُوَفِّيها مَرَابِعُ كُومُ
52 لا يَجْتَوِيها ضَيْفُهُمْ وفقيرُهُمْ * ومُدَفَّعٌ طَرَقَ النُّبُوحَ يتيمُ
53 ولهمْ حُلُوم كالجبالِ وَسَادةٌ * نُجُبٌ وَفَرْعٌ ماجِدٌ وأرومُ
54 وإذا تواكلتِ المقانبُ لم يَزَلْ * بالثَّغر منّا مِنْسَرٌ وَعَظِيمُ
55 نَسْمُو بِهِ وَنَفُلُّ حَدَّ عَدُوِّنا * حتى نَؤوبَ وفي الوُجوه سُهومُ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر