الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 بَلِينا ومَا تَبلَى النّجومُ الطَّوالِعُ * وتَبْقَى الجِبالُ بَعْدَنَا والمَصانِعُ
2 وَقَد كنتُ في أكنافِ جارِ مَضِنَّةٍ * فَفارَقَني جارٌ بأرْبَدَ نَافِعُ
3 فَلا جَزِعٌ إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا * وكُلُّ فَتًى يَوْمًَا بهِ الدَّهْرُ فاجِعُ
4 فَلا أنَا يأتيني طَريفٌ بِفَرْحَةٍ * وَلا أنا مِمّا أحدَثَ الدَّهرُ جازِعُ
5 وَما النّاسُ إلاَّ كالدّيارِ وأهْلِها * بِها يَوْمَ حَلُّوها وغَدْوًا بَلاقِعُ
6 ومَا المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ * يَحُورُ رَمادًا بَعْدَ إذْ هُوَ سَاطِعُ
7 ومَا البِرُّ إلاَّ مُضْمَراتٌ مِنَ التُّقَى * وَما المَالُ إلاَّ مُعْمَراتٌ وَدائِعُ
8 ومَا المالُ والأهْلُونَ إلاَّ وَديعَةٌ * وَلا بُدَّ يَوْمًا أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ
9 وَيَمْضُون أرْسَالاً ونَخْلُفُ بَعدهمْ * كما ضَمَّ أُخرَى التّالياتِ المُشايِعُ
10 وَما النّاسُ إلاَّ عامِلانِ فَعَامِلٌ * يُتَبِّرُ ما يَبْني وآخَرُ رافِعُ
11 فَمِنْهُمْ سَعيدٌ آخِذٌ لنَصِيبِهِ * وَمِنْهُمْ شَقيٌّ بالمَعيشَةِ قانِعُ
12 ألَيْسَ وَرائي إنْ تَراخَتْ مَنِيَّتي * لُزُومُ العَصَا تُحْنَى علَيها الأصابعُ
13 أُخَبِّرُ أخْبارَ القُرُونِ التي مَضَتْ * أدِبُّ كأنّي كُلَّما قُمتُ راكعُ
14 فأصْبَحْتُ مِثلَ السَّيفِ غَيَّرَ جَفنَهُ * تَقَادُمُ عَهْدِ القَينِ والنَّصْلُ قاطعُ
15 فَلا تَبْعَدَنْ إنَّ المَنِيّةَ مَوْعِدٌ * عَلَيْكَ فَدَانٍ للطُّلُوعِ وطالِعُ
16 أعاذِلَ ما يُدْريكِ إلاَّ تَظَنِّيًا * إذا ارْتَحَلَ الفِتْيَانُ مَنْ هوَ راجعُ
17 ُتُبَكِّي على إثْرِ الشّبابِ الذي مَضَى * ألا إنَّ أخْدانَ الشّبابِ الرَّعارِعُ
18 أتَجْزَعُ مِمّا أحْدَثَ الدَّهرُ بالفَتى * وأيُّ كَرِيمٍ لمْ تُصِبْهُ القَوَارِعُ
19 لَعَمْرُكَ ما تَدري الضَّوَارِبُ بالحصَى * وَلا زاجِراتُ الطّيرِ ما اللّهُ صانِعُ
20 سَلُوهُنَّ إنْ كَذَّبْتُموني متى الفتى * يَذُوقُ المَنَايا أوْ متى الغَيثُ واقِعُ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر