الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا * بمنًى تأبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا
٢ فمَدافعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَا * خَلَقًا كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلاَمُها
٣ دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعدَ عَهْدِ أنِيسِهَا * حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وحَرَامُهَا
٤ رُزِقَتْ مَرابيعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا * وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُها
٥ مِنْ كلِّ سَارِيَةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ * وَعَشِيَّةٍ مُتجاوبٍ إرْزَامُهَا
٦ فَعَلا فُرُوعُ الأيْهُقَانِ وَأطْفَلَتْ * بالجَلهَتين ظِبَاؤهَا ونَعَامُهَا
٧ والعِينُ ساكِنَةٌ على أطْلائِهَا * عُوذًا تَأجَّلُ بالفضَاءِ بِهَامُها
٨ وجَلا السُّيولُ عن الطُّلُولِ كأنّها * زُبُرٌ تُجِدّ مُتُونَهَا أقْلامُها
٩ أوْ رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَا * كِفَفًا تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُها
١٠ فوقفتُ أسْألُهَا وكيفَ سُؤالُنَا * صُمًّا خَوالدَ ما يَبِينُ كَلامُهَا
١١ عَرِيَتْ وكان بها الجميعُ فأبْكَرُوا * منها وَغُودرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُها
١٢ شاقَتْكَ ظُعْنُ الحيِّ حينَ تَحَمّلُوا * فتكنسُوا قُطُنًا تَصِرُّ خِيَامُها
١٣ مِن كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ * زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وَقِرَامُهَا
١٤ زُجَلاً كأنَّ نِعَاجَ تُوضِحَ فَوْقَهَا * وظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفًا أَرْآمُهَا
١٥ حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كأنها * أجْزَاعُ بِيشةَ أثْلُهَا وَرُضَامُهَا
١٦ بَلْ ما تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارَ وقد نَأتْ * وَتَقَطَّعَتْ أسْبَابُهَا وَرِمَامُهَا
١٧ مُرِّيَّةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وَجَاوَرَتْ * أهْلَ الحِجَازِ فأيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا
١٨ بمشارقِ الجبلين أو بِمُحَجَّرٍ * فَتَضَمَّنَتْهَا فَرْدَةٌ فَرُخَامُهَا
١٩ فَصُوَائقٌ إنْ أيْمَنَتْ فَمَظِنَّةٌ * فيها وِحَافُ القَهْرِ أوْ طِلْحَامُهَا
٢٠ فاقطعْ لُبانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ * ولَشرُّ واصلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها
٢١ وَاحْبُ المُجَامِلَ بالجزيلِ وَصَرْمُهُ * باقٍ إذا ضَلَعَتْ وزاغَ قِوَامُهَا
٢٢ بِطَليحِ أسْفَارٍ تَرَكْنَ بقيَّةً * منها فأحْنَقَ صُلْبُها وسَنَامُها
٢٣ وإذا تغالى لَحْمُهَا وتَحَسَّرَتْ * وتَقَطَّعَتْ بعد الكَلالِ خِدَامُهَا
٢٤ فلها هِبَابٌ في الزِّمامِ كأنَّها * صهباءُ خَفَّ مع الجنوبِ جَهَامُها
٢٥ أو مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأحْقَبَ لاحَهُ * طَرْدُ الفُحول وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا
٢٦ يَعْلُو بها حَدَبَ الإكامِ مُسَحَّجٌ * قَد رَابَهُ عِصْيَانُهَا وَوِحَامُهَا
٢٧ بأحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَا * قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرامُهَا
٢٨ حتى إذا سَلَخَا جُمَادَى ستَّةً * جَزءًا فطالَ صِيامُهُ وَصِيَامُها
٢٩ رَجَعَا بأمرهما إلى ذي مِرَّةٍ * حَصِدٍ وَنُجْحُ صَريمةٍ إبْرَامُهَا
٣٠ وَرَمَى دوابِرَهَا السَّفَا وَتَهَيَّجَتْ * ريحُ المصايِفِ سَوْمُهَا وسِهامُهَا
٣١ فتنازعا سَبِطًا يَطيرُ ظِلالُهُ * كدخانِ مُشْعَلةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا
٣٢ مَشْمُولةٍ غُلِثَتْ بنابِت عَرْفَجٍ * كَدُخَانِ نارٍ سَاطِعٍ أسْنَامُها
٣٣ فمضى وَقَدَّمَهَا وكانتْ عادةً * منه إذا هِيَ عَرَّدَتْ إقدامُها
٣٤ فتوسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا * مسجورةً مُتَجَاورًا قُلاَّمُهَا
٣٥ مَحْفُوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّها * مِنه مُصَرَّعُ غَابةٍ وقِيامُها
٣٦ أفَتِلْكَ أم وَحْشِيَّةٌ مَسْبُوعَةٌ * خَذَلَتْ وهاديةُ الصِّوارِ قِوَامُها
٣٧ خَنْساءُ ضَيَّعَتِ الفَريرَ فلمْ يَرِمْ * عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُها وَبُغامُها
٣٨ لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ * غُبْسٌ كواسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُها
٣٩ صَادَفْنَ منها غِرَّةً فَأصَبْنَهَا * إنَّ المَنايا لا تَطيشُ سِهَامُهَا
٤٠ باتَتْ وَأسْبَلَ واكفٌ مِن ديمةٍ * يُرْوِي الخمائلَ دائِمًا تَسْجَامُها
٤١ يَعْلُو طريقةَ مَتْنِهَا مُتَوَاتِرٌ * في ليلةٍ كَفَرَ النُّجومَ غَمَامُهَا
٤٢ تَجْتَافُ أصْلاً قَالِصًا مُتَنَبِّذًا * بِعُجُوبِ أنْقاءٍ يَميلُ هَيَامُها
٤٣ وتُضيءُ في وَجْهِ الظلام مُنِيرةً * كَجُمَانَةِ البحريِّ سُلَّ نِظامُها
٤٤ حتى إذا انحسَرَ الظلامُ وَأسْفَرَتْ * بَكَرَتْ تزلُّ عن الثَّرَى أزْلامُها
٤٥ عَلِهَتْ تَرّدَّدُ في نِهاءِ صَعَائِدٍ * سَبْعًا تُؤامًا كاملاً أيَّامُها
٤٦ حتى إذا يَئسَتْ وأسْحَقَ حَالِقٌ * لم يُبْلِهِ إرْضَاعُها وفِطَامُها
٤٧ وَتَوَجَّستْ رِزَّ الأنيسِ فَرَاعهَا * عن ظهرِ غَيْبٍ والأنيسُ سَقَامُها
٤٨ فَغَدَتْ كلا الفَرجَينِ تَحْسَبُ أنَّهُ * مَوْلى المخافة خلفُها وأمامُها
٤٩ حتى إذا يئسَ الرُّماةُ وأرْسَلُوا * غُضْفًا دواجِنَ قَافِلاً أعْصامُها
٥٠ فَلَحِقْنَ واعتكرتْ لها مَدْرِيَّةٌ * كالسَّمهريَّةِ حَدُّهَا وتَمَامُهَا
٥١ لِتذَودَهُنَّ وَأيقنتْ إن لم تَذُدْ * أن قد أُحِمَّ من الحُتُوفِ حِمَامُها
٥٢ فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ فَضُرِّجتْ * بدمٍ وغُودرَ في المَكَرِّ سُخَامُها
٥٣ فَبِتِلْكَ إذْ رَقَصَ اللوامعُ بالضُّحى * واجتابَ أرديةَ السَّرابِ إكامُها
٥٤ أقضي اللُّبانةَ لا أفرِّطُ ريبةً * أو أن يلومَ بحاجةٍ لُوَّامُهَا
٥٥ أوَلم تكنْ تدري نَوَارُ بأنَّني * وَصَّالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُها
٥٦ تَرَّاكُ أمكنةٍ إذا لم أرْضَهَا * أوْ يعتلقْ بعضَ النفوسِ حِمامُها
٥٧ بل أنتِ لا تدرين كم مِنْ ليلةٍ * طَلْقٍ لذيذٍ لَهْوُها ونِدَامُها
٥٨ قَد بِتُّ سامِرَها وغَايةِ تاجرٍ * وافيتُ إذ رُفِعَتْ وَعَزَّ مُدَامُها
٥٩ أُغْلي السِّباءَ بكلِّ أدْكَنَ عاتقٍ * أو جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها
٦٠ وصَبوح صافيةٍ وجذبِ كرينةٍ * بِمُوَتَّرٍ تَأتالُهُ إبهامُهَا
٦١ بادرتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ * لأُعَلَّ منها حينَ هَبّ نيامُها
٦٢ وغداةِ ريحٍ قَدْ وزعتُ وَقِرَّةٍ * إذ أصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمالِ زمامُها
٦٣ ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تَحملُ شِكَّتي * فُرُطٌ وشاحي إذْ غدوتُ لجامُها
٦٤ فعَلوتُ مرتقبًا عَلى ذي هَبْوَةٍ * حَرِجٍ إلى أعلامِهِنَّ قَتَامُها
٦٥ حتى إذا ألْقَتْ يدًا في كافِرٍ * وَأجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُها
٦٦ أسْهَلْتُ وانْتَصَبتْ كجذعِ مُنِيفَةٍ * جَرْدَاءَ يَحْصَرُ دونها جُرَّامُها
٦٧ رَفَّعْتُهَا طَرَدَ النَّعامِ وَشَلَّهُ * حتى إذا سَخِنَتْ وَخَفَّ عظامُها
٦٨ قَلِقَتْ رِحَالَتُهَا وَأسْبَلَ نَحْرُهَا * وابتلَّ من زَبَدِ الحمِيمِ حِزَامُهَا
٦٩ تَرْقَى وَتَطَعْنُ في العِنَانِ وتَنْتَحي * وِرْدَ الحمَامة إذ أجَدَّ حَمَامُها
٧٠ وكثيرةٍ غُرَباؤهَا مَجْهُولَةٍ * تُرْجَى نوافِلُها ويُخْشَى ذَامُها
٧١ غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُّحُولِ كأنَّهَا * جِنُّ البَديِّ رواسيًا أقْدَامُها
٧٢ أنكرتُ باطلَها وَبُؤْتُ بحقِّها * عندي ولم يَفْخَرْ عليَّ كرامُها
٧٣ وَجزَورِ أيْسَارٍ دَعَوْتُ لحتفِها * بِمَغَالِقٍ مُتَشَابهٍ أجسامُها
٧٤ أدعُو بهنَّ لِعَاقِرٍ أوْ مُطْفِلٍ * بُذِلَتْ لجيرانِ الجميعِ لِحَامُها
٧٥ فالضَّيْفُ والجارُ الجنيبُ كأنّما * هَبَطا تبالَةَ مُخْصِبًا أهْضَامُها
٧٦ تأوِي إلى الأطْنَابِ كلُّ رَذِيَّةٍ * مِثْلُ البَلِيّةِ قَالصٌ أهدَامُها
٧٧ وَيُكَلِّلُونَ إذا الرياحُ تَنَاوَحَتْ * خُلُجًا تُمَدُّ شَوارعًا أيْتَامُها
٧٨ إنّا إذا التقتِ المجَامِعُ لم يَزَلْ * منّا لِزَازُ عظيمةٍ جَشّامُها
٧٩ وَمُقَسِّمٌ يُعْطِي العشيرةَ حَقَّهَا * وَمُغَذْمِرٌ لحقوقِها هَضَّامُها
٨٠ فَضْلاً وذو كَرَمٍ يُعينُ على النَّدى * سَمْحٌ كَسُوبُ رَغَائِبٍ غَنّامُهَا
٨١ مِنْ مَعْشَرٍ سَنَّتْ لهمْ آباؤهُمْ * ولكلِّ قومٍ سُنَّةٌ وإمامُهَا
٨٢ لا يَطْبَعُونَ ولا يَبُورُ فَعَالُهُمْ * إذ لا يميلُ معَ الهَوى أحلامُها
٨٣ فاقْنَعْ بما قَسَمَ المليكُ فإنّمَا * قَسَمَ الخَلائقَ بينَنا عَلاَّمُها
٨٤ وإذا الأمانةُ قُسِّمَتْ في مَعْشَرٍ * أوْفَى بأوْفَرِ حَظِّنَا قَسّامُهَا
٨٥ فبنى لنا بيتًا رفيعًا سَمْكُهُ * فَسَما إليه كَهْلُهَا وَغُلامُها
٨٦ وَهُمُ السُّعَاةُ إذا العشيرةُ أُفْظِعَتْ * وَهُمُ فوارِسُهَا وَهُمْ حُكّامُهَا
٨٧ وهمُ رَبيعٌ للمُجَاورِ فيهمُ * والمرملاتِ إذا تَطَاوَلَ عَامُها
٨٨ وَهُمُ العَشيرةُ أنْ يُبَطِّئَ حاسدٌ * أو أن يميلَ معَ العدوِّ لئامُها

بيانات القصيدة

الرابط المختصر