الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أمن أمِّ أَوفَى دمنةٌ لم تكلَّمِ * بِحَوْمَانَةِ الدُّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ
2 دِيارٌ لها بالرَّقْمَتَينِ كأنَّها * مَرَاجِعُ وَشْمٍ في نَوَاشِرِ مِعْصمِ
3 بها العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً * وأطلاؤُها يَنْهَضْنَ مِن كلِّ مَجْثَمِ
4 وقفتُ بها مِن بعدِ عشرينَ حِجَّةً * فلأيًا عَرَفْتُ الدارَ بعدَ التَّوَهُمِ
5 أَثَافِيَّ سُفْعًا في مُعَرَّسِ مِرْجَلٍ * ونُؤْيًا كَجِذْمِ الحوضِ لم يَتَثَلَّمِ
6 فلمَّا عرفتُ الدَّارَ قلتُ لِرَبْعِها: * ألا انعمْ صباحًا أيُّها الرَّبعُ وَاسْلَمِ
7 تَبَصَّرْ خَلِيلِيْ هل ترى مِن ظَعَائنٍ * تَحَمَّلْنَ بالعلياءِ مِن فوقِ جُرْثُمِ
8 عَلَونَ بأَنْمَاطٍ عِتاقٍ وكِلَّةٍ * وِرَادٍ حَوَاشِيها مُشَاكِهَةِ الدَّمِ
9 وفيهنَّ مَلْهَى لِلصَّديقِ ومنظرٌ * أنيقٌ لعينِ الناظرِ المُتَوَسِّمِ
10 بَكَرْنَ بُكورًا وَاسْتَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ * فهنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كاليدِ للفمِ
11 جَعَلْنَ القَنَانَ عن يمينٍ وَحَزْنَهُ * ومَن بالقَنَانِ مِن مُحَلٍّ وَمُحْرمِ
12 ظَهَرْنَ مِن الُّسوبانِ ثمّ جَزَعْنَهُ * على كلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ مُفَأَّمِ
13 كأنَّ فُتَاتَ العِهْنِ في كلِّ مَنْزِلٍ * نَزَلْنَ بهِ حبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِ
14 فلمَّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقًا جِمَامُهُ * وَضَعْنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيَّمِ
15 سَعَى سَاعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بعدما * تَبَزَّلَ ما بينَ العشيرةِ بالدَّمِ
16 فأقْسَمْتُ بالبيتِ الذي طافَ حولهُ * رجالٌ بنوهُ مِن قريشٍ وجُرْهُمِ
17 يَمِينًا لَنِعْمَ السَّيِّدَانِ وُجِدْتُمَا * على كلِّ حالٍ مِن سَحِيلٍ ومُبْرَمِ
18 تَدَارَكْتُما عَبْسًا وذُبْيانَ بعدما * تَفَانَوا وَدَقُّوا بينَهم عِطْرَ مَنْشِمِ
19 وقد قُلتما: إنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ واسعًا * بمالٍ ومعروفٍ مِن الأمرِ نَسْلَمِ
20 فأصبحتما مِنها على خير مَوْطِنٍ * بَعِيدينِ فيها مِن عقوقٍ ومَأْثَمِ
21 عَظِيمينِ في عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيتُما * ومَن يَسْتَبِحْ كنزًا مِن المجدِ يَعْظُمِ
22 فأصبح يَجْرِيْ فيهمُ مِن تِلادِكمْ * مَغَانمُ شتَّى مِن إِفَالِ المُزَنَّمِ
23 تُعَفَّى الكلومُ بالمِئِينَ فأصبحتْ * يُنَجِّمُها مَن ليس فيها بِمُجْرِمِ
24 يُنَجِّمُها قومٌ لقومٍ غرامةً * ولم يُهْرِيقُوا بينَهم مِلءَ مِحْجَمِ
25 فَمَن مُبْلِغُ الأحلافِ عنِّي رسالةً * وذبيانَ: هل أقسمتُمُ كلَّ مُقْسَمِ
26 فلا تَكْتُمُنَّ اللهَ ما في نفوسِكم * لَيَخْفَى ومهما يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَمِ
27 يُؤَخَّرْ فيُوضَعْ في كتابٍ فَيُدَّخَرْ * ليومِ الحسابِ أو يُعَجَّلْ فيُنْقَمِ
28 وما الحربُ إِلاَّ ما عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ * وما هوَ عنها بالحديثِ المُرَجَّمِ
29 متى تَبْعَثُوها تَبْعَثُوها ذَمِيمةً * وَتَضْرَ إذا ضَرَّيْتُمُوها فَتَضْرَمِ
30 فَتَعْرُكُكمُ عَرْكَ الرَّحا بِثِفَالِهَا * وَتَلْقَحْ كِشَافًا ثمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ
31 فَتُنْتَجْ لكم غِلمانَ أَشْأَمَ كُلُّهمْ * كأحمرِ عادٍ ثم تُرْضَعْ فَتَفْطِمِ
32 فَتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلُّ لأهلِها * قُرًى بالعِراقِ مِن قَفِيزٍ ودِرْهَمِ
33 لَعَمْرِي لِنَعْمَ الحَيُّ جرَّ عليهمُ * بمالا يُوَاتِيهم حُصَينُ بنُ ضَمْضَمِ
34 وكان طَوَى كَشْحًا على مُسْتَكِنَّةٍ * فلا هوَ أَبْدَاها ولم يَتَقَدَّمِ
35 وقال: سأقضي حَاجَتِي ثمَّ أَتَّقِي * عَدُوِّي بألفٍ مِن وَرَائِيَ مُلْجَمِ
36 فَشَدَّ ولم تَفْزَعْ بيوتٌ كثيرةٌ * لدى حيثُ ألقتْ رَحْلَها أمُّ قَشْعَمِ
37 لدى أسدٍ شاكي السِّلاحِ مُقَذَّفٍ * له لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لم تُقَلَّمِ
38 جَرِيءٍ متى يُظْلَمْ يُعَاقِبْ بِظُلْمِهِ * سريعًا وإلاَّ يُبْدَ بالظُّلمِ يَظْلِمِ
39 رَعَوا ما رَعَوا مِن ظِمْئِهم ثمّ أَوْرَدُوا * غِمارًا تسيلُ بالسّلاحِ وبالدّمِ
40 فَقَضَّوا منايا بينَهم ثمّ أَصْدَرُوا * إلى كلأٍ مُسْتَوبَلٍ مُتَوَخَّمِ
41 لعمركَ ما جرَّتْ عليم رماحُهمْ * دمَ ابنِ نهيكِ أو قتيلِ المُثَلَّمِ
42 ولا شاركُوا في الموتِ في دمِ نَوْفَلٍ * ولا وَهَبٍ منها ولا ابنِ المُحَزَّمِ
43 فكلاًّ أراهمْ أصبحوا يَعْقِلُونَهُم * علالةَ ألفٍ بعدَ ألفٍ مُصَتَّمِ
44 تُساقُ إلى قومٍ لقومٍ غرامةً * صحيحاتِ مالٍ طالعاتٍ بِمَخْرمِ
45 لحيٍّ حِلالٍ يعصمُ الناسَ أمرُهُمْ * إذا طَلَعَتْ إحدى الليالي بمعظمِ
46 سَئِمْتُ تكاليفَ الحياةِ ومن يَعِشْ * ثمانينَ حولاً لا أبا لكَ يسأمِ
47 رأيتُ المنايا خبطَ عشواءَ مَن تُصِبْ * تُمِتْهُ ومَن تُخْطِىءْ يُعَمَّرْ فيَهْرَمِ
48 وأَعْلَمُ عِلْمَ اليومِ والأمسِ قبلَهُ * ولكنني عن عِلْمِ ما في غدٍ عَمِي
49 ومَنْ لا يُصَانِعْ في أُمورٍ كثيرةٍ * يُضَرَّسْ بأنيابٍ ويُوْطَأْ بِمَنْسِمِ
50 ومَن يكُ ذا فضلٍ فيبخلْ بفضلهِ * على قومهِ يُسْتَغْنَ عنهُ ويُذْمَمِ
51 ومَنْ يجعلِ المعروفَ مِن دونِ عِرْضِهِ * يَفِرْهُ ومَن لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
52 ومَنْ لا يَذُدْ عن حَوْضِهِ بسلاحِهِ * يُهَدَّمْ ومَن لا يَظْلِمِ الناسَ يُظْلَمِ
53 ومَن هابَ أسبابَ المَنِيَّةِ يَلْقَهَا * ولو رامَ أسبابَ السماءِ بسُلَّمِ
54 ومَن يعصِ أطرافَ الزِّجاجِ فإنهُ * يطيعُ العوالي رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ
55 ومَن يُوفِ لا يُذْمَمْ ومَن يُفْضِ قَلْبُهُ * إلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ
56 ومَن يَغْتَرِبْ يَحْسِبْ عَدُوًّا صَدِيقَهُ * ومَن لا يُكَرِّمْ نفسَهُ لا يُكَرَّمِ
57 ومهما تكنْ عندَ امرىءٍ مِن خَلِيقَةٍ * وإنْ خالَها تَخْفَى على النّاسِ تُعْلَمِ
58 ومَن لا يَزَلْ يَسْتَحْمِلُ الناسَ نفسَهُ * ولا يُغْنِها يومًا مِن الناسِ يَسْأَمِ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر