١ |
صَحا القلبُ عن سلمَى وقد كادَ لا يَسلُو |
* |
وأَقْفَرَ مِن سلمَى التّعانيقُ فالثِّقْلُ |
٢ |
وقد كنتُ مِن سلمَى سنينَ ثمانيًا |
* |
على صِيْرِ أَمْرٍ ما يَمُرُّ وما يَحْلُو |
٣ |
وكنتُ إذا ما جئتُ يومًا لحاجةٍ |
* |
مَضَتْ وأَجَمَّتْ حاجةُ الغدِ ما تَخْلُو |
٤ |
وكلُّ محبٍّ أحدثَ النَّأيُ عندَه |
* |
سُلوَّ فؤادٍ غيرَ حُبِّكِ ما يَسْلُو |
٥ |
تَأَوَّبَنِي ذِكْرُ الأحبَّةِ بعدَما |
* |
هَجَعْتُ ودونِي قُلَّةُ الحَزْنِ فالرَّمْلُ |
٦ |
فأقسمتُ جهدًا بالمنازلِ مِن منًى |
* |
وما سُحِقَتْ فيهِ المَقَادِمُ والقَمْلُ |
٧ |
لأَرْتَحِلَنْ بالفجرِ ثم لأَدْأَبَنْ |
* |
إلى الَّليلِ إلاّ أنْ يُعَرِّجَنِي طِفْلُ |
٨ |
إلى مَعْشرٍ لم يُورِثِ الُّلؤمَ جَدُّهُمْ |
* |
أَصَاغِرَهُمْ وكلُّ فَحْلٍ لهُ نَجْلُ |
٩ |
تَرَبَّصْ فإنْ تُقْوِ المَرُورَاةُ مِنهمُ |
* |
وداراتِها لا تُقْوِ منهُم إذن نَخْلُ |
١٠ |
فإنْ تُقْوِيا مِنهمْ فإنَّ مُحَجِّرًا |
* |
وَجِزعَ الحِسا منهمْ إذن قلَّما يَخْلُو |
١١ |
بلادٌ بِها نادمْتُهُمْ وَعَرَفْتُهُمْ |
* |
فإنْ تُقْوِيا منهمْ فإِنّهما بَسْلُ |
١٢ |
إذا فَزِعُوا طارُوا إلى مُسْتَغِيثِهِمْ |
* |
طِوالَ الرِّماحِ لا ضِعافٌ ولا عُزْلُ |
١٣ |
بِخَيلٍ عليها جِنَّةٌ عَبْقَرِيَّةٌ |
* |
جَدِيرونَ يومًا أَنْ يَنَالُوا فَيَسْتَعْلُوا |
١٤ |
وإنْ يُقْتَلُوا فَيُشْتَفَى بِدِمَائِهِمْ |
* |
وكانوا قديمًا مِن مَنَاياهمُ القَتْلُ |
١٥ |
عليها أُسُودٌ ضارياتٌ لَبُوسُهُمْ |
* |
سَوابغُ بِيضٌ لا تُخَرِّقُها النَّبْلُ |
١٦ |
إذا لَقِحَتْ حَرْبٌ عَوَانٌ مُضِرَّةٌ |
* |
ضَرُوسٌ تُهِرُّ الناسَ أنيابُها عُصْلُ |
١٧ |
قُضَاعِيَّةٌ أو أُخْتُها مُضَرِيَّةٌ |
* |
يُحَرَّقُ في حافاتِها الحَطَبُ الجَزْلُ |
١٨ |
تَجِدْهُم على ما خَيَّلَتْ هم إزاءَها |
* |
وإنْ أفسدَ المالَ الجماعاتُ والأَزْلُ |
١٩ |
يَحُشُّونَها بالمَشْرَفِيَّةِ والقَنَا |
* |
وفِتيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٌ ولا نُكْلُ |
٢٠ |
تَهامُونَ نَجْدِيُّونَ كَيْدًا وَنُجْعَةً |
* |
لكلِّ أناسٍ مِن وَقَائِعِهمْ سَجْلُ |
٢١ |
همُ ضَرَبُوا عن فَرْجِهَا بِكَتِيْبَةٍ |
* |
كَبَيْضَاءِ حَرْسٍ في طَوَائِفِها الرَّجْلُ |
٢٢ |
متى يَشْتَجِرْ قومٌ تَقُلْ سرواتًهُمْ: |
* |
هُمُ بينَنا فَهم رِضًا وَهُمُ عَدْلُ |
٢٣ |
همُ جَدَّدُوا أحكامَ كلِّ مُضِلَّةٍ |
* |
مِن العُقْمِ لا يُلْفَى لأمثالِها فَصْلُ |
٢٤ |
بِعَزْمةِ مأمورٍ مُطِيعٍ وآمِرٍ |
* |
مُطَاعٍ فلا يُلْفَى لِحَزْمِهِمُ مِثْلُ |
٢٥ |
ولستُ بِلاقٍ بالحجازِ مُجَاوِرًا |
* |
ولا سَفَرًا إلاَّ لهُ منهمُ حَبْلُ |
٢٦ |
بلادٌ بها عَزُّوا مَعَدًّا وغيرَها |
* |
مشاربُها عَذْبٌ وأعلامُها ثَمْلُ |
٢٧ |
هُمُ خَيْرُ حيٍّ مِن مَعَدٍّ عَلِمْتُهمْ |
* |
لهمْ نائلٌ في قومِهمْ ولهمْ فَضْلُ |
٢٨ |
فَرِحتُ بما خُبِّرْتُ عن سَيِّدَيْكُمُ |
* |
وكانا امْرَأَيْنِ كلُّ أَمْرِهِما يَعْلُو |
٢٩ |
رأى اللهُ بالإحسانِ ما فَعَلا بكمْ |
* |
فأبلاهما خيرَ البلاءِ الذي يَبْلُو |
٣٠ |
تَدَارَكْتُما الأحلافَ قَدْ ثُلَّ عَرْشُهَا |
* |
وذُبيانَ قَدْ زَلَّتْ بأقدامِها النَّعْلُ |
٣١ |
فأصبحتُما مِنها على خيرِ مَوْطِنٍ |
* |
سَبِيلُكُما فيه وإنْ أَحْزَنُوا سَهْلُ |
٣٢ |
إذا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالناسِ أَجْحَفَتْ |
* |
ونالَ كرامَ المالِ في الجَحْرَةِ الأَكْلُ |
٣٣ |
رأيتُ ذَوِي الحاجاتِ حولَ بُيُوتِهِمْ |
* |
قَطِينًا لهمْ حتّى إذا نَبَتَ البَقْلُ |
٣٤ |
هنالكَ إنْ يُسْتَخْبَلُوا المالَ يُخْبِلُوا |
* |
وإنْ يُسْأَلُوا يُعْطُوا وإنْ يَيْسِرُوا يُغْلُوا |
٣٥ |
وفيهمْ مقاماتٌ حِسانٌ وُجُوهُهُمْ |
* |
وأندِيَةٌ يَنْتَابُها القَوْلُ والفِعْلُ |
٣٦ |
على مُكْثِرِيهمْ رِزْقُ مَن يَعْتِرِيهمُ |
* |
وعندَ المُقِلِّينَ السَّمَاحةُ والبَذْلُ |
٣٧ |
وإنْ جئتَهم أَلْفَيتَ حَوْلَ بُيُوتِهمْ |
* |
مجالسَ قد يُشْفَى بأحلامِها الجَهْلُ |
٣٨ |
وإنْ قامَ فيهمْ حامِلٌ قالَ قاعدٌ: |
* |
رَشَدْتَ فلا غُرْمٌ عليكَ ولا خَذْلُ |
٣٩ |
سَعَى بعدَهمْ قومٌ لكي يُدْرِكُوهمُ |
* |
فلم يَفْعلُوا ولم يُلِيمُوا ولم يَأْلُوا |
٤٠ |
فما يكُ مِن خيرٍ أَتَوهُ فإنَّما |
* |
تَوَارَثَهُ آباءُ آبائِهمْ قَبْلُ |
٤١ |
وهلْ يُنْبِتُ الخَطِيَّ إلاَّ وَشِيجُهُ |
* |
وتُغْرَسُ إلاَّ في مَنَابِتِها النَّخْلُ |