الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ صَحا القلبُ عن سلمَى وقد كادَ لا يَسلُو * وأَقْفَرَ مِن سلمَى التّعانيقُ فالثِّقْلُ
٢ وقد كنتُ مِن سلمَى سنينَ ثمانيًا * على صِيْرِ أَمْرٍ ما يَمُرُّ وما يَحْلُو
٣ وكنتُ إذا ما جئتُ يومًا لحاجةٍ * مَضَتْ وأَجَمَّتْ حاجةُ الغدِ ما تَخْلُو
٤ وكلُّ محبٍّ أحدثَ النَّأيُ عندَه * سُلوَّ فؤادٍ غيرَ حُبِّكِ ما يَسْلُو
٥ تَأَوَّبَنِي ذِكْرُ الأحبَّةِ بعدَما * هَجَعْتُ ودونِي قُلَّةُ الحَزْنِ فالرَّمْلُ
٦ فأقسمتُ جهدًا بالمنازلِ مِن منًى * وما سُحِقَتْ فيهِ المَقَادِمُ والقَمْلُ
٧ لأَرْتَحِلَنْ بالفجرِ ثم لأَدْأَبَنْ * إلى الَّليلِ إلاّ أنْ يُعَرِّجَنِي طِفْلُ
٨ إلى مَعْشرٍ لم يُورِثِ الُّلؤمَ جَدُّهُمْ * أَصَاغِرَهُمْ وكلُّ فَحْلٍ لهُ نَجْلُ
٩ تَرَبَّصْ فإنْ تُقْوِ المَرُورَاةُ مِنهمُ * وداراتِها لا تُقْوِ منهُم إذن نَخْلُ
١٠ فإنْ تُقْوِيا مِنهمْ فإنَّ مُحَجِّرًا * وَجِزعَ الحِسا منهمْ إذن قلَّما يَخْلُو
١١ بلادٌ بِها نادمْتُهُمْ وَعَرَفْتُهُمْ * فإنْ تُقْوِيا منهمْ فإِنّهما بَسْلُ
١٢ إذا فَزِعُوا طارُوا إلى مُسْتَغِيثِهِمْ * طِوالَ الرِّماحِ لا ضِعافٌ ولا عُزْلُ
١٣ بِخَيلٍ عليها جِنَّةٌ عَبْقَرِيَّةٌ * جَدِيرونَ يومًا أَنْ يَنَالُوا فَيَسْتَعْلُوا
١٤ وإنْ يُقْتَلُوا فَيُشْتَفَى بِدِمَائِهِمْ * وكانوا قديمًا مِن مَنَاياهمُ القَتْلُ
١٥ عليها أُسُودٌ ضارياتٌ لَبُوسُهُمْ * سَوابغُ بِيضٌ لا تُخَرِّقُها النَّبْلُ
١٦ إذا لَقِحَتْ حَرْبٌ عَوَانٌ مُضِرَّةٌ * ضَرُوسٌ تُهِرُّ الناسَ أنيابُها عُصْلُ
١٧ قُضَاعِيَّةٌ أو أُخْتُها مُضَرِيَّةٌ * يُحَرَّقُ في حافاتِها الحَطَبُ الجَزْلُ
١٨ تَجِدْهُم على ما خَيَّلَتْ هم إزاءَها * وإنْ أفسدَ المالَ الجماعاتُ والأَزْلُ
١٩ يَحُشُّونَها بالمَشْرَفِيَّةِ والقَنَا * وفِتيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٌ ولا نُكْلُ
٢٠ تَهامُونَ نَجْدِيُّونَ كَيْدًا وَنُجْعَةً * لكلِّ أناسٍ مِن وَقَائِعِهمْ سَجْلُ
٢١ همُ ضَرَبُوا عن فَرْجِهَا بِكَتِيْبَةٍ * كَبَيْضَاءِ حَرْسٍ في طَوَائِفِها الرَّجْلُ
٢٢ متى يَشْتَجِرْ قومٌ تَقُلْ سرواتًهُمْ: * هُمُ بينَنا فَهم رِضًا وَهُمُ عَدْلُ
٢٣ همُ جَدَّدُوا أحكامَ كلِّ مُضِلَّةٍ * مِن العُقْمِ لا يُلْفَى لأمثالِها فَصْلُ
٢٤ بِعَزْمةِ مأمورٍ مُطِيعٍ وآمِرٍ * مُطَاعٍ فلا يُلْفَى لِحَزْمِهِمُ مِثْلُ
٢٥ ولستُ بِلاقٍ بالحجازِ مُجَاوِرًا * ولا سَفَرًا إلاَّ لهُ منهمُ حَبْلُ
٢٦ بلادٌ بها عَزُّوا مَعَدًّا وغيرَها * مشاربُها عَذْبٌ وأعلامُها ثَمْلُ
٢٧ هُمُ خَيْرُ حيٍّ مِن مَعَدٍّ عَلِمْتُهمْ * لهمْ نائلٌ في قومِهمْ ولهمْ فَضْلُ
٢٨ فَرِحتُ بما خُبِّرْتُ عن سَيِّدَيْكُمُ * وكانا امْرَأَيْنِ كلُّ أَمْرِهِما يَعْلُو
٢٩ رأى اللهُ بالإحسانِ ما فَعَلا بكمْ * فأبلاهما خيرَ البلاءِ الذي يَبْلُو
٣٠ تَدَارَكْتُما الأحلافَ قَدْ ثُلَّ عَرْشُهَا * وذُبيانَ قَدْ زَلَّتْ بأقدامِها النَّعْلُ
٣١ فأصبحتُما مِنها على خيرِ مَوْطِنٍ * سَبِيلُكُما فيه وإنْ أَحْزَنُوا سَهْلُ
٣٢ إذا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالناسِ أَجْحَفَتْ * ونالَ كرامَ المالِ في الجَحْرَةِ الأَكْلُ
٣٣ رأيتُ ذَوِي الحاجاتِ حولَ بُيُوتِهِمْ * قَطِينًا لهمْ حتّى إذا نَبَتَ البَقْلُ
٣٤ هنالكَ إنْ يُسْتَخْبَلُوا المالَ يُخْبِلُوا * وإنْ يُسْأَلُوا يُعْطُوا وإنْ يَيْسِرُوا يُغْلُوا
٣٥ وفيهمْ مقاماتٌ حِسانٌ وُجُوهُهُمْ * وأندِيَةٌ يَنْتَابُها القَوْلُ والفِعْلُ
٣٦ على مُكْثِرِيهمْ رِزْقُ مَن يَعْتِرِيهمُ * وعندَ المُقِلِّينَ السَّمَاحةُ والبَذْلُ
٣٧ وإنْ جئتَهم أَلْفَيتَ حَوْلَ بُيُوتِهمْ * مجالسَ قد يُشْفَى بأحلامِها الجَهْلُ
٣٨ وإنْ قامَ فيهمْ حامِلٌ قالَ قاعدٌ: * رَشَدْتَ فلا غُرْمٌ عليكَ ولا خَذْلُ
٣٩ سَعَى بعدَهمْ قومٌ لكي يُدْرِكُوهمُ * فلم يَفْعلُوا ولم يُلِيمُوا ولم يَأْلُوا
٤٠ فما يكُ مِن خيرٍ أَتَوهُ فإنَّما * تَوَارَثَهُ آباءُ آبائِهمْ قَبْلُ
٤١ وهلْ يُنْبِتُ الخَطِيَّ إلاَّ وَشِيجُهُ * وتُغْرَسُ إلاَّ في مَنَابِتِها النَّخْلُ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر