الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 وَمَولًى جَفَت عَنهُ المَوالِي كَأَنَّما * يُرى وَهُوَ مَطليُّ بِهِ القارُ أَجرَبُ
2 رَثِمتُ إِذا لَم تَرأَمِ البازِلُ ابنَها * وَلَم يَكُ فيها لِلمُبِسِّينَ مَحلَبُ
3 وَصَهباءَ لا تُخفي القَذى وَهيَ دُونَهُ * تُصَفَّقُ في رَاوُوقِها ثُمَّ تُقطَبُ
4 شَرِبتُ بِها وَالديكُ يَدعو صَباحَهُ * إِذا ما بَنُو نَعشٍ دَنوا فَتَصَوَّبوا
5 وَبَيضاءَ مثلِ الرّئمِ لَو شِئتُ قَد صَبَتْ * إِليَّ وَفيها لِلمُحَاضِرِ مَلعَبُ
6 تجنَّبتُها إِنِّي اِمرؤٌ في شَبِيبتي * وَتِلعابَتي عَن رَيبَةِ الجارِ أَنكَبُ
7 وَخَرقِ مَرُوراةٍ يَحارُ بِها القَطا * تُرَدِّدُ فِيهِ هَمَّهُ أَينَ يَذهَبُ
8 قَطَعتُ بِهَوجاءِ النَجاءِ كَأَنَّها * مَهاةٌ يُراعِيهَا بِحَربَةِ رَبَربُ
9 تَحُلُّ بِأَطرافِ الوِحافِ وَدارُها * حَوِيلٌ فَرَيطاتٌ فَرَعمٌ فأَخرَبُ
10 فَساقانِ فَالحرّانِ فَالصِنِعُ فَالرَجا * فَجَنبَي حِمًى فَالخانِقانِ فَجَبجَبُ
11 وَداهِيَةٍ عَمياءَ صَمّاءَ مُذكِرٍ * تُدِرُّ بِسُمٍّ مِن دَمٍ يَتَحلَّبُ
12 وَنُؤيٍ كأَخلاقِ النَضيحِ تَعاوَنَت * عَلَيهِ القِيانُ بِالسَخاخِينِ يُضرَبُ
13 أَقامَت بِهِ ما كانَ في الدّارِ أَهلُها * وَكانُوا أُناسًا مِن شَعُوبَ فَأَشعَبُوا
14 تَحَمَّلَ مَن أَمسى بِها فَتَفَرَّقُوا * فَرِيقَينِ مِنهُم مُصعِدٌ وَمُصَوِّبُ
15 فَمَن راكبٌ يأَتي ابنَ هِندَ بِحاجَتي * عَلى النّأيِ وَالأَنباءُ تُنمي وَتُجلَبُ
16 وَيخبرُ عَنّي ما أَقُولُ ابنَ عامرٍ * وَنِعمَ الفَتَى يأََوي إِِليهِ المُعَصَّبُ
17 فَإِن تَأخُذُوا أَهلي وَمالي بِظِنَّةٍ * فإِنِّي لَجرّابُ الرِجالِ مُجَرَّبُ
18 صَبورٌ عَلى ما يَكرَهُ المَرءُ كُلَّهُ * سِوَى الظُلمِ إِنّي إِن ظُلِمتُ سَأَغضَبُ
19 أُصيِبَ ابنُ عَفّانَ الإِمامُ فَلَم يَكُن * لِذِي حَسَبٍ بَعدَ ابنِ عَفّانَ مَغضَبُ
20 مَقامَ زيادٍ عِندَ بابِ ابنِ هاشِمٍ * يُرِيدُ صِلاحًا بَينَكُم وَيُقَرِّبُ
21 ولَّما رَأَينا أَنَّكُم قَد كَثُرتُمُ * وَخَبَّ إِليكُم كُلُّ حَيٍّ وَأَجلَبُوا
22 عَرانا حِفاظٌ وَالحِفاظُ مَهالِكٌ * إِذا لَم يَكُن مِن وِردِهِ مُتَنَكَّبُ
23 فَجِئنا إِلى الموتِ الصُهابيّ بَعدَما * تَجَرَّدَ عُريانٌ مِنَ الشَّرِّ أَخدَبُ
24 فلَمّا قَضَيتُم كُلَّ وِترٍ وَدِمنَةٍ * وَأَدرَكَكُم نَصرٌ مِن اللهِ مُعجِبُ
25 وأَدرَكتُمُ مُلكًا خَلَعتُم عِذارَنا * كَما خَلَعَ الطِّرفُ الجَوادُ المُجرَّبُ
26 وَمالَ الوَلاءُ بِالبَلاءِ فَمِلتُمُ * عَلَينا وَكانَ الحَقُّ أَن تَتَقَرَّبُوا
27 وَلاَ تَأمَنُوا الدَهرَ الخَؤُونَ فإِنَّهُ * عَلى كُلِّ حالٍ بِالوَرى يَتَقَلَّبُ
28 وَهَاجَتْ لَكَ الأَحْزَانَ دَارٌ كَأَنَّها * بذي بَقَرٍ أو بالعَنَانَةِ مَذْهَبُ
29 بِأَخْضَرَ كالقَهْقَرِّ يَنْفُضُ رَأْسَهُ * أمامَ رِعَالِ الخيلِ وهي تُقَرِّبُ
30 فَلَمَّا جَرَى الماءُ الحَمِيمُ وَأَدْرَكَتْ * هَزِيمتُهُ الأَوْلى التي كنتُ أَطْلُبُ
31 قُرَيشٌ جِهازُ الناسِ حَيّاً وَمَيّتاً * فَمَن قالَ كَلاَّ فالمُكَذِّبُ أَكذَبُ
32 وَأَعلمُ أَنَّ الخَيرَ لَيسَ بِدائمٍ * عَلَينا وَأَنَّ الشَّرَّ لا هُوَ يَرتُبُ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر