الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 سَما لَكَ هَمُّ وَلَم تَطرَبِ * وَبِتَّ بِبَثٍّ وَلَم تَنصَبِ
2 وَقالت سُلَيمى أَرَى رأَسَهُ * كَناصِيَةِ الفَرَسِ الأَشهَبِ
3 وَذَلكَ مِن وَقَعاتِ المُنونِ * فَفِيئي إِليكِ وَلا تَعجَبي
4 أَتَينَ عَلى إِخوَتي سَبعَةً * وَعُدنَ عَلى رَبعِيَ الأَقرَبِ
5 وَسادَةِ رَهطيَ حَتّى بَقيـ * ـتُ فَردًا كصِيصِيَّةِ الأَغضَبِ
6 فَلَيتَ رَسُولاً لَهُ حاجَةٌ * إِلى الفَلَجِ العودِ فَالأَشعَبِ
7 وَدَسكَرةٍ صَوتُ أَبَوابِها * كَصوتِ المَواتِحِ بِالجَوأَبِ
8 سَبَقتُ صِياحَ فَرارِيجِها * وَصوتَ نَواقِيسَ لَم تُضرَبِ
9 برَنَّةِ ذي عَتَبٍ شارِفٍ * وَصَهباءَ كَالمِسكِ لَم تُقطَبِ
10 وَقَهوَةِ صَهباءَ باكَرتُها * بِجُهمَةَ وَالديكُ لَم يَنعَبِ
11 وَجُردٍ جَوانِحَ وِردَ القَطا * يوائِلنَ مِن عَنَقٍ مُطنِبِ
12 خَرَجنَ شَماطِيطَ مِن غارةٍ * بِأَلفٍ تَكَتَّبُ أَو مِقنَبِ
13 كأَنَّ الغُبارَ الَّذي غادَرَت * ضُحَيًّا دَواخِنُ مِن تَنضُبِ
14 تَلافَيتُهُنَّ بِلا مُقرِفٍ * بَطيءٍ وَلا جَذَعٍ جَأَنَبِ
15 بِعاري النَواهِق صَلتِ الجَبيـ * ـنِ أَجرَدَ كالصَّدَعِ الأَشعَبِ
16 يُقَطَّعُهُنَّ بِتَقرِيبِهِ * وَيَأوي إِلى حُضُرٍ مُلهِبِ
17 وَإِرخاءِ سِيدٍ إِلى هَضبَةٍ * يُوائِلُ مِن بَرَدِ مُهذِبِ
18 إِذا سِيقَتِ الخَيلُ وَسَطَ النها * رِ يُضرَبنَ ضَربًا وَلَم يُضرَبِ
19 غَدا مَرِحًا طَرِبًا قَلبُهُ * لَغِبنَ وأَصبَحَ لَم يَلغَبِ
20 فَلِيقُ النَسا حَبِطُ الموقِفَيـ * ـنِ يَستَنُّ كالتيسِ في الحُلَّبِ
21 مُدِلٌّ عَلى سُلُطاتِ النُسو * رِ شُمِّ السَنابكِ لَم تُقلَبِ
22 صَحِيحُ الفُصوصِ أَمِينُ الشَظا * نِيامُ الأَباجِلِ لَم تُضرَبِ
23 كَأَنَّ تَماثِيلَ أَرساغِهِ * رِقابُ وُعُولٍ لَدى مَشرَبِ
24 كَأَنَّ حَوافِرَهُ مُدبِرًا * خُضبِنَ وَإِن كانَ لَم يُخضَبِ
25 حِجارَةُ غَيلٍ بِرَضراضَةٍ * كُسِينَ طِلاءً منَ الطُحلُبِ
26 وَأَوظِفَةٌ أيِّدٌ جَدلُها * كَأَوظِفَةِ الفالِجِ المُصعَبِ
27 وَلَوحُ ذِراعَينِ في بِركَةٍ * إِلى جُؤجُؤ رَهِلِ المَنكِبِ
28 أُمِرَّ ونُحِّيَ مِن صُلبِهِ * كَتنَحِيَةِ القَتَبِ المُجلَبِ
29 عَلى أَنَّ حارِكَهُ مُشرِفٌ * وَظَهرَ القطاةِ وَلَمَ يَحدَبِ
30 كَأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِهِ * إِلى طَرَفِ القُنبِ فالمَنقَبِ
31 لُطِمنَ بِتُرسٍ شَديدِ الصِفا * قِ مِن خَشَبِ الجَوزِ لَم يُثقَبِ
32 وَيَصهِلُ في مِثلِ جَوفِ الطَوِيّ * صَهيلاً يُبَيّنُ لِلمُعربِ
33 وَمِن دَونِ ذاكَ هَوِيٌّ لَهُ * هَوِيَّ القُطامِيّ لِلأَرنَبِ
34 كَأَنَّ تَواليَها بِالضُحى * نواعِمُ جَعلٍ مِن الأَثأَبِ
35 أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذّها * بِ فَالأَوقِ فَالمِلحِ فَالمِيثَبِ
36 فَنَجدَي مَريعِ فَوادِي الرَجاءِ * إِلى الخانِقَينِ إِلى أَخرُبِ
37 تُجَرّي عَلَيهِ رَبابُ السَما * كِ شَهرَينِ مِن صَيِّفِ مُخصِبِ
38 عَليهنَّ مِن وَحشِ بَينُونَةٍ * نِعاجٌ مَطافِيلُ في رَبرَبِ
39 وَكانَ الخَلِيلُ إِذا رابَني * فَعاتَبتُهُ ثُمَّ لَم يُعتِبِ
40 هَوايَ لَهُ وَهَوَى قَلبِهِ * سِوايَ وَمَا ذاكَ بِالأَصوَبِ
41 فَإِنّي جَرِيءٌ عَلى هَجرِهِ * إِذا ما القَرينَةُ لَم تُصحِبِ
42 أَدُومُ عَلى العَهدِ ما دامَ لِي * فَإن خانَ خُنتُ وَلَم أَكذِبِ
43 وَبَعضُ الأَخِلاّءِ عِندَ البَلا * ءِ والرُزءِ أَروَغُ مِن ثَعلَبِ
44 وَكيفَ تُواصِلُ مَن أَصبَحَت * خِلالَتُهُ كَأَبي مَرحَبِ
45 رَآكَ بِبَثٍّ فَلَم يَلتَفِتْ * إِلَيكَ وَقالَ كَذاكَ اِدأَبِ
46 وَمانَحَني كَمِنَاحِ العَلُو * قِ ماترَ مِن غِرَّةٍ تَضرِبِ
47 أَبي لي البَلاَءُ وَإِنِّي اِمرؤٌ * إِذا ما تَبَيَّنتُ لَم أَرتَبِ
48 فَلا أُلفِيَن كاذبًا آثمًا * قَديمَ العَداوَةِ كَالنَيرَبِ
49 يُخَبِّرُكُم أَنَّه ناصِحٌ * وَفي نُصحِهِ حُمَةُ العَقرَبِ
50 إذَا ناءَ أَوَّلُكُم مُصعِدًا * يَقُولُ لآخِرِكُم صَوِّبِ
51 لِيُوهِنَ عَظمَكُمُ لِلعِدى * وَعَمدًا فَإن تُغلَبُوا يَغِلبِ
52 وَخَصمَي ضِرارٍ ذَوَي تُدرَإِ * مَتَى يَأتِ سِلمُهُما يَشغَبِ
53 وَمُستَأذِنٍ يَبتَغِي نائلاً * أَذِنتُ لَهُ ثُمَّ لَم يُحجَبِ
54 فَآبَ بِصالحِ ما يَبتَغِي * وقُلتُ لَهُ اِدخُل فَفِي المَرحَبِ
55 وَلَستُ بذي مَلَقٍ كَاذِبٍ * إِلاقٍ كَبَرقٍ مِنَ الخُلَّبِ
56 وَقَومٍِ يَهيِنُونَ أَعراضَهُم * كَوَيتُهُمُ كَيَّةَ المُكلِبِ
57 وَيَومٍ كَحاشِيَةِ الأَرجُوا * نِ مِن وَقعِ أَزرَقَ كَالكَوكَبِ
58 حَدَتهُ قَنَاةٌ رُدَينِيَّةٌ * مُثَقَّفَةٌ صَدقَةُ الأَكعُبِ
59 إِذَا شِئتَ أَبصَرتَ مِن عَقبِهِم * يَتامى يُعاجَونَ كَالأَذؤُبِ
60 فَإِن لَم يَكُن مِنهُمُ زاجِرٌ * وَلَم تُرعَ رِحمٌ وَلَم تُرقَبِ
61 وَحانَت مَنايا بأَيديكُمُ * وَمَن يَكُ ذا أَجَلِ يُجلَبِ
62 فَإِنَّ لَدى المَوتِ مَندُوحةً * وَإِنَّ العِقابَ عَلى المُذنِبِ
63 أَبَعدَ فَوارسَ يَومَ الشُرَيـ * ـفِ آسَى وَبعدَ بَني الأَشهَبِ
64 وَبَعدَ أَبيهِمْ وَبَعدَ الرُقا * دِ يَومَ تَرَكناهُ بِالأَكلُبِ
65 إِذا ما انتَشَيتُ طَرَحتُ اللِجا * مَ في شِدقِ مُنجَرِدٍ سَلهَبِ
66 يَبُذُّ الجِيادَ بِتَقرِيِبهِ * وَيَأوي إِلى حُضُرٍ مُلهَبِ
67 كُمَيتٌ كأَنَّ عَلى مَتِنِهِ * سَبائِكَ مِن قِطَعِ المُذهَبِ
68 كَأَنَّ القُرُنفُلَ والزَنجَبِيلَ * يُعَلُّ عَلى رِيقِها الأَطيَبِ
69 فَأَخرَجَهُم أَجدَلُ السَاعِدَيـ * ـنَ أَصهَبُ كَالأَسَدِ الأَغلَبِ
70 فَلَماَّ تَخَيَّمنَ تَحتَ الأَرا * كِ والأثلِ مِن بَلَدٍ طيّبِ
71 عَلى جانَبي حائِرٍ مُفرِطٍ * بِبَرثٍ تَبَوَّأنَهُ مُعشِبِ
72 وَقُلنَ لَحى اللَهُ رَبُّ العبادِ * جَنُوبَ السِخالِ إِلى يَترَبِ
73 لَقَد شَطَّ حيٌّ بِجِزعِ الأَغَرِّ * حَيًّا تَرَبَّعَ بِالشُربُبِ
74 كَطَودِ يُلاَذُ بِأَركانِهِ * عَزيزِ المُراغِمِ وَالمَهرَبِ
75 إِذا مَسَّهُ الشَرُّ لَم يَكتَئِب * وَإِن مَسَّهُ الخَيرُ لَم يُعجَبِ
76 فَأَدخَلَكَ اللَهُ بَردَ الجِنا * نِ جِذَلاَنَ في مُدخَلٍ طَيِّبِ
77 أَصابَهُمُ القَتلُ ثُمَّ الوَفاةُ * هَذَّ الإِشاءَةِ بِالمَخلَبِ
78 مَضَوا سَلَفًا ثُمَّ لَم يَرجِعُوا * إِلينا فَيا لَكَ مِن مَوكِبِ
79 غُيُوثًا تَنُوءُ عَلى المُقتِريـ * ـنَ إِن يَكذِبِ الغَيثُ لَم تَكذِبِ
80 كِرامًا لَدى الضَيفِ عندَ الشِتا * ءِ والجَدبِ في الزَمَنِ الأَجدَبِ
81 إِذا عَزَبَ الناسُ أَحلامَهُم * أَراحُوا الحُلُومَ فَلَم تَعزُبِ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر