1 |
خَلِيلَيَّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجَّرا |
* |
وَلُوما عَلى ما أَحدَثَ الدَهرُ أَو ذَرا |
2 |
وَلا تَجزَعا إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ |
* |
فخِفّا لِروعَاتِ الحَوَادِثِ أَو قِرا |
3 |
وَإِن جاءَ أَمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ |
* |
فَلا تَجزعَا مِمّا قَضى اللَهُ واِصبِرا |
4 |
أَلَم تَرَيا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفعُها |
* |
قَلِيلٌ إِذا ما الشيءُ وَلّى وَأَدبَرا |
5 |
تَهِيجُ البُكاءَ وَالنَدامَةَ ثمَّ لا |
* |
تُغيِّرُ شَيئاً غَيرَ ما كانَ قُدِّرا |
6 |
أَتَيتُ رَسُولَ اللَهِ إِذ جاءَ بالهُدى |
* |
وَيَتلُو كِتاباً كالمجرَّةِ نَيِّرا |
7 |
خَلِيلَيَّ قَد لاَقَيتُ ما لَم تُلاَقِيا |
* |
وَسَيَّرتُ في الأَحياءِ مَا لَم تُسِيِّرا |
8 |
تَذَكَّرتُ والذِّكرى تَهِيجُ لِذي الهَوى |
* |
وَمِن حاجَةِ المَحزونِ أَن يَتَذَكَّرا |
9 |
نَدَامايَ عِندَ المُنذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ |
* |
أَرَى اليَومَ مِنهُمُ ظَاهِرَ الأَرضِ مُقفِرا |
10 |
كُهولاً وَشُبّاناً كأَنَّ وُجُوهَهُم |
* |
دَنَانِيُر مِمّا شِيفَ فِي أَرضِ قَيصَرا |
11 |
وَمَا زِلتُ أَسعَى بَينَ بابٍ وَدارَةٍ |
* |
بِنَجرانَ حَتّى خِفتُ أَن أَتَنَصَّرا |
12 |
لَدَى مَلِكٍ مِن آلِ جَفنَةَ خاَلُهُ |
* |
وَجَدَّاهُ مِن آلِ اِمرىءِ القَيسِ أَزهَرا |
13 |
يُدِيرُ عَلَينا كَأسَهُ وشِواءَه |
* |
مَناصِفُهُ وَالحَضرَمِيَّ المحبَّرا |
14 |
حَنِيفاً عِرَاقِيّاً وَرَيطاً شآمِياً |
* |
وَمُعتَصِراً مِن مِسكِ دارينَ أَذفَرا |
15 |
وَتِيهٍ عَلَيها نَسجُ رِيحٍ مَرِيضَةٍ |
* |
قَطَعتُ بحُرجُوجٍ مُسانَدَةِ القَرا |
16 |
خَنُوفٍ مَرُوحٍ تُعجِلُ الوُرقَ بَعدَما |
* |
تُعَرِّسُ تَشكُو آهةً وتذمُّرا |
17 |
وَتَعبُرُ يَعفُورَ الصَرِيمِ كِنَاسَهُ |
* |
وَتُخرِجُهُ طَوراً وَإِن كانَ مُظهِرا |
18 |
كَمُرقَدَةٍ فَردٍ مِنَ الوَحشِ حُرَّةٍ |
* |
أَنَامَت بِذِي الذِئبَينِ بِالصَيفِ جُؤذَرا |
19 |
فَأَمسى عَلَيهِ أَطلَسُ اللونِ شَاحِباً |
* |
شَحِيحاً يُسَمَّيهِ النَباطِيُّ نَهسَرا |
20 |
طَوِيلُ القَرا عارِي الأَشَاجعِ مارِدٌ |
* |
كَشَقِّ العَصا فُوه إِذا ما تَضَوَّرا |
21 |
فَباتَ يُذَكِّيهِ بِغَيرِ حَدِيدَةٍ |
* |
أَخُو قَنَصٍ يُمسِي ويُصبحُ مُقفِرا |
22 |
فَلاَقَت بَياناً عِندَ أَوَّلِ مَربضٍ |
* |
إِهاباً وَمَعبوطاً مِن الجَوفِ أَحمَرا |
23 |
وَوَجهاً كبُرقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعاً |
* |
ورَوقَينِ لَمّا يَعدُوا أَن تَقَمَّرا |
24 |
فَلَمّا سَقاها البأسُ واِرتَدَّ هَمُّها |
* |
إِليها وَلَم يترُك لَها مُتأَخَّرا |
25 |
أُتِيحَ لَها فَردُ خَلا بَينَ عالِجٍ |
* |
وَبَينَ حِبالِ الرّملِ فِي الصَيفِ أَشهُرا |
26 |
كَسا دَفعُ رِجلَيها صَفيحةَ وَجهِهِ |
* |
إِذا اِنجَرَدَت نَبتَ الخُزامَي المُنَوَّرا |
27 |
مُرُوجٌ كَسا القَريانُ ظَاهِرَ لَونِها |
* |
مِراراً مِنَ القُرَّاصٍ أَحوى وأَصفَرا |
28 |
فَبَاهَى كَفَحلِ الحُوشِ يُنغِضُ رأسَهُ |
* |
كَما يُنغِضُ الوَضعُ الفَنِيقَ المُجَفَّرا |
29 |
وَوَلَّت بِهِ روحٌ خِفافٌ كأَنَّها |
* |
خَذاريفُ تُزجي ساطِعَ اللَونِ أَغبَرا |
30 |
كَأَصدَافِ هِندِيَّين صُهبُ لِحاهُمُ |
* |
يَبيعُونُ في دارينَ مِسكاً وعَنبَرا |
31 |
فَباتَت ثَلاثاً بَينَ يَومٍ وَلَيلَةٍ |
* |
وَكانَ النَكيرُ أَن تُضيفَ وَتجأرا |
32 |
وَباتَت كأَنَّ كَشحَها طيُّ رَيطَةٍ |
* |
إِلى راجِحٍ مِن ظَاهِرِ الرَملِ أَعفرا |
33 |
تَلألأُ كالشِّعرى العبورِ تَوَقَّدَت |
* |
وَكانَ عَماءُ دُونَها فتحسَّرا |
34 |
يَمُورُ النَدَى في مِدرَيَيها كأَنَّهُ |
* |
فَرِيدٌ هَوى مِن سِلكِهِ فَتَحَدَّرا |
35 |
وَعادِيةٍ سَوم الجرادِ شهِدتُها |
* |
فكفَّلتُها سيداً أَزَلَّ مُصدَّراً |
36 |
أشقَّ قسامِيّاً رُبَاعيَّ جانِب |
* |
وَقارحَ جَنبِ سُلَّ أَقرَحَ أشقَرا |
37 |
شَديدُ قُلاتِ المِرفَقَين كَأَنَّما |
* |
بِهِ نفَسٌ أَو قَد أَرادَ لِيَزفِرا |
38 |
يَمُرُّ كَمَرّيخ المُغالي اِنتحَت بِهِ |
* |
شِمالُ عُبَادِيِّ عَلى الريحِ أَعسَرا |
39 |
وَيُبقي وَجيفُ الأَربَع السودِ لحمَهُ |
* |
كَما بُنِيَ التابوتُ أَحزَمَ مُجفَرا |
40 |
فَلَمّا أَتَى لا ينقُصُ القَودُ لَحمَهُ |
* |
نقَصتُ المَديدَ والشّعِيرَ ليَضمُرا |
41 |
وَكانَ أَمامَ القَومِ مِنهُم طَليعةٌ |
* |
فَأَربَى يَفاعاً مِن بَعيدٍ فَبَشَّرا |
42 |
وَنَهنَهتُهُ حَتّى لَبِستُ مُفَاضَةً |
* |
مُضَاعَفَةً كالنِهيِ رِيحَ وَأُمطِرا |
43 |
وَجمَّعتُ بَزّي فَوقَهُ ودَفعتُهُ |
* |
وَنَأنَأتُ مِنهُ خَشيةَ أَن يُكَسَّرا |
44 |
وَعرَّفتُه في شِدَّةِ الجَريِ باِسمِهِ |
* |
وَأَشلَيتُهُ حَتّى أَراحَ وَأَبصَرا |
45 |
فَظَلَّ يُجاريهم كَأَنَّ هُوِيَّهُ |
* |
هُويُّ قُطَامِيٍّ مِن الطيرِ أَمعَرا |
46 |
أَزُجُّ بِذِلقِ الرُمحِ لَحيَيهِ سابِقاً |
* |
نَزَائِعَ ما ضَمَّ الخَميسُ وَضَمَّرا |
47 |
لَهُ عُنُقٌ في كاهِلٍ غَيرُ جَأنبٍ |
* |
وَلَجَّ بِلَحيَيهِ وَنُحِّيَ مُدبرا |
48 |
وَبَطنٌ كَظَهرِ التُرسِ لَو شُلَّ أَربَعاً |
* |
لأَصبَحَ صِفراً بَطنُهُ ما تَخَرخَرا |
49 |
فَكفَّ أُولي شُقرٍ جياداً ضَوامِرا |
* |
فَزَحزَحَها عَن مِثِلها أَن تَصَدَّرا |
50 |
فَأُرسِلَ في دُهمٍ كأَنَّ حَنِيَنها |
* |
فَحِيحُ الأَفاعِي أُعجِلَت أَن تَحجَّرا |
51 |
لَها حَجَلٌ قُرعُ الرؤوسِ تَحَلَّبَت |
* |
عَلى هامَةٍ بِالصيفِ حَتّى تَمَوَّرا |
52 |
إِذا هِيَ سيقَت دافَعَت ثَفِناتُها |
* |
إِلى سُرَرٍ بُجرٍ مَزاداً مُقيَّرا |
53 |
وَتَغمِسُ في الماءِ الَّذي باتَ آجِنا |
* |
إِذا أَورَدَ الراعِي نَضيحاً مُجَيَّرا |
54 |
حَناجِرَ كالأَقماعِ فَحَّ حَنَينُها |
* |
كَما نَفَخ الزَمّارُ في الصُبحِ زَمخَرا |
55 |
وَمَهاما يَقُل فينا العَدُوُّ فَإِنَّهُم |
* |
يَقولونَ مَعروفاً وَآخَرَ مُنكِرا |
56 |
فَما وَجدَتُ مِن فِرقَةٍ عَرَبِيَّةٍ |
* |
كَفيلاً دَنا مِنّا أَعَزَّ وَأَنصَرا |
57 |
وَأَكثَرَ مِنّا ناكِحاً لِغَريبَةٍ |
* |
أُصيبَت سِباءً أَو أَرادت تَخَيُّرا |
58 |
وَأَسرَعَ مَّنا إِن أَرَدنا اِنصِرافةً |
* |
وَأَكثَرَ مِنّا دَارِعينَ وحُسَّرا |
59 |
وَأَجدرَ أَن لاَ يَترُكُوا عَانِياً لَهُم |
* |
فَيَغبُرُ حَولاً في الحَديدِ مُكفَّرا |
60 |
وَأَجدَرَ أَن لاَ يَترُكُوا مِن كَرَامةٍ |
* |
ثوِبّاً وَإِن كانَ الثوايَةُ أغضرا |
61 |
وَقَد آنَسَت مِنّا قُضَاعَةُ كَالِئاً |
* |
فَأَضحَوا بِبُصرَى يَعصِرونَ الصَنوبرا |
62 |
وَكِندةُ كانت بِالعَقِيقِ مُقيمَةً |
* |
وَنَهدٌ فَكُلاًّ قَد طَحَرناهُ مَطحَرا |
63 |
كِنانُة بينَ الصّخرِ وَالبَحرِ دارُهُم |
* |
فَأَحجَرَها أَن لَم تَجِد مُتَأَخّرا |
64 |
وَنَحنُ ضَرَبنا بِالصَفَا آلَ دارمٍ |
* |
وَحَسّانَ وَاِبنَ الجَون ضَرباً مُنكَّرا |
65 |
وَعَلقمَةَ الجعفيَّ أَدرَكَ رَكضُنا |
* |
بِذِي النَخلِ إِذ صامَ النَهارُ وَهَجَّرا |
66 |
ضَرَبنا بُطونَ الخيلِ حَتّى تَناوَلَت |
* |
عميدَي بَني شيبانَ عَمروًا وَمُنذرا |
67 |
أَرَحنا مَعدّاً مِن شَراحيلَ بَعدَما |
* |
أَرَاها مَعَ الصُبحِ الكَواكِبَ مُظهِرا |
68 |
تَمَرَّنَ فيهِ المَضرَحِيَّةُ بَعدَما |
* |
رَوَينَ نَجيعاً مِن دَمِ الجَوفِ أَحمَرا |
69 |
وَمِن أَسَدٍ أَغوى كُهُولاً كَثيرَةً |
* |
بِنَهي غُرابٍ يَومَ ما عَوَّجَ الذُرا |
70 |
وَتُنكُر يَومَ الرَوعِ أَلوانُ خيلِنا |
* |
مِن الطَعنِ حَتّى تَحسِبَ الجونَ أشقَرا |
71 |
وَنَحنُ أُناسٌ لا نَعَوِّدُ خَيلَنا |
* |
إِذا ما التقينا أَن تَحيدَ وَتَنفِرا |
72 |
وَما كانَ مَعروفاً لَنا أَن نَرُدَّها |
* |
صِحاحاً وَلا مِستَنكراً أَن تُعقَّرا |
73 |
بَلَغنَا السّما مَجداً وَجوداً وَسُؤدَداً |
* |
وَإِنّا لَنرجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظهَرا |
74 |
وَكُلَّ مَعدٍّ قَد أَحَلَّت سُيوفُنا |
* |
جَوانِبَ بَحرٍ ذِي غَوَارِبَ أَخضَرا |
75 |
لَعَمري لَقَد أَنذَرتُ أَزداً أُناتَها |
* |
لِتَنظُرَ في أَحلامِها وَتُفكِّرا |
76 |
وَأَعرضَتُ عَنّها حِقبةً وَتَرَكتُها |
* |
لأَبلُغَ عُذراً عِندَ رَبِّي فَأُعذَرا |
77 |
وَما قُلتُ حَتّى نالَ شَتمُ عَشيرَتي |
* |
نُفَيلَ بِنَ عَمرٍو وَالوَحيدَ وَجَعفَرا |
78 |
وَحَيَّ أَبي بَكرٍ وَلا حَيَّ مِثلُهُم |
* |
إِذا بَلَغَ الأَمرُ العَماسَ المُذَمَّرا |
79 |
وَلا خَيرَ فِي جَهلٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُ |
* |
حَلِيمٌ إِذَا ما أَورَدَ الأَمرَ أَصدَرا |
80 |
وَلا خيرَ فِي حِلمٍ إِذَا لَم تَكُن لَهُ |
* |
بَوَادِرُ تَحمي صَفوَهُ أَن يُكَدَّرا |
81 |
فَفِي الحِلمِ خَيرٌ مِن أُمورٍ كَثيرةٍ |
* |
وفِي الجَهلِ أَحياناً إِذا ما تَعَذَّرا |
82 |
كَذاكَ لعمرِي الدَهرُ يَومانِ فاعرِفوا |
* |
شُرورٌ وَخيرٌ لا بَلِ الشَرُّ أَكثَرا |
83 |
إِذَا اِفتَخَرَ الأَزدِيُّ يوماً فَقُل لَهُ |
* |
تأَخّر فَلَن يَجعَل لَكَ اللَهُ مَفخرا |
84 |
فَإِن تَرِد العَليا فَلَستَ بِأَهلِها |
* |
وَإِن تَبسُطِ الكفَّينِ بِالمَجدِ تُقصَرا |
85 |
إِذَا أَدلَجَ الأَزدِيُّ أَدلَجَ سارِقاً |
* |
فَأَصبَحَ مَخطُوماً بِلَومٍ مُعَذَّرا |