1 |
بادٍ هَواكَ صَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا |
* |
وَبُكاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرى |
2 |
كَم غَرَّ صَبرُكَ وَاِبتِسامُكَ صاحِبًا |
* |
لَمّا رَآه وَفي الحَشى مالا يُرى |
3 |
أَمَرَ الفُؤادُ لِسانَهُ وَجُفونَهُ |
* |
فَكَتَمنَهُ وَكَفى بِجِسمِكَ مُخبِرا |
4 |
تَعِسَ المَهاري غَيرَ مَهرِيٍّ غَدا |
* |
بِمُصَوَّرٍ لَبِسَ الحَريرَ مُصَوَّرا |
5 |
نافَستُ فيهِ صورَةً في سِترِهِ |
* |
لَو كُنتُها لَخَفيتُ حَتّى يَظهَرا |
6 |
لا تَترَبِ الأَيدي المُقيمَةُ فَوقَهُ |
* |
كِسرى مُقامَ الحاجِبَينِ وَقَيصَرا |
7 |
يَقِيانِ في أَحَدِ الهَوادِجِ مُقلَةً |
* |
رَحَلَت فَكانَ لَها فُؤادِيَ مَحجِرا |
8 |
قَد كُنتُ أَحذَرَ بَينَهُم مِن قَبلِهِ |
* |
لَو كانَ يَنفَعُ حائِنًا أَن يَحذَرا |
9 |
وَلَوِ اِستَطَعتُ إِذِ اِغتَدَت رُوّادُهُمْ |
* |
لَمَنَعتُ كُلَّ سَحابَةٍ أَن تَقطُرا |
10 |
فَإِذا السَحابُ أَخو غُرابِ فِراقِهِمْ |
* |
جَعَلَ الصِياحَ بَبينِهِم أَن يُمطِرا |
11 |
وَإِذا الحَمائِلُ ما يَخِدنَ بِنَفنَفٍ |
* |
إِلاَّ شَقَقنَ عَلَيهِ ثَوبًا أَخضَرا |
12 |
يَحمِلنَ مِثلَ الرَوضِ إِلاّ أَنَّها |
* |
أَسبى مَهاةً لِلقُلوبِ وَجُؤذُرا |
13 |
فَبِلَحظِها نَكِرَت قَناتي راحَتي |
* |
ضَعفًا وَأَنكَرَ خاتِمايَ الخِنصِرا |
14 |
أَعطى الزَمانُ فَما قَبِلتُ عَطاءَهُ |
* |
وَأَرادَ لي فَأَرَدتُ أَن أَتَخَيَّرا |
15 |
أَرَجانَ أَيَّتُها الجِيادُ فَإِنَّهُ |
* |
عَزمي الَّذي يَذَرُ الوَشيجَ مُكَسَّرا |
16 |
لَو كُنتُ أَفعَلُ ما اِشتَهَيتِ فِعالَهُ |
* |
ما شَقَّ كَوكَبُكِ العَجاجَ الأَكدَرا |
17 |
أُمِّي أَبا الفَضلِ المُبِرِّ أَلِيَّتي |
* |
لَأُيَمِّمَنَّ أَجَلَّ بَحرٍ جَوهَرا |
18 |
أَفتى بِرُؤيَتِهِ الأَنامُ وَحاشَ لي |
* |
مِن أَن أَكونَ مُقَصِّرًا أَو مُقصِرا |
19 |
صُغتُ السِوارَ لأَيِّ كَفٍّ بَشَّرَتْ |
* |
بِاِبنِ العَميدِ وَأَيِّ عَبدٍ كَبَّرا |
20 |
إِن لَم تُغِثني خَيلُهُ وَسِلاحُهُ |
* |
فَمَتى أَقودُ إِلى الأَعادي عَسكَرا |
21 |
بِأَبي وَأُمّي ناطِقٌ في لَفظِهِ |
* |
ثَمَنُ تُباعُ بِهِ القُلوبُ وَتُشتَرى |
22 |
مَن لا تُريهِ الحَربُ خَلْقًا مُقبِلاً |
* |
فيها وَلا خَلقٌ يَراهُ مُدبِرا |
23 |
خَنثى الفُحولَ مِنَ الكُماةِ بِصَبغِهِ |
* |
ما يَلبَسونَ مِنَ الحَديدِ مُعَصفَرا |
24 |
يَتَكَسَّبُ القَصَبُ الضَعيفُ بِكَفِّهِ |
* |
شَرَفًا عَلى صُمِّ الرِماحِ وَمَفخَرا |
25 |
وَيَبينُ فيما مَسَّ مِنهُ بَنانُهُ |
* |
تيهُ المُدِلِّ فَلَو مَشى لَتَبَختَرا |
26 |
يا مَن إِذا وَرَدَ البِلادَ كِتابُهُ |
* |
قَبلَ الجُيوشِ ثَنى الجُيوشَ تَحَيُّرا |
27 |
أَنتَ الوَحيدُ إِذا اِرتَكَبتَ طَريقَةً |
* |
وَمَنِ الرَديفُ وَقَد رَكِبتَ غَضَنفَرا |
28 |
قَطَفَ الرِجالُ القَولَ وَقتَ نَباتِهِ |
* |
وَقَطَفتَ أَنتَ القَولَ لَمّا نَوَّرا |
29 |
فَهُوَ المُشَيَّعُ بِالمَسامِعِ إِن مَضى |
* |
وَهُوَ المُضاعَفُ حُسنُهُ إِنْ كُرِّرا |
30 |
وَإِذا سَكَتَّ فَإِنَّ أَبلَغَ خاطِبٍ |
* |
قَلَمٌ لَكَ اِتَّخَذَ الأَصابِعَ مِنبَرا |
31 |
وَرَسائِلٌ قَطَعَ العُداةُ سِحاءَها |
* |
فَرَأَوا قَنًا وَأَسِنَّةً وَسَنَوَّرا |
32 |
فَدَعاكَ حُسَّدُكَ الرَئيسَ وَأَمسَكوا |
* |
وَدَعاكَ خالِقُكَ الرَئيسَ الأَكبَرا |
33 |
خَلَفَت صِفاتُكَ في العُيونِ كَلامَهُ |
* |
كَالخَطِّ يَملَءُ مِسمَعَيْ مَن أَبصَرا |
34 |
أَرَأَيتَ هِمَّةَ ناقَتي في ناقَةٍ |
* |
نَقَلَت يَدًا سُرُحًا وَخُفًّا مُجمَرا |
35 |
تَرَكَت دُخانَ الرِّمثِ في أَوطانِها |
* |
طَلَبًا لِقَومٍ يوقِدونَ العَنبَرا |
36 |
وَتَكَرَّمَت رُكَبَاتُها عَن مَبرَكٍ |
* |
تَقَعانِ فيهِ وَلَيسَ مِسكًا أَذفَرا |
37 |
فَأَتَتكَ دامِيَةَ الأَظَلِّ كَأَنَّما |
* |
حُذِيَت قَوائِمُها العَقيقَ الأَحمَرا |
38 |
بَدَرَت إِلَيكَ يَدَ الزَمانِ كَأَنَّها |
* |
وَجَدَتهُ مَشغولَ اليَدَينِ مُفَكِّرا* |
39 |
مَن مُبلِغُ الأَعرابَ أَنّي بَعدَها |
* |
شاهَدتُ رَسطاليسَ وَالإِسكَندَرا |
40 |
وَمَلِلْتُ نَحرَ عِشارِها فَأَضافَني |
* |
مَن يَنحَرُ البِدَرَ النُّضَارَ لِمَن قَرى |
41 |
وَسَمِعتُ بَطْلَيْمُوسَ دارِسَ كُتبِهِ |
* |
مُتَمَلِّكًا مُتَبَدِّيًا مُتَحَضِّرا |
42 |
وَلَقيتُ كُلَّ الفاضِلِينَ كَأَنَّما |
* |
رَدَّ الإِلَهُ نُفوسَهُم وَالأَعصُرا |
43 |
نُسِقوا لَنا نَسَقَ الحِسابِ مُقَدَّمًا |
* |
وَأَتى فَذَلِكَ إِذ أَتيتَ مُؤَخَّرا |
44 |
يا لَيتَ باكِيَةً شَجاني دَمعُها |
* |
نَظَرَت إِلَيكَ كَما نَظَرتُ فَتَعذِرا |
45 |
وَتَرى الفَضيلَةَ لا تَرُدُّ فَضيلَةً |
* |
الشَمسَ تُشرِقُ وَالسَحابَ كَنَهوَرا |
46 |
أَنا مِن جَميعِ الناسِ أَطيَبُ مَنْزِلاً |
* |
وَأَسَرُّ راحِلَةً وَأَربَحُ مَتجَرا |
47 |
زُحَلٌ عَلى أَنَّ الكَواكِبَ قَومُهُ |
* |
لَو كانَ مِنكَ لَكانَ أَكرَمَ مَعشَرا |