الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي * وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ
2 وَنَرتَبِطُ السَوابِقَ مُقرَباتٍ * وَما يُنجينَ مِن خَبَبِ اللَيالي
3 وَمَن لَم يَعشَقِ الدُنيا قَديمًا * وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ
4 نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ * نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ
5 رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى * فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ
6 فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ * تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ
7 وَهانَ فَما أُبالي بِالرَزايا * لِأَنّي ما اِنتَفَعتُ بِأَن أُبالي
8 وَهَذا أَوَّلُ الناعينَ طُرًّا * لِأَوَّلِ مَيتَةٍ في ذا الجَلالِ
9 كَأَنَّ المَوتَ لَم يَفجَع بِنَفسٍ * وَلَم يَخطُر لِمَخلوقٍ بِبالِ
10 صَلاةُ اللَهِ خالِقِنا حَنوطٌ * عَلى الوَجهِ المُكَفَّنِ بِالجَمالِ
11 عَلى المَدفونِ قَبلَ التُربِ صَونًا * وَقَبلَ اللَحدِ في كَرَمِ الخِلالِ
12 فَإِنَّ لَهُ بِبَطنِ الأَرضِ شَخصًا * جَديدًا ذِكرُناهُ وَهُوَ بالي
13 وَما أَحَدٌ يُخَلَّدُ في البَرايا * بَلِ الدُنيا تَؤولُ إِلى زَوالِ
14 أَطابَ النَفسَ أَنَّكِ مُتِّ مَوتًا * تَمَنَّتهُ البَواقي وَالخَوالي
15 وَزُلتِ وَلَم تَرَيْ يَومًا كَريهًا * تُسَرُّ الروحُ فيهِ بِالزَوالِ
16 رِواقُ العِزِّ حَولَكِ مُسبَطِرٌّ * وَمُلكُ عَلِيٍّ اِبنِكِ في كَمالِ
17 سَقى مَثواكَ غادٍ في الغَوادي * نَظيرُ نَوالِ كَفِّكِ في النَوالِ
18 لِساحيهِ عَلى الأَجداثِ حَفشٌ * كَأَيدي الخَيلِ أَبصَرَتِ المَخالي
19 أُسائِلُ عَنكِ بَعدَكِ كُلَّ مَجدٍ * وَما عَهدي بِمَجدٍ عَنكِ خالي
20 يَمُرُّ بِقَبرِكِ العافي فَيَبكي * وَيَشغَلُهُ البُكاءُ عَنِ السُؤالِ
21 وَما أَهداكِ لِلجَدوى عَلَيهِ * لَوَ انَّكِ تَقدِرينَ عَلى فَعالِ
22 بِعَيشِكِ هَل سَلَوتِ فَإِنَّ قَلبي * وَإِن جانَبتُ أَرضَكِ غَيرُ سالي
23 نَزَلتِ عَلى الكَراهَةِ في مَكانٍ * بَعُدتِ عَنِ النُعامى وَالشَمالِ
24 تُحَجَّبُ عَنكِ رائِحَةُ الخُزامى * وَتُمنَعُ مِنكِ أَنداءُ الطِلالِ
25 بِدارٍ كُلُّ ساكِنِها غَريبٌ * طَويلُ الهَجرِ مُنبَتُّ الحِبالِ
26 حَصانٌ مِثلُ ماءِ المُزنِ فيهِ * كَتومُ السِرِّ صادِقَةُ المَقالِ
27 يُعَلِّلُها نِطاسِيُّ الشَكايا * وَواحِدُها نِطاسِيُّ المَعالي
28 إِذا وَصَفوا لَهُ داءً بِثَغرٍ * سَقاهُ أَسِنَّةَ الأَسلِ الطِوالِ
29 وَلَيسَت كَالإِناثِ وَلا اللَواتي * تُعَدُّ لَها القُبورُ مِنَ الحِجالِ
30 وَلا مَن في جَنازَتِها تِجارٌ * يَكونُ وَداعُها نَفضَ النِعالِ
31 مَشى الأُمَراءُ حَولَيها حُفاةً * كَأَنَّ المَروَ مِن زِفِّ الرِئالِ
32 وَأَبرَزَتِ الخُدورُ مُخَبَّآتٍ * يَضَعنَ النِّقْسَ أَمكِنَةَ الغَوالي
33 أَتَتهُنَّ المُصيبَةُ غافِلاتٍ * فَدَمعُ الحُزنِ في دَمعِ الدَلالِ
34 وَلَو كانَ النِساءُ كَمَن فَقَدْنا * لَفُضِّلَتِ النِساءُ عَلى الرِجالِ
35 وَما التَأنيثُ لاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ * وَلا التَذكيرُ فَخرٌ لِلهِلالِ
36 وَأَفجَعُ مَن فَقَدنا مَن وَجَدنا * قُبَيلَ الفَقدِ مَفقودَ المِثالِ
37 يُدَفِّنُ بَعضُنا بَعضًا وَتَمشي * أَواخِرُنا عَلى هامِ الأَوالي
38 وَكَم عَينٍ مُقَبَّلَةِ النَواحي * كَحيلٍ بِالجَنادِلِ وَالرِمالِ
39 وَمُغضٍ كانَ لا يُغضي لِخَطْبٍ * وَبالٍ كانَ يُفكِرُ في الهُزالِ
40 أَسَيفَ الدَولَةِ اِستَنجِد بِصَبرٍ * وَكَيفَ بِمِثلِ صَبرِكَ لِلجِبالِ
41 فَأَنتَ تُعَلِّمُ الناسَ التَعَزّي * وَخَوضَ المَوتِ في الحَربِ السِجالِ
42 وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى * وَحالُكَ واحِدٌ في كُلِّ حالِ
43 فَلا غيضَت بِحارُكَ يا جَمومًا * عَلى عَلَلِ الغَرائِبِ وَالدِّخالِ
44 رَأَيتُكَ في الَّذينَ أَرى مُلوكًا * كَأَنَّكَ مُستَقيمٌ في مُحالِ
45 فَإِن تَفُقِ الأَنامَ وَأَنتَ مِنهُمْ * فَإِنَّ المِسكَ بَعضُ دَمِ الغَزالِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

يرثي والدة سيف الدولة، وقد توفيت بميافارقين

الصفحات

الأبيات (1-3) في صفحة (8)،
الأبيات (4-6) في صفحة (9)،
البيتان (7-8) في صفحة (10)،
البيت (9) في صفحة (11)،
الأبيات (10-12) في صفحة (12)،
الأبيات (13-18) في صفحة (13)،
البيتان (19-20) في صفحة (14)،
الأبيات (21-25) في صفحة (15)،
الأبيات (26-29) في صفحة (16)،
الأبيات (30-33) في صفحة (17)،
الأبيات (34-37) في صفحة (18)،
الأبيات (38-41) في صفحة (19)،
الأبيات (42-45) في صفحة (20)،

الرابط المختصر