1 |
نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي |
* |
وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ |
2 |
وَنَرتَبِطُ السَوابِقَ مُقرَباتٍ |
* |
وَما يُنجينَ مِن خَبَبِ اللَيالي |
3 |
وَمَن لَم يَعشَقِ الدُنيا قَديمًا |
* |
وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ |
4 |
نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ |
* |
نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ |
5 |
رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى |
* |
فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ |
6 |
فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ |
* |
تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ |
7 |
وَهانَ فَما أُبالي بِالرَزايا |
* |
لِأَنّي ما اِنتَفَعتُ بِأَن أُبالي |
8 |
وَهَذا أَوَّلُ الناعينَ طُرًّا |
* |
لِأَوَّلِ مَيتَةٍ في ذا الجَلالِ |
9 |
كَأَنَّ المَوتَ لَم يَفجَع بِنَفسٍ |
* |
وَلَم يَخطُر لِمَخلوقٍ بِبالِ |
10 |
صَلاةُ اللَهِ خالِقِنا حَنوطٌ |
* |
عَلى الوَجهِ المُكَفَّنِ بِالجَمالِ |
11 |
عَلى المَدفونِ قَبلَ التُربِ صَونًا |
* |
وَقَبلَ اللَحدِ في كَرَمِ الخِلالِ |
12 |
فَإِنَّ لَهُ بِبَطنِ الأَرضِ شَخصًا |
* |
جَديدًا ذِكرُناهُ وَهُوَ بالي |
13 |
وَما أَحَدٌ يُخَلَّدُ في البَرايا |
* |
بَلِ الدُنيا تَؤولُ إِلى زَوالِ |
14 |
أَطابَ النَفسَ أَنَّكِ مُتِّ مَوتًا |
* |
تَمَنَّتهُ البَواقي وَالخَوالي |
15 |
وَزُلتِ وَلَم تَرَيْ يَومًا كَريهًا |
* |
تُسَرُّ الروحُ فيهِ بِالزَوالِ |
16 |
رِواقُ العِزِّ حَولَكِ مُسبَطِرٌّ |
* |
وَمُلكُ عَلِيٍّ اِبنِكِ في كَمالِ |
17 |
سَقى مَثواكَ غادٍ في الغَوادي |
* |
نَظيرُ نَوالِ كَفِّكِ في النَوالِ |
18 |
لِساحيهِ عَلى الأَجداثِ حَفشٌ |
* |
كَأَيدي الخَيلِ أَبصَرَتِ المَخالي |
19 |
أُسائِلُ عَنكِ بَعدَكِ كُلَّ مَجدٍ |
* |
وَما عَهدي بِمَجدٍ عَنكِ خالي |
20 |
يَمُرُّ بِقَبرِكِ العافي فَيَبكي |
* |
وَيَشغَلُهُ البُكاءُ عَنِ السُؤالِ |
21 |
وَما أَهداكِ لِلجَدوى عَلَيهِ |
* |
لَوَ انَّكِ تَقدِرينَ عَلى فَعالِ |
22 |
بِعَيشِكِ هَل سَلَوتِ فَإِنَّ قَلبي |
* |
وَإِن جانَبتُ أَرضَكِ غَيرُ سالي |
23 |
نَزَلتِ عَلى الكَراهَةِ في مَكانٍ |
* |
بَعُدتِ عَنِ النُعامى وَالشَمالِ |
24 |
تُحَجَّبُ عَنكِ رائِحَةُ الخُزامى |
* |
وَتُمنَعُ مِنكِ أَنداءُ الطِلالِ |
25 |
بِدارٍ كُلُّ ساكِنِها غَريبٌ |
* |
طَويلُ الهَجرِ مُنبَتُّ الحِبالِ |
26 |
حَصانٌ مِثلُ ماءِ المُزنِ فيهِ |
* |
كَتومُ السِرِّ صادِقَةُ المَقالِ |
27 |
يُعَلِّلُها نِطاسِيُّ الشَكايا |
* |
وَواحِدُها نِطاسِيُّ المَعالي |
28 |
إِذا وَصَفوا لَهُ داءً بِثَغرٍ |
* |
سَقاهُ أَسِنَّةَ الأَسلِ الطِوالِ |
29 |
وَلَيسَت كَالإِناثِ وَلا اللَواتي |
* |
تُعَدُّ لَها القُبورُ مِنَ الحِجالِ |
30 |
وَلا مَن في جَنازَتِها تِجارٌ |
* |
يَكونُ وَداعُها نَفضَ النِعالِ |
31 |
مَشى الأُمَراءُ حَولَيها حُفاةً |
* |
كَأَنَّ المَروَ مِن زِفِّ الرِئالِ |
32 |
وَأَبرَزَتِ الخُدورُ مُخَبَّآتٍ |
* |
يَضَعنَ النِّقْسَ أَمكِنَةَ الغَوالي |
33 |
أَتَتهُنَّ المُصيبَةُ غافِلاتٍ |
* |
فَدَمعُ الحُزنِ في دَمعِ الدَلالِ |
34 |
وَلَو كانَ النِساءُ كَمَن فَقَدْنا |
* |
لَفُضِّلَتِ النِساءُ عَلى الرِجالِ |
35 |
وَما التَأنيثُ لاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ |
* |
وَلا التَذكيرُ فَخرٌ لِلهِلالِ |
36 |
وَأَفجَعُ مَن فَقَدنا مَن وَجَدنا |
* |
قُبَيلَ الفَقدِ مَفقودَ المِثالِ |
37 |
يُدَفِّنُ بَعضُنا بَعضًا وَتَمشي |
* |
أَواخِرُنا عَلى هامِ الأَوالي |
38 |
وَكَم عَينٍ مُقَبَّلَةِ النَواحي |
* |
كَحيلٍ بِالجَنادِلِ وَالرِمالِ |
39 |
وَمُغضٍ كانَ لا يُغضي لِخَطْبٍ |
* |
وَبالٍ كانَ يُفكِرُ في الهُزالِ |
40 |
أَسَيفَ الدَولَةِ اِستَنجِد بِصَبرٍ |
* |
وَكَيفَ بِمِثلِ صَبرِكَ لِلجِبالِ |
41 |
فَأَنتَ تُعَلِّمُ الناسَ التَعَزّي |
* |
وَخَوضَ المَوتِ في الحَربِ السِجالِ |
42 |
وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى |
* |
وَحالُكَ واحِدٌ في كُلِّ حالِ |
43 |
فَلا غيضَت بِحارُكَ يا جَمومًا |
* |
عَلى عَلَلِ الغَرائِبِ وَالدِّخالِ |
44 |
رَأَيتُكَ في الَّذينَ أَرى مُلوكًا |
* |
كَأَنَّكَ مُستَقيمٌ في مُحالِ |
45 |
فَإِن تَفُقِ الأَنامَ وَأَنتَ مِنهُمْ |
* |
فَإِنَّ المِسكَ بَعضُ دَمِ الغَزالِ |