١ |
بِنا مِنكَ فَوقَ الرَملِ ما بِكَ في الرَملِ |
* |
وَهَذا الَّذي يُضني كَذاكَ الَّذي يُبلي |
٢ |
كَأَنَّكَ أَبصَرتَ الَّذي بي وَخِفتَهُ |
* |
إِذا عِشتَ فَاِختَرتَ الحِمامَ عَلى الثُكلِ |
٣ |
تَرَكتَ خُدودَ الغانِياتِ وَفَوقَها |
* |
دُموعٌ تُذيبُ الحُسنَ في الأَعيُنِ النُجلِ |
٤ |
تَبُلُّ الثَرى سودًا مِنَ المِسكِ وَحدَهُ |
* |
وَقَد قَطَرَت حُمرًا عَلى الشَعَرِ الجَثْلِ |
٥ |
فَإِن تَكُ في قَبرٍ فَإِنَّكَ في الحَشى |
* |
وَإِن تَكُ طِفلاً فَالأَسى لَيسَ بِالطِّفلِ |
٦ |
وَمِثلُكَ لا يُبكي عَلى قَدرِ سِنِّهِ |
* |
وَلَكِن عَلى قَدرِ المَخيلَةِ وَالأَصلِ |
٧ |
أَلَستَ مِنَ القَومِ الأُلى مِن رِماحِهِمْ |
* |
نَداهُمْ وَمِن قَتلاهُمُ مُهجَةُ البُخلِ |
٨ |
بِمَولودِهِمْ صَمْتُ اللِسانِ كَغَيرِهِ |
* |
وَلَكِنَّ في أَعطافِهِ مَنطِقَ الفَضلِ |
٩ |
تُسَلّيهِمُ عَلياؤهُمْ عَن مُصابِهِمْ |
* |
وَيَشغَلُهُمْ كَسبُ الثَناءِ عَنِ الشُغلِ |
١٠ |
أَقَلُّ بِلاءً بِالرَزايا مِنَ القَنا |
* |
وَأَقدَمُ بَينَ الجَحفَلَينِ مِنَ النَبلِ |
١١ |
عَزاءَكَ سَيفَ الدَولَةِ المُقتَدى بِهِ |
* |
فَإِنَّكَ نَصلٌ وَالشَدائِدُ لِلنَصلِ |
١٢ |
مُقيمٌ مِنَ الهَيجاءِ في كُلِّ مَنزِلٍ |
* |
كَأَنَّكَ مِن كُلِّ الصَوارِمِ في أَهلِ |
١٣ |
وَلَم أَرَ أَعصى مِنكَ لِلحُزنِ عَبرَةً |
* |
وَأَثبَتَ عَقلاً وَالقُلوبُ بِلا عَقلِ |
١٤ |
تَخونُ المَنايا عَهدَهُ في سَليلِهِ |
* |
وَتَنصُرُهُ بَينَ الفَوارِسِ وَالرَّجلِ |
١٥ |
وَيَبقى عَلى مَرِّ الحَوادِثِ صَبرُهُ |
* |
وَيَبدو كَما يَبدو الفِرِندُ عَلى الصَقلِ |
١٦ |
وَمَن كانَ ذا نَفسٍ كَنَفسِكَ حُرَّةٍ |
* |
فَفيهِ لَها مُغنٍ وَفيها لَهُ مُسلي |
١٧ |
وَما المَوتُ إِلا سارِقٍ دَقَّ شَخصُهُ |
* |
يَصولُ بِلا كَفٍّ وَيَسعى بِلا رِجلِ |
١٨ |
يَرُدُّ أَبو الشِبلِ الخَميسَ عَنِ اِبنِهِ |
* |
وَيُسلِمُهُ عِندَ الوِلادَةِ لِلنَملِ |
١٩ |
بِنَفسي وَليدٌ عادَ مِن بَعدِ حَملِهِ |
* |
إِلى بَطنِ أُمٍّ لا تُطَرِّقُ بِالحَملِ |
٢٠ |
بَدا وَلَهُ وَعدُ السَحابَةِ بِالرَوى |
* |
وَصَدَّ وَفينا غُلَّةُ البَلَدِ المَحلِ |
٢١ |
وَقَد مَدَّتِ الخَيلُ العِتاقُ عُيونَها |
* |
إِلى وَقتِ تَبديلِ الرِكابِ مِنَ النَعلِ |
٢٢ |
وَريعَ لَهُ جَيشُ العَدُوِّ وَما مَشى |
* |
وَجاشَت لَهُ الحَربُ الضَروسُ وَما تَغلي |
٢٣ |
أَيَفطِمُهُ التَّوْرَابُ قَبلَ فِطامِهِ |
* |
وَيَأكُلُهُ قَبلَ البُلوغِ إِلى الأَكلِ |
٢٤ |
وَقَبلَ يَرى مِن جودِهِ ما رَأَيتَهُ |
* |
وَيَسمَعَ فيهِ ما سَمِعتَ مِنَ العَذلِ |
٢٥ |
وَيَلقى كَما تَلقى مِنَ السِلمِ وَالوَغى |
* |
وَيُمسي كَما تُمسي مَليكًا بِلا مِثلِ |
٢٦ |
تُوَلّيهِ أَوساطَ البِلادِ رِماحُهُ |
* |
وَتَمنَعُهُ أَطرافُهُنَّ مِنَ العَزلِ |
٢٧ |
نُبَكّي لِمَوتانا عَلى غَيرِ رَغبَةٍ |
* |
تَفوتُ مِنَ الدُنيا وَلا مَوهِبٍ جَزلِ |
٢٨ |
إِذا ما تَأَمَّلتَ الزَمانَ وَصَرفَهُ |
* |
تَيَقَّنتَ أَنَّ المَوتَ ضَربٌ مِنَ القَتلِ |
٢٩ |
هَلِ الوَلَدُ المَحبوبُ إِلا تَعِلَّةٌ |
* |
وَهَل خَلوَةُ الحَسناءِ إِلا أَذى البَعلِ |
٣٠ |
وَقَد ذُقتُ حَلواءَ البَنينَ عَلى الصِبا |
* |
فَلا تَحسَبَنّي قُلتُ ما قُلتُ عَن جَهلِ |
٣١ |
وَما تَسَعُ الأَزمانُ عِلمي بِأَمرِها |
* |
وَلا تُحسِنُ الأَيّامُ تَكتُبُ ما أُملي |
٣٢ |
وَما الدَهرُ أَهلٌ أَن تُؤَمَّلَ عِندَهُ |
* |
حَياةٌ وَأَن يُشتاقَ فيهِ إِلى النَسلِ |