الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ بِنا مِنكَ فَوقَ الرَملِ ما بِكَ في الرَملِ * وَهَذا الَّذي يُضني كَذاكَ الَّذي يُبلي
٢ كَأَنَّكَ أَبصَرتَ الَّذي بي وَخِفتَهُ * إِذا عِشتَ فَاِختَرتَ الحِمامَ عَلى الثُكلِ
٣ تَرَكتَ خُدودَ الغانِياتِ وَفَوقَها * دُموعٌ تُذيبُ الحُسنَ في الأَعيُنِ النُجلِ
٤ تَبُلُّ الثَرى سودًا مِنَ المِسكِ وَحدَهُ * وَقَد قَطَرَت حُمرًا عَلى الشَعَرِ الجَثْلِ
٥ فَإِن تَكُ في قَبرٍ فَإِنَّكَ في الحَشى * وَإِن تَكُ طِفلاً فَالأَسى لَيسَ بِالطِّفلِ
٦ وَمِثلُكَ لا يُبكي عَلى قَدرِ سِنِّهِ * وَلَكِن عَلى قَدرِ المَخيلَةِ وَالأَصلِ
٧ أَلَستَ مِنَ القَومِ الأُلى مِن رِماحِهِمْ * نَداهُمْ وَمِن قَتلاهُمُ مُهجَةُ البُخلِ
٨ بِمَولودِهِمْ صَمْتُ اللِسانِ كَغَيرِهِ * وَلَكِنَّ في أَعطافِهِ مَنطِقَ الفَضلِ
٩ تُسَلّيهِمُ عَلياؤهُمْ عَن مُصابِهِمْ * وَيَشغَلُهُمْ كَسبُ الثَناءِ عَنِ الشُغلِ
١٠ أَقَلُّ بِلاءً بِالرَزايا مِنَ القَنا * وَأَقدَمُ بَينَ الجَحفَلَينِ مِنَ النَبلِ
١١ عَزاءَكَ سَيفَ الدَولَةِ المُقتَدى بِهِ * فَإِنَّكَ نَصلٌ وَالشَدائِدُ لِلنَصلِ
١٢ مُقيمٌ مِنَ الهَيجاءِ في كُلِّ مَنزِلٍ * كَأَنَّكَ مِن كُلِّ الصَوارِمِ في أَهلِ
١٣ وَلَم أَرَ أَعصى مِنكَ لِلحُزنِ عَبرَةً * وَأَثبَتَ عَقلاً وَالقُلوبُ بِلا عَقلِ
١٤ تَخونُ المَنايا عَهدَهُ في سَليلِهِ * وَتَنصُرُهُ بَينَ الفَوارِسِ وَالرَّجلِ
١٥ وَيَبقى عَلى مَرِّ الحَوادِثِ صَبرُهُ * وَيَبدو كَما يَبدو الفِرِندُ عَلى الصَقلِ
١٦ وَمَن كانَ ذا نَفسٍ كَنَفسِكَ حُرَّةٍ * فَفيهِ لَها مُغنٍ وَفيها لَهُ مُسلي
١٧ وَما المَوتُ إِلا سارِقٍ دَقَّ شَخصُهُ * يَصولُ بِلا كَفٍّ وَيَسعى بِلا رِجلِ
١٨ يَرُدُّ أَبو الشِبلِ الخَميسَ عَنِ اِبنِهِ * وَيُسلِمُهُ عِندَ الوِلادَةِ لِلنَملِ
١٩ بِنَفسي وَليدٌ عادَ مِن بَعدِ حَملِهِ * إِلى بَطنِ أُمٍّ لا تُطَرِّقُ بِالحَملِ
٢٠ بَدا وَلَهُ وَعدُ السَحابَةِ بِالرَوى * وَصَدَّ وَفينا غُلَّةُ البَلَدِ المَحلِ
٢١ وَقَد مَدَّتِ الخَيلُ العِتاقُ عُيونَها * إِلى وَقتِ تَبديلِ الرِكابِ مِنَ النَعلِ
٢٢ وَريعَ لَهُ جَيشُ العَدُوِّ وَما مَشى * وَجاشَت لَهُ الحَربُ الضَروسُ وَما تَغلي
٢٣ أَيَفطِمُهُ التَّوْرَابُ قَبلَ فِطامِهِ * وَيَأكُلُهُ قَبلَ البُلوغِ إِلى الأَكلِ
٢٤ وَقَبلَ يَرى مِن جودِهِ ما رَأَيتَهُ * وَيَسمَعَ فيهِ ما سَمِعتَ مِنَ العَذلِ
٢٥ وَيَلقى كَما تَلقى مِنَ السِلمِ وَالوَغى * وَيُمسي كَما تُمسي مَليكًا بِلا مِثلِ
٢٦ تُوَلّيهِ أَوساطَ البِلادِ رِماحُهُ * وَتَمنَعُهُ أَطرافُهُنَّ مِنَ العَزلِ
٢٧ نُبَكّي لِمَوتانا عَلى غَيرِ رَغبَةٍ * تَفوتُ مِنَ الدُنيا وَلا مَوهِبٍ جَزلِ
٢٨ إِذا ما تَأَمَّلتَ الزَمانَ وَصَرفَهُ * تَيَقَّنتَ أَنَّ المَوتَ ضَربٌ مِنَ القَتلِ
٢٩ هَلِ الوَلَدُ المَحبوبُ إِلا تَعِلَّةٌ * وَهَل خَلوَةُ الحَسناءِ إِلا أَذى البَعلِ
٣٠ وَقَد ذُقتُ حَلواءَ البَنينَ عَلى الصِبا * فَلا تَحسَبَنّي قُلتُ ما قُلتُ عَن جَهلِ
٣١ وَما تَسَعُ الأَزمانُ عِلمي بِأَمرِها * وَلا تُحسِنُ الأَيّامُ تَكتُبُ ما أُملي
٣٢ وَما الدَهرُ أَهلٌ أَن تُؤَمَّلَ عِندَهُ * حَياةٌ وَأَن يُشتاقَ فيهِ إِلى النَسلِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

يرثي أبا الهيجاء عبد الله بن سيف الدولة

الصفحات

١ - الأبيات (١-٣) في صفحة (٤٣)،
٢ - الأبيات (٤-٦) في صفحة (٤٤)،
٣ - الأبيات (٧-٩) في صفحة (٤٥)،
٤ - الأبيات (١٠-١٢) في صفحة (٤٦)،
٥ - الأبيات (١٣-١٥) في صفحة (٤٧)،
٦ - الأبيات (١٦-١٩) في صفحة (٤٨)،
٧ - الأبيات (٢٠-٢٢) في صفحة (٤٩)،
٨- الأبيات (٢٣-٢٥) في صفحة (٥٠)،
٩ - الأبيات (٢٦-٢٩) في صفحة (٥١)،
١٠ - الأبيات (٣٠-٣٢) في صفحة (٥٢)،

الرابط المختصر