الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لَيالِيَّ بَعدَ الظاعِنينَ شُكولُ * طِوالٌ وَلَيلُ العاشِقينَ طَويلُ
2 يُبِنَّ لِيَ البَدرَ الَّذي لا أُريدُهُ * وَيُخفينَ بَدرًا ما إِلَيهِ سَبيلُ
3 وَما عِشتُ مِن بَعدِ الأَحِبَّةِ سَلوَةً * وَلَكِنَّني لِلنائِباتِ حَمولُ
4 وَإِنَّ رَحيلاً واحِدًا حالَ بَينَنا * وَفي المَوتِ مِن بَعدِ الرَحيلِ رَحيلُ
5 إِذا كانَ شَمُّ الروحِ أَدنى إِلَيكُمُ * فَلا بَرِحَتني رَوضَةٌ وَقَبولُ
6 وَما شَرَقي بِالماءِ إِلّا تَذَكُّرًا * لِماءٍ بِهِ أَهلُ الحَبيبِ نُزولُ
7 يُحَرِّمُهُ لَمعُ الأَسِنَّةِ فَوقَهُ * فَلَيسَ لِظَمآنٍ إِلَيهِ وُصولُ
8 أَما في النُجومِ السائِراتِ وَغَيرِها * لِعَيني عَلى ضَوءِ الصَباحِ دَليلُ
9 أَلَم يَرَ هَذا اللَيلُ عَينَيكِ رُؤيَتي * فَتَظهَرَ فيهِ رِقَّةٌ وَنُحولُ
10 لَقيتُ بِدَربِ القُلَّةِ الفَجرُ لَقيَةً * شَفَت كَمَدي وَاللَيلُ فيهِ قَتيلُ
11 وَيَومًا كَأَنَّ الحَسنَ فيهِ عَلامَةٌ * بَعَثتِ بِها وَالشَمسُ مِنكِ رَسولُ
12 وَما قَبلَ سَيفِ الدَولَةِ اِثّارَ عاشِقٌ * وَلا طُلِبَت عِندَ الظَلامِ ذُحولُ
13 وَلَكِنَّهُ يَأتي بِكُلِّ غَريبَةٍ * تَروقُ عَلى اِستِغرابِها وَتَهولُ
14 رَمى الدَربَ بِالجُردِ الجِيادِ إِلى العِدا * وَما عَلِموا أَنَّ السِهامَ خُيولُ
15 شَوائِلَ تَشوالَ العَقارِبِ بِالقَنا * لَها مَرَحٌ مِن تَحتِهِ وَصَهيلُ
16 وَما هِيَ إِلاّ خَطرَةٌ عَرَضَتْ لَهُ * بِحَرّانَ لَبَّتها قَنًا وَنُصولُ
17 هُمامٌ إِذا ما هَمَّ أَمضى هُمومَهُ * بِأَرعَنَ وَطءُ المَوتِ فيهِ ثَقيلُ
18 وَخَيلٍ بَراها الرَكضُ في كُلِّ بَلدَةٍ * إِذا عَرَّسَت فيها فَلَيسَ تَقيلُ
19 فَلَمّا تَجَلّى مِن دَلوكٍ وَصَنجَةٍ * عَلَت كُلَّ طَودٍ رايَةٌ وَرَعيلُ
20 عَلى طُرُقٍ فيها عَلى الطُرقِ رِفعَةٌ * وَفي ذِكرِها عِندَ الأَنيسِ خُمولُ
21 فَما شَعَروا حَتّى رَأَوها مُغيرَةً * قِباحًا وَأَمّا خَلفُها فَجَميلُ
22 سَحائِبُ يُمطِرنَ الحَديدَ عَلَيهِمُ * فَكُلُّ مَكانٍ بِالسُيوفِ غَسيلُ
23 وَأَمسى السَبايا يَنتَحِبنَ بِعَرْقَةٍ * كَأَنَّ جُيوبَ الثاكِلاتِ ذُيولُ
24 وَعادَت فَظَنّوها بِمَوزارَ قُفَّلاً * وَلَيسَ لَها إِلّا الدُخولَ قُفولُ
25 فَخاضَت نَجيعَ الجَمعِ خَوضًا كَأَنَّهُ * بِكُلِّ نَجيعٍ لَم تَخُضهُ كَفيلُ
26 تُسايِرُها النيرانُ في كُلِّ مَسلَكٍ * بِهِ القَومُ صَرعى وَالدِيارُ طُلولُ
27 وَكَرَّت فَمَرَّت في دِماءِ مَلَطْيَةٍ * مَلَطْيَةُ أُمٌّ لِلبَنينِ ثَكولُ
28 وَأَضعَفنَ ما كُلِّفنَهُ مِن قُباقِبٍ * فَأَضحى كَأَنَّ الماءَ فيهِ عَليلُ
29 وَرُعنَ بِنا قَلبَ الفُراتِ كَأَنَّما * تَخِرُّ عَلَيهِ بِالرِجالِ سُيولُ
30 يُطارِدُ فيهِ مَوجَهُ كُلُّ سابِحٍ * سَواءٌ عَلَيهِ غَمرَةٌ وَمَسيلُ
31 تَراهُ كَأَنَّ الماءَ مَرَّ بِجِسمِهِ * وَأَقبَلَ رَأسٌ وَحدَهُ وَتَليلُ
32 وَفي بَطنِ هِنـزيطٍ وَسِمنينَ لِلظُبا * وَصُمَّ القَنا مِمَّن أَبَدنَ بَديلُ
33 طَلَعنَ عَلَيهِم طَلعَةً يَعرِفونَها * لَها غُرَرٌ ما تَنقَضي وَحُجولُ
34 تَمَلُّ الحُصونُ الشُمُّ طولَ نِزالِنا * فَتُلقي إِلَينا أَهلَها وَتَزولُ
35 وَبِتنَ بِحِصنِ الرانِ رَزحى مِنَ الوَجى * وَكُلُّ عَزيزٍ لِلأَميرِ ذَليلُ
36 وَفي كُلِّ نَفسٍ ما خَلاهُ مَلالَةٌ * وَفي كُلِّ سَيفٍ ما خَلاهُ فُلولُ
37 وَدونَ سُمَيساطَ المَطاميرُ وَالمَلا * وَأَودِيَةٌ مَجهولَةٌ وَهُجولُ
38 لَبِسنَ الدُجى فيها إِلى أَرضِ مَرعَشٍ * وَلِلرومِ خَطبٌ في البِلادِ جَليلُ
39 فَلَمّا رَأَوهُ وَحدَهُ قَبلَ جَيشِهِ * دَرَوا أَنَّ كُلَّ العالَمينَ فُضولُ
40 وَأَنَّ رِماحَ الخَطِّ عَنهُ قَصيرَةٌ * وَأَنَّ حَديدَ الهِندِ عَنهُ كَليلُ
41 فَأَورَدَهُمْ صَدرَ الحِصانِ وَسَيفَهُ * فَتًى بَأسُهُ مِثلُ العَطاءِ جَزيلُ
42 جَوادٌ عَلى العِلّاتِ بِالمالِ كُلِّهِ * وَلَكِنَّهُ بِالدارِعينَ بَخيلُ
43 فَوَدَّعَ قَتلاهُمْ وَشَيَّعَ فَلَّهُمْ * بِضَربٍ حُزونُ البَيضِ فيهِ سُهولُ
44 عَلى قَلبِ قُسطَنطينَ مِنهُ تَعَجُّبٌ * وَإِن كانَ في ساقَيهِ مِنهُ كُبولُ
45 لَعَلَّكَ يَومًا يا دُمُستُقُ عائِدٌ * فَكَم هارِبٍ مِمّا إِلَيهِ يَؤولُ
46 نَجَوتَ بِإِحدى مُهجَتَيكَ جَريحَةً * وَخَلَّفتَ إِحدى مُهجَتَيكَ تَسيلُ
47 أَتُسلِمُ لِلخَطِّيَّةِ اِبنَكَ هارِبًا * وَيَسكُنَ في الدُنيا إِلَيكَ خَليلُ
48 بِوَجهِكَ ما أَنساكَهُ مِن مُرِشَّةٍ * نَصيرُكَ مِنها رَنَّةٌ وَعَويلُ
49 أَغَرَّكُمُ طولُ الجُيوشِ وَعَرضُها * عَلِيٌّ شَروبٌ لِلجُيوشِ أَكولُ
50 إِذا لَم تَكُن لِلَّيثِ إِلاّ فَريسَةً * غَذاهُ وَلَم يَنفَعكَ أَنَّكَ فيلُ
51 إِذا الطَعنُ لَم تُدخِلكَ فيهِ شَجاعَةٌ * هِيَ الطَعنُ لَم يُدخِلكَ فيهِ عَذولُ
52 فَإِن تَكُنِ الأَيّامُ أَبصَرنَ صَولَةً * فَقَد عَلَّمَ الأَيّامَ كَيفَ تَصولُ
53 فَدَتكَ مُلوكٌ لَم تُسَمَّ مَواضِيًا * فَإِنَّكَ ماضي الشَفرَتَينِ صَقيلُ
54 إِذا كانَ بَعضُ الناسِ سَيفًا لِدَولَةٍ * فَفي الناسِ بوقاتٌ لَها وَطُبولُ
55 أَنا السابِقُ الهادي إِلى ما أَقولُهُ * إِذِ القَولُ قَبلَ القائِلينَ مَقولُ
56 وَما لِكَلامِ الناسِ فيما يُريبُني * أُصولٌ وَلا لِلْقائِليهِ أُصولُ
57 أُعادي عَلى ما يوجِبُ الحُبَّ لِلفَتى * وَأَهدَأُ وَالأَفكارُ فيَّ تَجولُ
58 سِوى وَجَعِ الحُسّادِ داوٍ فَإِنَّهُ * إِذا حَلَّ في قَلبٍ فَلَيسَ يَحولُ
59 وَلا تَطمَعَنْ مِن حاسِدٍ في مَوَدَّةٍ * وَإِن كُنتَ تُبديها لَهُ وَتُنيلُ
60 وَإِنّا لَنَلقى الحادِثاتِ بِأَنفُسٍ * كَثيرُ الرَزايا عِندَهُنَّ قَليلُ
61 يَهونُ عَلَينا أَن تُصابَ جُسومُنا * وَتَسلَمَ أَعراضٌ لَنا وَعُقولُ
62 فَتيهًا وَفَخرًا تَغلِبَ اِبنَةَ وائِلٍ * فَأَنتِ لِخَيرِ الفاخِرينَ قَبيلُ
63 يَغُمُّ عَلِيًّا أَن يَموتَ عَدُوُّهُ * إِذا لَم تَغُلهُ بِالأَسِنَّةِ غُولُ
64 شَريكُ المَنايا وَالنُفوسُ غَنيمَةٌ * فَكُلُّ مَماتٍ لَم يُمِتهُ غُلولُ
65 فَإِن تَكُنِ الدَّوْلاتُ قِسمًا فَإِنَّها * لِمَن وَرَدَ المَوتَ الزُؤامَ تَدولُ
66 لِمَن هَوَّنَ الدُنيا عَلى النَفسِ ساعَةً * وَلِلبيضِ في هامِ الكُماةِ صَليلُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

قال يمدح سيف الدولة، وأنشدها في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمئة

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (95)،
2 - البيت (5) في صفحة (96)،
3 - الأبيات (6-9) في صفحة (97)،
4 - الأبيات (10-12) في صفحة (98)،
5 - الأبيات (13-15) في صفحة (99)،
6 - الأبيات (16-20) في صفحة (100)،
7 - الأبيات (21-25) في صفحة (101)،
8 - الأبيات (26-30) في صفحة (102)،
9 - الأبيات (31-35) في صفحة (103)،
10 - الأبيات (36-39) في صفحة (104)،
11 - الأبيات (40-43) في صفحة (105)،
12 - الأبيات (44-47) في صفحة (106)،
13 - الأبيات (48-51) في صفحة (107)،
14 - الأبيات (52-55) في صفحة (108)،
15 - الأبيات (56-62) في صفحة (109)،
16 - الأبيات (63-65) في صفحة (110)،
17 - البيت (66) في صفحة (111)،

الرابط المختصر