1 |
لَيالِيَّ بَعدَ الظاعِنينَ شُكولُ |
* |
طِوالٌ وَلَيلُ العاشِقينَ طَويلُ |
2 |
يُبِنَّ لِيَ البَدرَ الَّذي لا أُريدُهُ |
* |
وَيُخفينَ بَدرًا ما إِلَيهِ سَبيلُ |
3 |
وَما عِشتُ مِن بَعدِ الأَحِبَّةِ سَلوَةً |
* |
وَلَكِنَّني لِلنائِباتِ حَمولُ |
4 |
وَإِنَّ رَحيلاً واحِدًا حالَ بَينَنا |
* |
وَفي المَوتِ مِن بَعدِ الرَحيلِ رَحيلُ |
5 |
إِذا كانَ شَمُّ الروحِ أَدنى إِلَيكُمُ |
* |
فَلا بَرِحَتني رَوضَةٌ وَقَبولُ |
6 |
وَما شَرَقي بِالماءِ إِلّا تَذَكُّرًا |
* |
لِماءٍ بِهِ أَهلُ الحَبيبِ نُزولُ |
7 |
يُحَرِّمُهُ لَمعُ الأَسِنَّةِ فَوقَهُ |
* |
فَلَيسَ لِظَمآنٍ إِلَيهِ وُصولُ |
8 |
أَما في النُجومِ السائِراتِ وَغَيرِها |
* |
لِعَيني عَلى ضَوءِ الصَباحِ دَليلُ |
9 |
أَلَم يَرَ هَذا اللَيلُ عَينَيكِ رُؤيَتي |
* |
فَتَظهَرَ فيهِ رِقَّةٌ وَنُحولُ |
10 |
لَقيتُ بِدَربِ القُلَّةِ الفَجرُ لَقيَةً |
* |
شَفَت كَمَدي وَاللَيلُ فيهِ قَتيلُ |
11 |
وَيَومًا كَأَنَّ الحَسنَ فيهِ عَلامَةٌ |
* |
بَعَثتِ بِها وَالشَمسُ مِنكِ رَسولُ |
12 |
وَما قَبلَ سَيفِ الدَولَةِ اِثّارَ عاشِقٌ |
* |
وَلا طُلِبَت عِندَ الظَلامِ ذُحولُ |
13 |
وَلَكِنَّهُ يَأتي بِكُلِّ غَريبَةٍ |
* |
تَروقُ عَلى اِستِغرابِها وَتَهولُ |
14 |
رَمى الدَربَ بِالجُردِ الجِيادِ إِلى العِدا |
* |
وَما عَلِموا أَنَّ السِهامَ خُيولُ |
15 |
شَوائِلَ تَشوالَ العَقارِبِ بِالقَنا |
* |
لَها مَرَحٌ مِن تَحتِهِ وَصَهيلُ |
16 |
وَما هِيَ إِلاّ خَطرَةٌ عَرَضَتْ لَهُ |
* |
بِحَرّانَ لَبَّتها قَنًا وَنُصولُ |
17 |
هُمامٌ إِذا ما هَمَّ أَمضى هُمومَهُ |
* |
بِأَرعَنَ وَطءُ المَوتِ فيهِ ثَقيلُ |
18 |
وَخَيلٍ بَراها الرَكضُ في كُلِّ بَلدَةٍ |
* |
إِذا عَرَّسَت فيها فَلَيسَ تَقيلُ |
19 |
فَلَمّا تَجَلّى مِن دَلوكٍ وَصَنجَةٍ |
* |
عَلَت كُلَّ طَودٍ رايَةٌ وَرَعيلُ |
20 |
عَلى طُرُقٍ فيها عَلى الطُرقِ رِفعَةٌ |
* |
وَفي ذِكرِها عِندَ الأَنيسِ خُمولُ |
21 |
فَما شَعَروا حَتّى رَأَوها مُغيرَةً |
* |
قِباحًا وَأَمّا خَلفُها فَجَميلُ |
22 |
سَحائِبُ يُمطِرنَ الحَديدَ عَلَيهِمُ |
* |
فَكُلُّ مَكانٍ بِالسُيوفِ غَسيلُ |
23 |
وَأَمسى السَبايا يَنتَحِبنَ بِعَرْقَةٍ |
* |
كَأَنَّ جُيوبَ الثاكِلاتِ ذُيولُ |
24 |
وَعادَت فَظَنّوها بِمَوزارَ قُفَّلاً |
* |
وَلَيسَ لَها إِلّا الدُخولَ قُفولُ |
25 |
فَخاضَت نَجيعَ الجَمعِ خَوضًا كَأَنَّهُ |
* |
بِكُلِّ نَجيعٍ لَم تَخُضهُ كَفيلُ |
26 |
تُسايِرُها النيرانُ في كُلِّ مَسلَكٍ |
* |
بِهِ القَومُ صَرعى وَالدِيارُ طُلولُ |
27 |
وَكَرَّت فَمَرَّت في دِماءِ مَلَطْيَةٍ |
* |
مَلَطْيَةُ أُمٌّ لِلبَنينِ ثَكولُ |
28 |
وَأَضعَفنَ ما كُلِّفنَهُ مِن قُباقِبٍ |
* |
فَأَضحى كَأَنَّ الماءَ فيهِ عَليلُ |
29 |
وَرُعنَ بِنا قَلبَ الفُراتِ كَأَنَّما |
* |
تَخِرُّ عَلَيهِ بِالرِجالِ سُيولُ |
30 |
يُطارِدُ فيهِ مَوجَهُ كُلُّ سابِحٍ |
* |
سَواءٌ عَلَيهِ غَمرَةٌ وَمَسيلُ |
31 |
تَراهُ كَأَنَّ الماءَ مَرَّ بِجِسمِهِ |
* |
وَأَقبَلَ رَأسٌ وَحدَهُ وَتَليلُ |
32 |
وَفي بَطنِ هِنـزيطٍ وَسِمنينَ لِلظُبا |
* |
وَصُمَّ القَنا مِمَّن أَبَدنَ بَديلُ |
33 |
طَلَعنَ عَلَيهِم طَلعَةً يَعرِفونَها |
* |
لَها غُرَرٌ ما تَنقَضي وَحُجولُ |
34 |
تَمَلُّ الحُصونُ الشُمُّ طولَ نِزالِنا |
* |
فَتُلقي إِلَينا أَهلَها وَتَزولُ |
35 |
وَبِتنَ بِحِصنِ الرانِ رَزحى مِنَ الوَجى |
* |
وَكُلُّ عَزيزٍ لِلأَميرِ ذَليلُ |
36 |
وَفي كُلِّ نَفسٍ ما خَلاهُ مَلالَةٌ |
* |
وَفي كُلِّ سَيفٍ ما خَلاهُ فُلولُ |
37 |
وَدونَ سُمَيساطَ المَطاميرُ وَالمَلا |
* |
وَأَودِيَةٌ مَجهولَةٌ وَهُجولُ |
38 |
لَبِسنَ الدُجى فيها إِلى أَرضِ مَرعَشٍ |
* |
وَلِلرومِ خَطبٌ في البِلادِ جَليلُ |
39 |
فَلَمّا رَأَوهُ وَحدَهُ قَبلَ جَيشِهِ |
* |
دَرَوا أَنَّ كُلَّ العالَمينَ فُضولُ |
40 |
وَأَنَّ رِماحَ الخَطِّ عَنهُ قَصيرَةٌ |
* |
وَأَنَّ حَديدَ الهِندِ عَنهُ كَليلُ |
41 |
فَأَورَدَهُمْ صَدرَ الحِصانِ وَسَيفَهُ |
* |
فَتًى بَأسُهُ مِثلُ العَطاءِ جَزيلُ |
42 |
جَوادٌ عَلى العِلّاتِ بِالمالِ كُلِّهِ |
* |
وَلَكِنَّهُ بِالدارِعينَ بَخيلُ |
43 |
فَوَدَّعَ قَتلاهُمْ وَشَيَّعَ فَلَّهُمْ |
* |
بِضَربٍ حُزونُ البَيضِ فيهِ سُهولُ |
44 |
عَلى قَلبِ قُسطَنطينَ مِنهُ تَعَجُّبٌ |
* |
وَإِن كانَ في ساقَيهِ مِنهُ كُبولُ |
45 |
لَعَلَّكَ يَومًا يا دُمُستُقُ عائِدٌ |
* |
فَكَم هارِبٍ مِمّا إِلَيهِ يَؤولُ |
46 |
نَجَوتَ بِإِحدى مُهجَتَيكَ جَريحَةً |
* |
وَخَلَّفتَ إِحدى مُهجَتَيكَ تَسيلُ |
47 |
أَتُسلِمُ لِلخَطِّيَّةِ اِبنَكَ هارِبًا |
* |
وَيَسكُنَ في الدُنيا إِلَيكَ خَليلُ |
48 |
بِوَجهِكَ ما أَنساكَهُ مِن مُرِشَّةٍ |
* |
نَصيرُكَ مِنها رَنَّةٌ وَعَويلُ |
49 |
أَغَرَّكُمُ طولُ الجُيوشِ وَعَرضُها |
* |
عَلِيٌّ شَروبٌ لِلجُيوشِ أَكولُ |
50 |
إِذا لَم تَكُن لِلَّيثِ إِلاّ فَريسَةً |
* |
غَذاهُ وَلَم يَنفَعكَ أَنَّكَ فيلُ |
51 |
إِذا الطَعنُ لَم تُدخِلكَ فيهِ شَجاعَةٌ |
* |
هِيَ الطَعنُ لَم يُدخِلكَ فيهِ عَذولُ |
52 |
فَإِن تَكُنِ الأَيّامُ أَبصَرنَ صَولَةً |
* |
فَقَد عَلَّمَ الأَيّامَ كَيفَ تَصولُ |
53 |
فَدَتكَ مُلوكٌ لَم تُسَمَّ مَواضِيًا |
* |
فَإِنَّكَ ماضي الشَفرَتَينِ صَقيلُ |
54 |
إِذا كانَ بَعضُ الناسِ سَيفًا لِدَولَةٍ |
* |
فَفي الناسِ بوقاتٌ لَها وَطُبولُ |
55 |
أَنا السابِقُ الهادي إِلى ما أَقولُهُ |
* |
إِذِ القَولُ قَبلَ القائِلينَ مَقولُ |
56 |
وَما لِكَلامِ الناسِ فيما يُريبُني |
* |
أُصولٌ وَلا لِلْقائِليهِ أُصولُ |
57 |
أُعادي عَلى ما يوجِبُ الحُبَّ لِلفَتى |
* |
وَأَهدَأُ وَالأَفكارُ فيَّ تَجولُ |
58 |
سِوى وَجَعِ الحُسّادِ داوٍ فَإِنَّهُ |
* |
إِذا حَلَّ في قَلبٍ فَلَيسَ يَحولُ |
59 |
وَلا تَطمَعَنْ مِن حاسِدٍ في مَوَدَّةٍ |
* |
وَإِن كُنتَ تُبديها لَهُ وَتُنيلُ |
60 |
وَإِنّا لَنَلقى الحادِثاتِ بِأَنفُسٍ |
* |
كَثيرُ الرَزايا عِندَهُنَّ قَليلُ |
61 |
يَهونُ عَلَينا أَن تُصابَ جُسومُنا |
* |
وَتَسلَمَ أَعراضٌ لَنا وَعُقولُ |
62 |
فَتيهًا وَفَخرًا تَغلِبَ اِبنَةَ وائِلٍ |
* |
فَأَنتِ لِخَيرِ الفاخِرينَ قَبيلُ |
63 |
يَغُمُّ عَلِيًّا أَن يَموتَ عَدُوُّهُ |
* |
إِذا لَم تَغُلهُ بِالأَسِنَّةِ غُولُ |
64 |
شَريكُ المَنايا وَالنُفوسُ غَنيمَةٌ |
* |
فَكُلُّ مَماتٍ لَم يُمِتهُ غُلولُ |
65 |
فَإِن تَكُنِ الدَّوْلاتُ قِسمًا فَإِنَّها |
* |
لِمَن وَرَدَ المَوتَ الزُؤامَ تَدولُ |
66 |
لِمَن هَوَّنَ الدُنيا عَلى النَفسِ ساعَةً |
* |
وَلِلبيضِ في هامِ الكُماةِ صَليلُ |