الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 دُروعٌ لِمَلكِ الرومِ هَذي الرَسائِلُ * يَرُدُّ بِها عَن نَفسِهِ وَيُشاغِلُ
2 هِيَ الزَّرَدُ الضافي عَلَيهِ وَلَفظُها * عَلَيكَ ثَناءٌ سابِغٌ وَفَضائِلُ
3 وَأَنّى اهتَدى هَذا الرَسولُ بِأَرضِهِ * وَما سَكَنَتْ مُذ سِرتَ فيها القَساطِلُ
4 وَمِن أَيِّ ماءٍ كانَ يَسقي جِيادَهُ * وَلَم تَصفُ مِن مَزجِ الدِماءِ المَناهِلُ
5 أَتاكَ يَكادُ الرَأسُ يَجحَدُ عُنقَهُ * وَتَنقَدُّ تَحتَ الذُعرِ مِنهُ المَفاصِلُ
6 يُقَوِّمُ تَقويمُ السَماطَينِ مَشيَهُ * إِلَيكَ إِذا ما عَوَّجَتهُ الأَفاكِلُ
7 فَقاسَمَكَ العَينَينِ مِنهُ وَلَحظَهُ * سَمِيُّكَ وَالخِلُّ الَّذي لا يُزايِلُ
8 وَأَبصَرَ مِنكَ الرِزقَ وَالرِزقُ مُطمِعٌ * وَأَبصَرَ مِنهُ المَوتَ وَالمَوتُ هائِلُ
9 وَقَبَّلَ كُمًّا قَبِّلَ التُربَ قَبلَهُ * وَكُلُّ كَمِيٍّ واقِفٌ مُتَضائِلُ
10 وَأَسعَدُ مُشتاقٍ وَأَظفَرُ طالِبٍ * هُمامٌ إِلى تَقبيلِ كُمِّكَ واصِلُ
11 مَكانٌ تَمَنّاهُ الشِفاهُ وَدونَهُ * صُدورُ المَذاكي وَالرِماحُ الذَوابِلُ
12 فَما بَلَّغَتهُ ما أَرادَ كَرامَةٌ * عَلَيكَ وَلَكِن لَم يَخِب لَكَ سائِلُ
13 وَأَكبَرَ مِنهُ هِمَّةً بَعَثَت بِهِ * إِلَيكَ العِدى وَاستَنظَرَتهُ الجَحافِلُ
14 فَأَقبَلَ مِن أَصحابِهِ وَهوَ مُرسَلٌ * وَعادَ إِلى أَصحابِهِ وَهوَ عاذِلُ
15 تَحَيَّرَ في سَيفٍ رَبيعَةُ أَصلُهُ * وَطابِعُهُ الرَحمَنُ وَالمَجدُ صاقِلُ
16 وَما لَونُهُ مِمّا تُحَصِّلُ مُقلَةٌ * وَلا حَدُّهُ مِمّا تَجُسُّ الأَنامِلُ
17 إِذا عايَنَتكَ الرُسلُ هانَت نُفوسُها * عَلَيها وَما جاءَت بِهِ وَالمُراسِلُ
18 رَجا الرومُ مَن تُرجى النَوافِلُ كُلُّها * لَدَيهِ وَلا تُرجى لَدَيهِ الطَوائِلُ
19 فَإِن كانَ خَوفُ القَتلِ وَالأَسرِ ساقَهُمْ * فَقَد فَعَلوا ما القَتلُ وَالأَسرُ فاعِلُ
20 فَخافوكَ حَتّى ما لِقَتلٍ زِيادَةٌ * وَجاؤوكَ حَتّى ما تُزادُ السَلاسِلُ
21 أَرى كُلَّ ذي مُلكٍ إِلَيكَ مَصيرُهُ * كَأَنَّكَ بَحرٌ وَالمُلوكُ جَداوِلُ
22 إِذا مَطَرَت مِنهُمْ وَمِنكَ سَحائِبٌ * فَوابِلُهُمْ طَلٌّ وَطَلُّكَ وابِلُ
23 كَريمٌ مَتى اِستوهِبتَ ما أَنتَ راكِبٌ * وَقَد لَقِحَت حَربٌ فَإِنَّكَ باذِلُ
24 أَذا الجودِ أَعطِ الناسَ ما أَنتَ مالِكٌ * وَلا تُعطِيَنَّ الناسَ ما أَنا قائِلٌ
25 أَفي كُلِّ يَومٍ تَحتَ ضِبني شُوَيعِرٌ * ضَعيفٌ يُقاويني قَصيرٌ يُطاوِلُ
26 لِساني بِنُطقي صامِتٌ عَنهُ عادِلٌ * وَقَلبي بِصَمتي ضاحِكٌ مِنهُ هازِلُ
27 وَأَتعَبُ مَن ناداكَ مَن لا تُجيبُهُ * وَأَغيَظُ مَن عاداكَ مَن لا تُشاكِلُ
28 وَما التيهُ طِبّي فيهِمُ غَيرَ أَنَّني * بَغيضٌ إِلَيَّ الجاهِلُ المُتَعاقِلُ
29 وَأَكبَرُ تيهي أَنَّني بِكَ واثِقٌ * وَأَكثَرُ مالي أَنَّني لَكَ آمِلُ
30 لَعَلَّ لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ هَبَّةً * يَعيشُ بِها حَقٌّ وَيَهلِكُ باطِلُ
31 رَمَيتُ عِداهُ بِالقَوافي وَفَضلِهِ * وَهُنَّ الغَوازي السالِباتُ القَواتِلُ
32 وَقَد زَعَموا أَنَّ النُجومَ خَوالِدٌ * وَلَو حارَبَتهُ ناحَ فيها الثَواكِلُ
33 وَما كانَ أَدناها لَهُ لَو أَرادَها * وَأَلطَفَها لَو أَنَّهُ المُتَناوِلُ
34 قَريبٌ عَلَيهِ كُلُّ ناءٍ عَلى الوَرى * إِذا لَثَّمَتهُ بِالغُبارِ القَنابِلُ
35 تُدَبِّرُ شَرقَ الأَرضِ وَالغَربِ كَفُّهُ * وَلَيسَ لَها وَقتًا عَنِ الجودِ شاغِلُ
36 يُتَبِّعُ هُرّابَ الرِجالِ مُرادُهُ * فَمَن فَرَّ حَربًا عارَضَتهُ الغَوائِلُ
37 وَمَن فَرَّ مِن إِحسانِهِ حَسَدًا لَهُ * تَلَقّاهُ مِنهُ حَيثُما سارَ نائِلُ
38 فَتىً لا يَرى إِحسانَهُ وَهوَ كامِلٌ * لَهُ كامِلاً حَتّى يُرى وَهوَ شامِلُ
39 إِذا العَرَبُ العَرباءُ رازَت نُفوسَها * فَأَنتَ فَتاها وَالمَليكُ الحَلاحِلُ
40 أَطاعَتكَ في أَرواحِها وَتَصَرَّفَتْ * بِأَمرِكَ وَالتَفَّت عَلَيكَ القَبائِلُ
41 وَكُلُّ أَنابيبِ القَنا مَدَدٌ لَهُ * وَما يَنكُتُ الفُرسانَ إِلا العَوامِلُ
42 رَأَيتُكَ لَو لَم يَقتَضِ الطَعنُ في الوَغى * إِلَيكَ اِنقِيادًا لاقتَضَتهُ الشَمائِلُ
43 وَمَن لَم تُعَلِّمهُ لَكَ الذُلَّ نَفسُهُ * مِنَ الناسِ طُرًّا عَلَّمَتهُ المَناصِلُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

قال يمدح سيف الدولة عند دخول رسول الروم في صفر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمئة

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (112)،
2 - الأبيات (4-7) في صفحة (113)،
3 - الأبيات (8-13) في صفحة (114)،
4 - الأبيات (14-17) في صفحة (115)،
5 - الأبيات (18-23) في صفحة (116)،
6 - الأبيات (24-28) في صفحة (117)،
7 - الأبيات (29-31) في صفحة (118)،
8 - الأبيات (32-35) في صفحة (119)،
9 - الأبيات (36-39) في صفحة (120)،
10 - البيتان (40-41) في صفحة (121)،
11 - البيتان (42-43) في صفحة (122)،

الرابط المختصر