1 |
دُروعٌ لِمَلكِ الرومِ هَذي الرَسائِلُ |
* |
يَرُدُّ بِها عَن نَفسِهِ وَيُشاغِلُ |
2 |
هِيَ الزَّرَدُ الضافي عَلَيهِ وَلَفظُها |
* |
عَلَيكَ ثَناءٌ سابِغٌ وَفَضائِلُ |
3 |
وَأَنّى اهتَدى هَذا الرَسولُ بِأَرضِهِ |
* |
وَما سَكَنَتْ مُذ سِرتَ فيها القَساطِلُ |
4 |
وَمِن أَيِّ ماءٍ كانَ يَسقي جِيادَهُ |
* |
وَلَم تَصفُ مِن مَزجِ الدِماءِ المَناهِلُ |
5 |
أَتاكَ يَكادُ الرَأسُ يَجحَدُ عُنقَهُ |
* |
وَتَنقَدُّ تَحتَ الذُعرِ مِنهُ المَفاصِلُ |
6 |
يُقَوِّمُ تَقويمُ السَماطَينِ مَشيَهُ |
* |
إِلَيكَ إِذا ما عَوَّجَتهُ الأَفاكِلُ |
7 |
فَقاسَمَكَ العَينَينِ مِنهُ وَلَحظَهُ |
* |
سَمِيُّكَ وَالخِلُّ الَّذي لا يُزايِلُ |
8 |
وَأَبصَرَ مِنكَ الرِزقَ وَالرِزقُ مُطمِعٌ |
* |
وَأَبصَرَ مِنهُ المَوتَ وَالمَوتُ هائِلُ |
9 |
وَقَبَّلَ كُمًّا قَبِّلَ التُربَ قَبلَهُ |
* |
وَكُلُّ كَمِيٍّ واقِفٌ مُتَضائِلُ |
10 |
وَأَسعَدُ مُشتاقٍ وَأَظفَرُ طالِبٍ |
* |
هُمامٌ إِلى تَقبيلِ كُمِّكَ واصِلُ |
11 |
مَكانٌ تَمَنّاهُ الشِفاهُ وَدونَهُ |
* |
صُدورُ المَذاكي وَالرِماحُ الذَوابِلُ |
12 |
فَما بَلَّغَتهُ ما أَرادَ كَرامَةٌ |
* |
عَلَيكَ وَلَكِن لَم يَخِب لَكَ سائِلُ |
13 |
وَأَكبَرَ مِنهُ هِمَّةً بَعَثَت بِهِ |
* |
إِلَيكَ العِدى وَاستَنظَرَتهُ الجَحافِلُ |
14 |
فَأَقبَلَ مِن أَصحابِهِ وَهوَ مُرسَلٌ |
* |
وَعادَ إِلى أَصحابِهِ وَهوَ عاذِلُ |
15 |
تَحَيَّرَ في سَيفٍ رَبيعَةُ أَصلُهُ |
* |
وَطابِعُهُ الرَحمَنُ وَالمَجدُ صاقِلُ |
16 |
وَما لَونُهُ مِمّا تُحَصِّلُ مُقلَةٌ |
* |
وَلا حَدُّهُ مِمّا تَجُسُّ الأَنامِلُ |
17 |
إِذا عايَنَتكَ الرُسلُ هانَت نُفوسُها |
* |
عَلَيها وَما جاءَت بِهِ وَالمُراسِلُ |
18 |
رَجا الرومُ مَن تُرجى النَوافِلُ كُلُّها |
* |
لَدَيهِ وَلا تُرجى لَدَيهِ الطَوائِلُ |
19 |
فَإِن كانَ خَوفُ القَتلِ وَالأَسرِ ساقَهُمْ |
* |
فَقَد فَعَلوا ما القَتلُ وَالأَسرُ فاعِلُ |
20 |
فَخافوكَ حَتّى ما لِقَتلٍ زِيادَةٌ |
* |
وَجاؤوكَ حَتّى ما تُزادُ السَلاسِلُ |
21 |
أَرى كُلَّ ذي مُلكٍ إِلَيكَ مَصيرُهُ |
* |
كَأَنَّكَ بَحرٌ وَالمُلوكُ جَداوِلُ |
22 |
إِذا مَطَرَت مِنهُمْ وَمِنكَ سَحائِبٌ |
* |
فَوابِلُهُمْ طَلٌّ وَطَلُّكَ وابِلُ |
23 |
كَريمٌ مَتى اِستوهِبتَ ما أَنتَ راكِبٌ |
* |
وَقَد لَقِحَت حَربٌ فَإِنَّكَ باذِلُ |
24 |
أَذا الجودِ أَعطِ الناسَ ما أَنتَ مالِكٌ |
* |
وَلا تُعطِيَنَّ الناسَ ما أَنا قائِلٌ |
25 |
أَفي كُلِّ يَومٍ تَحتَ ضِبني شُوَيعِرٌ |
* |
ضَعيفٌ يُقاويني قَصيرٌ يُطاوِلُ |
26 |
لِساني بِنُطقي صامِتٌ عَنهُ عادِلٌ |
* |
وَقَلبي بِصَمتي ضاحِكٌ مِنهُ هازِلُ |
27 |
وَأَتعَبُ مَن ناداكَ مَن لا تُجيبُهُ |
* |
وَأَغيَظُ مَن عاداكَ مَن لا تُشاكِلُ |
28 |
وَما التيهُ طِبّي فيهِمُ غَيرَ أَنَّني |
* |
بَغيضٌ إِلَيَّ الجاهِلُ المُتَعاقِلُ |
29 |
وَأَكبَرُ تيهي أَنَّني بِكَ واثِقٌ |
* |
وَأَكثَرُ مالي أَنَّني لَكَ آمِلُ |
30 |
لَعَلَّ لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ هَبَّةً |
* |
يَعيشُ بِها حَقٌّ وَيَهلِكُ باطِلُ |
31 |
رَمَيتُ عِداهُ بِالقَوافي وَفَضلِهِ |
* |
وَهُنَّ الغَوازي السالِباتُ القَواتِلُ |
32 |
وَقَد زَعَموا أَنَّ النُجومَ خَوالِدٌ |
* |
وَلَو حارَبَتهُ ناحَ فيها الثَواكِلُ |
33 |
وَما كانَ أَدناها لَهُ لَو أَرادَها |
* |
وَأَلطَفَها لَو أَنَّهُ المُتَناوِلُ |
34 |
قَريبٌ عَلَيهِ كُلُّ ناءٍ عَلى الوَرى |
* |
إِذا لَثَّمَتهُ بِالغُبارِ القَنابِلُ |
35 |
تُدَبِّرُ شَرقَ الأَرضِ وَالغَربِ كَفُّهُ |
* |
وَلَيسَ لَها وَقتًا عَنِ الجودِ شاغِلُ |
36 |
يُتَبِّعُ هُرّابَ الرِجالِ مُرادُهُ |
* |
فَمَن فَرَّ حَربًا عارَضَتهُ الغَوائِلُ |
37 |
وَمَن فَرَّ مِن إِحسانِهِ حَسَدًا لَهُ |
* |
تَلَقّاهُ مِنهُ حَيثُما سارَ نائِلُ |
38 |
فَتىً لا يَرى إِحسانَهُ وَهوَ كامِلٌ |
* |
لَهُ كامِلاً حَتّى يُرى وَهوَ شامِلُ |
39 |
إِذا العَرَبُ العَرباءُ رازَت نُفوسَها |
* |
فَأَنتَ فَتاها وَالمَليكُ الحَلاحِلُ |
40 |
أَطاعَتكَ في أَرواحِها وَتَصَرَّفَتْ |
* |
بِأَمرِكَ وَالتَفَّت عَلَيكَ القَبائِلُ |
41 |
وَكُلُّ أَنابيبِ القَنا مَدَدٌ لَهُ |
* |
وَما يَنكُتُ الفُرسانَ إِلا العَوامِلُ |
42 |
رَأَيتُكَ لَو لَم يَقتَضِ الطَعنُ في الوَغى |
* |
إِلَيكَ اِنقِيادًا لاقتَضَتهُ الشَمائِلُ |
43 |
وَمَن لَم تُعَلِّمهُ لَكَ الذُلَّ نَفسُهُ |
* |
مِنَ الناسِ طُرًّا عَلَّمَتهُ المَناصِلُ |