الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 مالَنا كُلُّنا جَوٍ يا رَسولُ * أَنا أَهوى وَقَلبُكَ المَتبولُ
2 كُلَّما عادَ مَن بَعَثتُ إِلَيها * غارَ مِنّي وَخانَ فيما يَقولُ
3 أَفسَدَت بَينَنا الأَماناتِ عَينا * ها وَخانَت قُلوبَهُنَّ العُقولُ
4 تَشتَكي ما اشتَكَيتُ مِن أَلَمِ الشَو * قِ إِلَيها وَالشَوقُ حَيثُ النُحولُ
5 وَإِذا خامَرَ الهَوى قَلبَ صَبٍّ * فَعَلَيهِ لِكُلِّ عَينٍ دَليلُ
6 زَوِّدينا مِن حُسنِ وَجهَكِ ما دا * مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حالٌ تَحولُ
7 وَصِلينا نَصِلكِ في هَذِهِ الدُنـ * ـيا فَإِنَّ المُقامَ فيها قَليلُ
8 مَن رَآها بِعَينِها شاقَهُ القُطـ * ـطانُ فيها كَما تَشوقُ الحُمولُ
9 إِن تَريني أَدِمتُ بَعدَ بَياضٍ * فَحَميدٌ مِنَ القَناةِ الذُبولُ
10 صَحِبَتني عَلى الفَلاةِ فَتاةٌ * عادَةُ اللَونِ عِندَها التَبديلُ
11 سَتَرَتكِ الحِجالُ عَنها وَلَكِن * بِكِ مِنها مِنَ اللَمى تَقبيلُ
12 مِثلُها أَنتِ لَوَّحَتني وَأَسقَمـ * ـتِ وَزادَت أَبهاكُما العُطبولُ
13 نَحنُ أَدرى وَقَد سَأَلنا بِنَجدٍ * أَقَصيرٌ طَريقُنا أَم يَطولُ
14 وَكَثيرٌ مِنَ السُؤالِ اِشتِياقٌ * وَكَثيرٌ مِن رَدِّهِ تَعليلُ
15 لا أَقَمنا عَلى مَكانٍ وَإِن طا * بَ وَلا يُمكِنُ المَكانَ الرَحيلُ
16 كُلَّما رَحَّبَت بِنا الرَوضُ قُلنا * حَلَبٌ قَصدُنا وَأَنتِ السَبيلُ
17 فيكِ مَرعى جِيادِنا وَالمَطايا * وَإِلَيها وَجيفُنا وَالذَميلُ
18 وَالمُسَمَّونَ بِالأَميرِ كَثيرٌ * وَالأَميرُ الَّذي بِها المَأمولُ
19 الَّذي زُلتَ عَنهُ شَرقًا وَغَربًا * وَنَداهُ مُقابِلي ما يَزولُ
20 وَمَعي أَينَما سَلَكتُ كَأَنّي * كُلُّ وَجهٍ لَهُ بِوَجهي كَفيلُ
21 وَإِذا العَذلُ في النَدا زارَ سَمعًا * فَفِداهُ العَذولُ وَالمَعذولُ
22 وَمَوالٍ تُحيِيهِمِ مِن يَدَيهِ * نِعَمٌ غَيرُهُم بِها مَقتولُ
23 فَرَسٌ سابِقٌ وَرُمحٌ طَويلٌ * وَدِلاصٌ زَغْفٌ وَسَيفٌ صَقيلُ
24 كُلَّما صَبَّحَت دِيارَ عَدُوٍّ * قالَ تِلكَ الغُيوثُ هَذي السُيولُ
25 دَهِمَتهُ تَطايِرُ الزَرَدَ المُحـ * ـكَمَ عَنهُ كَما يَطيرُ النَسيلُ
26 تَقنِصُ الخَيلَ خَيلَهُ قَنَصَ الوَحـ * ـشِ وَيَستَأسِرُ الخَميسَ الرَعيلُ
27 وَإِذا الحَربُ أَعرَضَت زَعَمَ الهَو * لُ لِعَينَيهِ أَنَّهُ تَهويلُ
28 وَإِذا صَحَّ فَالزَمانُ صَحيحٌ * وَإِذا اِعتَلَّ فَالزَمانُ عَليلُ
29 وَإِذا غابَ وَجهُهُ عَن مَكانٍ * فَبِهِ مِن ثَناهُ وَجهٌ جَميلُ
30 لَيسَ إِلاكَ يا عَلِيُّ هُمامٌ * سَيفُهُ دونَ عِرضِهِ مَسلولُ
31 كَيفَ لا يَأمَنُ العِراقُ وَمِصرٌ * وَسَراياكَ دونَها وَالخُيولُ
32 لَو تَحَرَّفتَ عَن طَريقِ الأَعادي * رَبَطَ السِدرُ خَيلَهُمْ وَالنَخيلُ
33 وَدَرى مَن أَعَزَّهُ الدَفعُ عَنهُ * فيهِما أَنَّهُ الحَقيرُ الذَليلُ
34 أَنتَ طولَ الحَياةِ لِلرومِ غازٍ * فَمَتى الوَعدُ أَن يَكونَ القُفولُ
35 وَسِوى الرومِ خَلفَ ظَهرِكَ رومٌ * فَعَلى أَيِّ جانِبَيكَ تَميلُ
36 قَعَدَ الناسُ كُلُّهُمْ عَن مَساعيـ * ـكَ وَقامَت بِها القَنا وَالنُصولُ
37 ما الَّذي عِندَهُ تُدارُ المَنايا * كَالَّذي عِندَهُ تُدارُ الشَمولُ
38 لَستُ أَرضى بِأَن تَكونَ جَوادًا * وَزَماني بِأَن أَراكَ بَخيلُ
39 نَغَّصَ البُعدُ عَنكَ قُربَ العَطايا * مَرتَعي مُخصِبٌ وَجِسمي هَزيلُ
40 إِن تَبَوَّأتُ غَيرَ دُنيايَ دارًا * وَأَتاني نَيلٌ فَأَنتَ المُنيلُ
41 مِن عَبيدي إِن عِشتَ لي أَلفُ كافو * رٍ وَلي مِن نَداكَ ريفٌ وَنيلُ
42 ما أُبالي إِذا اتَّقَتكَ الرَزايا * مَن دَهَتهُ حُبولُها وَالخُبولُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح سيف الدولة ويشكره على هدية بعثها إليه، وكتب إليه بها سنة إحدى وخمسين وثلاثمئة من الكوفة إلى حلب

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (148)،
2 - الأبيات (4-7) في صفحة (149)،
3 - البيتان (8-9) في صفحة (150)،
4 - الأبيات (10-13) في صفحة (151)،
5 - الأبيات (14-15) في صفحة (152)،
6 - الأبيات (16-19) في صفحة (153)،
7 - الأبيات (20-23) في صفحة (154)،
8 - الأبيات (24-27) في صفحة (155)،
9 - الأبيات (28-32) في صفحة (156)،
10 - الأبيات (33-38) في صفحة (157)،
11 - الأبيات (39-42) في صفحة (158)،

الرابط المختصر