1 |
في الخَدِّ أَن عَزَمَ الخَليطُ رَحيلا |
* |
مَطَرٌ تَزيدُ بِهِ الخُدُودُ مُحولا |
2 |
يا نَظرَةً نَفَتِ الرُقادَ وَغادَرَتْ |
* |
في حَدِّ قَلبي ما حَيِيتُ فُلولا |
3 |
كانَت مِنَ الكَحلاءِ سُؤلي إِنَّما |
* |
أَجَلي تَمَثَّلَ في فُؤادي سولا |
4 |
أَجِدُ الجَفاءَ عَلى سِواكِ مُروءَةً |
* |
وَالصَبرَ إِلا في نَواكِ جَميلا |
5 |
وَأَرى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّبًا |
* |
وَأَرى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَملولا |
6 |
تَشكو رَوادِفَكِ المَطِيَّةَ فَوقَها |
* |
شَكوى الَّتي وَجَدَت هَواكَ دَخيلا |
7 |
وَيُعيرُني جَذبُ الزِمامِ لِقَلبِها |
* |
فَمَها إِلَيكِ كَطالِبٍ تَقبيلا |
8 |
حِدَقُ الحِسانِ مِنَ الغَواني هِجنَ لي |
* |
يَومَ الفِراقِ صَبابَةً وَغَليلا |
9 |
حِدَقٌ يُذِمُّ مِنَ القَواتِلِ غَيرَها |
* |
بَدرُ بنُ عَمّارِ بنِ إِسماعيلا |
10 |
الفارِجُ الكُرَبَ العِظامَ بِمِثلِها |
* |
وَالتارِكُ المَلِكَ العَزيزَ ذَليلا |
11 |
مَحِكٌ إِذا مَطَلَ الغَريمُ بِدَينِهِ |
* |
جَعَلَ الحُسامَ بِما أَرادَ كَفيلا |
12 |
نَطِقٌ إِذا حَطَّ الكَلامُ لِثامَهُ |
* |
أَعطى بِمَنطِقِهِ القُلوبَ عُقولا |
13 |
أَعدى الزَمانَ سَخاؤُهُ فَسَخا بِهِ |
* |
وَلَقَد يَكونُ بِهِ الزَمانُ بَخيلا |
14 |
وَكَأَنَّ بَرقًا في مُتونِ غَمامَةٍ |
* |
هِندِيُّهُ في كَفِّهِ مَسلولا |
15 |
وَمَحَلُّ قائِمِهِ يَسيلُ مَواهِبًا |
* |
لَو كُنَّ سَيلا ما وَجَدنَ مَسيلا |
16 |
رَقَّت مَضارِبُهُ فَهُنَّ كَأَنَّما |
* |
يُبدينَ مِن عِشقِ الرِقابِ نُحولا |
17 |
أَمُعَفِّرَ اللَيثِ الهِزَبرِ بِسَوطِهِ |
* |
لِمَنِ اِدَّخَرتَ الصارِمَ المَصقولا |
18 |
وَقَعَت عَلى الأُردُنِّ مِنهُ بَلِيَّةٌ |
* |
نُضِدَت بِها هامُ الرِفاقِ تُلولا |
19 |
وَردٌ إِذا وَرَدَ البُحَيرَةَ شارِبًا |
* |
وَرَدَ الفُراتَ زَئيرُهُ وَالنيلا |
20 |
مُتَخَضِّبٌ بِدَمِ الفَوارِسِ لابِسٌ |
* |
في غيلِهِ مِن لِبدَتَيهِ غيلا |
21 |
ما قوبِلَت عَيناهُ إِلا ظُنَّتا |
* |
تَحتَ الدُجى نارَ الفَريقِ حُلولا |
22 |
في وَحدَةِ الرُهبانِ إِلا أَنَّهُ |
* |
لا يَعرِفُ التَحريمَ وَالتَحليلا |
23 |
يَطَءُ الثَرى مُتَرَفِّقًا مِن تيهِهِ |
* |
فَكَأَنَّهُ آسٍ يَجُسُّ عَليلا |
24 |
وَيَرُدُّ غُفْرَتَهُ إِلى يافوخِهِ |
* |
حَتّى تَصيرَ لِرَأسِهِ إِكليلا |
25 |
وَتَظُنُّهُ مِمّا يُزَمجِرُ نَفسُهُ |
* |
عَنها لِشِدَّةِ غَيظِهِ مَشغولا |
26 |
قَصَرَت مَخافَتُهُ الخُطى فَكَأَنَّما |
* |
رَكِبَ الكَمِيُّ جَوادَهُ مَشكولا |
27 |
أَلقى فَريسَتَهُ وَبَربَرَ دونَها |
* |
وَقَرُبتَ قُربًا خالَهُ تَطفيلا |
28 |
فَتَشابَهُ الخُلُقانِ في إِقدامِهِ |
* |
وَتَخالَفا في بَذلِكَ المَأكولا |
29 |
أَسَدٌ يَرى عُضوَيهِ فيكَ كِلَيهِما |
* |
مَتنًا أَزَلَّ وَساعِدًا مَفتولا |
30 |
في سَرجِ ظامِئَةِ الفُصوصِ طِمِرَّةٍ |
* |
يَأبى تَفَرُّدُها لَها التَمثيلا |
31 |
نَيّالَةِ الطَلَباتِ لَولا أَنَّها |
* |
تُعطي مَكانَ لِجامِها ما نيلا |
32 |
تَندى سَوالِفُها إِذا استَحضَرتَها |
* |
وَيُظَنَّ عَقدُ عِنانِها مَحلولا |
33 |
ما زالَ يَجمَعُ نَفسَهُ في زَورِهِ |
* |
حَتّى حَسِبتَ العَرضَ مِنهُ الطولا |
34 |
وَيَدُقُّ بِالصَدرِ الحِجارَ كَأَنَّهُ |
* |
يَبغي إِلى ما في الحَضيضِ سَبيلا |
35 |
فكَأَنَّهُ غَرَّتهُ عَينٌ فَادَّنى |
* |
لا يُبصِرُ الخَطبَ الجَليلَ جَليلا |
36 |
أَنَفُ الكَريمِ مِنَ الدَنِيَّةِ تارِكٌ |
* |
في عَينِهِ العَدَدَ الكَثيرَ قَليلا |
37 |
وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ |
* |
مِن حَتفِهِ مَن خافَ مِمّا قيلا |
38 |
سَبَقَ التِقاءَكَهُ بِوَثبَةِ هاجِمٍ |
* |
لَو لَم تُصادِمُهُ لَجازَكَ ميلا |
39 |
خَذَلَتهُ قُوَّتُهُ وَقَد كافَحتَهُ |
* |
فَاستَنصَرَ التَسليمَ وَالتَجديلا |
40 |
قَبَضَت مَنِيَّتُهُ يَدَيهِ وَعُنقَهُ |
* |
فَكَأَنَّما صادَفتَهُ مَغلولا |
41 |
سَمِعَ اِبنُ عَمَّتِه بِهِ وَبِحالِهِ |
* |
فَنَجا يُهَروِلُ مِنكَ أَمسِ مَهولا |
42 |
وَأَمَرُّ مِمّا فَرَّ مِنهُ فِرارُهُ |
* |
وَكَقَتلِهِ أَلا يَموتَ قَتيلا |
43 |
تَلَفُ الَّذي اتَّخَذَ الجَراءَةَ خُلَّةً |
* |
وَعَظَ الَّذي اتَّخَذَ الفِرارَ خَليلا |
44 |
لَو كانَ عِلمُكَ بِالإِلَهِ مُقَسَّمًا |
* |
في الناسِ ما بَعَثَ الإِلَهُ رَسولا |
45 |
لَو كانَ لَفظُكَ فيهِمِ ما أَنزَلَ الـ |
* |
ـقُرآنَ وَالتَوراةَ وَالإِنجيلا |
46 |
لَو كانَ ما تُعطِيهِمِ مِن قَبلِ أَنْ |
* |
تُعطِيهِمِ لَم يَعرِفوا التَأميلا |
47 |
فَلَقَد عُرِفتَ وَما عُرِفتَ حَقيقَةً |
* |
وَلَقَد جُهِلتَ وَما جُهِلتَ خُمولا |
48 |
نَطَقَت بِسُؤدُدِكَ الحَمامُ تَغَنِّيًا |
* |
وَبِما تُجَشِّمُها الجِيادُ صَهيلا |
49 |
ما كُلُّ مَن طَلَبَ المَعالِيَ نافِذًا |
* |
فيها وَلا كُلُّ الرِجالِ فُحولا |