1 |
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ |
* |
أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ |
2 |
رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا |
* |
يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ |
3 |
لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً |
* |
يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي |
4 |
جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي |
* |
جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ |
5 |
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ |
* |
إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ |
6 |
يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ |
* |
لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ |
7 |
لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ |
* |
وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ |
8 |
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا |
* |
أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ |
9 |
أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدًى |
* |
أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ |
10 |
سَرى فَصادَفَ جُرحًا دامِيًا فَأَسا |
* |
وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ |
11 |
مَنِ المَوائِسُ بانًا بِالرُبى وَقَنًا |
* |
اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي |
12 |
السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحًى |
* |
يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ |
13 |
القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ |
* |
وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ |
14 |
العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ وَما |
* |
أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَمِ |
15 |
المُضرِماتُ خُدودًا أَسفَرَتْ وَجَلَتْ |
* |
عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ |
16 |
الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفًا |
* |
أَشكالُهُ وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ |
17 |
مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا |
* |
لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ |
18 |
يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ |
* |
إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالعَنَمِ |
19 |
وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبًى |
* |
يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ |
20 |
يا بِنتَ ذي اللَبَدِ المُحَميِّ جانِبُهُ |
* |
أَلقاكِ في الغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ |
21 |
ما كُنتُ أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ |
* |
أَنَّ المُنى وَالمَنايا مَضرِبُ الخِيَمِ |
22 |
مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ |
* |
وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ |
23 |
بَيني وَبَينُكِ مِن سُمرِ القَنا حُجُبٌ |
* |
وَمِثلُها عِفَّةٌ عُذرِيَّةُ العِصَمِ |
24 |
لَم أَغشَ مَغناكِ إِلا في غُضونِ كِرًى |
* |
مَغناكَ أَبعَدُ لِلمُشتاقِ مِن إِرَمِ |
25 |
يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ |
* |
وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ |
26 |
فُضّي بِتَقواكِ فاهًا كُلَّما ضَحِكَتْ |
* |
كَما يَفُضُّ أَذى الرَقشاءِ بِالثَرَمِ |
27 |
مَخطوبَةٌ مُنذُ كانَ الناسُ خاطِبَةٌ |
* |
مِن أَوَّلِ الدَهرِ لَم تُرمِل وَلَم تَئَمِ |
28 |
يَفنى الزَمانُ وَيَبقى مِن إِساءَتِها |
* |
جُرحٌ بِآدَمَ يَبكي مِنهُ في الأَدَمِ |
29 |
لا تَحفَلي بِجَناها أَو جِنايَتِها |
* |
المَوتُ بِالزَهرِ مِثلُ المَوتِ بِالفَحَمِ |
30 |
كَم نائِمٍ لا يَراها وَهيَ ساهِرَةٌ |
* |
لَولا الأَمانِيُّ وَالأَحلامُ لَم يَنَمِ |
31 |
طَورًا تَمُدُّكَ في نُعمى وَعافِيَةٍ |
* |
وَتارَةً في قَرارِ البُؤسِ وَالوَصَمِ |
32 |
كَم ضَلَّلَتكَ وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ |
* |
إِن يَلقَ صابا يَرِد أَو عَلقَمًا يَسُمُ |
33 |
يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها |
* |
مُسوَدَّةُ الصُحفِ في مُبيَضَّةِ اللَمَمِ |
34 |
رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما |
* |
أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ |
35 |
هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها |
* |
وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ |
36 |
صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ |
* |
فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ |
37 |
وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ |
* |
وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ |
38 |
تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوًى |
* |
طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ |
39 |
إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ |
* |
في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ |
40 |
أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى |
* |
مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ |
41 |
إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ |
* |
عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ |
42 |
وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ |
* |
قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ |
43 |
لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن |
* |
يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللهِ يَغتَنِمِ |
44 |
فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ |
* |
ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ |
45 |
عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ |
* |
في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُّحَمِ |
46 |
يُزري قَريضي زُهَيرًا حينَ أَمدَحُهُ |
* |
وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ |
47 |
مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ |
* |
وَبُغيَةُ اللهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ |
48 |
وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلُ سائِلَةٌ |
* |
مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي |
49 |
سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً |
* |
فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ |
50 |
قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ |
* |
مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ |
51 |
نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفًا |
* |
وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي |
52 |
حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ |
* |
نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ |
53 |
لَمّا رَآهُ بَحيرًا قالَ نَعرِفُهُ |
* |
بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ |
54 |
سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما |
* |
مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ |
55 |
كَم جَيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَتْ بِهِما |
* |
بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ |
56 |
وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما |
* |
أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ |
57 |
يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ |
* |
وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ |
58 |
لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ |
* |
فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ |
59 |
وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ |
* |
غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ |
60 |
مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها |
* |
قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ |
61 |
إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها |
* |
يُغرى الجَمادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ |
62 |
وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللهُ قائِلُها |
* |
لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ |
63 |
هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلأَتْ |
* |
أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ |
64 |
فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها |
* |
وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ |
65 |
تَساءَلوا عَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِمْ |
* |
رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ |
66 |
يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ |
* |
هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ |
67 |
لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ |
* |
وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ |
68 |
فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَمْ |
* |
بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ |
69 |
جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَتْ |
* |
وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ |
70 |
آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ |
* |
يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ |
71 |
يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ |
* |
يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ |
72 |
يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً |
* |
حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ |
73 |
حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جِيدَ البَيانِ بِهِ |
* |
في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ |
74 |
بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ |
* |
تُحيِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ |
75 |
سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ |
* |
في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ |
76 |
تَخَطَّفَتْ مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ |
* |
وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ |
77 |
ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَتْ |
* |
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِ القُدُمِ |
78 |
أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِمْ |
* |
إِلا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ |
79 |
وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَورًا مُسَخَّرَةٌ |
* |
لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ |
80 |
مُسَيطِرُ الفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ |
* |
وَقَيصَرُ الرومِ مِن كِبرٍ أَصَمُّ عَمِ |
81 |
يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ |
* |
وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ |
82 |
وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُمْ بِأَضعَفِهِمْ |
* |
كَاللَيثِ بِالبَهْمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ |
83 |
أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ |
* |
وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ |
84 |
لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِمْ |
* |
كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ |
85 |
صَلّى وَراءَكَ مِنهُمْ كُلُّ ذي خَطَرٍ |
* |
وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللهِ يَأتَمِمِ |
86 |
جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِمْ |
* |
عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ |
87 |
رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ |
* |
لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ |
88 |
مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ |
* |
وَقُدرَةُ اللهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ |
89 |
حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها |
* |
عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ |
90 |
وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ |
* |
وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاستَلِمِ |
91 |
خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما |
* |
يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ |
92 |
أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَانكَشَفَت |
* |
لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ |
93 |
وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ |
* |
بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ |
94 |
سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً |
* |
لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ |
95 |
هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا |
* |
هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ |
96 |
وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُمْ |
* |
كَالغابِ وَالحائِماتُ الزُغْبُ كَالرُخَمِ |
97 |
فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُمْ |
* |
كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ |
98 |
لَولا يَدُ اللهِ بِالجارَينِ ما سَلِما |
* |
وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ |
99 |
تَوارَيا بِجَناحِ اللهِ وَاستَتَرا |
* |
وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللهِ لا يُضَمِ |
100 |
يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي |
* |
وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمي |
101 |
المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ |
* |
لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ |
102 |
مَديحُهُ فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوًى |
* |
وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صادِقَ الكَلَمِ |
103 |
اللهُ يَشهَدُ أَنّي لا أُعارِضُهُ |
* |
من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ |
104 |
وَإِنَّما أَنا بَعضُ الغابِطينَ وَمَنْ |
* |
يَغبِط وَلِيَّكَ لا يُذمَم وَلا يُلَمِ |
105 |
هَذا مَقامٌ مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ |
* |
تَرمي مَهابَتُهُ سَحبانَ بِالبَكَمِ |
106 |
البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفي شَرَفٍ |
* |
وَالبَحرُ دونَكَ في خَيرٍ وَفي كَرَمِ |
107 |
شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَها انخَفَضَتْ |
* |
وَالأَنجُمُ الزُهرُ ما واسَمتَها تَسِمِ |
108 |
وَاللَيثُ دونَكَ بَأسًا عِندَ وَثبَتِهِ |
* |
إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَمي |
109 |
تَهفو إِلَيكَ وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها |
* |
في الحَربِ أَفئِدَةُ الأَبطالِ وَالبُهَمِ |
110 |
مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ |
* |
عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ |
111 |
كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجًى |
* |
يُضيءُ مُلتَثِمًا أَو غَيرَ مُلتَثِمِ |
112 |
بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ |
* |
كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ |
113 |
ذُكِرتَ بِاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً |
* |
وَقيمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنونِ في اليُتُمِ |
114 |
اللهُ قَسَّمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ |
* |
وَأَنتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ |
115 |
إِن قُلتَ في الأَمرِ «لا» أَو قُلتَ فيهِ «نَعَم» |
* |
فَخيرَةُ اللهِ في «لا» مِنكَ أَو «نَعَمِ» |
116 |
أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ |
* |
وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزَّمَمِ |
117 |
وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً |
* |
فَابعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَابعَث مِنَ الرَجَمِ |
118 |
قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا |
* |
لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ |
119 |
جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ |
* |
فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ |
120 |
لَمّا أَتى لَكَ عَفوًا كُلُّ ذي حَسَبٍ |
* |
تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ |
121 |
وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ |
* |
ذَرعًا وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ |
122 |
سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَرّاءَ كَم شَرِبَتْ |
* |
بِالصابِ مِن شَهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ |
123 |
طَريدَةُ الشِركِ يُؤذيها وَيوسِعُها |
* |
في كُلِّ حينٍ قِتالاً ساطِعَ الحَدَمِ |
124 |
لَولا حُماةٌ لَها هَبّوا لِنُصرَتِها |
* |
بِالسَيفِ ما انتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ |
125 |
لَولا مَكانٌ لِعيسى عِندَ مُرسِلِهِ |
* |
وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلروحِ في القِدَمِ |
126 |
لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهْرُ الشَريفُ عَلى |
* |
لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ |
127 |
جَلَّ المَسيحُ وَذاقَ الصَلبَ شانِئُهُ |
* |
إِنَّ العِقابَ بِقَدرِ الذَنبِ وَالجُرُمِ |
128 |
أَخو النَبِيِّ وَروحُ اللهِ في نُزُلٍ |
* |
فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَرشِ مُحتَرَمِ |
129 |
عَلَّمتَهُمْ كُلَّ شَيءٍ يَجهَلونَ بِهِ |
* |
حَتّى القِتالَ وَما فيهِ مِنَ الذِّمَمِ |
130 |
دَعَوتَهُمْ لِجِهادٍ فيهِ سُؤدُدُهُمْ |
* |
وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَونِ وَالأُمَمِ |
131 |
لَولاهُ لَم نَرَ لِلدَولاتِ في زَمَنٍ |
* |
ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ |
132 |
تِلكَ الشَواهِدُ تَترى كُلَّ آوِنَةٍ |
* |
في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ |
133 |
بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاعتَلَتْ سُرُرٌ |
* |
لَولا القَذائِفُ لَم تَثلَمْ وَلَم تَصُمِ |
134 |
أَشياعُ عيسى أَعَدّوا كُلَّ قاصِمَةٍ |
* |
وَلَم نُعِدَّ سِوى حالاتِ مُنقَصِمِ |
135 |
مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمتَ لَها |
* |
تَرمي بِأُسْدٍ وَيَرمي اللهُ بِالرُجُمِ |
136 |
عَلى لِوائِكَ مِنهُم كُلُّ مُنتَقِمٍ |
* |
للهِ مُستَقتِلٍ في اللهِ مُعتَزِمِ |
137 |
مُسَبِّحٍ لِلِقاءِ اللهِ مُضطَرِمٍ |
* |
شَوقًا عَلى سابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ |
138 |
لَو صادَفَ الدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى |
* |
بِعَزمِهِ في رِحالِ الدَهرِ لَم يَرِمِ |
139 |
بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُروبِ بِهِمْ |
* |
مِن أَسيُفِ اللهِ لا الهِندِيَّةُ الخُذُمُ |
140 |
كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ |
* |
مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ |
141 |
لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنامِ لَما |
* |
تَفاوَتَ الناسُ في الأَقدارِ وَالقِيَمِ |
142 |
شَريعَةٌ لَكَ فَجَّرتَ العُقولَ بِها |
* |
عَن زاخِرٍ بِصُنوفِ العِلمِ مُلتَطِمِ |
143 |
يَلوحُ حَولَ سَنا التَوحيدِ جَوهَرُها |
* |
كَالحَليِ لِلسَيفِ أَو كَالوَشيِ لِلعَلَمِ |
144 |
غَرّاءُ حامَتْ عَلَيها أَنفُسٌ وَنُهًى |
* |
وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ |
145 |
نورُ السَبيلِ يُساسُ العالَمونَ بِها |
* |
تَكَفَّلَتْ بِشَبابِ الدَهرِ وَالهَرَمِ |
146 |
يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمانِ عَلى |
* |
حُكمٍ لَها نافِذٍ في الخَلقِ مُرتَسِمِ |
147 |
لَمّا اعتَلَت دَولَةُ الإِسلامِ وَاتَّسَعَتْ |
* |
مَشَتْ مَمالِكُهُ في نورِها التَّمَمِ |
148 |
وَعَلَّمَتْ أُمَّةً بِالقَفرِ نازِلَةً |
* |
رَعيَ القَياصِرِ بَعدَ الشاءِ وَالنَعَمِ |
149 |
كَم شَيَّدَ المُصلِحونَ العامِلونَ بِها |
* |
في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكًا باذِخَ العِظَمِ |
150 |
لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمدينِ ما عَزَموا |
* |
مِنَ الأُمورِ وَما شَدّوا مِنَ الحُزُمِ |
151 |
سُرعانَ ما فَتَحوا الدُنيا لِمِلَّتِهِمْ |
* |
وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِها الشَبِمِ |
152 |
ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِمْ |
* |
إِلى الفَلاحِ طَريقٌ واضِحُ العَظَمِ |
153 |
لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنًا شادَ عَدلَهُمُ |
* |
وَحائِطُ البَغيِ إِن تَلمَسهُ يَنهَدِمِ |
154 |
نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا |
* |
عَلى عَميمٍ مِنَ الرُضوانِ مُقتَسَمِ |
155 |
دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا |
* |
كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ |
156 |
وَخَلِّ كِسرى وَإيوانًا يَدِلُّ بِهِ |
* |
هَوى عَلى أَثَرِ النيرانِ وَالأَيُمِ |
157 |
وَاترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَرُهُ |
* |
في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ |
158 |
دارُ الشَرائِعِ روما كُلَّما ذُكِرَتْ |
* |
دارُ السَلامِ لَها أَلقَتْ يَدَ السَلَمِ |
159 |
ما ضارَعَتها بَيانًا عِندَ مُلتَأَمٍ |
* |
وَلا حَكَتها قَضاءً عِندَ مُختَصَمِ |
160 |
وَلا احتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِها |
* |
عَلى رَشيدٍ وَمَأمونٍ وَمُعتَصِمِ |
161 |
مَنِ الَّذينَ إِذا سارَت كَتائِبُهُمْ |
* |
تَصَرَّفوا بِحُدودِ الأَرضِ وَالتُخَمِ |
162 |
وَيَجلِسونَ إِلى عِلمٍ وَمَعرِفَةٍ |
* |
فَلا يُدانَونَ في عَقلٍ وَلا فَهَمِ |
163 |
يُطَأطِئُ العُلَماءُ الهامَ إِن نَبَسوا |
* |
مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ |
164 |
وَيُمطَرونَ فَما بِالأَرضِ مِن مَحَلٍ |
* |
وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُدُمِ |
165 |
خَلائِفُ اللهِ جَلّوا عَن مُوازَنَةٍ |
* |
فَلا تَقيسَنَّ أَملاكَ الوَرى بِهِمِ |
166 |
مَن في البَرِيَّةِ كَالفاروقِ مَعدَلَةً |
* |
وَكَابنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِعِ الحَشِمِ |
167 |
وَكَالإِمامِ إِذا ما فَضَّ مُزدَحِمًا |
* |
بِمَدمَعٍ في مَآقي القَومِ مُزدَحِمِ |
168 |
الزاخِرُ العَذبُ في عِلمٍ وَفي أَدَبٍ |
* |
وَالناصِرُ النَدبُ في حَربٍ وَفي سَلَمِ |
169 |
أَو كَابنِ عَفّانَ وَالقُرآنُ في يَدِهِ |
* |
يَحنو عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الفُطُمِ |
170 |
وَيَجمَعُ الآيَ تَرتيبًا وَيَنظُمُها |
* |
عِقدًا بِجيدِ اللَيالي غَيرَ مُنفَصِمِ |
171 |
جُرحانِ في كَبِدِ الإِسلامِ ما اِلتَأَما |
* |
جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتابِ دَمي |
172 |
وَما بَلاءُ أَبي بَكرٍ بِمُتَّهَمٍ |
* |
بَعدَ الجَلائِلِ في الأَفعالِ وَالخِدَمِ |
173 |
بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَنٍ |
* |
أَضَلَّتِ الحُلمَ مِن كَهلٍ وَمُحتَلِمِ |
174 |
وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَن رُشدٍ |
* |
في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيرُ مُنبَهِمِ |
175 |
يُجادِلُ القَومَ مُستَلًّا مُهَنَّدَهُ |
* |
في أَعظَمِ الرُسلِ قَدرًا كَيفَ لَم يَدُمِ |
176 |
لا تَعذُلوهُ إِذا طافَ الذُهولُ بِهِ |
* |
ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَمِ |
177 |
يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم ما أَرَدتَ عَلى |
* |
نَزيلِ عَرشِكَ خَيرِ الرُسلِ كُلِّهِمِ |
178 |
مُحيِ اللَيالي صَلاةً لا يُقَطِّعُها |
* |
إِلا بِدَمعٍ مِنَ الإِشفاقِ مُنسَجِمِ |
179 |
مُسَبِّحًا لَكَ جُنحَ اللَيلِ مُحتَمِلاً |
* |
ضُرًّا مِنَ السُهدِ أَو ضُرًّا مِنَ الوَرَمِ |
180 |
رَضِيَّةٌ نَفسُهُ لا تَشتَكي سَأَمًا |
* |
وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَأَمِ |
181 |
وَصَلِّ رَبّي عَلى آلٍ لَهُ نُخَبٍ |
* |
جَعَلتَ فيهِم لِواءَ البَيتِ وَالحَرَمِ |
182 |
بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَكٍ |
* |
شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثاتِ حَمى |
183 |
وَأَهدِ خَيرَ صَلاةٍ مِنكَ أَربَعَةً |
* |
في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُرَمِ |
184 |
الراكِبينَ إِذا نادى النَبِيُّ بِهِمْ |
* |
ما هالَ مِن جَلَلٍ وَاشتَدَّ مِن عَمَمِ |
185 |
الصابِرينَ وَنَفسُ الأَرضِ واجِفَةٌ |
* |
الضاحِكينَ إِلى الأَخطارِ وَالقُحَمِ |
186 |
يا رَبِّ هَبَّتْ شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها |
* |
وَاستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ |
187 |
سَعدٌ وَنَحسٌ وَمُلكٌ أَنتَ مالِكُهُ |
* |
تُديلُ مِن نِعَمٍ فيهِ وَمِن نِقَمِ |
188 |
رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ |
* |
أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ |
189 |
فَالطُف لأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا |
* |
وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفًا وَلا تُسِمِ |
190 |
يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ |
* |
فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ |