1 |
كَدَعواكِ كُلٌّ يَدَّعي صِحَّةَ العَقلِ |
* |
وَمَن ذا الَّذي يَدري بِما فيهِ مِن جَهلِ |
2 |
لِهَنَّكِ أَولى لائِمٍ بِمَلامَةٍ |
* |
وَأَحوَجُ مِمَّن تَعذُلينَ إِلى العَذلِ |
3 |
تَقولينَ ما في الناسِ مِثلَكَ عاشِقٌ |
* |
جِدِي مِثلَ مَن أَحبَبتُهُ تَجِدي مِثلي |
4 |
مُحِبٌّ كَنى بِالبِيضِ عَن مُرهَفاتِهِ |
* |
وَبِالحُسنِ في أَجسامِهِنَّ عَنِ الصَقلِ |
5 |
وَبِالسُمرِ عَن سُمرِ القَنا غَيرَ أَنَّني |
* |
جَناها أَحِبّائي وَأَطرافُها رُسلي |
6 |
عَدِمتُ فُؤادًا لَم تَبِت فيهِ فَضلَةٌ |
* |
لِغَيرِ الثَنايا الغُرِّ وَالحَدَقِ النُجلِ |
7 |
فَما حَرَمَتْ حَسناءُ بِالهَجرِ غِبطَةً |
* |
وَلا بَلَّغَتها مَن شَكى الهَجرَ بِالوَصلِ |
8 |
ذَريني أَنَل ما لا يُنالُ مِنَ العُلا |
* |
فَصَعبُ العُلا في الصَعبِ وَالسَهلُ في السَهلِ |
9 |
تُريدينَ لُقيانَ المَعالي رَخيصَةً |
* |
وَلا بُدَّ دونَ الشَهدِ مِن إِبَرِ النَحلِ |
10 |
حَذِرتِ عَلَينا المَوتَ وَالخَيلُ تَلتَقي |
* |
وَلَم تَعلَمي عَن أَيِّ عاقِبَةٍ تُجلَي |
11 |
فَلَستُ غَبينًا لَو شَرَيتُ مَنِيَّتي |
* |
بِإِكرامِ دِلَّيرَ بنِ لَشْكَرَوَزَ لي |
12 |
تُمِرُّ الأَنابيبُ الخَواطِرُ بَينَنا |
* |
وَنَذكُرُ إِقبالَ الأَميرِ فَتَحلولي |
13 |
وَلَو كُنتُ أَدري أَنَّها سَبَبٌ لَهُ |
* |
لَزادَ سُروري بِالزِيادَةِ في القَتلِ |
14 |
فَلا عَدِمَتْ أَرضُ العِراقَينِ فِتنَةً |
* |
دَعَتكَ إِلَيها كاشِفَ الخَوفِ وَالمَحلِ |
15 |
ظَلِلنا إِذا أَنبى الحَديدُ نُصولَنا |
* |
نُجَرِّدُ ذِكرًا مِنكَ أَمضى مِنَ النَصلِ |
16 |
وَنَرمي نَواصيها مِنِ اسمِكَ في الوَغى |
* |
بِأَنفَذَ مِن نُشّابِنا وَمِنَ النَبلِ |
17 |
فَإِن تَكُ مِن بَعدِ القِتالِ أَتَيتَنا |
* |
فَقَد هَزَمَ الأَعداءَ ذِكرُكَ مِن قَبلِ |
18 |
وَما زِلتُ أَطوي القَلبَ قَبلَ اِجتِماعِنا |
* |
عَلى حاجَةٍ بَينَ السَنابِكِ وَالسُبلِ |
19 |
وَلَو لَم تَسِر سِرنا إِلَيكَ بِأَنفُسٍ |
* |
غَرائِبَ يُؤثِرنَ الجِيادَ عَلى الأَهلِ |
20 |
وَخَيلٍ إِذا مَرَّت بِوَحشٍ وَرَوضَةٍ |
* |
أَبَت رَعيَها إِلا وَمِرجَلُنا يَغلي |
21 |
وَلَكِن رَأَيتَ القَصدَ في الفَضلِ شِركَةً |
* |
فَكانَ لَكَ الفَضلانِ بِالقَصدِ وَالفَضلِ |
22 |
وَلَيسَ الَّذي يَتَّبَّعُ الوَبلَ رائِدًا |
* |
كَمَن جاءهُ في دَهرِهِ رائِدُ الوَبلِ |
23 |
وَما أَنا مِمَّن يَدَّعي الشَوقَ قَلبُهُ |
* |
وَيَحتَجُّ في تَركِ الزِيارَةِ بِالشُغلِ |
24 |
أَرادَتْ كِلابٌ أَن تَفوزَ بِدَولَةٍ |
* |
لِمَن تَرَكَت رَعيَ الشُوَيهاتِ وَالإِبلِ |
25 |
أَبى رَبُّها أَن يَترُكَ الوَحشَ وَحدَها |
* |
وَأَن يُؤمِنَ الضَبَّ الخَبيثَ مِنَ الأَكلِ |
26 |
وَقادَ لَها دِلَّيرُ كُلَّ طِمِرَّةٍ |
* |
تُنيفُ بِخَدَّيها سَحوقٌ مِنَ النَخلِ |
27 |
وَكُلَّ جَوادٍ تَلطِمُ الأَرضَ كَفُّهُ |
* |
بِأَغنى عَنِ النَعلِ الحَديدِ مِنَ النَعلِ |
28 |
فَوَلَّتْ تُريغُ الغَيثَ وَالغَيثَ خَلَّفَتْ |
* |
وَتَطلُبُ ما قَد كانَ في اليَدِ بِالرِجلِ |
29 |
تُحاذِرُ هَزلَ المالِ وَهيَ ذَليلَةٌ |
* |
وَأَشهَدُ أَنَّ الذُلَّ شَرٌّ مِنَ الهَزلِ |
30 |
وَأَهدَتْ إِلَينا غَيرَ قاصِدَةٍ بِهِ |
* |
كَريمَ السَجايا يَسبِقُ القَولَ بِالفِعلِ |
31 |
تَتَبَّعَ آثارَ الرَزايا بِجودِهِ |
* |
تَتَبُّعَ آثارِ الأَسِنَّةِ بِالفُتلِ |
32 |
شَفى كُلَّ شاكٍ سَيفُهُ وَنَوالُهُ |
* |
مِنَ الداءِ حَتّى الثاكِلاتِ مِنَ الثُكلِ |
33 |
عَفيفٌ تَروقُ الشَمسَ صورَةُ وَجهِهِ |
* |
وَلَو نَزَلَت شَوقًا لَحادَ إِلى الظِلِّ |
34 |
شُجاعٌ كَأَنَّ الحَربَ عاشِقَةٌ لَهُ |
* |
إِذا زارَها فَدَّتهُ بِالخَيلِ وَالرَجلِ |
35 |
وَرَيّانُ لا تَصدى إِلى الخَمرِ نَفسُهُ |
* |
وَعَطشانُ لا تَروى يَداهُ مِنَ البَذلِ |
36 |
فَتَمليكُ دِلَّيرٍ وَتَعظيمُ قَدرِهِ |
* |
شَهيدٌ بِوَحدانِيَّةِ اللهِ وَالعَدلِ |
37 |
وَما دامَ دِلَّيرٌ يَهُزُّ حُسامَهُ |
* |
فَلا نابَ في الدُنيا لِلَيثٍ وَلا شِبلِ |
38 |
وَما دامَ دِلَّيرٌ يُقَلِّبُ كَفَّهُ |
* |
فَلا خَلقَ مِن دَعوى المَكارِمِ في حِلِّ |
39 |
فَتىً لا يُرَجّي أَن تَتِمَّ طَهارَةٌ |
* |
لِمَن لَم يُطَهِّر راحَتَيهِ مِنَ البُخلِ |
40 |
فَلا قَطَعَ الرَحمَنُ أَصلاً أَتى بِهِ |
* |
فَإِنّي رَأَيتُ الطَيِّبَ الطَيِّبَ الأَصلِ |