الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 إِذا كانَ مَدحٌ فَالنَسيبُ المُقَدَّمُ * أَكُلُّ فَصيحٍ قالَ شِعرًا مُتَيَّمُ
2 لَحُبُّ ابنِ عَبدِ اللهِ أَولى فَإِنَّهُ * بِهِ يُبدَءُ الذِكرُ الجَميلُ وَيُختَمُ
3 أَطَعتُ الغَواني قَبلَ مَطمَحِ ناظِري * إِلى مَنظَرٍ يَصغُرنَ عَنهُ وَيَعظُمُ
4 تَعَرَّضَ سَيفُ الدَولَةِ الدَهرَ كُلَّهُ * يُطَبِّقُ في أَوصالِهِ وَيُصَمِّمُ
5 فَجازَ لَهُ حَتّى عَلى الشَمسِ حُكمُهُ * وَبانَ لَهُ حَتّى عَلى البَدرِ مَيسَمُ
6 كَأَنَّ العِدا في أَرضِهِمْ خُلَفاؤهُ * فَإِن شاءَ حازوها وَإِن شاءَ سَلَّموا
7 وَلا كُتبَ إِلا المَشرَفِيَّةُ عِندَهُ * وَلا رُسُلٌ إِلا الخَميسُ العَرَمرَمُ
8 فَلَم يَخلُ مِن نَصرٍ لَهُ مَن لَهُ يَدٌ * وَلَم يَخلُ مِن شُكرٍ لَهُ مَن لَهُ فَمُ
9 وَلَم يَخلُ مِن أَسمائِهِ عودُ مِنبَرٍ * وَلَم يَخلُ دينارٌ وَلَم يَخلُ دِرهَمُ
10 ضُروبٌ وَما بَينَ الحُسامَينِ ضَيِّقٌ * بَصيرٌ وَما بَينَ الشُجاعَينِ مُظلِمُ
11 تُباري نُجومَ القَذفِ في كُلِّ لَيلَةٍ * نُجومٌ لَهُ مِنهُنَّ وَردٌ وَأَدهَمُ
12 يَطَأنَ مِنَ الأَبطالِ مَن لا حَمَلنَهُ * وَمِن قِصَدِ المَرّانِ ما لا يُقَوَّمُ
13 فَهُنَّ مَعَ السيدانِ في البَرِّ عُسَّلٌ * وَهُنَّ مَعَ النينانِ في الماءِ عُوَّمُ
14 وَهُنَّ مَعَ الغِزلانِ في الوادِ كُمَّنٌ * وَهُنَّ مَعَ العِقبانِ في النيقِ حُوَّمُ
15 إِذا جَلَبَ الناسُ الوَشيجَ فَإِنَّهُ * بِهِنَّ وَفي لَبّاتِهِنَّ يُحَطَّمُ
16 بِغُرَّتِهِ في الحَربِ وَالسِلمِ وَالحِجا * وَبَذلِ اللُها وَالحَمدِ وَالمَجدِ مُعلِمُ
17 يُقِرُّ لَهُ بِالفَضلِ مَن لا يَوَدُّهُ * وَيَقضي لَهُ بِالسَعدِ مَن لا يُنَجِّمُ
18 أَجارَ عَلى الأَيّامِ حَتّى ظَنَنتُهُ * تُطالِبُهُ بِالرَدِّ عادٌ وَجُرهُمُ
19 ضَلالاً لِهَذي الريحِ ماذا تُريدُهُ * وَهَديًا لِهَذا السَيلِ ماذا يُؤَمِّمُ
20 أَلَم يَسأَلِ الوَبلُ الَّذي رامَ ثَنيَنا * فَيُخبِرَهُ عَنكَ الحَديدُ المُثَلَّمُ
21 وَلَمّا تَلَقّاكَ السَحابُ بِصَوبِهِ * تَلَقّاهُ أَعلى مِنهُ كَعبًا وَأَكرَمُ
22 فَباشَرَ وَجهًا طالَما باشَرَ القَنا * وَبَلَّ ثِيابًا طالَما بَلَّها الدَمُ
23 تَلاكَ وَبَعضُ الغَيثِ يَتبَعُ بَعضَهُ * مِنَ الشَأمِ يَتلو الحاذِقَ المُتَعَلِّمُ
24 فَزارَ الَّتي زارَتْ بِكَ الخَيلُ قَبرَها * وَجَشَّمَهُ الشَوقُ الَّذي تَتَجَشَّمُ
25 وَلَمّا عَرَضتَ الجَيشَ كانَ بَهاؤُهُ * عَلى الفارِسِ المُرخى الذُؤابَةَ مِنهُمُ
26 حَوالَيهِ بَحرٌ لِلتَجافيفِ مائِجٌ * يَسيرُ بِهِ طَردٌ مِنَ الخَيلِ أَيهَمُ
27 تَساوَت بِهِ الأَقطارُ حَتّى كَأَنَّهُ * يُجَمِّعُ أَشتاتَ الجِبالِ وَيَنظِمُ
28 وَكُلُّ فَتىً لِلحَربِ فَوقَ جَبينِهِ * مِنَ الضَربِ سَطرٌ بِالأَسِنَّةِ مُعجَمُ
29 يَمُدُّ يَديهِ في المُفاضَةِ ضَيغَمٌ * وَعَينَيهِ مِن تَحتِ التَريكَةِ أَرقَمُ
30 كَأَجناسِها راياتُها وَشِعارُها * وَما لَبِسَتهُ وَالسِلاحُ المُسَمَّمُ
31 وَأَدَّبَها طولُ القِتالِ فَطَرفُهُ * يُشيرُ إِلَيها مِن بَعيدٍ فَتَفهَمُ
32 تُجاوِبُهُ فِعلاً وَما تَعرِفُ الوَحى * وَيُسمِعُها لَحظًا وَما يَتَكَلَّمُ
33 تَجانَفُ عَن ذاتِ اليَمينِ كَأَنَّها * تَرِقُّ لِمِيّافارِقينَ وَتَرحَمُ
34 وَلَو زَحَمَتها بِالمَناكِبِ زَحمَةً * دَرَت أَيُّ سورَينا الضَعيفُ المُهَدَّمُ
35 عَلى كُلِّ طاوٍ تَحتَ طاوٍ كَأَنَّهُ * مِنَ الدَّمِ يُسقى أَو مِنَ اللَحمِ يُطعَمُ
36 لَها في الوَغى زِيُّ الفَوارِسِ فَوقَها * فَكُلُّ حِصانٍ دارِعٌ مُتَلَثِّمُ
37 وَما ذاكَ بُخلاً بِالنُفوسِ عَلى القَنا * وَلَكِنَّ صَدمَ الشَرِّ بالشَرِّ أَحزَمُ
38 أَتَحسِبُ بيضُ الهِندِ أَصلَكَ أَصلَها * وَأَنَّكَ مِنها ساءَ ما تَتَوَهَّمُ
39 إِذا نَحنُ سَمَّيناكَ خِلنا سُيوفَنا * مِنَ التيهِ في أَغمادِها تَتَبَسَّمُ
40 وَلَم نَرَ مَلكًا قَطُّ يُدعى بِدونِهِ * فَيَرضى وَلَكِن يَجهَلونَ وَتَحلُمُ
41 أَخَذتَ عَلى الأَعداءِ كُلَّ ثَنِيَّةٍ * مِنَ العَيشِ تُعطي مَن تَشاءُ وَتَحرِمُ
42 فَلا مَوتَ إِلا مِن سِنانِكَ يُتَّقى * وَلا رِزقَ إِلا مِن يَمينِكَ يُقسَمُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

يمدح سيف الدولة

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (350)،
2 - الأبيات (4-6) في صفحة (351)،
3 - الأبيات (7-9) في صفحة (352)،
4 - الأبيات (10-13) في صفحة (353)،
5 - الأبيات (14-16) في صفحة (354)،
6 - الأبيات (17-21) في صفحة (355)،
7 - الأبيات (22-26) في صفحة (356)،
8 - الأبيات (27-29) في صفحة (357)،
9 - الأبيات (30-33) في صفحة (358)،
10 - البيتان (34-35) في صفحة (359)،
11 - الأبيات (36-38) في صفحة (360)،
12 - الأبيات (39-43) في صفحة (361)،

الرابط المختصر