الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ * وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
2 وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها * وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
3 يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ * وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
4 وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ * وَذَلِكَ ما لا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
5 يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمرًا سِلاحَهُ * نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
6 وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ * وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
7 هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها * وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
8 سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ * فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
9 بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا * وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
10 وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَتْ * وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
11 طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها * عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
12 تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ * وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
13 إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعًا * مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
14 وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها * وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ
15 وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ * فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
16 أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُمْ * سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
17 إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ * ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ
18 خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ * وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ
19 تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ * فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلا التَراجِمُ
20 فَلِلهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ * فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ
21 تَقَطَّعَ ما لا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا * وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ
22 وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ * كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
23 تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً * وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
24 تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى * إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
25 ضَمَمتَ جَناحَيهِمْ عَلى القَلبِ ضَمَّةً * تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ
26 بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ * وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ
27 حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها * وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ
28 وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما * مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
29 نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ نَثْرَةً * كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ
30 تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى * وَقَد كَثُرَتْ حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ
31 تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها * بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ
32 إِذا زَلِقت مَشَّيتَها بِبِطونِها * كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ
33 أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ * قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ
34 أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ * وَقَد عَرَفَتْ ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ
35 وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ * وَبِالصِهرِ حَمْلاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ
36 مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبا * بِما شَغَلَتها هامُهُمْ وَالمَعاصِمُ
37 وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمُ * عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
38 يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ * وَلَكِنَّ مَغنومًا نَجا مِنكَ غانِمُ
39 وَلَستَ مَليكًا هازِمًا لِنَظيرِهِ * وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ
40 تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ * وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ
41 لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ * فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ
42 وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى * فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ
43 عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ * إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ
44 أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَدًا * وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ
45 هَنيئًا لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلا * وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ
46 وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى * وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

يمدح سيف الدولة

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (378)،
2 - الأبيات (2-5) في صفحة (379)،
3- البيتان (6-7) في صفحة (380)،
4 - الأبيات (8-10) في صفحة (381)،
5 - الأبيات (11-13) في صفحة (382)،
6 - البيتان (14-15) في صفحة (383)،
7 - الأبيات (16-18) في صفحة (384)،
8 - الأبيات (19-21) في صفحة (385)،
9 - البيت (22) في صفحة (386)،
10 - الأبيات (23-25) في صفحة (387)،
11 - الأبيات (26-29) في صفحة (388)،
12 - الأبيات (30-33) في صفحة (389)،
13 - الأبيات (34-37) في صفحة (390)،
14 - الأبيات (38-41) في صفحة (391)،
15 - الأبيات (42-46) في صفحة (392)،

الرابط المختصر