الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 ذِكرُ الصِبا وَمَراتِعِ الآرامِ * جَلَبَت حِمامي قَبلَ وَقتِ حِمامي
2 دِمَنٌ تَكاثَرَتِ الهُمومُ عَلَيَّ في * عَرَصاتِها كَتَكاثُرِ اللُوّامِ
3 فَكَأَنَّ كُلَّ سَحابَةٍ وَكَفَت بِها * تَبكي بِعَينَي عُروَةَ بنِ حِزامِ
4 وَلَطالَما أَفنَيتُ ريقَ كَعابِها * فيها وَأَفنَت بِالعِتابِ كَلامي
5 قَد كُنتَ تَهزَءُ بِالفِراقِ مَجانَةً * وَتَجُرُّ ذَيلَيْ شِرَّةٍ وَعُرامِ
6 لَيسَ القِبابُ عَلى الرِكابِ وَإِنَّما * هُنَّ الحَياةُ تَرَحَّلَت بِسَلامِ
7 لَيتَ الَّذي خَلَقَ النَوى جَعَلَ الحَصى * لِخِفافِهِنَّ مَفاصِلي وَعِظامي
8 مُتَلاحِظَينِ نَسُحُّ ماءَ شُؤونِنا * حَذَرًا مِنَ الرُقَباءِ في الأَكمامِ
9 أَرواحُنا اِنهَمَلَت وَعِشنا بَعدَها * مِن بَعدِ ما قَطَرَت عَلى الأَقدامِ
10 لَو كُنَّ يَومَ جَرَينَ كُنَّ كَصَبرِنا * عِندَ الرَحيلِ لَكُنَّ غَيرَ سِجامِ
11 لَم يَترُكوا لي صاحِبًا إِلا الأَسى * وَذَميلَ دِعبِلَةٍ كَفَحلِ نَعامِ
12 وَتَعَذُّرُ الأَحرارِ صَيَّرَ ظَهرَها * إِلا إِلَيكَ عَلَيَّ فَرجَ حَرامِ
13 أَنتَ الغَريبَةُ في زَمانٍ أَهلُهُ * وُلِدَت مَكارِمُهُمْ لِغَيرِ تَمامِ
14 أَكثَرتَ مِن بَذلِ النَوالِ وَلَم تَزَلْ * عَلَمًا عَلى الإِفضالِ وَالإِنعامِ
15 صَغَّرتَ كُلَّ كَبيرَةٍ وَكَبُرتَ عَن * لَكَأَنَّهُ وَعَدَدتَ سِنَّ غُلامِ
16 وَرَفَلتَ في حُلَلِ الثَناءِ وَإِنَّما * عَدَمُ الثَناءِ نِهايَةُ الإِعدامِ
17 عَيبٌ عَلَيكَ تُرى بِسَيفٍ في الوَغى * ما يَصنَعُ الصَمصامُ بِالصَمصامِ
18 إِن كانَ مِثلُكَ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ * فَبَرِئتُ حينَئذٍ مِنَ الإِسلامِ
19 مَلِكٌ زُهَت بِمَكانِهِ أَيّامُهُ * حَتّى اِفتَخَرنَ بِهِ عَلى الأَيّامِ
20 وَتَخالُهُ سَلَبَ الوَرى أَحلامَهُمْ * مِن حِلمِهِ فَهُمُ بِلا أَحلامِ
21 وَإِذا اِمتَحَنتَ تَكَشَّفَت عَزَماتُهُ * عَن أَوحَدِيِّ النَقضِ وَالإِبرامِ
22 وَإِذا سَأَلتَ بَنانَهُ عَن نَيلِهِ * لَم يَرضَ بِالدُنيا قَضاءَ ذِمامِ
23 مَهلًا أَلا لِلَّهِ ما صَنَعَ القَنا * في عَمرِو حابِ وَضَبَّةَ الأَغتامِ
24 لَمّا تُحَكَّمَتِ الأَسِنَّةُ فيهِمْ * جارَت وَهُنَّ يَجُرنَ في الأَحكامِ
25 فَتَرَكتَهُمْ خَلَلَ البُيوتِ كَأَنَّما * غَضِبَت رُؤوسُهُمُ عَلى الأَجسامِ
26 أَحجارُ ناسٍ فَوقَ أَرضٍ مِن دَمٍ * وَنُجومُ بَيضٍ في سَماءِ قَتامِ
27 وَذِراعُ كُلِّ أَبي فُلانٍ كُنيَةً * حالَت فَصاحِبُها أَبو الأَيتامِ
28 عَهدي بِمَعرَكَةِ الأَميرِ وَخَيلُهُ * في النَقعِ مُحجِمَةٌ عَنِ الإِحجامِ
29 يا سَيفَ دَولَةِ هاشِمٍ مَن رامَ أَن * يَلقى مَنالَكَ رامَ غَيرَ مَرامِ
30 صَلّى الإِلَهُ عَلَيكَ غَيرَ مُوَدَّعٍ * وَسَقى ثَرى أَبَوَيكَ صَوبَ غَمامِ
31 وَكَساكَ ثَوبَ مَهابَةٍ مِن عِندِهِ * وَأَراكَ وَجهَ شَقيقِكَ القَمقامِ
32 فَلَقَد رَمى بَلَدَ العَدُوِّ بِنَفسِهِ * في رَوقِ أَرعَنَ كَالغِطَمِّ لُهامِ
33 قَومٌ تَفَرَّسَتِ المَنايا فيكُمُ * فَرَأَت لَكُم في الحَربِ صَبرَ كِرامِ
34 تَاللَهِ ما عَلِمَ اِمرُؤٌ لَولاكُمُ * كَيفَ السَخاءُ وَكَيفَ ضَربَ الهامِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال في صباه سنة إحدى وعشرين وثلاثمئة

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (6)،
2 - الأبيات (2-5) في صفحة (7)،
3 - الأبيات (6-9) في صفحة (8)،
4 - الأبيات (10-13) في صفحة (9)،
5 - الأبيات (14-17) في صفحة (10)،
6 - الأبيات (18-23) في صفحة (11)،
7- البيتان (24-25) في صفحة (12)،
8 - الأبيات (26-29) في صفحة (13)،
9 - الأبيات (30-34) في صفحة (14)،

الرابط المختصر