الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 عُقبى اليَمينِ عَلى عُقبى الوَغى نَدَمُ * ماذا يَزيدُكَ في إِقدامِكَ القَسَمُ
2 وَفي اليَمينِ عَلى ما أَنتَ واعِدُهُ * ما دَلَّ أَنَّكَ في الميعادِ مُتَّهَمُ
3 آلى الفَتى اِبنُ شُمُشقيقٍ فَأَحنَثَهُ * فَتىً مِنَ الضَربِ تُنسى عِندَهُ الكَلِمُ
4 وَفاعِلٌ ما اِشتَهى يُغنِهِ عَن حَلِفٍ * عَلى الفِعالِ حُضورُ الفِعلِ وَالكَرَمُ
5 كُلُّ السُيوفِ إِذا طالَ الضِرابُ بِها * يَمَسُها غَيرَ سَيفِ الدَولَةِ السَأَمُ
6 لَو كَلَّتِ الخَيلُ حَتّى لا تَحَمَّلَهُ * تَحَمَّلَتهُ إِلى أَعدائِهِ الهِمَمُ
7 أَينَ البَطاريقُ وَالحَلفُ الَّذي حَلَفوا * بِمَفرَقِ المَلكِ وَالزَعمُ الَّذي زَعَموا
8 وَلّى صَوارِمَهُ إِكذابَ قَولِهِمُ * فَهُنَّ أَلسِنَةٌ أَفواهُها القِمَمُ
9 نَواطِقٌ مُخيِراتٌ في جَماجِمِهِمْ * عَنهُ بِما جَهِلوا مِنهُ وَما عَلِموا
10 الراجِعُ الخَيلَ مُحفاةً مُقَوَّدَةً * مِن كُلِّ مِثلِ وَباري أَهلُها إِرَمُ
11 كَتَلِّ بِطريقٍ المَغرورِ ساكِنُها * بِأَنَّ دارَكَ قِنَّسرينُ وَالأَجَمُ
12 وَظَنِّهِمْ أَنَّكَ المِصباحُ في حَلَبٍ * إِذا قَصَدتَ سِواها عادَها الظُلَمُ
13 وَالشَمسُ يَعنونَ إِلا أَنَّهُم جَهِلوا * وَالمَوتَ يَدعونَ إِلا أَنَّهُم وَهَموا
14 فَلَم تُتِمَّ سَروجٌ فَتحَ ناظِرِها * إِلا وَجَيشُكَ في جَفنَيهِ مُزدَحِمُ
15 وَالنَقعُ يَأخُذُ حَرّانًا وَبَقعَتَها * وَالشَمسُ تَسفِرُ أَحيانًا وَتَلتَثِمُ
16 سُحبٌ تَمُرُّ بِحِصنِ الرانِ مُمسِكَةً * وَما بِها البُخلُ لَولا أَنَّها نِقَمُ
17 جَيشٌ كَأَنَّكَ في أَرضٍ تُطاوِلُهُ * فَالأَرضُ لا أُمَمٌ وَالجَيشُ لا أَمَمُ
18 إِذا مَضى عَلَمُ مِنها بَدا عَلَمٌ * وَإِن مَضى عَلَمٌ مِنهُ بَدا عَلَمُ
19 وَشُزَّبٌ أَحمَتِ الشِعرى شَكائِمَها * وَوَسَّمَتها عَلى آنافِها الحَكَمُ
20 حَتّى وَرَدنَ بِسِمنينٍ بُحَيرَتِها * تَنِشُّ بِالماءِ في أَشداقِها اللُجُمُ
21 وَأَصبَحَت بِقَرى هِنزيطَ جائِلَةً * تَرعى الظُبا في خَصيبٍ نَبتُهُ اللِمَمُ
22 فَما تَرَكنَ بِها خُلدًا لَهُ بَصَرٌ * تَحتَ التُرابِ وَلا بازًا لَهُ قَدَمُ
23 وَلا هِزَبرًا لَهُ مِن دِرعِهِ لِبَدٌ * وَلا مَهاةً لَها مِن شِبهِها حَشَمُ
24 تَرمي عَلى شَفَراتِ الباتِراتِ بِهِمْ * مَكامِنُ الأَرضِ وَالغيطانُ وَالأَكَمُ
25 وَجاوَزوا أَرسَناسًا مُعصِمينَ بِهِ * وَكَيفَ يَعصِمُهُمُ ما لَيسَ يَنعَصِمُ
26 وَما يَصُدُّكَ عَن بَحرٍ لَهُمْ سَعَةٌ * وَما يَرُدُّكَ عَن طَودٍ لَهُمْ شَمَمُ
27 ضَرَبتَهُ بِصُدورِ الخَيلِ حامِلَةً * قَومًا إِذا تَلِفوا قُدمًا فَقَد سَلِموا
28 تَجَفَّلَ المَوجُ عَن لَبّاتِ خَيلِهِمُ * كَما تَجَفَّلُ تَحتَ الغارَةِ النَعَمُ
29 عَبَرتَ تَقدُمُهُمْ فيهِ وَفي بَلَدٍ * سُكّانُهُ رِمَمٌ مَسكونُها حُمَمُ
30 وَفي أَكُفِّهِمُ النارُ الَّتي عُبِدَتْ * قَبلَ المَجوسِ إِلى ذا اليَومِ تَضطَرِمُ
31 هِندِيَّةٌ إِن تُصَغِّر مَعشَرًا صَغُروا * بِحَدِّها أَو تُعَظِّم مَعشَرًا عَظَموا
32 قاسَمتَها تَلَّ بِطريقٍ فَكانَ لَها * أَبطالُها وَلَكَ الأَطفالُ وَالحُرَمُ
33 تَلقى بِهِم زَبَدَ التَيّارِ مُقرَبَةٌ * عَلى جَحافِلِها مِن نَضحِهِ رَثَمُ
34 دُهمٌ فَوارِسُها رُكّابُ أَبطُنِها * مَكدودَةٌ بِقَومٍ لا بِها الأَلَمُ
35 مِنَ الجِيادِ الَّتي كِدتَ العَدُوَّ بِها * وَما لَها خِلَقٌ مِنها وَلا شِيَمُ
36 نِتاجُ رَأيِكَ في وَقتٍ عَلى عَجَلٍ * كَلَفظِ حَرفٍ وَعاهُ سامِعٌ فَهِمُ
37 وَقَد تَمَنَّوا غَداةَ الدَربِ في لَجَبٍ * أَن يُبصِروكَ فَلَمّا أَبصَروكَ عَموا
38 صَدَمتَهُمْ بِخَميسٍ أَنتَ غُرَّتُهُ * وَسَمهَرِيَّتُهُ في وَجهِهِ غَمَمُ
39 فَكانَ أَثبَتَ ما فيهِمْ جُسومُهُمُ * يَسقُطنَ حَولَكَ وَالأَرواحُ تَنهَزِمُ
40 وَالأَعوَجِيَّةُ مِلءَ الطُرقِ خَلفَهُمُ * وَالمَشرَفِيَّةُ مِلءَ اليَومِ فَوقَهُمُ
41 إِذا تَوافَقَتِ الضَرباتُ صاعِدَةً * تَوافَقَت قُلَلٌ في الجَوِّ تَصطَدِمُ
42 وَأَسلَمَ اِبنُ شُمُشقيقٍ أَلِيَّتَهُ * إلّا اِنثَنى فَهوَ يَنأى وَهيَ تَبتَسِمُ
43 لا يَأمُلُ النَفَسَ الأَقصى لِمُهجَتِهِ * فَيَسرِقُ النَفَسَ الأَدنى وَيَغتَنِمُ
44 تَرُدُّ عَنهُ قَنا الفُرسانِ سابِغَةٌ * صَوبُ الأَسِنَّةِ في أَثنائِها دِيَمُ
45 تَخُطُّ فيها العَوالي لَيسَ تَنفُذُها * كَأَنَّ كُلَّ سِنانٍ فَوقَها قَلَمُ
46 فَلا سَقى الغَيثُ ما واراهُ مِن شَجَرٍ * لَو زَلَّ عَنهُ لَوارَت شَخصَهُ الرَخَمُ
47 أَلهى المَمالِكَ عَن فَخرٍ قَفَلتَ بِهِ * شُربُ المُدامَةِ وَالأَوتارُ وَالنَغَمُ
48 مُقَلَّدًا فَوقَ شُكرِ اللَهِ ذا شُطَبٍ * لا تُستَدامُ بِأَمضى مِنهُما النِعَمُ
49 أَلقَت إِلَيكَ دِماءُ الرومِ طاعَتَها * فَلَو دَعَوتَ بِلا ضَربٍ أَجابَ دَمُ
50 يُسابِقُ القَتلُ فيهِمْ كُلَّ حادِثَةٍ * فَما يُصيبُهُمُ مَوتٌ وَلا هَرَمُ
51 نَفَت رُقادَ عَلِيٍّ عَن مَحاجِرِهِ * نَفسٌ يُفَرِّجُ نَفسًا غَيرَها الحُلُمُ
52 القائِمُ المَلِكُ الهادي الَّذي شَهِدَت * قِيامَهُ وَهُداهُ العُربُ وَالعَجَمُ
53 اِبنُ المُعَفِّرِ في نَجدٍ فَوارِسَها * بِسَيفِهِ وَلَهُ كوفانُ وَالحَرَمُ
54 لا تَطلُبَنَّ كَريمًا بَعدَ رُؤيَتِهِ * إِنَّ الكِرامَ بِأَسخاهُمْ يَدًا خُتِموا
55 وَلا تُبالِ بِشِعرٍ بَعدَ شاعِرِهِ * قَد أُفسِدَ القَولُ حَتّى أُحمِدَ الصَمَمُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح سيف الدولة سنة خمس وأربعين وثلاثمئة، وهي آخر قصيدة قالها بحضرة سيف الدولة الأمير

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (15)،
2 - الأبيات (5-9) في صفحة (16)،
3 - الأبيات (10-12) في صفحة (17)،
4 - الأبيات (13-17) في صفحة (18)،
5 - الأبيات (18-20) في صفحة (19)،
6 - الأبيات (21-23) في صفحة (20)،
7 - الأبيات (24-29) في صفحة (21)،
8 - الأبيات (30-32) في صفحة (22)،
9 - الأبيات (33-38) في صفحة (23)،
10 - الأبيات (39-43) في صفحة (24)،
11 - الأبيات (44-48) في صفحة (25)،
12 - الأبيات (49-55) في صفحة (26)،

الرابط المختصر